كتابات
06/12/2013

التّلفزيون بين الحريّة والأخلاق

التّلفزيون بين الحريّة والأخلاق

مناظر وحركات وأصوات تمتزج مع بعضها البعض، لتولّد صوتاً وصورةً تخدش الحياء، وتمجّها الفطرة ولا يتقبّلها الذّوق السليم، فعلى مساحة إعلامنا العربيّ والمحلّيّ، ثمّة برامج في أساسها لا فائدة وغاية لها سوى أنّها تمعن في نشر ثقافة التّمييع، واللّعب على أوتار الإثارة الغرائزيّة، وكأنّ النّاس والمجتمع ينقصه هذه الثّقافة التي تعمل على استغراق أجياله النّاشئة في جوّ المظاهر والغرائز، ليصبح بالتّالي جيلاً فارغاً مهمّشاً همّه الوحيد التّفتيش عن مساحات اللّهو والعبث وإشباع الغرائز.

والسّؤال المشروع من أيّ إنسان لديه أطفال وشباب وفتيات: أين دور الرّقابة العامّة على هكذا برامج؟! فإذا كانت هذه البرامج لا تحرّك من يعنيه الأمر، فإنّ السّلامة والأمن الاجتماعيّين باتا خطوطاً منتهكة ومنطقة غير محرّمة يقتحمها أصحاب الأفكار والأهواء من هنا وهناك.

فلا يجوز، والحال هذه، تحت مسمّيات الحريّة، أن تنتهك حرمات البيوت والمجتمع، فهذه البرامج تعرض في الفضاء العام الّذي لا بدّ من الحفاظ عليه وعدم المساهمة في تلويثه، وإغراقه في عروضات سطحيّة على المستوى الإعلاميّ، هذا العالم الإعلاميّ على أهميّته اليوم، يقوم بوظيفة عكسيّة، فبدل أن يكون عاملاً مساعداً على نشر الثّقافة الهادفة والتّوعية اللازمة، وعرض موادّ لا تجرح المشاعر والخطوط الأخلاقيّة للمجتمع، نجده في بعضه عاملاً ينحدر بالأخلاقيّات العامّة والآداب إلى الحضيض.

إنّ وظيفة الإعلام حسّاسة، ورسالته شريفة، تهدف في غاياتها النّهائيّة إلى خدمة الإنسان والحياة بما ينفعهما، وحفظ الأجيال أمانة ومسؤوليّة تقع على عاتق الجميع، وتحديداً عالم الإعلام على أنواعه.

فمتى سنرتفع إلى مستوى المسؤوليَّة، كلّ في موقعه؟! فإذا انعدم حسّ المسؤوليَّة من الإنسان، فقد المجتمع توازنه، وسلك طريق الضَّياع والفوضى، وصار المجتمع في أمنه الأخلاقيّ والاجتماعيّ محاصراً بكثير من الضغوطات والأزمات الّتي تؤدّي به إلى السّقوط المدوّي على الصّعد كافّة.

فهلاّ رجع كلّ منّا في موقعه إلى صوت الضّمير والعقل والوعي فيما يكتب وينشر ويعرض؟ وهلاّ تحرَّك أصحاب الشّأن العام، من هيئات رسميّة ومدنيّة، للعمل من منطلق المسؤوليّة العامّة في تصويب المسار، صوناً للمصير.

فكفانا تلاعباً بمصيرنا ومصير أولادنا وأجيالنا، فالمسألة لها تداعياتها النفسيّة والاجتماعيّة والفكريّة الخطيرة، وإلا نكون مما ينحر نفسه وواقعه بيديه...

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .


مناظر وحركات وأصوات تمتزج مع بعضها البعض، لتولّد صوتاً وصورةً تخدش الحياء، وتمجّها الفطرة ولا يتقبّلها الذّوق السليم، فعلى مساحة إعلامنا العربيّ والمحلّيّ، ثمّة برامج في أساسها لا فائدة وغاية لها سوى أنّها تمعن في نشر ثقافة التّمييع، واللّعب على أوتار الإثارة الغرائزيّة، وكأنّ النّاس والمجتمع ينقصه هذه الثّقافة التي تعمل على استغراق أجياله النّاشئة في جوّ المظاهر والغرائز، ليصبح بالتّالي جيلاً فارغاً مهمّشاً همّه الوحيد التّفتيش عن مساحات اللّهو والعبث وإشباع الغرائز.

والسّؤال المشروع من أيّ إنسان لديه أطفال وشباب وفتيات: أين دور الرّقابة العامّة على هكذا برامج؟! فإذا كانت هذه البرامج لا تحرّك من يعنيه الأمر، فإنّ السّلامة والأمن الاجتماعيّين باتا خطوطاً منتهكة ومنطقة غير محرّمة يقتحمها أصحاب الأفكار والأهواء من هنا وهناك.

فلا يجوز، والحال هذه، تحت مسمّيات الحريّة، أن تنتهك حرمات البيوت والمجتمع، فهذه البرامج تعرض في الفضاء العام الّذي لا بدّ من الحفاظ عليه وعدم المساهمة في تلويثه، وإغراقه في عروضات سطحيّة على المستوى الإعلاميّ، هذا العالم الإعلاميّ على أهميّته اليوم، يقوم بوظيفة عكسيّة، فبدل أن يكون عاملاً مساعداً على نشر الثّقافة الهادفة والتّوعية اللازمة، وعرض موادّ لا تجرح المشاعر والخطوط الأخلاقيّة للمجتمع، نجده في بعضه عاملاً ينحدر بالأخلاقيّات العامّة والآداب إلى الحضيض.

إنّ وظيفة الإعلام حسّاسة، ورسالته شريفة، تهدف في غاياتها النّهائيّة إلى خدمة الإنسان والحياة بما ينفعهما، وحفظ الأجيال أمانة ومسؤوليّة تقع على عاتق الجميع، وتحديداً عالم الإعلام على أنواعه.

فمتى سنرتفع إلى مستوى المسؤوليَّة، كلّ في موقعه؟! فإذا انعدم حسّ المسؤوليَّة من الإنسان، فقد المجتمع توازنه، وسلك طريق الضَّياع والفوضى، وصار المجتمع في أمنه الأخلاقيّ والاجتماعيّ محاصراً بكثير من الضغوطات والأزمات الّتي تؤدّي به إلى السّقوط المدوّي على الصّعد كافّة.

فهلاّ رجع كلّ منّا في موقعه إلى صوت الضّمير والعقل والوعي فيما يكتب وينشر ويعرض؟ وهلاّ تحرَّك أصحاب الشّأن العام، من هيئات رسميّة ومدنيّة، للعمل من منطلق المسؤوليّة العامّة في تصويب المسار، صوناً للمصير.

فكفانا تلاعباً بمصيرنا ومصير أولادنا وأجيالنا، فالمسألة لها تداعياتها النفسيّة والاجتماعيّة والفكريّة الخطيرة، وإلا نكون مما ينحر نفسه وواقعه بيديه...

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .


اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية