التَّفكيرُ في الموتِ لا يعطِّلُ الحياةَ

التَّفكيرُ في الموتِ لا يعطِّلُ الحياةَ

يقول تعالى: {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ}(لقمان: 34). فلا بدَّ للإنسان من أن يعيش الهاجس بأنَّ الموت يمكن أن يأتيه في كلِّ لحظة، وقد يفكِّر بعض النَّاس أنَّنا عندما نستحضر الموت فقد تتعطَّل الحياة، لأنَّ من يفكِّر في الموت، كيف يعمِّر الحياة؟!

ولكن الله أراد لك أن تفكِّر في الموت لتعرف كيف تواجه الحياة بمسؤوليَّة، ولتعرف كيف تتحرَّك مسؤوليَّاتك بدقَّة وحذر.

وقد قال الإمام عليّ (ع)، وهو العارف بالقرآن الَّذي لم يعرفه أحدٌ مثله إلَّا رسول الله (ص)، لأنَّه هو الذي علّمه، فهو أستاذه، قال (ع):

"اعمَلْ لدُنياكَ كأنَّكَ تعيشُ أبداً"، إنَّ الله كلَّفك أن تعمِّر الدّنيا وجعلك خليفته بكلِّ ما لكلمة الخلافة من سعة تتَّسع لعمران الدّنيا وعمران أهلها، وأراد لك أن تبقى بهذا الاتجاه، ولكن إذا فكَّرت في المسؤوليَّة وفي حركة الدّنيا في خطِّ الآخرة، على أساس: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا}(القصص: 77)، فلا تستغرق في الدّنيا استغراق الذي يعتبرها نهاية المطاف، بل خُذ منها حاجتك، وإذا كانت حاجتك أن تعمّر، فهذا نصيبك من الدنيا، وإذا كانت حاجتك من الدنيا أن تتحرَّك وأن تجاهد، فهذا نصيبك من الدنيا. ولكن عندما تحرّك نصيبك من الدّنيا، أعطِ الدنيا معنى الآخرة في معنى المسؤوليَّة وفي معنى تقوى الله.

"واعملْ لآخرتِكَ كأنَّكَ تموتُ غداً"1. وهذا هو الَّذي يتحرّك في خطِّ التَّوازن في المفاهيم الإسلاميَّة، بين أن تعيش الأمل من خلال حركتك في الحياة، وأن تعيش التقوى ومراقبة الله في كلِّ مفردات هذا الأمر {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ}.

إنَّ الله عليم بكلِّ ما في الكون، عليم بسرّكم وعلانيتكم، وخبير بما يحدث لكم، وإذا انطلقتم في هذا الاتجاه، فهناك الوعي الَّذي لا بدّ لكم أن تعيشوه في كلّ مسؤوليَّتكم، وذكر الله الّذي لا بدّ أن لا يفارقكم، وهو أن يصبح كلّ إنسان وتوبته معه، وأن يمسي وتوبته معه، لأنَّه لا يدري مع الصباح هل يمسي عليه المساء، ولا يدري مع المساء هل يصبح عليه الصَّباح. كم من أهلنا وأصدقائنا ومعارفنا من عاشوا في المساء ولم يصبحوا، ومن عاشوا في الصَّباح ولم يمسوا!

أيُّها الأحبَّة، بعضاً من الوعي، بعضاً من التَّقوى، بعضاً من الإحساس بمعنى هذه الإنسانيَّة التي لا تكبر إلَّا عندما تمتلئ بالله وبدين الله، ولا تعيشوا السَّعادة إلَّا من خلال الإحساس برضوان الله تعالى، ورضوان الله في الآخرة هو السَّعادة، فالله حدّثنا عن الجنَّة، وفيها ما تشتهي الأنفس وتلذّ به الأعين، فقال: {وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللهِ أَكْبَرُ}(التَّوبة: 72)...

* من كتاب "النَّدوة"، ج 4.

[1]الوافي، الفيض الكاشاني، ج10، ص 9.

يقول تعالى: {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ}(لقمان: 34). فلا بدَّ للإنسان من أن يعيش الهاجس بأنَّ الموت يمكن أن يأتيه في كلِّ لحظة، وقد يفكِّر بعض النَّاس أنَّنا عندما نستحضر الموت فقد تتعطَّل الحياة، لأنَّ من يفكِّر في الموت، كيف يعمِّر الحياة؟!

ولكن الله أراد لك أن تفكِّر في الموت لتعرف كيف تواجه الحياة بمسؤوليَّة، ولتعرف كيف تتحرَّك مسؤوليَّاتك بدقَّة وحذر.

وقد قال الإمام عليّ (ع)، وهو العارف بالقرآن الَّذي لم يعرفه أحدٌ مثله إلَّا رسول الله (ص)، لأنَّه هو الذي علّمه، فهو أستاذه، قال (ع):

"اعمَلْ لدُنياكَ كأنَّكَ تعيشُ أبداً"، إنَّ الله كلَّفك أن تعمِّر الدّنيا وجعلك خليفته بكلِّ ما لكلمة الخلافة من سعة تتَّسع لعمران الدّنيا وعمران أهلها، وأراد لك أن تبقى بهذا الاتجاه، ولكن إذا فكَّرت في المسؤوليَّة وفي حركة الدّنيا في خطِّ الآخرة، على أساس: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا}(القصص: 77)، فلا تستغرق في الدّنيا استغراق الذي يعتبرها نهاية المطاف، بل خُذ منها حاجتك، وإذا كانت حاجتك أن تعمّر، فهذا نصيبك من الدنيا، وإذا كانت حاجتك من الدنيا أن تتحرَّك وأن تجاهد، فهذا نصيبك من الدنيا. ولكن عندما تحرّك نصيبك من الدّنيا، أعطِ الدنيا معنى الآخرة في معنى المسؤوليَّة وفي معنى تقوى الله.

"واعملْ لآخرتِكَ كأنَّكَ تموتُ غداً"1. وهذا هو الَّذي يتحرّك في خطِّ التَّوازن في المفاهيم الإسلاميَّة، بين أن تعيش الأمل من خلال حركتك في الحياة، وأن تعيش التقوى ومراقبة الله في كلِّ مفردات هذا الأمر {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ}.

إنَّ الله عليم بكلِّ ما في الكون، عليم بسرّكم وعلانيتكم، وخبير بما يحدث لكم، وإذا انطلقتم في هذا الاتجاه، فهناك الوعي الَّذي لا بدّ لكم أن تعيشوه في كلّ مسؤوليَّتكم، وذكر الله الّذي لا بدّ أن لا يفارقكم، وهو أن يصبح كلّ إنسان وتوبته معه، وأن يمسي وتوبته معه، لأنَّه لا يدري مع الصباح هل يمسي عليه المساء، ولا يدري مع المساء هل يصبح عليه الصَّباح. كم من أهلنا وأصدقائنا ومعارفنا من عاشوا في المساء ولم يصبحوا، ومن عاشوا في الصَّباح ولم يمسوا!

أيُّها الأحبَّة، بعضاً من الوعي، بعضاً من التَّقوى، بعضاً من الإحساس بمعنى هذه الإنسانيَّة التي لا تكبر إلَّا عندما تمتلئ بالله وبدين الله، ولا تعيشوا السَّعادة إلَّا من خلال الإحساس برضوان الله تعالى، ورضوان الله في الآخرة هو السَّعادة، فالله حدّثنا عن الجنَّة، وفيها ما تشتهي الأنفس وتلذّ به الأعين، فقال: {وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللهِ أَكْبَرُ}(التَّوبة: 72)...

* من كتاب "النَّدوة"، ج 4.

[1]الوافي، الفيض الكاشاني، ج10، ص 9.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية