أثارت الفوارق بين المرأة والرجل، من النواحي الجسميَّة والعقليَّة والنفسيَّة، والتأثيرات المتبادلة بينها، اهتمام الفلاسفة والعلماء قديماً وحديثاً. وقد أجريت العديد من الدراسات في هذا المجال، تناول البعض فيها اختلاف حجم دماغ المرأة عن حجم دماغ الرجل، وردّ إلى ذاك الاختلاف، تفوّق الرجل في الإبداع والقيادة على المرأة، واستشهد على ذلك التفوق، بعدد المبدعين الهائل في التاريخ مقارنة بعدد المبدعات، والدور القيادي البارز للرجل على مدى التاريخ، حتى في الحالات التي تكون فيها المرأة مسؤولة.
وهناك من تناول موضوع الفروق من زوايا أخرى، ولكن لم تتوافر حتى الآن دراسة دقيقة يمكن الاعتماد على نتائجها في حسم ما بين الجنسين من اختلافات، أو الحكم على ضوئها بتفوق الرجل على المرأة، لأن عزل المرأة عن واقع الحياة، وعن حركة المسؤولية تاريخياً، قد يكون المسؤول عن محدودية ما قدَّمته المرأة لحركة الفكر والثقافة والقيادة، وما إلى ذلك من إنجازات.
ولهذا، فإنه من الصعب جداً الوصول إلى نتيجة حاسمة في هذا الموضوع، لأن هناك احتمالاً لأن تكون السلبية التي فُرِضت على المرأة تاريخياً، وأبعدتها عن النشاط الحيوي، هي المسؤولة عن تفوّق الرجل المشهود في الواقع، وليست زيادة حجم دماغه عن حجم دماغ المرأة، أو أي فرق بيولوجي آخر موجود بينهما.
هناك نقطة يمكن الحسم بوجودها، وهي أن الجانب العاطفي لدى المرأة أقوى من الجانب العاطفي لدى الرجل، ولعل السبب في ذلك، هو أن الله سبحانه وتعالى، أعدَّ المرأة لدور الأمومة، وأناط حفظ الحياة الزوجية بأنوثتها، وهذا ما يفرض أن تكون أكثر عاطفية من الرجل، باعتبار أن طبيعة دورها في الحياة تستلزم ذلك، أما في ما عدا ذلك، وهو ما لا يدخل في إطار ما أُعِد له الإثنان من دور خاص، فلا اختلاف بينهما.
لو فرضنا أننا وضعنا رجلاً وامرأة في مدرسة واحدة، في فرع دراسي واحد، فإن الرجل قد لا يتفوّق على المرأة في ما يحصّله من نتائج، ولا يختلف عنها في مستوى استيعاب مادة الدراسة، سواء أكانت مادة علمية أم ثقافية، إذا ما توافرت للاثنين شروط التعلم نفسها. لذا، فنحن لا نستطيع الجزم بوجود فروق حقيقية بين الجنسين، لأنّ الاختلاف الكمي بين إنجازات الرجل وإنجازات المرأة تاريخياً، لا يجد تفسيره في وجود اختلافات نوعية بينهما، وإنما يعود ذلك إلى عوامل أخرى، ثقافية وتربوية واجتماعية، وحتى سياسية واقتصادية.
وحين نقول إنَّ بعض الصّفات التي وسمت بها المرأة على مر التاريخ، قد يكون مصدرها ما فرض عليها من إبعاد، فإنَّ ذلك لا يعني إلغاء الفوارق الطبيعيَّة بين الجنسين، فللرجل صفات ذاتية، وللمرأة صفات ذاتية لا يمكن أن تتغير، وهناك صفات مكتسبة، بحيث لو عاش كل منهما الظروف نفسها، لاكتسب الصفات نفسها أو صفات مشابهة.
والقول إنَّ المرأة أفضل من الرجل، هو قول غير صحيح، تماماً كما القول إن الرجل أفضل من المرأة، فللرجل قدرة على الترقي، تمكّنه من أن يصبح أفضل من المرأة، وللمرأة قدرة مماثلة تمكّنها من أن تكون أفضل من الرجل. أما التفاوت الحاصل في الواقع بين مستوى الاثنين، فقد يعود إلى أن المرأة أبعدت عن التجربة الثقافية والاجتماعية والسياسية على مدى التاريخ، لذلك أصبحت أدنى من الرجل ثقافياً وعقلياً وشعورياً، وصارت توسم بالنقص قياساً إليه. ولا يعود النقص فيها إلى عناصر موجودة داخل تكوين شخصيتها، لذلك، عندما أطلقت حريتها في ممارسة تجربتها الحياتية بشكل فعلي، استطاعت أن تبدع وأن تتفوق على الرجل في بعض الميادين. وكذلك، فمسألة أنها تهب الحياة، لا تنتج الأفضلية، لأن الرجل يشاركها من حيث المبدأ في إنتاج الحياة في قضية التناسل.
المصدر: دنيا المرأة
أثارت الفوارق بين المرأة والرجل، من النواحي الجسميَّة والعقليَّة والنفسيَّة، والتأثيرات المتبادلة بينها، اهتمام الفلاسفة والعلماء قديماً وحديثاً. وقد أجريت العديد من الدراسات في هذا المجال، تناول البعض فيها اختلاف حجم دماغ المرأة عن حجم دماغ الرجل، وردّ إلى ذاك الاختلاف، تفوّق الرجل في الإبداع والقيادة على المرأة، واستشهد على ذلك التفوق، بعدد المبدعين الهائل في التاريخ مقارنة بعدد المبدعات، والدور القيادي البارز للرجل على مدى التاريخ، حتى في الحالات التي تكون فيها المرأة مسؤولة.
وهناك من تناول موضوع الفروق من زوايا أخرى، ولكن لم تتوافر حتى الآن دراسة دقيقة يمكن الاعتماد على نتائجها في حسم ما بين الجنسين من اختلافات، أو الحكم على ضوئها بتفوق الرجل على المرأة، لأن عزل المرأة عن واقع الحياة، وعن حركة المسؤولية تاريخياً، قد يكون المسؤول عن محدودية ما قدَّمته المرأة لحركة الفكر والثقافة والقيادة، وما إلى ذلك من إنجازات.
ولهذا، فإنه من الصعب جداً الوصول إلى نتيجة حاسمة في هذا الموضوع، لأن هناك احتمالاً لأن تكون السلبية التي فُرِضت على المرأة تاريخياً، وأبعدتها عن النشاط الحيوي، هي المسؤولة عن تفوّق الرجل المشهود في الواقع، وليست زيادة حجم دماغه عن حجم دماغ المرأة، أو أي فرق بيولوجي آخر موجود بينهما.
هناك نقطة يمكن الحسم بوجودها، وهي أن الجانب العاطفي لدى المرأة أقوى من الجانب العاطفي لدى الرجل، ولعل السبب في ذلك، هو أن الله سبحانه وتعالى، أعدَّ المرأة لدور الأمومة، وأناط حفظ الحياة الزوجية بأنوثتها، وهذا ما يفرض أن تكون أكثر عاطفية من الرجل، باعتبار أن طبيعة دورها في الحياة تستلزم ذلك، أما في ما عدا ذلك، وهو ما لا يدخل في إطار ما أُعِد له الإثنان من دور خاص، فلا اختلاف بينهما.
لو فرضنا أننا وضعنا رجلاً وامرأة في مدرسة واحدة، في فرع دراسي واحد، فإن الرجل قد لا يتفوّق على المرأة في ما يحصّله من نتائج، ولا يختلف عنها في مستوى استيعاب مادة الدراسة، سواء أكانت مادة علمية أم ثقافية، إذا ما توافرت للاثنين شروط التعلم نفسها. لذا، فنحن لا نستطيع الجزم بوجود فروق حقيقية بين الجنسين، لأنّ الاختلاف الكمي بين إنجازات الرجل وإنجازات المرأة تاريخياً، لا يجد تفسيره في وجود اختلافات نوعية بينهما، وإنما يعود ذلك إلى عوامل أخرى، ثقافية وتربوية واجتماعية، وحتى سياسية واقتصادية.
وحين نقول إنَّ بعض الصّفات التي وسمت بها المرأة على مر التاريخ، قد يكون مصدرها ما فرض عليها من إبعاد، فإنَّ ذلك لا يعني إلغاء الفوارق الطبيعيَّة بين الجنسين، فللرجل صفات ذاتية، وللمرأة صفات ذاتية لا يمكن أن تتغير، وهناك صفات مكتسبة، بحيث لو عاش كل منهما الظروف نفسها، لاكتسب الصفات نفسها أو صفات مشابهة.
والقول إنَّ المرأة أفضل من الرجل، هو قول غير صحيح، تماماً كما القول إن الرجل أفضل من المرأة، فللرجل قدرة على الترقي، تمكّنه من أن يصبح أفضل من المرأة، وللمرأة قدرة مماثلة تمكّنها من أن تكون أفضل من الرجل. أما التفاوت الحاصل في الواقع بين مستوى الاثنين، فقد يعود إلى أن المرأة أبعدت عن التجربة الثقافية والاجتماعية والسياسية على مدى التاريخ، لذلك أصبحت أدنى من الرجل ثقافياً وعقلياً وشعورياً، وصارت توسم بالنقص قياساً إليه. ولا يعود النقص فيها إلى عناصر موجودة داخل تكوين شخصيتها، لذلك، عندما أطلقت حريتها في ممارسة تجربتها الحياتية بشكل فعلي، استطاعت أن تبدع وأن تتفوق على الرجل في بعض الميادين. وكذلك، فمسألة أنها تهب الحياة، لا تنتج الأفضلية، لأن الرجل يشاركها من حيث المبدأ في إنتاج الحياة في قضية التناسل.
المصدر: دنيا المرأة