كتابات
04/12/2013

لبنان في وجه العاصفة: مشهد متكرّر!

لبنان في وجه العاصفة: مشهد متكرّر!

مشهد يتكرّر كلّ عام في لبنان؛ أناس محاصرون في سيّاراتهم، وطرق تعلوها المياه لتتدفّق في المنازل، لتلسع الفقير، وتسلبه متاعه المتواضع. فصل الشّتاء، كما في كلّ مرّة عند بدايته، يفضح أحوال البنية التّحتيّة في البلد، الّتي تبدو غير مؤهّلة وغير قابلة لاستيعاب كميّة الأمطار المتساقطة، ويترك النّاس لتدبير أمورهم بأنفسهم، والوقوف بوجه ما ترسمه الأحوال لهم.

مناطق بأكملها تعزل عن بعضها البعض، وحوادث طرق، ومعاناة أناس ينتظرون في سيّاراتهم لساعات، وقنوات مياه ومجار لم يتمّ تنظيفها قبل موسم الشّتاء... إنّها جريمة حقيقيّة يقوم بها أصحاب الشّأن بحقّ الفقير المستضعف، إنّها السّخرية من أوجاع الّذين يئنّون، وكأنه لا تكفيهم الظروف الاقتصادية والاجتماعية الضاغطة، والتي ترهقهم وتشدّ أعصابهم، وتجعل من أمعدة كثيرة خاوية.

لم تعد التبريرات بضعف الإمكانات تجدي نفعاً أمام هول الكارثة والخسائر النّاجمة عنها، كما أنّ إلقاء اللّوم والعتاب من هنا وهناك، أضحى مساحة لتنفيس الغضب، ولكنّ السّؤال الأهمّ يبقى: كيف بالإمكان إيجاد حسّ المسؤوليّة لدى الجميع والتّخطيط لمواجهة التحدّيات؟!

المواطن اللبناني، كما الجهات الرّسميّة، عليهم واجب التعاون في التصدّي للكوارث قبل وقوعها، لا انتظارها لتحدث وبعدها تنطلق الصّيحات من هنا وهناك.

سياسة الإهمال لم تكن في يوم من الأيّام في مصلحة أحد، ولا تعبِّر صراحة عن منطق سليم، وهو ما ينبغي أن يتغيّر، لأنّ المتضرّر هو المجتمع بأكمله، حيث يقوم من ورطة ليتخبّط بورطة أخرى.

أن يندب الواقع حظّه، أو يضع رأسه في الرّمال عند كلّ حدثٍ طبيعيّ، شيء مستهجن لا تعرفه بقيّة المجتمعات، فلا شيء مستحيل إن كانت النّوايا مخلصة، وحسّ المسؤوليّة من الجميع موجوداً، وكان هناك تخطيط لاستيعاب الكوارث قبل حلولها، ولا ننسى نشر الوعي البيئيّ والصحيّ والاجتماعيّ بين المواطنين.

ما لم تتغيّر سياسة التعاطي من الجميع مع الكوارث، فسيبقى الصّراخ عالياً، ولن نصل إلى نتيجة مريحة، وأن نظلّ في قلب المعاناة ليس قدراً مكتوباً، ونحن نحيا في عالم التطوّر، فلنستغلّ ذلك، ونعمل بجدّ على الخروج من هذه المعاناة المتكرّرة.

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .


مشهد يتكرّر كلّ عام في لبنان؛ أناس محاصرون في سيّاراتهم، وطرق تعلوها المياه لتتدفّق في المنازل، لتلسع الفقير، وتسلبه متاعه المتواضع. فصل الشّتاء، كما في كلّ مرّة عند بدايته، يفضح أحوال البنية التّحتيّة في البلد، الّتي تبدو غير مؤهّلة وغير قابلة لاستيعاب كميّة الأمطار المتساقطة، ويترك النّاس لتدبير أمورهم بأنفسهم، والوقوف بوجه ما ترسمه الأحوال لهم.

مناطق بأكملها تعزل عن بعضها البعض، وحوادث طرق، ومعاناة أناس ينتظرون في سيّاراتهم لساعات، وقنوات مياه ومجار لم يتمّ تنظيفها قبل موسم الشّتاء... إنّها جريمة حقيقيّة يقوم بها أصحاب الشّأن بحقّ الفقير المستضعف، إنّها السّخرية من أوجاع الّذين يئنّون، وكأنه لا تكفيهم الظروف الاقتصادية والاجتماعية الضاغطة، والتي ترهقهم وتشدّ أعصابهم، وتجعل من أمعدة كثيرة خاوية.

لم تعد التبريرات بضعف الإمكانات تجدي نفعاً أمام هول الكارثة والخسائر النّاجمة عنها، كما أنّ إلقاء اللّوم والعتاب من هنا وهناك، أضحى مساحة لتنفيس الغضب، ولكنّ السّؤال الأهمّ يبقى: كيف بالإمكان إيجاد حسّ المسؤوليّة لدى الجميع والتّخطيط لمواجهة التحدّيات؟!

المواطن اللبناني، كما الجهات الرّسميّة، عليهم واجب التعاون في التصدّي للكوارث قبل وقوعها، لا انتظارها لتحدث وبعدها تنطلق الصّيحات من هنا وهناك.

سياسة الإهمال لم تكن في يوم من الأيّام في مصلحة أحد، ولا تعبِّر صراحة عن منطق سليم، وهو ما ينبغي أن يتغيّر، لأنّ المتضرّر هو المجتمع بأكمله، حيث يقوم من ورطة ليتخبّط بورطة أخرى.

أن يندب الواقع حظّه، أو يضع رأسه في الرّمال عند كلّ حدثٍ طبيعيّ، شيء مستهجن لا تعرفه بقيّة المجتمعات، فلا شيء مستحيل إن كانت النّوايا مخلصة، وحسّ المسؤوليّة من الجميع موجوداً، وكان هناك تخطيط لاستيعاب الكوارث قبل حلولها، ولا ننسى نشر الوعي البيئيّ والصحيّ والاجتماعيّ بين المواطنين.

ما لم تتغيّر سياسة التعاطي من الجميع مع الكوارث، فسيبقى الصّراخ عالياً، ولن نصل إلى نتيجة مريحة، وأن نظلّ في قلب المعاناة ليس قدراً مكتوباً، ونحن نحيا في عالم التطوّر، فلنستغلّ ذلك، ونعمل بجدّ على الخروج من هذه المعاناة المتكرّرة.

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .


اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية