كتابات
10/05/2020

في المفهوم الإسلامي: الإنسان سيّد الكون

في المفهوم الإسلامي: الإنسان سيّد الكون

يُمثّل الإنسان في المفهوم الإسلامي، سيّد الكون الذي أراد الله سبحانه وتعالى له أن يقود حركة الكون، من خلال ما أودعه فيه من طاقات ومن قوى يمكن أن تتيح له القيام بهذه المهمة الكبيرة. ونستطيع أن نستوحي ذلك من خلال الحوار الذي دار بين الله تعالى وبين ملائكته في خلق آدم، حيث قال الله سبحانه وتعالى: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً}(البقرة/30)، وعرّفهم بأنّه قد علّمه من العلم ما لا يعملون.

ثم نلاحظ تقدير الإنسان، حين أمر الله سبحانه وتعالى الملائكة بالسجود له، ما يوحي بعظمة خلقه، وبالقيمة الكبيرة التي يمثّلها الإنسان فيما خَلْقُ الله سبحانه وتعالى.

وهكذا نستطيع أن نتعرّف ذلك من خلال إبعاد إبليس عن مواقع رحمة الله عندما رفض السجود لهذا الإنسان، وفي الإيحاء الإلهي للإنسان بأنّ بقاء إبليس كعنصر لإثارة الشرّ معه في الحياة المستمرّة في المدة التي يعيشها الإنسان في هذا الكوكب، لا تمثل عنصر إسقاط له، ولكنّها تمثل عنصر الثقة بأنّه قادر على أن يخوض معركة الاختيار، وقادر على أن يخوض معركة قيادة نفسه من موقع إرادته، ليستطيع أن يقود الحياة من موقع الإرادة الحرّة القائمة على تأكيد الموقع القويّ في قضية الصراع بين الخير والشر.

وهذا ما نستوحيه من قوله: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الغَاوِينَ}(الحجر/42). فالإنسان هو عنصر قادر على أن يواجه رمز الشرّ بكلّ ما عنده من وسائل ضاغطة على كلّ العناصر الداخلية للإنسان، بحيث يستطيع أن يهزم الشرّ على أساس قدرته على تحريك قوى الخير في ساحة الصّراع.

إننا عندما ندرس ذلك كلّه، ندرك الاهتمام الكبير بالإنسان، من خلال أن الله أرسل رُسلاً من أجل أن يخطّطوا له الاتجاه الذي يمكّنه من إدارة حياته وإدارة مسؤوليّته بشكل كبير.

إننا نعتقد أنّ القيمة التي جعلها الإسلام للإنسان، لا ترقى إليها قيمة في النظرة العامّة لموقع الإنسان في الكون. والنظرة العامّة لموقع الإنسان عند الله سبحانه وتعالى، هي أن الإنسان اعتُبر مسؤولاً عن نفسه، في الوقت الذي لم يعتبر الملائكة مسؤولين عن أنفسهم، ولم يعتبر الكون مسؤولاً عن نفسه. وحده الإنسان هو الذي حمل مسؤوليّة نفسه، عندما أراد الله له أن يحمل هذه المسؤوليّة من خلال استنفار طاقاته، وإن لم تدر المسألة مدار حوار.

هكذا نرى أنّ فكرة الجنّة وفكرة النار تمثّل الفكرة التي تقع في داخل مسؤوليّة الإنسان الذي يتحمّل مسؤوليّة انحرافه، فيخضع للنتائج السلبيّة في ذلك، ويحمل النتائج الإيجابيّة لاستقامته، فيحصل على الثّواب من خلال ذلك.

وهكذا نجد أنَّ النظرية الإسلاميّة للإنسان، تجعل الإنسان يمثّل العنصر والمخلوق الذي جُعلت الحياة كلّها تتحرَّك في مداره، كما جُعِلت الآخرة كلّها تتحرَّك في مداره. فالحياة للإنسان، والجنّة للإنسان، والملائكة يحملون رسالة الله للإنسان، والملائكة يستقبلون الإنسان... والكون مسخَّر للإنسان، فالشمس والقمر مسخّران للإنسان، وكلّ القوانين الكونيّة مسخَّرة للإنسان. معنى ذلك أنّ الإسلام ينظر إلى الإنسان على أساس أنه ـ من خلال رعاية الله له ـ هو مركز الكون، والعنصر الذي يدور الكون في دائرته. وعلى هذا الأساس، فإننا لا نجد في كلّ المواقع الحضاريّة أيّ فرضيّة حضارية، إذا صحّ التعبير، يمكن أن تعطي الإنسان هذا المفهوم الشّامل الكامل.

* من كتاب "النَّدوة"، ج 10.

يُمثّل الإنسان في المفهوم الإسلامي، سيّد الكون الذي أراد الله سبحانه وتعالى له أن يقود حركة الكون، من خلال ما أودعه فيه من طاقات ومن قوى يمكن أن تتيح له القيام بهذه المهمة الكبيرة. ونستطيع أن نستوحي ذلك من خلال الحوار الذي دار بين الله تعالى وبين ملائكته في خلق آدم، حيث قال الله سبحانه وتعالى: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً}(البقرة/30)، وعرّفهم بأنّه قد علّمه من العلم ما لا يعملون.

ثم نلاحظ تقدير الإنسان، حين أمر الله سبحانه وتعالى الملائكة بالسجود له، ما يوحي بعظمة خلقه، وبالقيمة الكبيرة التي يمثّلها الإنسان فيما خَلْقُ الله سبحانه وتعالى.

وهكذا نستطيع أن نتعرّف ذلك من خلال إبعاد إبليس عن مواقع رحمة الله عندما رفض السجود لهذا الإنسان، وفي الإيحاء الإلهي للإنسان بأنّ بقاء إبليس كعنصر لإثارة الشرّ معه في الحياة المستمرّة في المدة التي يعيشها الإنسان في هذا الكوكب، لا تمثل عنصر إسقاط له، ولكنّها تمثل عنصر الثقة بأنّه قادر على أن يخوض معركة الاختيار، وقادر على أن يخوض معركة قيادة نفسه من موقع إرادته، ليستطيع أن يقود الحياة من موقع الإرادة الحرّة القائمة على تأكيد الموقع القويّ في قضية الصراع بين الخير والشر.

وهذا ما نستوحيه من قوله: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الغَاوِينَ}(الحجر/42). فالإنسان هو عنصر قادر على أن يواجه رمز الشرّ بكلّ ما عنده من وسائل ضاغطة على كلّ العناصر الداخلية للإنسان، بحيث يستطيع أن يهزم الشرّ على أساس قدرته على تحريك قوى الخير في ساحة الصّراع.

إننا عندما ندرس ذلك كلّه، ندرك الاهتمام الكبير بالإنسان، من خلال أن الله أرسل رُسلاً من أجل أن يخطّطوا له الاتجاه الذي يمكّنه من إدارة حياته وإدارة مسؤوليّته بشكل كبير.

إننا نعتقد أنّ القيمة التي جعلها الإسلام للإنسان، لا ترقى إليها قيمة في النظرة العامّة لموقع الإنسان في الكون. والنظرة العامّة لموقع الإنسان عند الله سبحانه وتعالى، هي أن الإنسان اعتُبر مسؤولاً عن نفسه، في الوقت الذي لم يعتبر الملائكة مسؤولين عن أنفسهم، ولم يعتبر الكون مسؤولاً عن نفسه. وحده الإنسان هو الذي حمل مسؤوليّة نفسه، عندما أراد الله له أن يحمل هذه المسؤوليّة من خلال استنفار طاقاته، وإن لم تدر المسألة مدار حوار.

هكذا نرى أنّ فكرة الجنّة وفكرة النار تمثّل الفكرة التي تقع في داخل مسؤوليّة الإنسان الذي يتحمّل مسؤوليّة انحرافه، فيخضع للنتائج السلبيّة في ذلك، ويحمل النتائج الإيجابيّة لاستقامته، فيحصل على الثّواب من خلال ذلك.

وهكذا نجد أنَّ النظرية الإسلاميّة للإنسان، تجعل الإنسان يمثّل العنصر والمخلوق الذي جُعلت الحياة كلّها تتحرَّك في مداره، كما جُعِلت الآخرة كلّها تتحرَّك في مداره. فالحياة للإنسان، والجنّة للإنسان، والملائكة يحملون رسالة الله للإنسان، والملائكة يستقبلون الإنسان... والكون مسخَّر للإنسان، فالشمس والقمر مسخّران للإنسان، وكلّ القوانين الكونيّة مسخَّرة للإنسان. معنى ذلك أنّ الإسلام ينظر إلى الإنسان على أساس أنه ـ من خلال رعاية الله له ـ هو مركز الكون، والعنصر الذي يدور الكون في دائرته. وعلى هذا الأساس، فإننا لا نجد في كلّ المواقع الحضاريّة أيّ فرضيّة حضارية، إذا صحّ التعبير، يمكن أن تعطي الإنسان هذا المفهوم الشّامل الكامل.

* من كتاب "النَّدوة"، ج 10.

نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية