كتابات
27/05/2020

روحيّة الحوار في خطّ الرّسالة

روحيّة الحوار في خطّ الرّسالة

القرآن يوحي إليك بأنَّ عليك أن تحترم فكر النّاس الآخرين، لأنَّ الناس الآخرين يمكن أن يكونوا خاضعين لشبهة ولمشكلة، كما يمكن أن تكون أنت خاضعاً لشبهة ولمشكلة.

عندما تعيش الرّساليّة، فأنت تعيش الفكر.. كمسلم، يقول لك القرآن فيما علَّمه الله لرسوله، أن تقول للنّاس الذين يختلفون معك: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ}[سبأ: 24]. فالطرح القرآني متقدِّم على طرح الحياة الفكري كلّه في العالم، لأنَّ الطرح العلمي يقول لك: رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصّواب، ولكنَّ القرآن يقول لك: رأيي ورأي غيري يحتمل الصّواب والخطأ... لا يعطي رأيه الصّوابَ نسبة تسعين في المئة في مجال الحوار، هو يعتقد برأيه مئة في المئة، ولكنّه عندما يحاور الآخرين، لا يوحي إليهم بامتهان فكرهم، ولا يوحي إليهم بأنّه يرى أرجحيّة فكره على فكرهم، وإنَّما يوحي إليهم بأنَّ هناك خمسين في المئة في هذا الجانب، وخمسين في المئة في الجانب الآخر. ولهذا، فإنَّ المسلم عندما يعي ذلك من موقع قراءته الواعية للقرآن، فإنَّه سيعرف كيف يحترم الآخرين في مجال الكلمة وفي مجال الحوار وفي مجال الصِّراع الفكري في الحياة.

الصّراع الفكري في الإسلام لا يمثّل حالة تسجيل النقاط على خصمك.. ربّما كان من أخطاء الباحثين المسلمين في عصور التخلُّف، أنّهم ارتبطوا بالجدل اليوناني على أساس أنّ القضيّة عندهم أن يهزموا خصمهم لا أن يُقنعوه، ولكنّ الإسلام يقول لك ليست المشكلة أن تُسكِت خصمك، إنَّ عليك أن تفتح فكر خصمك وقلب خصمك وحياة خصمك على فكرك. تلك هي القضيّة، أمّا الجدل، فهو شيء مرفوض، لأنَّ الجدل يعتمد على اللّعب على الألفاظ، ويعتمد على اللّعب على المواقف وعلى كثير من الأوضاع.

في بعض كلمات الإمام جعفر الصّادق (ع)، وهو يقول لبعض تلامذته الّذي كان يجادل بعض خصومه الفكريّين أمام الإمام (ع)، كان يجادله بالحقّ والباطل، يلزمه بأشياء يعتقد بها وأشياء لا يعتقد بها، ولكنَّها تلزم الطّرف المقابل، كان يقول له إنّك "تمزج الحقّ مع الباطل، وقليل الحقّ يغني عن كثير الباطل". إنّك عندما تهزم خصمك بطريق الباطل، فقد أعطيت الباطل شرعيّة، وبهذا، أنتَ دافعت عن حقٍّ هنا وتبنَّيت باطلاً هناك، وليس هناك فرق بين أن تتبنّى الباطل في النهاية، وأن تتبنَّى الباطل في الطريق من مواقع الفكر.

في الإسلام، ليس هناك مجال للجدل إلّا في الحالات التي لا يكون الموضوع موضوعَ حوار، وإنَّما يكون الموضوع معركةً تريد أن تتخلَّص فيها من الضّغط، لأنَّ الآخر يضغط عليك، ولا يريد أن يفسح مجالاً للحريّة.. في هذا المجال، قد تكون الكلمة كلمةً تنطلق في المعركة ولا تنطلق في حالة الصراع الفكري.

في هذا المجال، يمكن للمسلم أن ينفتح، ويمكن له أن يحتوي الناس كلّهم الّذين يختلف معهم في الفكر. وهكذا يتحرّك في الخطّ الذي لا يجعله يتعقَّد من خصومه، أن يرحم خصمه، أن يبارك لاعنيه، أن يتحرّك بالقلب المفتوح مع الآخرين، وإذا استطعنا أن نفتح قلباً هنا ينفتح فكر هنا، وإذا استطعنا أن نفتح فكراً هنا ينفتح قلبٌ هنا أيضاً.

القضيّة هي أن نرتبط بالقيمة، وأن نرتبط بالفكرة، وأن نعتبر أنفسنا من مواقع انتمائنا، أنّ الناس كلّهم يمثّلون رسالتنا، أن نهديهم سواء السّبيل، أو أن نهتدي بهم إلى سواء السّبيل.

وهناك مثل في هذه الروحيّة لعالم متخصّص في الدعاء واسمه ابن طاووس، عاش قبل ألف سنة تقريباً، هذا الإنسان يحدّثنا في أعمال ليلة القدر. يقول: في هذه اللّيلة، فكّرت ما هي أفضل الأعمال عند الله؟ أن أدعو لمن يكون أكثر حاجة للدّعاء.. مَن أشدّ الناس حاجة للدّعاء؟ أبي، أمّي، إخواني؟ كلّهم مؤمنون يتعلَّقون برحمة الله من غير طريق.. فكّرت في الكافرين، أخذتني الرّحمة بهم، هؤلاء لا يتعلَّقون بشيء من رحمة الله، العلاقات مقطوعة بينهم وبين الله، كيف يمكن أن يتعذَّب هؤلاء في النّار، كيف يمكن أن يواجهوا المصير؟! انكسر قلبي لهم، فرأيت أنّ من واجبي أن أقضي ليلة القدر في الدّعاء للكافرين بالهداية.

بعضنا عندما تحدّثه عن الكافرين، عندما يلعنهم، عندما يسبّهم، تقول له اهدهم، يقول الله لا يهديهم. لماذا؟! لأنّنا نعيش مع الكافرين عقليّة الطائفة لا عقليّة الرّسالة، عقليّة الرّسالة لا تتعقَّد من الآخرين أبداً، عقليّة الرّسالة لا تربط مشاعرك المضادّة أو مشاعرك الإيجابيّة بالذّات، إنّما تربطك بفكر الذّات وبعمل الذّات. 

جاء في بعض الأحاديث: "إنَّ الله يحبّ العبد ويبغض بدنه". وفي التعبير القرآني: {أَنتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَاْ بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ}[يونس: 41]. لم يقل أنا بريء منكم وأنتم بريئون منّي. معناه أنَّ الذّات لا تحبّ أو تبغض، الذي يحبّ أو يبغض إنّما هو العمل، الفكر، معناه أنّك لا تحاول أن تثأر من الذّات.. الإسلام يقول لك اقتل كفر الكافر قبل أن تفكّر في قتل الكافر، اقتل شرّ الشرّير قبل أن تفكِّر في قتل الشرّير، حتّى إذا وصلت إلى مرحلة لا يمكنك أن تقتل الشرّ إلّا من خلال قتل الشرّير، اقتل الشرّير، لا من موقع حقد، ولكن من موقع خطّة تريد أن تلغي الشّر بإلغاء وجوده، عندما يتوقَّف إلغاء الشرّ على إلغاء وجوده.

وليس معنى أن تنفتح على إنسان من خلال رسالتك أن تخجل من انتمائك، كما يفهم بعض النّاس، أنّني عندما أكون رسالياً أن أنسحب من انتمائي، وأن لا أُفكِّر مع الآخرين كمسلم، ليس الأمر كذلك، بل أن أُفكِّر مع الآخرين بانفتاح من موقع الإسلام، لأؤكّد بممارستي انفتاح الإسلام على الإنسان الآخر وعلى الفكر الآخر.

الذين يلغون انتماءهم ويخجلون بانتمائهم أمام الآخرين، هؤلاء لا يعيشون انفتاح الانتماء ورساليّة الانتماء، ولذلك سوف يغرقون في الرمال المتحرّكة التي لا يمكن أن يثبت الإنسان معها على أرض، فضلاً عن أن يثبت مع الآخرين. الإخلاص للانتماء من موقع الانفتاح، أن نشعر بأنَّ الآخرين من حقّهم أن يفكِّروا كما يشاؤون، ومن حقّنا أن نفكِّر كما نشاء، وبذلك يمكننا أن نتفاهم.

القرآن يعتبر ذلك حالة إنسانيّة، بمعنى أنَّ اعتبار الإنسان رأيه هو الرّأي الصّواب، هو حالة إنسانيّة طبيعيّة: {وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ فَيَسُبُّواْ اللهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ}[الأنعام: 108]. والشّاهد كلمة "زيَّنا"، وهذه الكلمة تعطي معنى الحالة الطبيعيّة التي رُكِّبَت في الإنسان.

معنى ذلك أنَّ الإنسان طُبع على هذا، طُبع على أن يرى ما ينتمي إليه وما يعمله حسناً. وعلى هذا، فالقرآن يؤكّد هذا الحقّ من ناحية ذاتيّة، ويريد لك أن تستنفره من خلال الحوار، ومن خلال الوسائل المألوفة في هذا المجال.

لا بدَّ أن نثير هذه الأمور كلّها في حياتنا، أن لا نهرب من انتمائنا على أساس أنّه يخلق حالة معقَّدة، بل أن نحاول أن نجعل من انتمائنا شيئاً يمكن أن يزيل العقد، وأن يحقِّق الانفتاح.

*من كتاب "آفاق إسلاميّة".

القرآن يوحي إليك بأنَّ عليك أن تحترم فكر النّاس الآخرين، لأنَّ الناس الآخرين يمكن أن يكونوا خاضعين لشبهة ولمشكلة، كما يمكن أن تكون أنت خاضعاً لشبهة ولمشكلة.

عندما تعيش الرّساليّة، فأنت تعيش الفكر.. كمسلم، يقول لك القرآن فيما علَّمه الله لرسوله، أن تقول للنّاس الذين يختلفون معك: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ}[سبأ: 24]. فالطرح القرآني متقدِّم على طرح الحياة الفكري كلّه في العالم، لأنَّ الطرح العلمي يقول لك: رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصّواب، ولكنَّ القرآن يقول لك: رأيي ورأي غيري يحتمل الصّواب والخطأ... لا يعطي رأيه الصّوابَ نسبة تسعين في المئة في مجال الحوار، هو يعتقد برأيه مئة في المئة، ولكنّه عندما يحاور الآخرين، لا يوحي إليهم بامتهان فكرهم، ولا يوحي إليهم بأنّه يرى أرجحيّة فكره على فكرهم، وإنَّما يوحي إليهم بأنَّ هناك خمسين في المئة في هذا الجانب، وخمسين في المئة في الجانب الآخر. ولهذا، فإنَّ المسلم عندما يعي ذلك من موقع قراءته الواعية للقرآن، فإنَّه سيعرف كيف يحترم الآخرين في مجال الكلمة وفي مجال الحوار وفي مجال الصِّراع الفكري في الحياة.

الصّراع الفكري في الإسلام لا يمثّل حالة تسجيل النقاط على خصمك.. ربّما كان من أخطاء الباحثين المسلمين في عصور التخلُّف، أنّهم ارتبطوا بالجدل اليوناني على أساس أنّ القضيّة عندهم أن يهزموا خصمهم لا أن يُقنعوه، ولكنّ الإسلام يقول لك ليست المشكلة أن تُسكِت خصمك، إنَّ عليك أن تفتح فكر خصمك وقلب خصمك وحياة خصمك على فكرك. تلك هي القضيّة، أمّا الجدل، فهو شيء مرفوض، لأنَّ الجدل يعتمد على اللّعب على الألفاظ، ويعتمد على اللّعب على المواقف وعلى كثير من الأوضاع.

في بعض كلمات الإمام جعفر الصّادق (ع)، وهو يقول لبعض تلامذته الّذي كان يجادل بعض خصومه الفكريّين أمام الإمام (ع)، كان يجادله بالحقّ والباطل، يلزمه بأشياء يعتقد بها وأشياء لا يعتقد بها، ولكنَّها تلزم الطّرف المقابل، كان يقول له إنّك "تمزج الحقّ مع الباطل، وقليل الحقّ يغني عن كثير الباطل". إنّك عندما تهزم خصمك بطريق الباطل، فقد أعطيت الباطل شرعيّة، وبهذا، أنتَ دافعت عن حقٍّ هنا وتبنَّيت باطلاً هناك، وليس هناك فرق بين أن تتبنّى الباطل في النهاية، وأن تتبنَّى الباطل في الطريق من مواقع الفكر.

في الإسلام، ليس هناك مجال للجدل إلّا في الحالات التي لا يكون الموضوع موضوعَ حوار، وإنَّما يكون الموضوع معركةً تريد أن تتخلَّص فيها من الضّغط، لأنَّ الآخر يضغط عليك، ولا يريد أن يفسح مجالاً للحريّة.. في هذا المجال، قد تكون الكلمة كلمةً تنطلق في المعركة ولا تنطلق في حالة الصراع الفكري.

في هذا المجال، يمكن للمسلم أن ينفتح، ويمكن له أن يحتوي الناس كلّهم الّذين يختلف معهم في الفكر. وهكذا يتحرّك في الخطّ الذي لا يجعله يتعقَّد من خصومه، أن يرحم خصمه، أن يبارك لاعنيه، أن يتحرّك بالقلب المفتوح مع الآخرين، وإذا استطعنا أن نفتح قلباً هنا ينفتح فكر هنا، وإذا استطعنا أن نفتح فكراً هنا ينفتح قلبٌ هنا أيضاً.

القضيّة هي أن نرتبط بالقيمة، وأن نرتبط بالفكرة، وأن نعتبر أنفسنا من مواقع انتمائنا، أنّ الناس كلّهم يمثّلون رسالتنا، أن نهديهم سواء السّبيل، أو أن نهتدي بهم إلى سواء السّبيل.

