كيف ينظر الإسلام إلى الزمن وكيفيّة تعامل الإنسان معه بالشكل الذي يؤثّر إيجاباً على مسيرته وكدحه إلى الله تعالى؟! سؤال مهم وأساسي يمسّ حياة الفرد والجماعة، ويعتبر ضرورياً لجهة كونه مقياساً لتقدم البشرية في تفاعلها الحي مع الزمن بالشكل الذي يشكّل مساحة لإنجازاتها وتنافسها في سبيل الخير والعطاء.
فالإسلام ينظر إلى المحطَّات الزمنيَّة، كانتهاء عام واستقبال آخر، على أنَّ ذلك يعتبر مسؤوليّة أمام الله تعالى، وإلى هذا، يلفت سماحة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض)، إلى أن يكون "الإحساس بالزَّمن من خلال التّفكير والتأمّل فيه، لجهة مدى قربه وطاعته لله تعالى، ولا بدَّ في بدايات الزَّمن من أن نفكّر في مسؤوليّتنا أمام الله عن هذا الزّمن الّذي أراد الله لنا أن نملأه بالحقّ والخير والعدل، وبما ينفع النَّاس، لا أن نجعل بداياته فرصةً للغيبوبة عن الوعي كما يفعل بعض النّاس".
ويتابع سماحته(رض): "لا بدَّ للإنسان من أن يكون واعياً في كلّ بدايات الزّمن، حتّى يشعر عندما تمرّ عليه سنة، أنّه قد مشى في هذه السنة خطوةً نحو الله، لا أن تبعده عنه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ}[الحشر: 18]، أن تفكّر وأنت في رأس السنة الميلاديّة أو الهجريّة أو رأس سنتك، هل ربحت فيها لآخرتك أم لم تربح؟
ويركّز سماحته(رض) على أنّ قيمة الإنسان تحدّد من خلال عمله الّذي هو مقياس وجوده وكيانه، وهو ما يحدّد أيضاً مصيره في الدّنيا والآخرة، فيعتبر أنّ "بداية اليوم كبداية الأسبوع وبداية الشّهر والسنة والقرن، لأنّ قيمة الإنسان عمله... وأنّ ما نأخذه من هذه الدّنيا، مهما طال العمر أو قصُر، هو العمل. فلنربِّ أنفسنا وأهلنا وأولادنا على أن تكون بدايات السنة أو نهاياتها فرصةً للتأمّل والتفكّر...".[المصدر: خطبة الجمعة، بتاريخ: 31-12-1999].
كما ويتحدَّث سماحته(رض) عن بعض المظاهر الّتي ترافق إحياء المناسبات، ومنها بوجه خاصّ رأس السنة، لجهة متابعة التوقّعات الفلكيّة والتّنجيم وما شاكل، وكيف ينظر الإسلام إلى هذه المظاهر، بقوله: "صرّح القرآن الكريم في أكثر من آية، بأنّ علم الغيب وقراءة المستقبل بيد الله تعالى، وأنّ أيّ شكل من أشكال السّحر والشّعوذة، هو عمل باطل ومحرّم، ولا أساس له من الصحّة، قال تعالى: {قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ}[النّمل: 65]، {وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ}[الأعراف: 188]..
وقد ورد في الحديث الشّريف: "من صدّق كاهناً أو منجّماً، فقد كفر بما أنزل على محمّد(ص)".. "فلقد كرّم الإسلام العقل ـ والكلام لسماحته(رض) ـ ودعا إلى استخدامه في شتى المجالات الفكريّة منها والعمليّة، كما أن الله تعالى أجرى حركة المخلوقات على أساس قانون الأسباب والنّتائج، بما في ذلك جهد الإنسان وأعماله، فالسّعادة والغنى والنّجاح هي أمور واقعيّة تنتج من نشاط الإنسان وذكائه واستخدامه لقواه بطريقة صحيحة، ولا علاقة للصّدفة أو الجنّ أو الحظّ بشيء من ذلك".
وعلى هذا الأساس، فإنّ موقفنا الفقهيّ من ذلك واضح تماماً، حيث نرى أنّه يحرم الاشتغال بكلّ ما يدخل تحت عنوان السّحر، وفعل كلّ ما يُراد به إيقاع الأذى بالآخر، وقول شيء هو من المغيّبات، وذلك بأيّ أسلوب وتحت أيّ عنوان، وكائناً ما كان مدّعي ذلك..."[المسائل الفقهيَّة، المعاملات، ص: 65].
أمّا سبب انتشار الخرافة في المجتمعات، فيرى سماحته(رض)، "أنّها تتفشّى حيث ينتشر الجهل، فالمجتمع الّذي يأخذ بأسباب العلم، تهجره الخرافة، أو تعيش في مساحات ضيّقة ومحاصرة منه..." [موقف لسماحته(رض)، العام 2005].
وفي هذه المواقف والالتفاتات الهامّة، يحاول سماحته(رض) تأكيد مركزيّة العقل، والانفتاح على روح المفاهيم الإسلاميّة وأصالتها، في نظرتها إلى قيمة الزّمن ومعناه الجوهريّ في حياة الفرد والجماعة، إضافةً إلى مناقشة بعض السلوكيّات الّتي لا تمتّ إلى حقيقة التّشريع بأيّة صلة، وفي كلامه دعوة صريحة للوقوف والتأمّل والتفكّر والاعتبار من لغة الزّمن، كونها أمانة ومسؤوليّة أمام الله تعالى.
وفي هذه المناسبة، تُرى هل نكون من أهل التأمّل والتفكّر والتعقّل والاعتبار؟!
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .

كيف ينظر الإسلام إلى الزمن وكيفيّة تعامل الإنسان معه بالشكل الذي يؤثّر إيجاباً على مسيرته وكدحه إلى الله تعالى؟! سؤال مهم وأساسي يمسّ حياة الفرد والجماعة، ويعتبر ضرورياً لجهة كونه مقياساً لتقدم البشرية في تفاعلها الحي مع الزمن بالشكل الذي يشكّل مساحة لإنجازاتها وتنافسها في سبيل الخير والعطاء.
فالإسلام ينظر إلى المحطَّات الزمنيَّة، كانتهاء عام واستقبال آخر، على أنَّ ذلك يعتبر مسؤوليّة أمام الله تعالى، وإلى هذا، يلفت سماحة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض)، إلى أن يكون "الإحساس بالزَّمن من خلال التّفكير والتأمّل فيه، لجهة مدى قربه وطاعته لله تعالى، ولا بدَّ في بدايات الزَّمن من أن نفكّر في مسؤوليّتنا أمام الله عن هذا الزّمن الّذي أراد الله لنا أن نملأه بالحقّ والخير والعدل، وبما ينفع النَّاس، لا أن نجعل بداياته فرصةً للغيبوبة عن الوعي كما يفعل بعض النّاس".
ويتابع سماحته(رض): "لا بدَّ للإنسان من أن يكون واعياً في كلّ بدايات الزّمن، حتّى يشعر عندما تمرّ عليه سنة، أنّه قد مشى في هذه السنة خطوةً نحو الله، لا أن تبعده عنه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ}[الحشر: 18]، أن تفكّر وأنت في رأس السنة الميلاديّة أو الهجريّة أو رأس سنتك، هل ربحت فيها لآخرتك أم لم تربح؟
ويركّز سماحته(رض) على أنّ قيمة الإنسان تحدّد من خلال عمله الّذي هو مقياس وجوده وكيانه، وهو ما يحدّد أيضاً مصيره في الدّنيا والآخرة، فيعتبر أنّ "بداية اليوم كبداية الأسبوع وبداية الشّهر والسنة والقرن، لأنّ قيمة الإنسان عمله... وأنّ ما نأخذه من هذه الدّنيا، مهما طال العمر أو قصُر، هو العمل. فلنربِّ أنفسنا وأهلنا وأولادنا على أن تكون بدايات السنة أو نهاياتها فرصةً للتأمّل والتفكّر...".[المصدر: خطبة الجمعة، بتاريخ: 31-12-1999].
كما ويتحدَّث سماحته(رض) عن بعض المظاهر الّتي ترافق إحياء المناسبات، ومنها بوجه خاصّ رأس السنة، لجهة متابعة التوقّعات الفلكيّة والتّنجيم وما شاكل، وكيف ينظر الإسلام إلى هذه المظاهر، بقوله: "صرّح القرآن الكريم في أكثر من آية، بأنّ علم الغيب وقراءة المستقبل بيد الله تعالى، وأنّ أيّ شكل من أشكال السّحر والشّعوذة، هو عمل باطل ومحرّم، ولا أساس له من الصحّة، قال تعالى: {قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ}[النّمل: 65]، {وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ}[الأعراف: 188]..
وقد ورد في الحديث الشّريف: "من صدّق كاهناً أو منجّماً، فقد كفر بما أنزل على محمّد(ص)".. "فلقد كرّم الإسلام العقل ـ والكلام لسماحته(رض) ـ ودعا إلى استخدامه في شتى المجالات الفكريّة منها والعمليّة، كما أن الله تعالى أجرى حركة المخلوقات على أساس قانون الأسباب والنّتائج، بما في ذلك جهد الإنسان وأعماله، فالسّعادة والغنى والنّجاح هي أمور واقعيّة تنتج من نشاط الإنسان وذكائه واستخدامه لقواه بطريقة صحيحة، ولا علاقة للصّدفة أو الجنّ أو الحظّ بشيء من ذلك".
وعلى هذا الأساس، فإنّ موقفنا الفقهيّ من ذلك واضح تماماً، حيث نرى أنّه يحرم الاشتغال بكلّ ما يدخل تحت عنوان السّحر، وفعل كلّ ما يُراد به إيقاع الأذى بالآخر، وقول شيء هو من المغيّبات، وذلك بأيّ أسلوب وتحت أيّ عنوان، وكائناً ما كان مدّعي ذلك..."[المسائل الفقهيَّة، المعاملات، ص: 65].
أمّا سبب انتشار الخرافة في المجتمعات، فيرى سماحته(رض)، "أنّها تتفشّى حيث ينتشر الجهل، فالمجتمع الّذي يأخذ بأسباب العلم، تهجره الخرافة، أو تعيش في مساحات ضيّقة ومحاصرة منه..." [موقف لسماحته(رض)، العام 2005].
وفي هذه المواقف والالتفاتات الهامّة، يحاول سماحته(رض) تأكيد مركزيّة العقل، والانفتاح على روح المفاهيم الإسلاميّة وأصالتها، في نظرتها إلى قيمة الزّمن ومعناه الجوهريّ في حياة الفرد والجماعة، إضافةً إلى مناقشة بعض السلوكيّات الّتي لا تمتّ إلى حقيقة التّشريع بأيّة صلة، وفي كلامه دعوة صريحة للوقوف والتأمّل والتفكّر والاعتبار من لغة الزّمن، كونها أمانة ومسؤوليّة أمام الله تعالى.
وفي هذه المناسبة، تُرى هل نكون من أهل التأمّل والتفكّر والتعقّل والاعتبار؟!
إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .