هل يمكن للضّعف أن يكون مبرّراً للخضوع لهذه القوَّة أو تلك؟
للجواب عن هذا السّؤال، نقف مع الآية الكريمة:
{إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيراً * إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً * فَأُوْلَـئِكَ عَسَى اللهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللهُ عَفُوّاً غَفُوراً * وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللهِ وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رَّحِيماً}[النساء: 97 ـــ 100].
إنَّ هذه الآيات الكريمة تتعرَّض لبعض النّماذج الموجودة في كلّ زمان ومكان، وهم أولئك الّذين يعيشون تحت نير الظّلم وسلطة الانحراف، فيظلمون أنفسهم باتّباعهم الظالمين، وينحرفون عن الخطّ بخضوعهم لسلطة الانحراف، ويعيشون الذلّة لشعورهم بالضّعف.
وكانوا يظنّون لأنفسهم العذر في ذلك كلّه، فهم مستضعفون لا يملكون القوّة على المقاومة، ولا يستطيعون مجابهة التحدّيات الموجّهة إليهم، ولا يجدون في أنفسهم القدرة العمليّة على أن يرفعوا أصواتهم في مواجهة الظّالم ليردعوه عن ظلمه، أو ليحتجّوا على الظّلم، أو ليقولوا كلمة الاستقامة في مواجهة الانحراف، ليصحِّحوا الانحراف وليقوّموا الاعوجاج، ولهذا ساروا مع الظّلم ينفّذون مخطّطاته، ويتبعون أساليبه، ويعملون في خدمة أهدافه، وعادوا قوّةً مناصرةً للظّلم وهم يكرهونه ككلّ القوى التي لا تملك أن تريد أو لا تريد، وارتاحوا إلى حياة الذلّ مع الظّلم، لأنّها تجنّبهم مشاكل الصّراع والمقاومة، وشعروا براحة الضّمير في ذلك كلّه نظراً إلى واقع الضّعف.
فجاءت هذه الآية لتشجب هذا الواقع، ولتحمّلهم المسؤوليّة في ذلك كلّه، ولتقول للإنسان الذي يستشعر الضّعف أمام قوّة الظّلم في الأرض:
إنَّ عليك أن لا ترضى بالأمر الواقع ما دمت تستطيع الهجرة من بلد الظّلم إلى أرض جديدة لتتَّخذ موقفاً جديداً من موقع قوّة جديد.
وبهذا، صنّفت هؤلاء إلى قسمين:
القسم الأوَّل: القادرون على الهجرة إلى مواقع جديدة... وركّزت على أنّ مَن يهاجر في الأرض يجد في الأرض مراغماً كثيرة واسعة، وأهابت بأنّ مَن يهاجر في سبيل الله ثمّ لا يبلغ هدفه فيما أراد، فهو يجاهد في سبيل الله وأجره على الله.
القسم الثاني: المستضعفون غير القادرين على الهجرة والانتقال.
هؤلاء الّذين لا يملكون أيّ حيلة يتخلَّصون بها من المأزق الذي وقعوا فيه، ولا يجدون أيّ سبيل ينطلقون معه بعيداً من هذا الواقع، فقد قالت الآية عن هؤلاء: {عَسَى اللهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ}. ولعلَّ التعبير بــ "عسى" ينطلق من لفتةٍ تحاول أن توحي إليهم ببعض المسؤوليّة، لتثير فيهم الشّعور بالقوّة من جديد.
*من كتاب "مفاهيم إسلاميّة عامّة".

هل يمكن للضّعف أن يكون مبرّراً للخضوع لهذه القوَّة أو تلك؟
للجواب عن هذا السّؤال، نقف مع الآية الكريمة:
{إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيراً * إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً * فَأُوْلَـئِكَ عَسَى اللهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللهُ عَفُوّاً غَفُوراً * وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللهِ وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رَّحِيماً}[النساء: 97 ـــ 100].
إنَّ هذه الآيات الكريمة تتعرَّض لبعض النّماذج الموجودة في كلّ زمان ومكان، وهم أولئك الّذين يعيشون تحت نير الظّلم وسلطة الانحراف، فيظلمون أنفسهم باتّباعهم الظالمين، وينحرفون عن الخطّ بخضوعهم لسلطة الانحراف، ويعيشون الذلّة لشعورهم بالضّعف.
وكانوا يظنّون لأنفسهم العذر في ذلك كلّه، فهم مستضعفون لا يملكون القوّة على المقاومة، ولا يستطيعون مجابهة التحدّيات الموجّهة إليهم، ولا يجدون في أنفسهم القدرة العمليّة على أن يرفعوا أصواتهم في مواجهة الظّالم ليردعوه عن ظلمه، أو ليحتجّوا على الظّلم، أو ليقولوا كلمة الاستقامة في مواجهة الانحراف، ليصحِّحوا الانحراف وليقوّموا الاعوجاج، ولهذا ساروا مع الظّلم ينفّذون مخطّطاته، ويتبعون أساليبه، ويعملون في خدمة أهدافه، وعادوا قوّةً مناصرةً للظّلم وهم يكرهونه ككلّ القوى التي لا تملك أن تريد أو لا تريد، وارتاحوا إلى حياة الذلّ مع الظّلم، لأنّها تجنّبهم مشاكل الصّراع والمقاومة، وشعروا براحة الضّمير في ذلك كلّه نظراً إلى واقع الضّعف.
فجاءت هذه الآية لتشجب هذا الواقع، ولتحمّلهم المسؤوليّة في ذلك كلّه، ولتقول للإنسان الذي يستشعر الضّعف أمام قوّة الظّلم في الأرض:
إنَّ عليك أن لا ترضى بالأمر الواقع ما دمت تستطيع الهجرة من بلد الظّلم إلى أرض جديدة لتتَّخذ موقفاً جديداً من موقع قوّة جديد.
وبهذا، صنّفت هؤلاء إلى قسمين:
القسم الأوَّل: القادرون على الهجرة إلى مواقع جديدة... وركّزت على أنّ مَن يهاجر في الأرض يجد في الأرض مراغماً كثيرة واسعة، وأهابت بأنّ مَن يهاجر في سبيل الله ثمّ لا يبلغ هدفه فيما أراد، فهو يجاهد في سبيل الله وأجره على الله.
القسم الثاني: المستضعفون غير القادرين على الهجرة والانتقال.
هؤلاء الّذين لا يملكون أيّ حيلة يتخلَّصون بها من المأزق الذي وقعوا فيه، ولا يجدون أيّ سبيل ينطلقون معه بعيداً من هذا الواقع، فقد قالت الآية عن هؤلاء: {عَسَى اللهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ}. ولعلَّ التعبير بــ "عسى" ينطلق من لفتةٍ تحاول أن توحي إليهم ببعض المسؤوليّة، لتثير فيهم الشّعور بالقوّة من جديد.
*من كتاب "مفاهيم إسلاميّة عامّة".