إنّ نظرة الإسلام إلى الحريّة الشخصيّة تنطلق من الفكرة التي تريد أن تصوغ الإنسان صياغة جديدة ترتكز على أساس التّوازن في الحياة، الذي يحقِّق له السلامة في جسمه وروحه وعقله.
وعلى ضوء ذلك، كانت المحرَّمات التي حدَّد الإسلام فيها حريّة الإنسان في ممارسة شهواته ولذائذها، لتكون بمثابة الضّوابط العمليّة التي تحمي الإنسان من الهلاك الجسدي والروحي، فأباح للإنسان استعمال الطيّبات في الأكل والشّرب، ونهاه عن الإسراف في ذلك، كما حرَّم عليه الميتة والدّم ولحم الخنزير وما أهلَّ لغير الله والخمر وغير ذلك، لأنّها تحمل له الأضرار الصحيّة والروحية والعقلية، وأباح له ممارسة الجنس، فلم يعتبره عيباً، بل جعله أمراً طبيعيّاً جداً، ورغَّب به في إطار العلاقة الزوجيّة، ونهاه عن العلاقات الشاذّة، والعلاقات غير الشرعيّة مع غير الزوجة من المحرم والأجنبيّات، لأنّها تسيء إلى النظام الذي يحقِّق سعادة الإنسان الروحية والمادية في جوّ الأسرة، وتساعد على الفوضى في ممارسة الجنس، الأمر الذي يسبّب للإنسان مشاكل كثيرة في جميع المستويات،
وأطلق للإنسان حريّة اللّعب واللّهو، وحرَّم عليه الميسر والأساليب التي تسيء إلى أخلاقه وتضيّع طاقاته في غير طائل...
وهكذا نجد أنّ حدود الحريّة الشخصية تبدأ حيث تبدأ مصلحة الإنسان الفرديّة والاجتماعيّة، وتنتهي حيث تتعرَّض حياة الإنسان للضّياع والانهيار.
وبكلمة واحدة: إنَّ الحريّة المطلقة تساوي الفوضى التي تتحوَّل إلى قيد يخنق ـ في نهاية المطاف ـ حريّة الإنسان وحريّة غيره. فلا بدّ لنا من تقييد الحريّة، بالقيود التي تضمن للإنسان ممارستها دون أن تسيء إلى نفسه وإلى غيره.
ولعلَّنا نلمح ذلك في بعض الآيات التي عقبت الحديث عن الطيّبات بالدّعوة إلى تقوى الله وشكره، وعدم الطّغيان والاعتداء، كما في قوله تعالى في سورة المائدة: {وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}[المائدة: 87].
* من كتاب "مفاهيم عامّة".

إنّ نظرة الإسلام إلى الحريّة الشخصيّة تنطلق من الفكرة التي تريد أن تصوغ الإنسان صياغة جديدة ترتكز على أساس التّوازن في الحياة، الذي يحقِّق له السلامة في جسمه وروحه وعقله.
وعلى ضوء ذلك، كانت المحرَّمات التي حدَّد الإسلام فيها حريّة الإنسان في ممارسة شهواته ولذائذها، لتكون بمثابة الضّوابط العمليّة التي تحمي الإنسان من الهلاك الجسدي والروحي، فأباح للإنسان استعمال الطيّبات في الأكل والشّرب، ونهاه عن الإسراف في ذلك، كما حرَّم عليه الميتة والدّم ولحم الخنزير وما أهلَّ لغير الله والخمر وغير ذلك، لأنّها تحمل له الأضرار الصحيّة والروحية والعقلية، وأباح له ممارسة الجنس، فلم يعتبره عيباً، بل جعله أمراً طبيعيّاً جداً، ورغَّب به في إطار العلاقة الزوجيّة، ونهاه عن العلاقات الشاذّة، والعلاقات غير الشرعيّة مع غير الزوجة من المحرم والأجنبيّات، لأنّها تسيء إلى النظام الذي يحقِّق سعادة الإنسان الروحية والمادية في جوّ الأسرة، وتساعد على الفوضى في ممارسة الجنس، الأمر الذي يسبّب للإنسان مشاكل كثيرة في جميع المستويات،
وأطلق للإنسان حريّة اللّعب واللّهو، وحرَّم عليه الميسر والأساليب التي تسيء إلى أخلاقه وتضيّع طاقاته في غير طائل...
وهكذا نجد أنّ حدود الحريّة الشخصية تبدأ حيث تبدأ مصلحة الإنسان الفرديّة والاجتماعيّة، وتنتهي حيث تتعرَّض حياة الإنسان للضّياع والانهيار.
وبكلمة واحدة: إنَّ الحريّة المطلقة تساوي الفوضى التي تتحوَّل إلى قيد يخنق ـ في نهاية المطاف ـ حريّة الإنسان وحريّة غيره. فلا بدّ لنا من تقييد الحريّة، بالقيود التي تضمن للإنسان ممارستها دون أن تسيء إلى نفسه وإلى غيره.
ولعلَّنا نلمح ذلك في بعض الآيات التي عقبت الحديث عن الطيّبات بالدّعوة إلى تقوى الله وشكره، وعدم الطّغيان والاعتداء، كما في قوله تعالى في سورة المائدة: {وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}[المائدة: 87].
* من كتاب "مفاهيم عامّة".