محاضرات
16/04/2023

رمزيّةُ القدسِ في وجدانِ المسلمين وفي القضيّةِ الفلسطينيّة

رمزيّةُ القدسِ في وجدانِ المسلمين وفي القضيّةِ الفلسطينيّة
يتمتّع بيت المقدس بخصوصيَّة، وهو أنَّه بيت الرسالات والمكان الّذي يتواجد فيه الرسل ويعبدون فيه الله.

ولذلك نحن نؤمن بالرّسل كلّهم، وهذه من ميزات الإسلام الَّذي لا يفرّق بين أحد من رسله وكتبه، وهذا ما يجعل الإنسان المسلم غير معقَّد من أيّ شخصيّة نبويَّة، بخلاف ما هو عليه أصحاب الديانات الأخرى، لأنّ تاريخ الرسالات هو تاريخه، من آدم وصولاً حتى النبي محمّد (ص). والقرآن تحدَّث عن كلّ الأنبياء الذين يدين بهم أتباع الأديان الأخرى، وتحدَّث عن كل الكتب، وخاطب المسلمين على أساس {وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ}[آل عمران: 119]، من صحف إبراهيم وصحف موسى وعيسى ومحمَّد (ص).

ولذلك، فإنّ بيت المقدس قبل أن يكون أولى القبلتين وثالث الحرمين، هو أساساً مهد الرسالات، ففي قصَّة الإسراء، يقولون إنّ النبيّ (ص) أقام الصَّلاة جماعةً بالأنبياء، حتى يتبيّن أنَّ الإسلام يحتوي كلَّ الأنبياء.
ولذلك، فهي تعتبر رمزاً حيويّاً مقدَّساً للمسلمين، ما يجعل السَّيطرة على المسجد الأقصى وعلى بيت المقدس إضعافاً لموقع مقدَّس في المسألتين الوجدانية والدينية للمسلمين، كما أنّه يمثّل موقع عزَّة المسلمين وعنوان كرامتهم، والإساءة إليه هي إساءة إلى عزَّتهم وعنفوانهم وكرامتهم، ولذلك عمل اليهود ونجحوا مؤقَّتاً في السيطرة على المدينة المقدَّسة وكلّ المواقع الدينيَّة للمسلمين والمسيحيّين، لأنَّ الاستيلاء على هذا الموقع يجعل موقعهم عالمياً، بحيث يحتاجهم كلّ الناس من الديانات، ولذلك تشكّل القدس الرمز الأساس والعقدة الأصلب في القضيّة الفلسطينيّة، فلو كان هناك استعداد فلسطيني أو عربي أو إسلامي للتَّنازل عن القدس، لأعطى اليهود للفلسطينيّين كلّ الضفة الغربية وغزة، ولما كان هناك مشكلة.

فالقدس في الذهنيّة اليهوديّة تعني السيطرة على المواقع الأساسيَّة للأديان، وتتداخل بذلك العناصر السياسيّة والاجتماعيّة والثقافيَّة وما إلى ذلك. ولذا نرى أنَّ قيمة يوم القدس هي في إثارة هذه الجوانب الدينيّة والسياسيّة والثقافيّة بالنّسبة إلى المسلمين جميعاً، كي لا يُنسَى هذا الرمز، لأنَّ مشكلة الأمم عادةً في القضايا السياسيَّة، هي أنَّه عندما تتغلّب أمّة على مواقع أمّة أخرى، ويطول الزمن، فالأمّة صاحبة الموقع تنساه، وهذا ما حصل بالنّسبة إلى الأندلس وغيرها.

* من خطبة جمعة لسماحته، بتاريخ: 29 رمضان 1422 ه/ الموافق: ١٤ كانون الأوَّل ٢٠٠١م.
يتمتّع بيت المقدس بخصوصيَّة، وهو أنَّه بيت الرسالات والمكان الّذي يتواجد فيه الرسل ويعبدون فيه الله.

ولذلك نحن نؤمن بالرّسل كلّهم، وهذه من ميزات الإسلام الَّذي لا يفرّق بين أحد من رسله وكتبه، وهذا ما يجعل الإنسان المسلم غير معقَّد من أيّ شخصيّة نبويَّة، بخلاف ما هو عليه أصحاب الديانات الأخرى، لأنّ تاريخ الرسالات هو تاريخه، من آدم وصولاً حتى النبي محمّد (ص). والقرآن تحدَّث عن كلّ الأنبياء الذين يدين بهم أتباع الأديان الأخرى، وتحدَّث عن كل الكتب، وخاطب المسلمين على أساس {وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ}[آل عمران: 119]، من صحف إبراهيم وصحف موسى وعيسى ومحمَّد (ص).

ولذلك، فإنّ بيت المقدس قبل أن يكون أولى القبلتين وثالث الحرمين، هو أساساً مهد الرسالات، ففي قصَّة الإسراء، يقولون إنّ النبيّ (ص) أقام الصَّلاة جماعةً بالأنبياء، حتى يتبيّن أنَّ الإسلام يحتوي كلَّ الأنبياء.
ولذلك، فهي تعتبر رمزاً حيويّاً مقدَّساً للمسلمين، ما يجعل السَّيطرة على المسجد الأقصى وعلى بيت المقدس إضعافاً لموقع مقدَّس في المسألتين الوجدانية والدينية للمسلمين، كما أنّه يمثّل موقع عزَّة المسلمين وعنوان كرامتهم، والإساءة إليه هي إساءة إلى عزَّتهم وعنفوانهم وكرامتهم، ولذلك عمل اليهود ونجحوا مؤقَّتاً في السيطرة على المدينة المقدَّسة وكلّ المواقع الدينيَّة للمسلمين والمسيحيّين، لأنَّ الاستيلاء على هذا الموقع يجعل موقعهم عالمياً، بحيث يحتاجهم كلّ الناس من الديانات، ولذلك تشكّل القدس الرمز الأساس والعقدة الأصلب في القضيّة الفلسطينيّة، فلو كان هناك استعداد فلسطيني أو عربي أو إسلامي للتَّنازل عن القدس، لأعطى اليهود للفلسطينيّين كلّ الضفة الغربية وغزة، ولما كان هناك مشكلة.

فالقدس في الذهنيّة اليهوديّة تعني السيطرة على المواقع الأساسيَّة للأديان، وتتداخل بذلك العناصر السياسيّة والاجتماعيّة والثقافيَّة وما إلى ذلك. ولذا نرى أنَّ قيمة يوم القدس هي في إثارة هذه الجوانب الدينيّة والسياسيّة والثقافيّة بالنّسبة إلى المسلمين جميعاً، كي لا يُنسَى هذا الرمز، لأنَّ مشكلة الأمم عادةً في القضايا السياسيَّة، هي أنَّه عندما تتغلّب أمّة على مواقع أمّة أخرى، ويطول الزمن، فالأمّة صاحبة الموقع تنساه، وهذا ما حصل بالنّسبة إلى الأندلس وغيرها.

* من خطبة جمعة لسماحته، بتاريخ: 29 رمضان 1422 ه/ الموافق: ١٤ كانون الأوَّل ٢٠٠١م.
اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية