تركّز القاعدة الإسلاميّة القرآنيّة على أنّ الماضي هو مسؤوليّة الذين عاشوه وصنعوه، سواء في الدّوائر السلبيّة أو الإيجابيّة، وذلك قوله تعالى: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}[البقرة:141]، فليس المجد التاريخي مجداً لنا بالمعنى الحركيّ للمجد، بل هو مجد الّذين صنعوه، وعلينا في الوقت عينه، أن لا نحمّل الآخرين مسؤوليَّة سلبيَّات التَّاريخ، فيما هو التَّوزيع بين فريقٍ وفريق، يرتبط أحدهما بفئةٍ تاريخيّةٍ تصارعت مع فئةٍ أخرى يرتبط بها الفريق الآخر.
وعلى هذا الأساس، لا يتحمّل الشيعة ـ في الحاضر ـ مسؤوليّة بعض السلبيّات الّتي عاشت في دائرة الخلاف السنّيّ الشّيعيّ في الماضي، ولا نحمّل السنّة المعاصرين مسؤوليّة ما جرى على الشّيعة سلبياً من قِبَل الذين التزموا المذهب السني في التاريخ، بل إنّ الشّيعة والسنّة اليوم يعيشون عصراً واحداً ومرحلةً واحدة، وهم مسؤولون عن حركتهم فيها، في الوقت الّذي تبقى هناك وجهات نظر في فهم الإسلام وحركيَّته، أو في تقديس هذا أو ذاك، مما يمكن أن يتحاور الجميع فيه من خلال آليّات الحوار.
وعلى ضوء ذلك، فإنّ من الخطأ اعتبار عاشوراء مناسبةً موجّهةً ضدّ السنّة من قِبَل الشّيعة، وخصوصاً أنّ يزيد لا يمثّل قيمةً إسلاميّةً سنيّةً ليُعتبر رفضه ضدّ القيمة، كما أنّ من الخطأ الانطلاق في إحيائها على هذا الأساس، فإنّ عاشوراء هي قضيّة إسلاميّة تعني المسلمين جميعاً، وليس المعنيّ بها فريق دون آخر...
وفي هذا الإطار، نحبّ أن نشير إلى الأسلوب العقلانيّ الّذي ركّزه القرآن الكريم في إدارة حركة الاختلاف، والّذي يقوم على اللّقاء على النّقاط المشتركة، والحوار في ما اختُلف فيه، لكي تكون عاشوراء حركةً في الوعي، لا حركةً في الانفعال، لأنَّ الإنسان عندما يفكِّر، فإنَّه يستطيع أن يفهم الواقع والأرض الّتي يقف عليها، والأجواء الّتي تحيط به، والأوضاع السياسيّة الّتي تتحرّك في العالم وتؤثّر فيه.
أمّا الانفعال، فإنَّه يجعلك تتحمَّس من دون أن تملك حتّى موقعك أو إرادتك أو موقفك.. نعم، نحن نحتاج إلى الحماس والانفعال، ونحتاج إلى أن نهتف ونصرخ، ولكن ـ قبل ذلك ـ لا بدَّ من أن نفهم لماذا نتحمَّس ونصرح ونهتف...
[من كتاب: نظرة إسلاميّة حول عاشوراء].
تركّز القاعدة الإسلاميّة القرآنيّة على أنّ الماضي هو مسؤوليّة الذين عاشوه وصنعوه، سواء في الدّوائر السلبيّة أو الإيجابيّة، وذلك قوله تعالى: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}[البقرة:141]، فليس المجد التاريخي مجداً لنا بالمعنى الحركيّ للمجد، بل هو مجد الّذين صنعوه، وعلينا في الوقت عينه، أن لا نحمّل الآخرين مسؤوليَّة سلبيَّات التَّاريخ، فيما هو التَّوزيع بين فريقٍ وفريق، يرتبط أحدهما بفئةٍ تاريخيّةٍ تصارعت مع فئةٍ أخرى يرتبط بها الفريق الآخر.
وعلى هذا الأساس، لا يتحمّل الشيعة ـ في الحاضر ـ مسؤوليّة بعض السلبيّات الّتي عاشت في دائرة الخلاف السنّيّ الشّيعيّ في الماضي، ولا نحمّل السنّة المعاصرين مسؤوليّة ما جرى على الشّيعة سلبياً من قِبَل الذين التزموا المذهب السني في التاريخ، بل إنّ الشّيعة والسنّة اليوم يعيشون عصراً واحداً ومرحلةً واحدة، وهم مسؤولون عن حركتهم فيها، في الوقت الّذي تبقى هناك وجهات نظر في فهم الإسلام وحركيَّته، أو في تقديس هذا أو ذاك، مما يمكن أن يتحاور الجميع فيه من خلال آليّات الحوار.
وعلى ضوء ذلك، فإنّ من الخطأ اعتبار عاشوراء مناسبةً موجّهةً ضدّ السنّة من قِبَل الشّيعة، وخصوصاً أنّ يزيد لا يمثّل قيمةً إسلاميّةً سنيّةً ليُعتبر رفضه ضدّ القيمة، كما أنّ من الخطأ الانطلاق في إحيائها على هذا الأساس، فإنّ عاشوراء هي قضيّة إسلاميّة تعني المسلمين جميعاً، وليس المعنيّ بها فريق دون آخر...
وفي هذا الإطار، نحبّ أن نشير إلى الأسلوب العقلانيّ الّذي ركّزه القرآن الكريم في إدارة حركة الاختلاف، والّذي يقوم على اللّقاء على النّقاط المشتركة، والحوار في ما اختُلف فيه، لكي تكون عاشوراء حركةً في الوعي، لا حركةً في الانفعال، لأنَّ الإنسان عندما يفكِّر، فإنَّه يستطيع أن يفهم الواقع والأرض الّتي يقف عليها، والأجواء الّتي تحيط به، والأوضاع السياسيّة الّتي تتحرّك في العالم وتؤثّر فيه.
أمّا الانفعال، فإنَّه يجعلك تتحمَّس من دون أن تملك حتّى موقعك أو إرادتك أو موقفك.. نعم، نحن نحتاج إلى الحماس والانفعال، ونحتاج إلى أن نهتف ونصرخ، ولكن ـ قبل ذلك ـ لا بدَّ من أن نفهم لماذا نتحمَّس ونصرح ونهتف...
[من كتاب: نظرة إسلاميّة حول عاشوراء].