لا تدافعوا عن الخونة والمجرمين

لا تدافعوا عن الخونة والمجرمين

{وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً}[النّساء: 107].

فإذا كان الله لا يحبّ هؤلاء الخوّانين الآثمين، فكيف تحبّهم أنت؟! إنَّ المؤمن هو الّذي يحبّ مَن يحبّ الله، ويبغض مَن يبغض الله. قال بعض أئمّة أهل البيت (ع) لبعض أصحابه، وقد سأله عن موقع الحبّ والبغض في مسألة الإيمان، قال له: "وهل الدّين إلاّ الحبّ والبغض؟!"؛ أن تحبّ مَن أحبّ الله، وأن تبغض مَن أبغض الله، أن يكون حبّك سائراً في اتّجاه ما يحبّه الله، وأن يكون بغضك سائراً في اتّجاه ما يبغضه الله.

ثمّ يقول الله سبحانه وتعالى: {هَاأَنتُمْ هَـؤُلاء جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}، في المحكمة كنتم المحامين الذين يدافعون عن الخونة ويدافعون عن الباطل في داخل المجتمع، كنتم المدافعين عن المجرمين وعن الخونة، وكانت لكم قوّة تستطيعون من خلالها أن توجّهوا الأمر إليهم، وكانت عندكم إمكانات تستطيعون أن تبرِّئوهم من خلالها، يمكن أن يكون لكَ بعض القوّة من مال وجاه وما إلى ذلك لتفرض رأيك على الناس.

لكن تمرّ الدنيا، تعيش أنتَ زمناً، ويعيش هؤلاء الخونة زمناً، ثمّ تلتقون غداً عند الله سبحانه وتعالى: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ}[يس: 53] ووقفتم أمام الله، ووقف الخونة هناك، ووقف المجرمون هناك؛ هل تستطيعون أن تجادلوا؟ هل عندكم حجّة؟ هل عندكم إمكانات؟ {هَاأَنتُمْ هَـؤُلاء جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً}[النّساء: 109]، مَن يكون الوكيل؟ المحامي؟ هل هناك مكاتب للمحاماة؟ هل هناك مكاتب للشفعاء؟ حتّى الشفعاء الذين يشفّعهم الله بالناس ليست لهم مكاتب مستقلّة، وليست لهم بطاقات مستقلّة، الله يعطيهم البطاقة لمن يشفعون له، والله يعطيهم الإذن لمن يشفعون له {وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ}[الأنبياء: 28]، {هَاأَنتُمْ هَـؤُلاء جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً}.

وهذا ما يجب أن ننتبه إليه، إنّك عندما تجادل عن الخونة، فإنَّك انطلقت في خطيئتين: الخطيئة الأولى؛ أنّك جادلت عن خائن وهو حرام، والخطيئة الثانية أنّك خدعت النّاس عندما صوَّرت لهم هذا الخائن بصورة المخلص، أو هؤلاء الآثمين بصورة المطيعين.

الله يريد منّا أن نحافظ على صورة الحقّ في أفكارنا، فلا نحمل أيّ صورة مزيّفة، بل لا بدّ أن تكون الصورة حقيقيّة مضيئة واقعية.

ثمّ يريد الله لك أن لا تشوّه للنّاس الصّورة من حولك، ليس من حقّك، هذا يسمّى عدواناً على الناس، أنتَ عندما تدخل شخصاً أو جماعة في قناعات النّاس على أنّهم طيّبون وهم ليسوا بطيّبين، فمعنى ذلك أنّك اعتديت عليهم، عندما استفدت واستغللت قدرتك على الإقناع في أنْ تجعلهم - عاطفياً وشعورياً - في قبضة أُناس ليسوا في مستوى المسؤوليّة.

ولهذا، فإنَّ الله سبحانه وتعالى يريد لنا أن لا نحمل الصّورة المزيّفة، وأن لا نحرّك هذه الصّورة في حياة النّاس، ليبقى الناس مع الحقّ في كلّ حدوده وفي كلّ مواقعه

*من كتاب "الجمعة منبر ومحراب".

{وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً}[النّساء: 107].

فإذا كان الله لا يحبّ هؤلاء الخوّانين الآثمين، فكيف تحبّهم أنت؟! إنَّ المؤمن هو الّذي يحبّ مَن يحبّ الله، ويبغض مَن يبغض الله. قال بعض أئمّة أهل البيت (ع) لبعض أصحابه، وقد سأله عن موقع الحبّ والبغض في مسألة الإيمان، قال له: "وهل الدّين إلاّ الحبّ والبغض؟!"؛ أن تحبّ مَن أحبّ الله، وأن تبغض مَن أبغض الله، أن يكون حبّك سائراً في اتّجاه ما يحبّه الله، وأن يكون بغضك سائراً في اتّجاه ما يبغضه الله.

ثمّ يقول الله سبحانه وتعالى: {هَاأَنتُمْ هَـؤُلاء جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}، في المحكمة كنتم المحامين الذين يدافعون عن الخونة ويدافعون عن الباطل في داخل المجتمع، كنتم المدافعين عن المجرمين وعن الخونة، وكانت لكم قوّة تستطيعون من خلالها أن توجّهوا الأمر إليهم، وكانت عندكم إمكانات تستطيعون أن تبرِّئوهم من خلالها، يمكن أن يكون لكَ بعض القوّة من مال وجاه وما إلى ذلك لتفرض رأيك على الناس.

لكن تمرّ الدنيا، تعيش أنتَ زمناً، ويعيش هؤلاء الخونة زمناً، ثمّ تلتقون غداً عند الله سبحانه وتعالى: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ}[يس: 53] ووقفتم أمام الله، ووقف الخونة هناك، ووقف المجرمون هناك؛ هل تستطيعون أن تجادلوا؟ هل عندكم حجّة؟ هل عندكم إمكانات؟ {هَاأَنتُمْ هَـؤُلاء جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً}[النّساء: 109]، مَن يكون الوكيل؟ المحامي؟ هل هناك مكاتب للمحاماة؟ هل هناك مكاتب للشفعاء؟ حتّى الشفعاء الذين يشفّعهم الله بالناس ليست لهم مكاتب مستقلّة، وليست لهم بطاقات مستقلّة، الله يعطيهم البطاقة لمن يشفعون له، والله يعطيهم الإذن لمن يشفعون له {وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ}[الأنبياء: 28]، {هَاأَنتُمْ هَـؤُلاء جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً}.

وهذا ما يجب أن ننتبه إليه، إنّك عندما تجادل عن الخونة، فإنَّك انطلقت في خطيئتين: الخطيئة الأولى؛ أنّك جادلت عن خائن وهو حرام، والخطيئة الثانية أنّك خدعت النّاس عندما صوَّرت لهم هذا الخائن بصورة المخلص، أو هؤلاء الآثمين بصورة المطيعين.

الله يريد منّا أن نحافظ على صورة الحقّ في أفكارنا، فلا نحمل أيّ صورة مزيّفة، بل لا بدّ أن تكون الصورة حقيقيّة مضيئة واقعية.

ثمّ يريد الله لك أن لا تشوّه للنّاس الصّورة من حولك، ليس من حقّك، هذا يسمّى عدواناً على الناس، أنتَ عندما تدخل شخصاً أو جماعة في قناعات النّاس على أنّهم طيّبون وهم ليسوا بطيّبين، فمعنى ذلك أنّك اعتديت عليهم، عندما استفدت واستغللت قدرتك على الإقناع في أنْ تجعلهم - عاطفياً وشعورياً - في قبضة أُناس ليسوا في مستوى المسؤوليّة.

ولهذا، فإنَّ الله سبحانه وتعالى يريد لنا أن لا نحمل الصّورة المزيّفة، وأن لا نحرّك هذه الصّورة في حياة النّاس، ليبقى الناس مع الحقّ في كلّ حدوده وفي كلّ مواقعه

*من كتاب "الجمعة منبر ومحراب".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية