قد يستغرق المرء في دنياه، فتأسره مصالحه ومطامعه وأهواؤه، وقد يأسره إضافةً إلى ذلك، جهله الذي يبلغ مداه عندما لا يحاول الخروج منه بالتذكّر والتأمّل، ومراجعة النفس ومحاسبة الذات، وأين يقف من الحياة، وهل هو في خير وعافية في دينه وماله وعرضه ومواقفه وعلاقاته وأوضاعه، في بيته ومع زوجته وجيرانه وأرحامه ورفاقه.
قليلون من يتفكّرون في أمورهم، ويعمدون إلى الخروج من آمالهم القاتلة الّتي تزيدهم جهلاً فوق جهلهم، فالأمل المستمرّ بطول العمر والخلود والدّعة والسكون لرغيد العيش وسعة المال وكثرة الولد، يدفع الجاهل أحياناً إلى تسويف عمره ووقته، وإلى الغفلة عن مسؤوليّاته وواجباته، فينطلق بجهله واغتراره إلى إشباع نزواته، غير مكترث بمصيره، وغير متوقّف كثيراً عند حدود الحلال والحرام، موهماً نفسه في مسألة الإقلاع عن غيّه وظلمه لنفسه ولغيره، بأنّه سيتوب يوماً ما، فأمله بالدّنيا يعطيه دوماً أماناً مزعوماً ووهماً لا نهاية منه، حتى إذا ما استفاق يوماً، سيجد نفسه قد خسر عمره وأوقاته، وانشغل فيما لا طائل منه.
في المقابل، فإنَّ العاقل هو من لا يغترّ بطول الأمل، ويبقى صاحياً في ضميره، متنبّهاً لسلوكه وتصرفاته ومواقفه، ينطلق في الحياة من خلال إحساسه بمسؤولياته وواجباته تجاه ربّه والناس من حوله، ويعتمد على عمله، عكس الجاهل المعتمد على أمله. لذا، يكثر من عمل الخيرات والتصرفات العقلانية التي تبرز إيمانه واخلاقياته، لا يظلم، ولا يعتدي على الحقوق، ويقف الموقف الحقّ، ويقول الكلام الحقّ، ويؤدي الأمانة، ويصل الأرحام، ولا يغتاب، ولا ينافق، ولا يسرق، ولا يكذب؛ إنه العبد الذي عرف حدود الله فانطلق عاملاً في سبيله.
الإنسان من خلال خياراته، ومن خلال ما يخطّه من مسارٍ في الحياة، يكتب مصيره، فإن انساق وراء التّسويف والاغترار بطول الأمل، فقد خسر نفسه ومصيره في الآخرة، وعاش في صغار وذلّة ووهم، ولم يحصل على طائلٍ من دنياه وآخرته.
وإن اختار العمل الصَّالح النَّافع له ولغيره، من أهله ومجتمعه، بما يرضاه تعالى، فقد ربح دنياه وآخرته، وعاش مطمئنَّ البال، مرتاحاً في أوضاعه وعلاقاته. فالعاقل هو الذي يحبّه الله ويرضى عنه ويرحمه ويسدِّد خطاه، أمّا الجاهل، فهو الّذي ابتعد عن رضا الله بجهله، وأغلق عن نفسه كلَّ فرصة للعودة إليه.
من هنا، لا بدّ وأن نكون المجتمع المؤمن العاقل الّذي يتصرّف بمسوؤليّة، وينهض بوعي، من أجل تصحيح ما انحرف فيه، فلا تكون هذه السلوكيّات إلّا في خطّ الخير والصّلاح، وبعيدة كل البعد عن طول الأمل واتباع الهوى.
ونختم بما قاله أمير المؤمنين عليّ(ع): "العاقل يعتمد على عمله، والجاهل يعتمد على أمله".
إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.
قد يستغرق المرء في دنياه، فتأسره مصالحه ومطامعه وأهواؤه، وقد يأسره إضافةً إلى ذلك، جهله الذي يبلغ مداه عندما لا يحاول الخروج منه بالتذكّر والتأمّل، ومراجعة النفس ومحاسبة الذات، وأين يقف من الحياة، وهل هو في خير وعافية في دينه وماله وعرضه ومواقفه وعلاقاته وأوضاعه، في بيته ومع زوجته وجيرانه وأرحامه ورفاقه.
قليلون من يتفكّرون في أمورهم، ويعمدون إلى الخروج من آمالهم القاتلة الّتي تزيدهم جهلاً فوق جهلهم، فالأمل المستمرّ بطول العمر والخلود والدّعة والسكون لرغيد العيش وسعة المال وكثرة الولد، يدفع الجاهل أحياناً إلى تسويف عمره ووقته، وإلى الغفلة عن مسؤوليّاته وواجباته، فينطلق بجهله واغتراره إلى إشباع نزواته، غير مكترث بمصيره، وغير متوقّف كثيراً عند حدود الحلال والحرام، موهماً نفسه في مسألة الإقلاع عن غيّه وظلمه لنفسه ولغيره، بأنّه سيتوب يوماً ما، فأمله بالدّنيا يعطيه دوماً أماناً مزعوماً ووهماً لا نهاية منه، حتى إذا ما استفاق يوماً، سيجد نفسه قد خسر عمره وأوقاته، وانشغل فيما لا طائل منه.
في المقابل، فإنَّ العاقل هو من لا يغترّ بطول الأمل، ويبقى صاحياً في ضميره، متنبّهاً لسلوكه وتصرفاته ومواقفه، ينطلق في الحياة من خلال إحساسه بمسؤولياته وواجباته تجاه ربّه والناس من حوله، ويعتمد على عمله، عكس الجاهل المعتمد على أمله. لذا، يكثر من عمل الخيرات والتصرفات العقلانية التي تبرز إيمانه واخلاقياته، لا يظلم، ولا يعتدي على الحقوق، ويقف الموقف الحقّ، ويقول الكلام الحقّ، ويؤدي الأمانة، ويصل الأرحام، ولا يغتاب، ولا ينافق، ولا يسرق، ولا يكذب؛ إنه العبد الذي عرف حدود الله فانطلق عاملاً في سبيله.
الإنسان من خلال خياراته، ومن خلال ما يخطّه من مسارٍ في الحياة، يكتب مصيره، فإن انساق وراء التّسويف والاغترار بطول الأمل، فقد خسر نفسه ومصيره في الآخرة، وعاش في صغار وذلّة ووهم، ولم يحصل على طائلٍ من دنياه وآخرته.
وإن اختار العمل الصَّالح النَّافع له ولغيره، من أهله ومجتمعه، بما يرضاه تعالى، فقد ربح دنياه وآخرته، وعاش مطمئنَّ البال، مرتاحاً في أوضاعه وعلاقاته. فالعاقل هو الذي يحبّه الله ويرضى عنه ويرحمه ويسدِّد خطاه، أمّا الجاهل، فهو الّذي ابتعد عن رضا الله بجهله، وأغلق عن نفسه كلَّ فرصة للعودة إليه.
من هنا، لا بدّ وأن نكون المجتمع المؤمن العاقل الّذي يتصرّف بمسوؤليّة، وينهض بوعي، من أجل تصحيح ما انحرف فيه، فلا تكون هذه السلوكيّات إلّا في خطّ الخير والصّلاح، وبعيدة كل البعد عن طول الأمل واتباع الهوى.
ونختم بما قاله أمير المؤمنين عليّ(ع): "العاقل يعتمد على عمله، والجاهل يعتمد على أمله".
إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.