كيف نبقى على ارتباط بالله تعالى؟!

كيف نبقى على ارتباط بالله تعالى؟!

يوجّه الله تعالى الإنسان لينظر ببصره وقلبه إلى كلّ مَنْ حوله وما حوله، فيقول سبحانه: {أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ}[لقمان: 20].

 والله تعالى عندما يوجّه الإنسان إلى ذلك، فليرى وهو يتحرّك في الحياة منذ بداية خلقه، كيف أنَّ الله سخَّر له كلّ الأشياء التي يحتاجها في وجوده؛ فسخّر له أمّه وأباه يحضنانه ويتعهّدانه ويشقيان ليُسعداه، ويتعبان ليريحاه، ويواجهان الأخطار حتّى يؤمّناه، ثمّ عندما تأتي ظروفٌ يفقد فيها والديه، فإنَّ الله سبحانه يهيّئ له مَنْ يرعاه ويفتح له أبواب الحياة..

وهكذا، عندما يبدأ الإنسان حركته في الحياة تأميناً لرزقه، فالله تعالى يسخّر له الأرض لتنبت وتنتج كلّ ما يحقّق له الكفاية في طعامه ومشربه وملبسه ومسكنه، وفجَّر له الينابيع ليستفيد من الماء في ارتوائه ونظافته.. وهكذا في الشّمس، حيث تعطيه الدّفء والحرارة والإشراق، وما يحقّق له شروط الاستمرار في حياته، وكذلك في الحيوان والقمر والكواكب، وفي كلّ ما خلقه الله، حيث كلُّ ذلك مسخَّر له ولخدمته.

ونحن قد لا نتحسّس عظمة هذه المخلوقات التي أوجدها الله تعالى لراحة النّاس، لأنّنا اعتدنا على رؤيتها وملامستها وألفنا وجودها، والإنسان لا يعرف عظمة ما اعتاده وما ألفه. وحتّى لا نستغرق في الغربة بيننا وبين هذه العظمة، يريدنا سبحانه أن ننظر بعيون قلوبنا ونطيل النظر، حتّى نتعرّف إلى ما أفاضه الله علينا من نِعَمه الظّاهرة والباطنة،في كلّ ما أودعه في الحياة، وعندما نعيش ذلك، فإنّنا نُحِسُّ بفضل الله علينا وبحاجتنا إليه..

فلو أنّ الله جعل اللّيل سرمداً، فمن الذي يأتينا بالضّياء؟ ولو أنَّ الله جعل النهار سرمداً، فمن الذي يأتينا باللّيل لنسكن فيه؟ وإذا أطفأ نور الشّمس، فكيف ننعم بالدّفء والحرارة وحركة الحياة؟ ولو جعل سبحانه الأرض جدباء، فكيف لنا أن نحقّق ظروف العيشوشروطه؟ وهكذا في كلّ الأمور في الحياة.

ومن هنا، فإنّ الإنسان يشعر بالارتباط بربّه من خلال ارتباط حاجته به تعالى، وبما لا يشعر فيه بأيّ حاجة إلى أحد. فنحن نستغني عن آبائنا وأُمّهاتنا، فتستمرّ حياتنا حتّى عندما نفقدهم، ونستغني عن هذا الذي يُعيننا في بعض مواقع الحياة وعن ذاك. ولكن مَنْ الذي يستغني عن الله؟ الله الذي خلقنا وحرّك لنا كلَّ الأجهزة في أجسامنا، ولو رفع عنايته عن حركة هذه الأجهزة التي تنظّم حياتنا، فكيف يمكن أن نبقى في قيد الحياة؟

إنَّ الله تعالى يريدنا أن نعيش التّفكيرَ في نعمه علينا، كي لا نغفل عنه ونبقى على ارتباط به، فنحن غالباً ما نرتبط بالنّاس من خلال حاجاتنا؛ هذا يوظّفنا، وذاك يعطينا مالاً، وآخر يحلُّ لنا مشكلة أو يعطينا لذّة. ولكنّ الله أعطانا وجودَنا كلّه، وحقَّق لنا شروط هذا الوجود وحرّكه لمصلحتنا، وتدخّل في كلّ تفاصيل وجودنا. لذلك، كيف للإنسان أن ينسى ربَّه ويغفل عنه؟! فهو سبحانه الحاضر في وجوده من خلال كلِّ شيء، فإذا نظر بعينيه، فليعرف أنّه ينظر بعين الله، وإذا سمع، فليعتبر أنَّ السّمع نعمة الله عليه، وإذا شمَّ أو تذوّق أو فكّر، فليتيقَّن أنَّ ذلك من الله.

ولذلك، قال سبحانه: {أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ} الشّمس تشرق، المطر ينزل، القمر ينير، الكواكب تحقّق الكثير ممّا له علاقةٌ بحركة الكون التي تعود بالنّفع على الوجود كلّه {وَمَا فِي الْأَرْضِ}،من حيوان ونباتٍ وجماد، ومن الثروات الطبيعيّة كافّةالّتي تختزنها الأرض، وهي لكم جميعاً،{وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ} أفاض عليكم {نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً}،ومع كلّ ذلك، هناك من النّاس مَنْ يتنكّر لذلك، وأيضاً {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللهِ} يجادل في وجود الله وتوحيده وعدله {بِغَيْرِ عِلْمٍ} وجدالُه ليس خاضعاً للمنطق، وليس لديه وضوح في الرؤية أو يملك حظّاً من علم {وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ}،فهو فاقد للمعرفة والدّراسة والتّفكير.

والله تعالى لم يمنعنا أن ندخل في جدال، ولكن على الإنسان عندما يناقش في شيء، أن يملك ثقافة هذا الشّيء، أمّا إذا كان لا يملك الثّقافة في هذا المجال، فكيف يجادل فيه؟ ولذلك يقول الله تعالى: {هَاأَنتُمْ هَؤُلاء حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُم بِهِ عِلمٌ فَلِمَ تُحَآجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ}[آل عمران: 66]. وعلى هذا، فالقرآن يطلب من الإنسان أن يمتلك القاعدة الثقافيّة والفكريّة ليرفض ما يريد رفضه، وليقتنع بما يريد الاقتناع به، وعندما يمتلك الإنسان هذه القاعدة، فإنَّه يمكن له أن يتحاور مع النّاس من موقع الأساس.

يوجّه الله تعالى الإنسان لينظر ببصره وقلبه إلى كلّ مَنْ حوله وما حوله، فيقول سبحانه: {أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ}[لقمان: 20].

 والله تعالى عندما يوجّه الإنسان إلى ذلك، فليرى وهو يتحرّك في الحياة منذ بداية خلقه، كيف أنَّ الله سخَّر له كلّ الأشياء التي يحتاجها في وجوده؛ فسخّر له أمّه وأباه يحضنانه ويتعهّدانه ويشقيان ليُسعداه، ويتعبان ليريحاه، ويواجهان الأخطار حتّى يؤمّناه، ثمّ عندما تأتي ظروفٌ يفقد فيها والديه، فإنَّ الله سبحانه يهيّئ له مَنْ يرعاه ويفتح له أبواب الحياة..

وهكذا، عندما يبدأ الإنسان حركته في الحياة تأميناً لرزقه، فالله تعالى يسخّر له الأرض لتنبت وتنتج كلّ ما يحقّق له الكفاية في طعامه ومشربه وملبسه ومسكنه، وفجَّر له الينابيع ليستفيد من الماء في ارتوائه ونظافته.. وهكذا في الشّمس، حيث تعطيه الدّفء والحرارة والإشراق، وما يحقّق له شروط الاستمرار في حياته، وكذلك في الحيوان والقمر والكواكب، وفي كلّ ما خلقه الله، حيث كلُّ ذلك مسخَّر له ولخدمته.

ونحن قد لا نتحسّس عظمة هذه المخلوقات التي أوجدها الله تعالى لراحة النّاس، لأنّنا اعتدنا على رؤيتها وملامستها وألفنا وجودها، والإنسان لا يعرف عظمة ما اعتاده وما ألفه. وحتّى لا نستغرق في الغربة بيننا وبين هذه العظمة، يريدنا سبحانه أن ننظر بعيون قلوبنا ونطيل النظر، حتّى نتعرّف إلى ما أفاضه الله علينا من نِعَمه الظّاهرة والباطنة،في كلّ ما أودعه في الحياة، وعندما نعيش ذلك، فإنّنا نُحِسُّ بفضل الله علينا وبحاجتنا إليه..

فلو أنّ الله جعل اللّيل سرمداً، فمن الذي يأتينا بالضّياء؟ ولو أنَّ الله جعل النهار سرمداً، فمن الذي يأتينا باللّيل لنسكن فيه؟ وإذا أطفأ نور الشّمس، فكيف ننعم بالدّفء والحرارة وحركة الحياة؟ ولو جعل سبحانه الأرض جدباء، فكيف لنا أن نحقّق ظروف العيشوشروطه؟ وهكذا في كلّ الأمور في الحياة.

ومن هنا، فإنّ الإنسان يشعر بالارتباط بربّه من خلال ارتباط حاجته به تعالى، وبما لا يشعر فيه بأيّ حاجة إلى أحد. فنحن نستغني عن آبائنا وأُمّهاتنا، فتستمرّ حياتنا حتّى عندما نفقدهم، ونستغني عن هذا الذي يُعيننا في بعض مواقع الحياة وعن ذاك. ولكن مَنْ الذي يستغني عن الله؟ الله الذي خلقنا وحرّك لنا كلَّ الأجهزة في أجسامنا، ولو رفع عنايته عن حركة هذه الأجهزة التي تنظّم حياتنا، فكيف يمكن أن نبقى في قيد الحياة؟

إنَّ الله تعالى يريدنا أن نعيش التّفكيرَ في نعمه علينا، كي لا نغفل عنه ونبقى على ارتباط به، فنحن غالباً ما نرتبط بالنّاس من خلال حاجاتنا؛ هذا يوظّفنا، وذاك يعطينا مالاً، وآخر يحلُّ لنا مشكلة أو يعطينا لذّة. ولكنّ الله أعطانا وجودَنا كلّه، وحقَّق لنا شروط هذا الوجود وحرّكه لمصلحتنا، وتدخّل في كلّ تفاصيل وجودنا. لذلك، كيف للإنسان أن ينسى ربَّه ويغفل عنه؟! فهو سبحانه الحاضر في وجوده من خلال كلِّ شيء، فإذا نظر بعينيه، فليعرف أنّه ينظر بعين الله، وإذا سمع، فليعتبر أنَّ السّمع نعمة الله عليه، وإذا شمَّ أو تذوّق أو فكّر، فليتيقَّن أنَّ ذلك من الله.

ولذلك، قال سبحانه: {أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ} الشّمس تشرق، المطر ينزل، القمر ينير، الكواكب تحقّق الكثير ممّا له علاقةٌ بحركة الكون التي تعود بالنّفع على الوجود كلّه {وَمَا فِي الْأَرْضِ}،من حيوان ونباتٍ وجماد، ومن الثروات الطبيعيّة كافّةالّتي تختزنها الأرض، وهي لكم جميعاً،{وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ} أفاض عليكم {نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً}،ومع كلّ ذلك، هناك من النّاس مَنْ يتنكّر لذلك، وأيضاً {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللهِ} يجادل في وجود الله وتوحيده وعدله {بِغَيْرِ عِلْمٍ} وجدالُه ليس خاضعاً للمنطق، وليس لديه وضوح في الرؤية أو يملك حظّاً من علم {وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ}،فهو فاقد للمعرفة والدّراسة والتّفكير.

والله تعالى لم يمنعنا أن ندخل في جدال، ولكن على الإنسان عندما يناقش في شيء، أن يملك ثقافة هذا الشّيء، أمّا إذا كان لا يملك الثّقافة في هذا المجال، فكيف يجادل فيه؟ ولذلك يقول الله تعالى: {هَاأَنتُمْ هَؤُلاء حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُم بِهِ عِلمٌ فَلِمَ تُحَآجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ}[آل عمران: 66]. وعلى هذا، فالقرآن يطلب من الإنسان أن يمتلك القاعدة الثقافيّة والفكريّة ليرفض ما يريد رفضه، وليقتنع بما يريد الاقتناع به، وعندما يمتلك الإنسان هذه القاعدة، فإنَّه يمكن له أن يتحاور مع النّاس من موقع الأساس.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية