تحدّث سماحة العلامة المرجع، السيّد محمد حسين فضل الله(رض)، عن تخلّف الإعلام الإسلاميّ، وعن تأثير وسائل الإعلام الغربيّة في الشّباب ، فقال:
تخلّف الإعلام الإسلاميّ
يعتبر الإعلام السِّلاح الفعَّال في كلِّ القضايا السياسيَّة والاقتصاديَّة والأمنيَّة، وحتَّى الاجتماعيَّة، لأنَّ الإعلام يترك تأثيره على عقول النَّاس، ويوجِّهها إلى ما تريد الوسائل الإعلاميَّة أن يؤمن به النَّاس وأن يتحرَّكوا معها. ولكنَّ المشكلة أنّ الإعلام أصبح بحاجة إلى إمكانيّات مادّية، وإلى ظروف سياسيّة وما إلى ذلك. ومع الأسف، فإنّ أغنياءنا وشخصيّاتنا لم يقتنعوا إلى الآن بخطورة الإعلام، سواء في الجانب السلبيّ أو في الجانب الإيجابيّ. فمثلاً، لو دار الأمر بين أن يبني مسجداً أو حسينيّة ـ زائدة عن الحاجة ـ وبين أن ينشئ فضائيَّة إعلاميَّة، فإنَّ إنشاء الفضائيَّة أفضل من المسجد والحسينيّة، لكنَّ كثيراً من النّاس مستعدٌّ أن يدفع الملايين على الحسينيّة والمسجد، وليس مستعدّاً أن يدفع شيئاً لفضائيّة إعلاميّة، مع أنّ للفضائيّة الإعلاميّة دورها في القضايا الّتي تتّصل بقضايا المسلمين في واقعهم السياسيّ والأمنيّ والثّقافيّ والدّينيّ والعباديّ، وتترك أثرها الكبير على النّاس. وإذا ما أحسن استخدامها، فإنّ لها دوراً هاماً في تشجيع النّاس على بناء المساجد وما إلى ذلك. ولذلك يجب أن يكون عندنا وعيّ إسلاميّ سياسيّ منفتح على حاجاتنا المعاصرة، بالطّريقة الّتي تستطيع أن تواكب تطوّر الوسائل الإعلاميّة، كما تواكب تطوّر الوسائل الأخرى الماديّة المتصلة بحياتنا(1).
تأثير وسائل الإعلام الغربيّة
أمّا فيما يخصّ تأثير وسائل الإعلام في الشّباب والمراهقين، ولا سيّما الّذين يعيشون في الغرب، فيقول سماحته:
إنّ وسائل الإعلام الّتي تخاطب في الشّباب غرائزه الجنسيّة، أو تخاطب عنصر الجريمة الّذي قد يكون كامناً فيه وما إلى ذلك، تضلّ كثيراً من الناس، وليس الشبّان فقط، لكن الإنسان الّذي يعيش دائماً مع نفسه ومع ربّه، يستطيع أن يحمي نفسه من ذلك. لذلك نحتاج أن نعيش مع شبابنا كما نعيش مع أنفسنا، وأن نربّيهم، بحيث نعمّق القيم في نفوسهم. لكنّنا في شغل عن شبابنا، بل حتّى في شغل عن أولادنا، فمن منّا يعرف ماذا التقط ابنه في المدرسة، أو ماذا التقط من هذا الفيلم أو من هذه القصّة أو من تلك الجماعة، أو ماذا التقط من هؤلاء الرّفاق أو أولئك؟! المهمّ عندنا هو أن نطعمهم ونكسوهم، فنحن ـ للأسف ـ مع أولادنا في الخارج، ولسنا معهم من الدّاخل. بل أتصوّر أنّ بعض العاملين في حقل الوعظ والإرشاد، لا يعيشون مشاكل الشّباب، لأنهم لا يعيشون مع الشّباب. لذا يجب أن نعيش مشاكل الشّباب وأحلامهم وآلامهم وشهواتهم وانحرافاتهم، وأن نقرأ الكتب الّتي يقرأونها، وفي بعض الحالات، قد يحتاج الواعظ والمرشد إلى أن يقرأ المجلات الفنيّة، حتّى يعرف كيف يتأثّر الشابّ بهذا الممثّل وهذا المغنّي وذاك الفنّان، ذلك أنّ عناصر التّأثير هي من بين عناصر ثقافة الشّباب. ومع كلّ هذا، أعرف كثيراً من الشّباب المؤمنين في الغرب، تقدّم لهم المعصية على طبق من ذهب، وهم من أشدّ النّاس التزاماً وجهاداً لأنفسهم، لأنّهم عاشوا الإيمان بعمق ولم يعيشوه في السّطح(2).
(1) فكر وثقافة، المسائل الفكريّة، العدد 354.
(2) فكر وثقافة، المسائل التربويّة، العدد 137.
تحدّث سماحة العلامة المرجع، السيّد محمد حسين فضل الله(رض)، عن تخلّف الإعلام الإسلاميّ، وعن تأثير وسائل الإعلام الغربيّة في الشّباب ، فقال:
تخلّف الإعلام الإسلاميّ
يعتبر الإعلام السِّلاح الفعَّال في كلِّ القضايا السياسيَّة والاقتصاديَّة والأمنيَّة، وحتَّى الاجتماعيَّة، لأنَّ الإعلام يترك تأثيره على عقول النَّاس، ويوجِّهها إلى ما تريد الوسائل الإعلاميَّة أن يؤمن به النَّاس وأن يتحرَّكوا معها. ولكنَّ المشكلة أنّ الإعلام أصبح بحاجة إلى إمكانيّات مادّية، وإلى ظروف سياسيّة وما إلى ذلك. ومع الأسف، فإنّ أغنياءنا وشخصيّاتنا لم يقتنعوا إلى الآن بخطورة الإعلام، سواء في الجانب السلبيّ أو في الجانب الإيجابيّ. فمثلاً، لو دار الأمر بين أن يبني مسجداً أو حسينيّة ـ زائدة عن الحاجة ـ وبين أن ينشئ فضائيَّة إعلاميَّة، فإنَّ إنشاء الفضائيَّة أفضل من المسجد والحسينيّة، لكنَّ كثيراً من النّاس مستعدٌّ أن يدفع الملايين على الحسينيّة والمسجد، وليس مستعدّاً أن يدفع شيئاً لفضائيّة إعلاميّة، مع أنّ للفضائيّة الإعلاميّة دورها في القضايا الّتي تتّصل بقضايا المسلمين في واقعهم السياسيّ والأمنيّ والثّقافيّ والدّينيّ والعباديّ، وتترك أثرها الكبير على النّاس. وإذا ما أحسن استخدامها، فإنّ لها دوراً هاماً في تشجيع النّاس على بناء المساجد وما إلى ذلك. ولذلك يجب أن يكون عندنا وعيّ إسلاميّ سياسيّ منفتح على حاجاتنا المعاصرة، بالطّريقة الّتي تستطيع أن تواكب تطوّر الوسائل الإعلاميّة، كما تواكب تطوّر الوسائل الأخرى الماديّة المتصلة بحياتنا(1).
تأثير وسائل الإعلام الغربيّة
أمّا فيما يخصّ تأثير وسائل الإعلام في الشّباب والمراهقين، ولا سيّما الّذين يعيشون في الغرب، فيقول سماحته:
إنّ وسائل الإعلام الّتي تخاطب في الشّباب غرائزه الجنسيّة، أو تخاطب عنصر الجريمة الّذي قد يكون كامناً فيه وما إلى ذلك، تضلّ كثيراً من الناس، وليس الشبّان فقط، لكن الإنسان الّذي يعيش دائماً مع نفسه ومع ربّه، يستطيع أن يحمي نفسه من ذلك. لذلك نحتاج أن نعيش مع شبابنا كما نعيش مع أنفسنا، وأن نربّيهم، بحيث نعمّق القيم في نفوسهم. لكنّنا في شغل عن شبابنا، بل حتّى في شغل عن أولادنا، فمن منّا يعرف ماذا التقط ابنه في المدرسة، أو ماذا التقط من هذا الفيلم أو من هذه القصّة أو من تلك الجماعة، أو ماذا التقط من هؤلاء الرّفاق أو أولئك؟! المهمّ عندنا هو أن نطعمهم ونكسوهم، فنحن ـ للأسف ـ مع أولادنا في الخارج، ولسنا معهم من الدّاخل. بل أتصوّر أنّ بعض العاملين في حقل الوعظ والإرشاد، لا يعيشون مشاكل الشّباب، لأنهم لا يعيشون مع الشّباب. لذا يجب أن نعيش مشاكل الشّباب وأحلامهم وآلامهم وشهواتهم وانحرافاتهم، وأن نقرأ الكتب الّتي يقرأونها، وفي بعض الحالات، قد يحتاج الواعظ والمرشد إلى أن يقرأ المجلات الفنيّة، حتّى يعرف كيف يتأثّر الشابّ بهذا الممثّل وهذا المغنّي وذاك الفنّان، ذلك أنّ عناصر التّأثير هي من بين عناصر ثقافة الشّباب. ومع كلّ هذا، أعرف كثيراً من الشّباب المؤمنين في الغرب، تقدّم لهم المعصية على طبق من ذهب، وهم من أشدّ النّاس التزاماً وجهاداً لأنفسهم، لأنّهم عاشوا الإيمان بعمق ولم يعيشوه في السّطح(2).
(1) فكر وثقافة، المسائل الفكريّة، العدد 354.
(2) فكر وثقافة، المسائل التربويّة، العدد 137.