تمسمرت العيون أمام شاشات التّلفزة وما أكثرها! ومن كلّ الفئات والأعمار، بحثاً عن شيء يطمحون إلى معرفته من أفواه المتنبّئين عشيّة رأس السنة، وليس هذا فحسب، بل احتشدت عناوين كتب الأبراج والمنجّمين على واجهات المكتبات، طمعاً في جذب الزبائن..
التّنجيم والتنبّؤ سيّدا الشّاشات والمكتبات، حيث تتعلّق الكثير من الآمال على مظلّتهما، وبوجه خاصّ من شباب اليوم المحاصر بكثير من الضّغوطات النفسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة، مع أنّ الشباب هم صانعو الحاضر والمستقبل، وهم بقابليّاتهم وطاقاتهم، يخلقون قوّة التّغيير الإيجابيّ والفعل المؤثّر في مجرى الحياة، ولا ينبغي أن يسترسلوا في كلّ ما يبعدهم عن هذا الدّور، ومن ذلك، التأثّر بمتاهات التّنجيم وروّاده.
وإن كان الكثيرون يبحثون عن فرصةٍ ما تأتي من عوالم المجهول، إلا أنَّ عالم الواقع يفتقد كثيراً إلى شبابه وإلى طاقاتهم الّتي ينبغي أن توجّه لإعادة الحياة إلى شرايينه والرّوح إلى مساحاته، فلقد بات هذا الواقع ظمآن إلى ما يقرِّب بين الآمال والطّموحات، ويبرزها في الإطار العمليّ على مستوى توحيد الجهود، والتَّعاون في خلق الفرص ومناخات الانفتاح والالتقاء، والتّفاعل الحيّ الّذي يجلب للجميع ما يتمنّون، ويبعد عنهم ما يكرهون، فالتعلّق بحبال الهواء على حدّ التّعبير الشعبيّ، لم يعد مجدياً للأمم، وقد جُرِّبت مراراً وتكراراً، بل يفترض التعلّق بحبال الواقعيّة والموضوعيّة، وإعمال الفكر والعقل، والانشغال بتحريك كلّ كوامن الإبداع والعمل النّافع، في واقع يتوجَّه إلى المجهول وينشدُّ إليه، ويحاول التّفتيش في خفاياه عن أملٍ ضائعٍ وحلول تحيا في الحياة، ونحن من يجترحها.
فحبّذا لو ينزل الكثيرون من التّماهي والتمسّك بعوالم التنبّؤات، إلى قراءة متأنّية وعلميّة لأوضاعهم كافّةً، كي يعرفوا على وجه الدقّة أين هم وإلى أين سائرون في دنيا زادت فيها نسبة المؤثّرات من هنا وهناك، حتى ظنّ البعض أنّ خشبة الخلاص تكمن في معرفة المجهول، بينما هي لن تكون إلا في عالم الواقع الّذي تشكّله أيدي البشر..
وأخيراً، نقول لمن يؤمن بالتنجيم والتنبؤات : احترموا عقولكم وعقولنا...!
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .

تمسمرت العيون أمام شاشات التّلفزة وما أكثرها! ومن كلّ الفئات والأعمار، بحثاً عن شيء يطمحون إلى معرفته من أفواه المتنبّئين عشيّة رأس السنة، وليس هذا فحسب، بل احتشدت عناوين كتب الأبراج والمنجّمين على واجهات المكتبات، طمعاً في جذب الزبائن..
التّنجيم والتنبّؤ سيّدا الشّاشات والمكتبات، حيث تتعلّق الكثير من الآمال على مظلّتهما، وبوجه خاصّ من شباب اليوم المحاصر بكثير من الضّغوطات النفسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة، مع أنّ الشباب هم صانعو الحاضر والمستقبل، وهم بقابليّاتهم وطاقاتهم، يخلقون قوّة التّغيير الإيجابيّ والفعل المؤثّر في مجرى الحياة، ولا ينبغي أن يسترسلوا في كلّ ما يبعدهم عن هذا الدّور، ومن ذلك، التأثّر بمتاهات التّنجيم وروّاده.
وإن كان الكثيرون يبحثون عن فرصةٍ ما تأتي من عوالم المجهول، إلا أنَّ عالم الواقع يفتقد كثيراً إلى شبابه وإلى طاقاتهم الّتي ينبغي أن توجّه لإعادة الحياة إلى شرايينه والرّوح إلى مساحاته، فلقد بات هذا الواقع ظمآن إلى ما يقرِّب بين الآمال والطّموحات، ويبرزها في الإطار العمليّ على مستوى توحيد الجهود، والتَّعاون في خلق الفرص ومناخات الانفتاح والالتقاء، والتّفاعل الحيّ الّذي يجلب للجميع ما يتمنّون، ويبعد عنهم ما يكرهون، فالتعلّق بحبال الهواء على حدّ التّعبير الشعبيّ، لم يعد مجدياً للأمم، وقد جُرِّبت مراراً وتكراراً، بل يفترض التعلّق بحبال الواقعيّة والموضوعيّة، وإعمال الفكر والعقل، والانشغال بتحريك كلّ كوامن الإبداع والعمل النّافع، في واقع يتوجَّه إلى المجهول وينشدُّ إليه، ويحاول التّفتيش في خفاياه عن أملٍ ضائعٍ وحلول تحيا في الحياة، ونحن من يجترحها.
فحبّذا لو ينزل الكثيرون من التّماهي والتمسّك بعوالم التنبّؤات، إلى قراءة متأنّية وعلميّة لأوضاعهم كافّةً، كي يعرفوا على وجه الدقّة أين هم وإلى أين سائرون في دنيا زادت فيها نسبة المؤثّرات من هنا وهناك، حتى ظنّ البعض أنّ خشبة الخلاص تكمن في معرفة المجهول، بينما هي لن تكون إلا في عالم الواقع الّذي تشكّله أيدي البشر..
وأخيراً، نقول لمن يؤمن بالتنجيم والتنبؤات : احترموا عقولكم وعقولنا...!
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .