يقول الله سبحانه تعالى: {وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا}[طه: 114].
في ميدان مسيرة حركتنا في الحياة، تختلط علينا الواجبات والأعمال، وتندمج الانفعالات مع المشاعر، ويتسارع الوقت والعمر الّذي يجري دون توقّف ولا يعود إلى الوراء، ونقف أمام محطّاتٍ نعجز أحياناً عن اتّخاذ القرار المناسب بشأنها، فنقع في حالة اضطراب وقلق، حيث المطلوب منا أخذ قرار حاسم وحازم، ولكنَّنا نعجز عن اتّخاذ مثل هذا القرار. وتكبر الحيرة عندما يتعلّق الأمر بشأنٍ إنسانيّ اجتماعيّ انفعاليّ.
فماذا نفعل في مثل هذه الحالة؟
أمَّا عن نفسي، فعندما أقع في حيرة، فإنّي أنصح نفسي بالقيام بما يلي:
أوّلاً: دراسة الموضوع من كافّة جوانبه، وذلك من خلال:
أ ـ تحديد المهمَّة بدقّة ووضوح ودراسة كلّ الظّروف المتعلّقة بها.
ب ـ دراسة الخيارات: كلّ خيارٍ له إمكانيَّةٌ للعيش، شرط توفّر الظّروف الموضوعيَّة والإمكانات.
ج ـ التّركيز على الموضوع المطلوب أخذ القرار الحاسم فيه، بعد دراسة كلّ الاحتمالات الممكنة وغير الممكنة للخيارات البديلة للموضوع قيد الدّرس.
د ـ دراسة إيجابيّات الخيار وسلبيّاته، وتحديد الفرص المتاحة لتحقيق خيارات المشروع والمخاطر المتوقَّعة منه.
ه ـ العمل على التمسّك بالعوامل المساعدة لنجاح الخيار، وعلى وضع خطّةٍ لمواجهة أيّ عواقب قد تعترض نجاح الهدف.
ثانياً: وضع خطّةٍ للتّنفيذ تضمن نجاح الهدف أو المشروع أو الموضوع.
ثالثاً: البدء فوراً بالتّنفيذ، وهنا عليك أن تعطي كلّ ما عندك لهذا الأمر، والاستعداد لمواجهة الصّعوبات.
رابعاً: تجزيء الهدف: فلكلّ عام فصول، ولكلّ شهر أيّام وأسابيع. من هنا، ما من هدف يتحقّق دفعةً واحدةً، ضع نصب عينيك الهدف الجزئي المزمع تنفيذه لمدّة مرحليَّة، ثمّ جزّئ الهدف لمحطَّات، وهكذا حتى تحقيق كلّ أجزاء الهدف الأكبر والأسمى.
خامساً: أُضبط نفسك عند تسارع الأحداث، خذ نفساً عميقاً عند الأزمات، وعند تقدّمك، انطلق بقوّة وسرعة، ولا تتوقّف إلا عند المحطّة المقصودة.
سادساً: قف مع نفسك: عندما تجد نفسك تعمل دون تقدّم، وتجد جهدك غير مثمر، أو تجد نفسك عاجزاً عن الانتقال من مرحلةٍ إلى أخرى مما سبق أعلاه، اتبع ما يلي:
1ـ حافظ على كفاف عيش مشروعك، فلا تتَّخذ أيّ قرار حاسم ومصيريّ إلا بعد أن تنهي كلّ الخطوات السّابقة وما سيلي.
2ـ أكثر من الذّكر والصّلوات والحمد .
3ـ اختر ثلاثة أيّام متواصلة، من الأربعاء إلى الجمعة للصيام، بعد انتهاء صيام الثّلاثة أيّام، صلّ ركعتين لله، وبعدها اُدعُ الله بما تريد أخذ القرار به.
4ـ ابتعد عمّا يقلقك ويوتّرك وما يسبّب لك إزعاجاً وقلقاً.
5ـ مارس رياضة المشي بمعدّل 30 دقيقة كلّ يوم.
6ـ أكثر من شرب الماء والسّوائل، وابتعد عن المنبّهات والأطعمة الحارّة.
7ـ تصدّق واعزم وتوكّل على الله ونفّذ قرارك ولا تتوقّف.
في الختام، نسأل الله المولى أن يوفّقنا وإيّاكم لاتخاذ القرارات الصَّائبة، بما فيها مرضاة الله عزّ وجلّ، وبما فيه خير العمل وخير الأداء والخير لأحبّتنا.
الحمد لله عندما نفرح ..الحمد لله عندما نحزن.. الحمد لله عندما يوفّقنا الله لحمده..