فاطمة الزَّهراء (ع): أنموذج العصمة والطَّهارة

فاطمة الزَّهراء (ع): أنموذج العصمة والطَّهارة

فيما يلي، بعض الأسئلة الواردة في كتاب "الزّهراء المعصومة – أنموذج المرأة العالميَّة"، والّتي أجاب عنها سماحة العلَّامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله (رض) ضمن لقاء حواريّ مباشر له في قاعة الجنان في بيروت، بمناسبة ولادة السيّدة الزّهراء (ع)، وذلك بتاريخ: 22 كانون الأوَّل 1997م، الموافق: 20 جمادى الثّانية 1418هـ.
دفاعٌ عن الإمامة الشَّرعيَّة
س: يحاول البعض أن يصوِّر أنَّ مواجهة الزَّهراء (ع) للأوضاع الَّتي حدثت بعد وفاة الرَّسول (ص)، كانت حركةً ذاتيّةً للمطالبة بحقوقها الشَّخصيَّة، فما ردّ سماحتكم بهذا الخصوص؟
ج: لم يكن للزَّهراء (ع) - وهي الرساليَّة الَّتي عاشت في بيت النبوَّة، المعصومة في طهر الفكر والعمل - أيّ حالة شخصيَّة بالمعنى الذَّاتيّ للمسألة، بل كانت القضيَّة عندها هي قضيَّة الخلافة، وهي حقّ عليّ (ع) بنصّ الغدير، لأنَّها تتَّصل بالمستقبل الإسلاميّ في خطّ القيادة الشَّرعيَّة الصَّالحة المبدعة المتمثّلة في الإمام عليّ (ع)، فقد كانت مسؤوليَّاتها الإسلاميَّة أن تقف معه بكلِّ قوَّة، وهذا ما تمثَّل في خطبتها، وفي حديثها مع نساء المهاجرين والأنصار ورجالهنّ، في الحديث عن حقّ عليّ (ع) في الخلافة، من دون أن يكون لعلاقتها الشَّخصيَّة - الزوجيَّة والنّسبيَّة - أيّ دخل في ذلك.
أمَّا مطالبتها بفدك، فقد كان لتأكيد الحقّ في مواجهة خطر الانحراف لإظهار الخطأ في ذلك، وربما، كما ينقل ابن أبي الحديد عن أستاذه، أنَّها كانت مقدّمة للمطالبة بالخلافة لعليّ (ع).
ونقرأ في قصَّة ذهابها مع الإمام عليّ (ع) للمطالبة بالخادم الَّذي يريحها من تعب أشغال البيت، أنَّ الطَّلب لم يكن منها، بل كان من عليّ (ع)، ورأفةً بها وشفقةً عليها، ما يوحي بأنَّ مسألة الدّنيا في حاجتها الطَّبيعيَّة لم تكن هدفاً لها.
لا عزلة رغم المظلوميّة
س: بعد ما تعرَّضت له الزَّهراء (ع) من مظلوميَّة، جلست في دارها حتَّى رحيلها إلى بارئها، كيف نفهم هذا الموقف في حركة الحياة من حيث المواقف السَّلبيَّة والإيجابيَّة؟
ج: إنَّنا نقرأ في سيرتها أنَّها استقبلت نساء المهاجرين والأنصار ورجالهنّ في حوارها معهم حول قضيَّة الخلافة، كما استقبلت الشَّيخين أبا بكر وعمر عندما جاءا يسترضيانها، وتتحدَّث سيرتها أنَّها كانت تطوف على المهاجرين والأنصار لتحدّثهم حول حقّ عليّ (ع)، ما يوحي بأنَّها لم تعش العزلة الذاتيَّة في هذه الفترة الَّتي سبقت وفاتها (سلام الله عليها).
سيّدة نساء العالمين
س: ما الموقع الَّذي تحتلّه الزَّهراء (ع) في دنيا الإسلام والمسلمين؟
إنَّ الزهراء (ع) تمثّل موقع الإنسانة المعصومة في الدَّرجة العليا من موقع سيّدة نساء العالمين، هذه الصفة الَّتي تختزن في داخلها كلّ الفضائل الإنسانيَّة الإسلاميَّة، باعتبار أنَّ السيادة على النساء من حيث القيمة الروحيَّة والأخلاقيَّة، تفرض المستوى الأفضل في ذلك كلّه.
ومن موقعها القرآنيّ، نجد أنّها من أهل البيت الَّذين أذهب الله عنهم الرّجس وطهَّرهم تطهيراً، لتكون الصّورة المشرّفة للإنسانة الطَّاهرة المعصومة في روحها وفكرها وعملها، البعيدة عن كلّ انحراف أو قذارة فكريّة وعمليّة، وهذا يوحي بأنّها (ع) تمثّل خطّ الحقّ في كلّ أقوالها وأفعالها.
عصمة الزّهراء (ع)
س: يُستفاد من عصمة الأئمَّة (ع) أنَّهم كانوا أئمَّةً للنّاس وقادة، فما الفائدة من عصمة الزهراء (ع) إذا لـم تكن إماماً للنَّاس؟
ج: الزهراء (ع) هي أمّ المعصومين (ع)؛ أعطتهم من كلّ جهدها وفضائلها من هذه العصمة الَّتي أعطاهم اللّه، كما أعطاها لطفاً خاصّاً. ولكنَّ مسألة العصمة هي مسألة تنطلق من لطف إلهيّ، فكما أنَّ الإمامة، بمعنى القيادة، تحتاج في الإمامة الأصيلة إلى عصمة على نحو الوجوب، فقد يعطي اللّه إنساناً آخر، ولا سيَّما المرأة الَّتي يراد لها أن تكون إماماً بغير المعنى الاصطلاحيّ للإمامة، أو بمعنى النَّموذج، درجة العصمة، باللّطف الإلهيّ، كما في نموذج مريم (ع)، والأنموذج الأكمل الزَّهراء (ع).
الاقتداء بالزّهراء (ع)
س: هل يكفي النّساء حسن التبعّل اقتداءً بالزَّهراء (ع)، أم يجب عليهنَّ الاقتداء بجهادها؟ وكيف يكون ذلك ونحن نعيش في ساحة ضيّقة؟
ج: من الطبيعيّ أن نقتدي بالزَّهراء (ع) وبكلّ فضائلها، ولكلّ إنسان جهاده الَّذي هو بحجم إمكاناته وبحجم موقعه.. ربَّما يستطيع بعض النّاس أن يجاهدوا الَّذين يعيشون الانحراف في بعض أوضاعهم العائليَّة أو بعض أوضاعهم الشخصيَّة أو في بعض سلبيَّاتهم الأخلاقيَّة، ويمكن أن يجاهد الإنسان في تعليم النّاس الجهاد في كلّ تنوّعاته، فلو أنَّ كلّ إنسان جاهد في خطّ الرّسالة بحسب موقعه، فمن الممكن أن نتكامل في ذلك، وأن نكون بأجمعنا مجاهدين، كلّ بحسب طاقته وقدرته.
مودَّة أهل البيت (ع)
س: كيف نفهم المودَّة لأهل البيت (ع)؟ وكيف يجب أن نتعامل معهم كانتماء وموقف؟
ج: الظَّاهر أنَّ المراد بالمودّة هو معناها الحركيّ المتمثّل بالمحبَّة في قداسة الموقع، وبالاتّباع في دائرة الولاية العامّة، والالتزام بالخطّ المرسوم للمسيرة الإسلاميَّة في القاعدة وفي التفاصيل، والموقف الصَّلب في دائرة الانتماء، وليست مجرَّد حالة عاطفيَّة كما لو كانت نبضة قلب أو حالة إحساس.
 
* من كتاب "الزهراء المعصومة ـ أنموذج المرأة العالميَّة".
فيما يلي، بعض الأسئلة الواردة في كتاب "الزّهراء المعصومة – أنموذج المرأة العالميَّة"، والّتي أجاب عنها سماحة العلَّامة المرجع السيّد محمَّد حسين فضل الله (رض) ضمن لقاء حواريّ مباشر له في قاعة الجنان في بيروت، بمناسبة ولادة السيّدة الزّهراء (ع)، وذلك بتاريخ: 22 كانون الأوَّل 1997م، الموافق: 20 جمادى الثّانية 1418هـ.
دفاعٌ عن الإمامة الشَّرعيَّة
س: يحاول البعض أن يصوِّر أنَّ مواجهة الزَّهراء (ع) للأوضاع الَّتي حدثت بعد وفاة الرَّسول (ص)، كانت حركةً ذاتيّةً للمطالبة بحقوقها الشَّخصيَّة، فما ردّ سماحتكم بهذا الخصوص؟
ج: لم يكن للزَّهراء (ع) - وهي الرساليَّة الَّتي عاشت في بيت النبوَّة، المعصومة في طهر الفكر والعمل - أيّ حالة شخصيَّة بالمعنى الذَّاتيّ للمسألة، بل كانت القضيَّة عندها هي قضيَّة الخلافة، وهي حقّ عليّ (ع) بنصّ الغدير، لأنَّها تتَّصل بالمستقبل الإسلاميّ في خطّ القيادة الشَّرعيَّة الصَّالحة المبدعة المتمثّلة في الإمام عليّ (ع)، فقد كانت مسؤوليَّاتها الإسلاميَّة أن تقف معه بكلِّ قوَّة، وهذا ما تمثَّل في خطبتها، وفي حديثها مع نساء المهاجرين والأنصار ورجالهنّ، في الحديث عن حقّ عليّ (ع) في الخلافة، من دون أن يكون لعلاقتها الشَّخصيَّة - الزوجيَّة والنّسبيَّة - أيّ دخل في ذلك.
أمَّا مطالبتها بفدك، فقد كان لتأكيد الحقّ في مواجهة خطر الانحراف لإظهار الخطأ في ذلك، وربما، كما ينقل ابن أبي الحديد عن أستاذه، أنَّها كانت مقدّمة للمطالبة بالخلافة لعليّ (ع).
ونقرأ في قصَّة ذهابها مع الإمام عليّ (ع) للمطالبة بالخادم الَّذي يريحها من تعب أشغال البيت، أنَّ الطَّلب لم يكن منها، بل كان من عليّ (ع)، ورأفةً بها وشفقةً عليها، ما يوحي بأنَّ مسألة الدّنيا في حاجتها الطَّبيعيَّة لم تكن هدفاً لها.
لا عزلة رغم المظلوميّة
س: بعد ما تعرَّضت له الزَّهراء (ع) من مظلوميَّة، جلست في دارها حتَّى رحيلها إلى بارئها، كيف نفهم هذا الموقف في حركة الحياة من حيث المواقف السَّلبيَّة والإيجابيَّة؟
ج: إنَّنا نقرأ في سيرتها أنَّها استقبلت نساء المهاجرين والأنصار ورجالهنّ في حوارها معهم حول قضيَّة الخلافة، كما استقبلت الشَّيخين أبا بكر وعمر عندما جاءا يسترضيانها، وتتحدَّث سيرتها أنَّها كانت تطوف على المهاجرين والأنصار لتحدّثهم حول حقّ عليّ (ع)، ما يوحي بأنَّها لم تعش العزلة الذاتيَّة في هذه الفترة الَّتي سبقت وفاتها (سلام الله عليها).
سيّدة نساء العالمين
س: ما الموقع الَّذي تحتلّه الزَّهراء (ع) في دنيا الإسلام والمسلمين؟
إنَّ الزهراء (ع) تمثّل موقع الإنسانة المعصومة في الدَّرجة العليا من موقع سيّدة نساء العالمين، هذه الصفة الَّتي تختزن في داخلها كلّ الفضائل الإنسانيَّة الإسلاميَّة، باعتبار أنَّ السيادة على النساء من حيث القيمة الروحيَّة والأخلاقيَّة، تفرض المستوى الأفضل في ذلك كلّه.
ومن موقعها القرآنيّ، نجد أنّها من أهل البيت الَّذين أذهب الله عنهم الرّجس وطهَّرهم تطهيراً، لتكون الصّورة المشرّفة للإنسانة الطَّاهرة المعصومة في روحها وفكرها وعملها، البعيدة عن كلّ انحراف أو قذارة فكريّة وعمليّة، وهذا يوحي بأنّها (ع) تمثّل خطّ الحقّ في كلّ أقوالها وأفعالها.
عصمة الزّهراء (ع)
س: يُستفاد من عصمة الأئمَّة (ع) أنَّهم كانوا أئمَّةً للنّاس وقادة، فما الفائدة من عصمة الزهراء (ع) إذا لـم تكن إماماً للنَّاس؟
ج: الزهراء (ع) هي أمّ المعصومين (ع)؛ أعطتهم من كلّ جهدها وفضائلها من هذه العصمة الَّتي أعطاهم اللّه، كما أعطاها لطفاً خاصّاً. ولكنَّ مسألة العصمة هي مسألة تنطلق من لطف إلهيّ، فكما أنَّ الإمامة، بمعنى القيادة، تحتاج في الإمامة الأصيلة إلى عصمة على نحو الوجوب، فقد يعطي اللّه إنساناً آخر، ولا سيَّما المرأة الَّتي يراد لها أن تكون إماماً بغير المعنى الاصطلاحيّ للإمامة، أو بمعنى النَّموذج، درجة العصمة، باللّطف الإلهيّ، كما في نموذج مريم (ع)، والأنموذج الأكمل الزَّهراء (ع).
الاقتداء بالزّهراء (ع)
س: هل يكفي النّساء حسن التبعّل اقتداءً بالزَّهراء (ع)، أم يجب عليهنَّ الاقتداء بجهادها؟ وكيف يكون ذلك ونحن نعيش في ساحة ضيّقة؟
ج: من الطبيعيّ أن نقتدي بالزَّهراء (ع) وبكلّ فضائلها، ولكلّ إنسان جهاده الَّذي هو بحجم إمكاناته وبحجم موقعه.. ربَّما يستطيع بعض النّاس أن يجاهدوا الَّذين يعيشون الانحراف في بعض أوضاعهم العائليَّة أو بعض أوضاعهم الشخصيَّة أو في بعض سلبيَّاتهم الأخلاقيَّة، ويمكن أن يجاهد الإنسان في تعليم النّاس الجهاد في كلّ تنوّعاته، فلو أنَّ كلّ إنسان جاهد في خطّ الرّسالة بحسب موقعه، فمن الممكن أن نتكامل في ذلك، وأن نكون بأجمعنا مجاهدين، كلّ بحسب طاقته وقدرته.
مودَّة أهل البيت (ع)
س: كيف نفهم المودَّة لأهل البيت (ع)؟ وكيف يجب أن نتعامل معهم كانتماء وموقف؟
ج: الظَّاهر أنَّ المراد بالمودّة هو معناها الحركيّ المتمثّل بالمحبَّة في قداسة الموقع، وبالاتّباع في دائرة الولاية العامّة، والالتزام بالخطّ المرسوم للمسيرة الإسلاميَّة في القاعدة وفي التفاصيل، والموقف الصَّلب في دائرة الانتماء، وليست مجرَّد حالة عاطفيَّة كما لو كانت نبضة قلب أو حالة إحساس.
 
* من كتاب "الزهراء المعصومة ـ أنموذج المرأة العالميَّة".
اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية