نبقى في رحاب أدعية الصحيفة السجاديّة للإمام عليّ بن الحسين زين العابدين(ع)، حيث سموّ الرّوح في آفاق الابتهال والدّعاء إلى الله تعالى؛ مقصد العباد في كلّ حوائجهم وشؤونهم. يقول(ع) في دعاءٍ له:
"اللّهمَّ فصلِّ على محمَّدٍ وآله، واحملني بكرمك على التفضُّل، ولا تحملني بعدلك على الاستحقاق، فما أنا بأوّل راغبٍ رغب إليك فأعطيته وهو يستحقّ المنع، ولا بأوّل سائلٍ سألك فأفضلت عليه وهو يستوجب الحرمان. اللّهمَّ صلِّ على محمَّدٍ وآل محمّد، وكُن لدعائي مجيباً، ومن ندائي قريباً، ولتضرُّعي راحماً، ولصوتي سامعاً، ولا تقطع رجائي عنك، ولا تبتّ سببي منك، ولا توجّهني في حاجتي هذه وغيرها إلى سواك، وتولَّني بنُجحِ طلِبتي، وقضاء حاجتي، ونيل سُؤلي، قبل زوالي عن موقفي هذا، بتيسيرك لي العسير، وحُسنِ تقديرك لي في جميع الأمور، وصلِّ على محمَّدٍ وآله صلاةً دائمةً نامية، لا انقطاع لأبدها، ولا منتهى لأمدها، واجعل ذلك عوناً لي، وسبباً لنجاح طلِبتي، إنّك واسعٌ كريم".
يفتتح الإمام(ع) دعاءه بالصّلاة على النبيّ وآله الكرام، بما تمثّله من قيمة الرّحمة والبركة والخير في كلّ تجلّياتها وأبعادها، وكرم الله تعالى لا حدود له، إذ يسع عباده كلَّهم، ويتفضّل على من يشاء منهم بالرّحمة واللّطف، فحريّ بنا أن نكون أهلاً لطاعة الله، وألا نعصيه، بل نعمل لنكون دوماً ممّن يستحقّون فضله عن إيمان ووعي وقناعة وتقوى في القول والعمل، وكلّ التوجّه إلى الله بأن يمنحنا كرمه، لأننا مقصرون ومذنبون، كما أذنب غيرنا وقصَّر، فنظر إليه الله بعين عدله وفضله وتكرّمه.
إنها طبيعة الإنسان المائلة إلى حبّ الشّهوات والأهواء، والّتي تؤدّي بصاحبها إذا فرّط في التعلّق بها إلى الانحراف عن جادة الحقّ، فعليه أن يحذر من ذلك، وأن يتوب إلى ربّه، ويعود إليه بكلّ إخلاص وتصميم على النّدامة والعمل الصّالح من جديد.
فهل من يقف اليوم بكلّ جرأة وشجاعة بين يدي الله تعالى، ويعترف بذنوبه، ويصمِّم على التوبة النّصوح، من أجل استحقاق تكرّم الله وفضله وعدله؟!
إنّ دعوة المؤمن تنطلق إلى الله بأن يوفّقه في توبته الواعية، وأن يهديه سبيل الرّشاد في حياته، كي يبقى في خطّ الطّاعة والإخلاص، وعند الله تعالى كلّ الخير والمحبّة والرّحمة، وهو الذي يسمع صوت عباده، ويغفر لهم ويتفضّل عليهم في كلّ أمورهم، لأنّه العليم بما في صدورهم وضمائرهم، ويعرف صحّة توبتهم ومدى إخلاصهم.
يقول المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض) حول ما تقدَّم من فقرات الدّعاء:
"قد أكون ـ يا ربّ ـ العبد المسيء الّذي يستحقّ المنع من عطائك، عندما تخضع الأمور لحسابات العدل الدّقيقة التي تضع لكلّ إنسان ثواباً، ولكلّ إساءة عقاباً، ولكنك ـ يا رب ـ الإله المتفضّل الذي تمنح العاصين فضلك كما تمنحه للمطيعين.. فإذا كنت أقف اليوم بين يديك في حاجتي هذه، فإني في الوقت الذي أشفق فيه على نفسي من عدلك.. أفكر في الطّمع بكرمك، فهل تتفضّل عليّ بكرمك؟.. يا ربّ، لقد دعوتك بكلّ روحي وعقلي ومشاعري، فكُن لدعائي مجيباً.. وقد رفعتُ صوتي بكلّ ما فيه من صرخة المستغيث ولهفة المحبّ.. وقد قصدتك بحاجتي، فأعطني النجاح في حاجتي سريعاً قبل زوالي من موقفي هذا.. اللّهمّ إني أدعوك بالصلاة على محمد نبيّك صلاةً دائمة مستمرّة حتى الأبد.. اجعلها ـ يا ربّ ـ عوناً لي على القرب منك، وسبباً في نجاح طلبي عندك، لأنّه في الصّلاة عليه بعض ما يفتح لنا أبواب رحمتك وكرمك، إنّك واسعٌ كريم".
[آفاق الرّوح، ج:1، ص:328-331].
فلنعمل كمجتمع إيمانيّ على التوجّه الصادق إلى الله، وطلب العون منه أن يقبلنا في أهل طاعته، من خلال تأكيد التّوبة في حياتنا، والإخلاص لله تعالى في كلّ حركتنا ومواقفنا وسلوكيّاتنا، بما ينسجم مع إرادته واستحقاق كرمه وتفضُّله...
إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.
نبقى في رحاب أدعية الصحيفة السجاديّة للإمام عليّ بن الحسين زين العابدين(ع)، حيث سموّ الرّوح في آفاق الابتهال والدّعاء إلى الله تعالى؛ مقصد العباد في كلّ حوائجهم وشؤونهم. يقول(ع) في دعاءٍ له:
"اللّهمَّ فصلِّ على محمَّدٍ وآله، واحملني بكرمك على التفضُّل، ولا تحملني بعدلك على الاستحقاق، فما أنا بأوّل راغبٍ رغب إليك فأعطيته وهو يستحقّ المنع، ولا بأوّل سائلٍ سألك فأفضلت عليه وهو يستوجب الحرمان. اللّهمَّ صلِّ على محمَّدٍ وآل محمّد، وكُن لدعائي مجيباً، ومن ندائي قريباً، ولتضرُّعي راحماً، ولصوتي سامعاً، ولا تقطع رجائي عنك، ولا تبتّ سببي منك، ولا توجّهني في حاجتي هذه وغيرها إلى سواك، وتولَّني بنُجحِ طلِبتي، وقضاء حاجتي، ونيل سُؤلي، قبل زوالي عن موقفي هذا، بتيسيرك لي العسير، وحُسنِ تقديرك لي في جميع الأمور، وصلِّ على محمَّدٍ وآله صلاةً دائمةً نامية، لا انقطاع لأبدها، ولا منتهى لأمدها، واجعل ذلك عوناً لي، وسبباً لنجاح طلِبتي، إنّك واسعٌ كريم".
يفتتح الإمام(ع) دعاءه بالصّلاة على النبيّ وآله الكرام، بما تمثّله من قيمة الرّحمة والبركة والخير في كلّ تجلّياتها وأبعادها، وكرم الله تعالى لا حدود له، إذ يسع عباده كلَّهم، ويتفضّل على من يشاء منهم بالرّحمة واللّطف، فحريّ بنا أن نكون أهلاً لطاعة الله، وألا نعصيه، بل نعمل لنكون دوماً ممّن يستحقّون فضله عن إيمان ووعي وقناعة وتقوى في القول والعمل، وكلّ التوجّه إلى الله بأن يمنحنا كرمه، لأننا مقصرون ومذنبون، كما أذنب غيرنا وقصَّر، فنظر إليه الله بعين عدله وفضله وتكرّمه.
إنها طبيعة الإنسان المائلة إلى حبّ الشّهوات والأهواء، والّتي تؤدّي بصاحبها إذا فرّط في التعلّق بها إلى الانحراف عن جادة الحقّ، فعليه أن يحذر من ذلك، وأن يتوب إلى ربّه، ويعود إليه بكلّ إخلاص وتصميم على النّدامة والعمل الصّالح من جديد.
فهل من يقف اليوم بكلّ جرأة وشجاعة بين يدي الله تعالى، ويعترف بذنوبه، ويصمِّم على التوبة النّصوح، من أجل استحقاق تكرّم الله وفضله وعدله؟!
إنّ دعوة المؤمن تنطلق إلى الله بأن يوفّقه في توبته الواعية، وأن يهديه سبيل الرّشاد في حياته، كي يبقى في خطّ الطّاعة والإخلاص، وعند الله تعالى كلّ الخير والمحبّة والرّحمة، وهو الذي يسمع صوت عباده، ويغفر لهم ويتفضّل عليهم في كلّ أمورهم، لأنّه العليم بما في صدورهم وضمائرهم، ويعرف صحّة توبتهم ومدى إخلاصهم.
يقول المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض) حول ما تقدَّم من فقرات الدّعاء:
"قد أكون ـ يا ربّ ـ العبد المسيء الّذي يستحقّ المنع من عطائك، عندما تخضع الأمور لحسابات العدل الدّقيقة التي تضع لكلّ إنسان ثواباً، ولكلّ إساءة عقاباً، ولكنك ـ يا رب ـ الإله المتفضّل الذي تمنح العاصين فضلك كما تمنحه للمطيعين.. فإذا كنت أقف اليوم بين يديك في حاجتي هذه، فإني في الوقت الذي أشفق فيه على نفسي من عدلك.. أفكر في الطّمع بكرمك، فهل تتفضّل عليّ بكرمك؟.. يا ربّ، لقد دعوتك بكلّ روحي وعقلي ومشاعري، فكُن لدعائي مجيباً.. وقد رفعتُ صوتي بكلّ ما فيه من صرخة المستغيث ولهفة المحبّ.. وقد قصدتك بحاجتي، فأعطني النجاح في حاجتي سريعاً قبل زوالي من موقفي هذا.. اللّهمّ إني أدعوك بالصلاة على محمد نبيّك صلاةً دائمة مستمرّة حتى الأبد.. اجعلها ـ يا ربّ ـ عوناً لي على القرب منك، وسبباً في نجاح طلبي عندك، لأنّه في الصّلاة عليه بعض ما يفتح لنا أبواب رحمتك وكرمك، إنّك واسعٌ كريم".
[آفاق الرّوح، ج:1، ص:328-331].
فلنعمل كمجتمع إيمانيّ على التوجّه الصادق إلى الله، وطلب العون منه أن يقبلنا في أهل طاعته، من خلال تأكيد التّوبة في حياتنا، والإخلاص لله تعالى في كلّ حركتنا ومواقفنا وسلوكيّاتنا، بما ينسجم مع إرادته واستحقاق كرمه وتفضُّله...
إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.