وهناك مثل في هذه الروحيّة لعالم متخصّص في الدعاء واسمه ابن طاووس، عاش قبل ألف سنة تقريباً، هذا الإنسان يحدّثنا في أعمال ليلة القدر. يقول: في هذه اللّيلة، فكّرت ما هي أفضل الأعمال عند الله؟ أن أدعو لمن يكون أكثر حاجة للدّعاء.. مَن أشدّ الناس حاجة للدّعاء؟ أبي، أمّي، إخواني؟ كلّهم مؤمنون يتعلَّقون برحمة الله من غير طريق.. فكّرت في الكافرين، أخذتني الرّحمة بهم، هؤلاء لا يتعلَّقون بشيء من رحمة الله، العلاقات مقطوعة بينهم وبين الله، كيف يمكن أن يتعذَّب هؤلاء في النّار، كيف يمكن أن يواجهوا المصير؟! انكسر قلبي لهم، فرأيت أنّ من واجبي أن أقضي ليلة القدر في الدّعاء للكافرين بالهداية.

بعضنا عندما تحدّثه عن الكافرين، عندما يلعنهم، عندما يسبّهم، تقول له اهدهم، يقول الله لا يهديهم. لماذا؟! لأنّنا نعيش مع الكافرين عقليّة الطائفة لا عقليّة الرّسالة، عقليّة الرّسالة لا تتعقَّد من الآخرين أبداً، عقليّة الرّسالة لا تربط مشاعرك المضادّة أو مشاعرك الإيجابيّة بالذّات، إنّما تربطك بفكر الذّات وبعمل الذّات. 

جاء في بعض الأحاديث: "إنَّ الله يحبّ العبد ويبغض بدنه". وفي التعبير القرآني: {أَنتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَاْ بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ}[يونس: 41]. لم يقل أنا بريء منكم وأنتم بريئون منّي. معناه أنَّ الذّات لا تحبّ أو تبغض، الذي يحبّ أو يبغض إنّما هو العمل، الفكر، معناه أنّك لا تحاول أن تثأر من الذّات.. الإسلام يقول لك اقتل كفر الكافر قبل أن تفكّر في قتل الكافر، اقتل شرّ الشرّير قبل أن تفكِّر في قتل الشرّير، حتّى إذا وصلت إلى مرحلة لا يمكنك أن تقتل الشرّ إلّا من خلال قتل الشرّير، اقتل الشرّير، لا من موقع حقد، ولكن من موقع خطّة تريد أن تلغي الشّر بإلغاء وجوده، عندما يتوقَّف إلغاء الشرّ على إلغاء وجوده.

وليس معنى أن تنفتح على إنسان من خلال رسالتك أن تخجل من انتمائك، كما يفهم بعض النّاس، أنّني عندما أكون رسالياً أن أنسحب من انتمائي، وأن لا أُفكِّر مع الآخرين كمسلم، ليس الأمر كذلك، بل أن أُفكِّر مع الآخرين بانفتاح من موقع الإسلام، لأؤكّد بممارستي انفتاح الإسلام على الإنسان الآخر وعلى الفكر الآخر.

الذين يلغون انتماءهم ويخجلون بانتمائهم أمام الآخرين، هؤلاء لا يعيشون انفتاح الانتماء ورساليّة الانتماء، ولذلك سوف يغرقون في الرمال المتحرّكة التي لا يمكن أن يثبت الإنسان معها على أرض، فضلاً عن أن يثبت مع الآخرين. الإخلاص للانتماء من موقع الانفتاح، أن نشعر بأنَّ الآخرين من حقّهم أن يفكِّروا كما يشاؤون، ومن حقّنا أن نفكِّر كما نشاء، وبذلك يمكننا أن نتفاهم.

القرآن يعتبر ذلك حالة إنسانيّة، بمعنى أنَّ اعتبار الإنسان رأيه هو الرّأي الصّواب، هو حالة إنسانيّة طبيعيّة: {وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ فَيَسُبُّواْ اللهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ}[الأنعام: 108]. والشّاهد كلمة "زيَّنا"، وهذه الكلمة تعطي معنى الحالة الطبيعيّة التي رُكِّبَت في الإنسان.

معنى ذلك أنَّ الإنسان طُبع على هذا، طُبع على أن يرى ما ينتمي إليه وما يعمله حسناً. وعلى هذا، فالقرآن يؤكّد هذا الحقّ من ناحية ذاتيّة، ويريد لك أن تستنفره من خلال الحوار، ومن خلال الوسائل المألوفة في هذا المجال.

لا بدَّ أن نثير هذه الأمور كلّها في حياتنا، أن لا نهرب من انتمائنا على أساس أنّه يخلق حالة معقَّدة، بل أن نحاول أن نجعل من انتمائنا شيئاً يمكن أن يزيل العقد، وأن يحقِّق الانفتاح.

*من كتاب "آفاق إسلاميّة".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية