فلنجعل ختام حياتنا توبةً مقبولة

فلنجعل ختام حياتنا توبةً مقبولة

عندما نطلّ على آفاق أدعية الصّحيفة السجاديّة للإمام علي بن الحسين زين العابدين(ع)، فإننا نطلّ على كلّ القيم والمعاني الروحيّة والأخلاقيّة التي تستثير عقل الإنسان وقلبه نحو الله تعالى؛ المعبود الأوّل والأخير، بحيث يتوجّه العباد إلى بارئهم وخالقهم كي يرحمهم ويوفّقهم، ويمنّ عليهم بفضله وبركاته.

يقول الإمام السجّاد(ع): "وإذا انقضت أيّام حياتنا، وتصرّمت مُدَدُ أعمارنا، واستحضرَتْنا دعوتُكَ التي لا بدّ منها ومن إجابتها، فصلِّ على محمّدٍ وآله، واجعل ختام ما تحصي علينا كتبةُ أعمالنا توبةً مقبولةً، لا توقفنا بعدها على ذنبٍ اجترحناه، ولا معصيةٍ اقترفناها، ولا تكشف عنّا ستراً سترتَهُ على رؤوس الأشهاد، يوم تبلو أخبار عبادك، إنَّك رحيمٌ بمن دعاك، ومستجيبٌ لمن ناداك".

عمر الإنسان محدود، ولا بدَّ للأجل من أن يحضر بإرادة الله ومشيئته، فندعوك يا الله أن تصلّي على محمّدٍ وآله خير البريّة، وأن تجعل خاتمة حياتنا على خير، وأن يكون ما سجّلته ملائكتك من أعمالنا على خير وعافية في ديننا ودنيانا، وأن تمنّ علينا بتوبتك الّتي لا تتوقَّف عند ذنوبٍ فعلناها بجهلنا وإسرافنا على أنفسنا، وغفلتنا وعدم التفاتنا إلى مصيرنا. فنتوسَّل إليك ـ يا ربّ ـ أن تكون عاقبتنا حسنة، ونحن في كلّ الأحوال والأوضاع التي تؤكِّد طاعتك والإخلاص إليك، ومن يستجيب لعباده غيرك ـ يا ربّ ـ فأنت الرّجاء الأوحد الذي تنعقد عليه آمال العابدين التائبين من ذنوبهم، فلا تفضحنا أمام الخلائق، واستر عيوبنا، لأننا ـ يا الله ـ قد تبنا إليك من خطايانا توبةً نصوحاً، تؤكّد التزامنا الدّائم بخطّك، ورفضنا لكلّ وساوس الشياطين من الإنس والجنّ.

والخاسر الأكبر يمرّ عمره ولا يلتفت إلى حجم إساءته إلى نفسه وربّه والحياة من حوله، وبالتّالي يخسر فرصة التّوبة الّتي كتبها الله على نفسه لعباده التّائبين بإخلاص وقناعة ووعي.

وحول ما تقدَّم، يقول العلاّمة المرجع، السيّد محمد حسين فضل الله(رض): "تلك هي ـ يا ربّ ـ أمنياتنا ودعواتنا، عندما تنطلق الحياة بنا في امتدادها في حركة العمر الّذي يحمل في داخله الأمل الطّويل، أن نكون من عبادك الصّالحين الّذين يعيشون في نطاق المسؤوليّة الجادّة.

إننا نتوسّل إليك أن تأتينا ساعة الموت الأخيرة، ونحن في حال الطّاعة لا حال المعصية، وفي حالة التّوبة الخالصة الّتي تمثّل الامتداد الحيّ لإيماننا، بل وطاعتنا لك، والّتي تحصل على القبول منك..

وفي ضوء ذلك، فإنّ التوبة لا تحمل معنى الهروب، بل تمثّل معنى الإرادة الفاعلة الّتي تجعلنا نواجه الموقف بقوّة، من خلال الطّمأنينة الآمنة بأنَّ الله قد ألغى لنا كلّ ذنوبنا، وجعلنا ننفتح على يوم القيامة كمن لا ذنب له.

إننا نتوسّل إليك، وأنت الذي سترت علينا ما فعلناه، فلم تُطلِع عليه أحداً من هؤلاء الذين جعلتهم شهداء على خلقك، أن تديم لنا هذه الرّعاية الإلهيّة، لتستر علينا في الآخرة كما سترت علينا في الدنيا، لأننا انطلقنا من مواقع الخطيئة إلى مواقع التوبة.. لقد دعوناك ـ يا أرحم الراحمين ـ فارحمنا، ولقد ناديناك ـ وأنت الذي تستجيب لنداء المؤمنين من عبادك ـ فأجبنا، إنّك رحيم بمن دعاك، ومستجيب لمن ناداك".[آفاق الروح، ج:1، ص:295-296].

المؤمنون يتوسّلون الله في اللّيل والنّهار، وفي السّرّ والعلانية، أن يوفّقهم للتّوبة المقبولة عنده، وأن تكون خاتمة آجالهم في خير ورضا من الله، بحيث لا ينحرفون عن سبيله، بل يؤكّدون بأعمالهم النافعة الصّالحة مدى وعيهم وتحمّلهم لمسؤوليّاتهم أمام الله تعالى، وأمام الناس والحياة، انسجاماً مع الإرادة الإلهيّة في زرع الخير والفضيلة والبرّ...

إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

عندما نطلّ على آفاق أدعية الصّحيفة السجاديّة للإمام علي بن الحسين زين العابدين(ع)، فإننا نطلّ على كلّ القيم والمعاني الروحيّة والأخلاقيّة التي تستثير عقل الإنسان وقلبه نحو الله تعالى؛ المعبود الأوّل والأخير، بحيث يتوجّه العباد إلى بارئهم وخالقهم كي يرحمهم ويوفّقهم، ويمنّ عليهم بفضله وبركاته.

يقول الإمام السجّاد(ع): "وإذا انقضت أيّام حياتنا، وتصرّمت مُدَدُ أعمارنا، واستحضرَتْنا دعوتُكَ التي لا بدّ منها ومن إجابتها، فصلِّ على محمّدٍ وآله، واجعل ختام ما تحصي علينا كتبةُ أعمالنا توبةً مقبولةً، لا توقفنا بعدها على ذنبٍ اجترحناه، ولا معصيةٍ اقترفناها، ولا تكشف عنّا ستراً سترتَهُ على رؤوس الأشهاد، يوم تبلو أخبار عبادك، إنَّك رحيمٌ بمن دعاك، ومستجيبٌ لمن ناداك".

عمر الإنسان محدود، ولا بدَّ للأجل من أن يحضر بإرادة الله ومشيئته، فندعوك يا الله أن تصلّي على محمّدٍ وآله خير البريّة، وأن تجعل خاتمة حياتنا على خير، وأن يكون ما سجّلته ملائكتك من أعمالنا على خير وعافية في ديننا ودنيانا، وأن تمنّ علينا بتوبتك الّتي لا تتوقَّف عند ذنوبٍ فعلناها بجهلنا وإسرافنا على أنفسنا، وغفلتنا وعدم التفاتنا إلى مصيرنا. فنتوسَّل إليك ـ يا ربّ ـ أن تكون عاقبتنا حسنة، ونحن في كلّ الأحوال والأوضاع التي تؤكِّد طاعتك والإخلاص إليك، ومن يستجيب لعباده غيرك ـ يا ربّ ـ فأنت الرّجاء الأوحد الذي تنعقد عليه آمال العابدين التائبين من ذنوبهم، فلا تفضحنا أمام الخلائق، واستر عيوبنا، لأننا ـ يا الله ـ قد تبنا إليك من خطايانا توبةً نصوحاً، تؤكّد التزامنا الدّائم بخطّك، ورفضنا لكلّ وساوس الشياطين من الإنس والجنّ.

والخاسر الأكبر يمرّ عمره ولا يلتفت إلى حجم إساءته إلى نفسه وربّه والحياة من حوله، وبالتّالي يخسر فرصة التّوبة الّتي كتبها الله على نفسه لعباده التّائبين بإخلاص وقناعة ووعي.

وحول ما تقدَّم، يقول العلاّمة المرجع، السيّد محمد حسين فضل الله(رض): "تلك هي ـ يا ربّ ـ أمنياتنا ودعواتنا، عندما تنطلق الحياة بنا في امتدادها في حركة العمر الّذي يحمل في داخله الأمل الطّويل، أن نكون من عبادك الصّالحين الّذين يعيشون في نطاق المسؤوليّة الجادّة.

إننا نتوسّل إليك أن تأتينا ساعة الموت الأخيرة، ونحن في حال الطّاعة لا حال المعصية، وفي حالة التّوبة الخالصة الّتي تمثّل الامتداد الحيّ لإيماننا، بل وطاعتنا لك، والّتي تحصل على القبول منك..

وفي ضوء ذلك، فإنّ التوبة لا تحمل معنى الهروب، بل تمثّل معنى الإرادة الفاعلة الّتي تجعلنا نواجه الموقف بقوّة، من خلال الطّمأنينة الآمنة بأنَّ الله قد ألغى لنا كلّ ذنوبنا، وجعلنا ننفتح على يوم القيامة كمن لا ذنب له.

إننا نتوسّل إليك، وأنت الذي سترت علينا ما فعلناه، فلم تُطلِع عليه أحداً من هؤلاء الذين جعلتهم شهداء على خلقك، أن تديم لنا هذه الرّعاية الإلهيّة، لتستر علينا في الآخرة كما سترت علينا في الدنيا، لأننا انطلقنا من مواقع الخطيئة إلى مواقع التوبة.. لقد دعوناك ـ يا أرحم الراحمين ـ فارحمنا، ولقد ناديناك ـ وأنت الذي تستجيب لنداء المؤمنين من عبادك ـ فأجبنا، إنّك رحيم بمن دعاك، ومستجيب لمن ناداك".[آفاق الروح، ج:1، ص:295-296].

المؤمنون يتوسّلون الله في اللّيل والنّهار، وفي السّرّ والعلانية، أن يوفّقهم للتّوبة المقبولة عنده، وأن تكون خاتمة آجالهم في خير ورضا من الله، بحيث لا ينحرفون عن سبيله، بل يؤكّدون بأعمالهم النافعة الصّالحة مدى وعيهم وتحمّلهم لمسؤوليّاتهم أمام الله تعالى، وأمام الناس والحياة، انسجاماً مع الإرادة الإلهيّة في زرع الخير والفضيلة والبرّ...

إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية