في أدعية الصّحيفة السجاديّة للإمام زين العابدين(ع): "نعوذ بك من أَشْقَى الشَّقاءِ، وسوء المآب، وحِرمَانِ الثَّوابِ، وحُلُولِ العَقَاب. اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمّد وَآلِهِ، وأّعِذْني مِنْ كُلِّ ذَلِكَ برحمتك وَجَميعَ المؤمِنينَ وَالمُؤْمِناتِ، يَا أَرْحَمَ الرّاحمينَ".
اللّهمّ أعذنا من شقاء النّار:
قد يفكّر الناس في السعادة في فرصةٍ للذّة ينتهزونها، وفي ساحةٍ للهو يتحركون فيها، وفي مالٍ يحصلون عليه، وفي مجدٍ طارئٍ يبلغونه، فيخيَّل إليهم أنّ الشّقاء هو أن يفقدوا بعض ذلك أو يفقدوه كلّه، وبذلك تكون الدنيا في فرصها وحاجاتها ومواقعها ودرجاتها وأمجادها هي مقياس السعادة والشقاء، بحيث إن الحرمان كلّما اشتد كان الشقاء أقسى، وإنّ الدّنيا كلما أقبلت كانت السعادة أعلى.
ولكن الحقيقة هي أنّ الشّقاء والسعادة يخضعان للنتائج السلبيّة والإيجابيّة على مستوى الخلود في امتداد الزّمن في وجود الإنسان، على أساس أنَّ الحرمان الأبديّ، والهلاك النهائيّ، يوحيان بالنهاية التي لا مجال للخروج منها، باعتبار أنه يمثِّل السقوط الأخير في قضيّة المصير، كما أنّ النعيم الخالد يوحي بالسّعادة النهائية التي لا شقاء بعدها. ولذلك، كان دخول النار أشقى الشقاء في وجود الناس، وهذا الذي نبتهل إليك ـ يا ربّ ـ أن تعيذنا منه، فإنّنا نريد أن نعيش في ظلال رضوانك في حياتنا الأبدية، ولا نريد أن نحترق بلهيب نارك وسعير غضبك الّذي لا تقوم له السماوات والأرض، فكيف يتحمّلها عبادك الضعفاء المساكين؟!.
* * *
اللّهم أعذنا من حرمان الثّواب:
إننا الفقراء ـ يا ربّ ـ إلى ثوابك، لأنه الذي يفتح قلوبنا على لطفك ورحمتك ومغفرتك.
ونحن الخائفون من عقابك الذي يغلق عنا أبواب الانفتاح عليك، فأعذنا من حرماننا من الثّواب الذي تمنحه لعبادك المتّقين، ومن سقوطنا تحت تأثير حلول العقاب الّذي يعانيه الضالون المكذّبون، فاجعلنا من المتقين الذين ينعمون بثوابك، ولا تجعلنا من الفاسقين الذين يستحقون عقابك.
* * *
نعوذ بك من كلّ ما يؤذينا
*اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمّد وَآلِهِ، وأّعِذْني مِنْ كُلِّ ذَلِكَ برحمتك وَجَميعَ المؤمِنينَ وَالمُؤْمِناتِ، يَا أَرْحَمَ الرّاحمينَ.
اللّهمّ إنّني لا أفكّر في نفسي عندما أفكّر في كلّ هذه الأشياء المتصلة بخطّ التّوازن في الإيمان والحركة والحياة، بما يرتبط بالقرب من مواقع رضاك والبعد عن مواقع سخطك، لأنّني لا أعيش ذاتيّتي الشخصيَّة في الدّائرة الفرديّة بعيداً من اهتمامات المجتمع الّذي أنتمي إليه، لأنّك علّمتنا ـ يا ربّ ـ أن تكون اهتماماتنا شاملةً لكلّ آفاق المسلمين، وعرّفتنا ـ في حديث رسول محمد(ص) ـ أنّه «من أصبح لا يهتمّ بأمور المسلمين فليس بمسلم»، ونحن لا نفرّق ـ في وعينا للخطر الرساليّ ـ بين الأمور التي تتّصل بسلامتهم من العدوّ الخارجي أو من العدوّ الداخلي، في تحدّيات الكفر والانحراف والضلال. لذلك، فإننا نستعيذ بك من كلّ ما قدّمناه بين يديك لتعيذنا من ذلك كله، ولتعيذ المؤمنين منه، ليكون مجتمعنا الإيماني هو المجتمع الذي لا يقترب منه الضلال، ولا يعيش فيه الانحراف ولا يتحرك في داخله الاهتزاز، ليبقى في أجواء الحقّ والاستقامة والطّمأنينة الفكريّة والروحيّة والعمليّة، من خلال هداك ولا شيء غير هداك، يا أرحم الراحمين.
*من كتاب "آفاق الرّوح"،ج1، ص 200-202.
في أدعية الصّحيفة السجاديّة للإمام زين العابدين(ع): "نعوذ بك من أَشْقَى الشَّقاءِ، وسوء المآب، وحِرمَانِ الثَّوابِ، وحُلُولِ العَقَاب. اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمّد وَآلِهِ، وأّعِذْني مِنْ كُلِّ ذَلِكَ برحمتك وَجَميعَ المؤمِنينَ وَالمُؤْمِناتِ، يَا أَرْحَمَ الرّاحمينَ".
اللّهمّ أعذنا من شقاء النّار:
قد يفكّر الناس في السعادة في فرصةٍ للذّة ينتهزونها، وفي ساحةٍ للهو يتحركون فيها، وفي مالٍ يحصلون عليه، وفي مجدٍ طارئٍ يبلغونه، فيخيَّل إليهم أنّ الشّقاء هو أن يفقدوا بعض ذلك أو يفقدوه كلّه، وبذلك تكون الدنيا في فرصها وحاجاتها ومواقعها ودرجاتها وأمجادها هي مقياس السعادة والشقاء، بحيث إن الحرمان كلّما اشتد كان الشقاء أقسى، وإنّ الدّنيا كلما أقبلت كانت السعادة أعلى.
ولكن الحقيقة هي أنّ الشّقاء والسعادة يخضعان للنتائج السلبيّة والإيجابيّة على مستوى الخلود في امتداد الزّمن في وجود الإنسان، على أساس أنَّ الحرمان الأبديّ، والهلاك النهائيّ، يوحيان بالنهاية التي لا مجال للخروج منها، باعتبار أنه يمثِّل السقوط الأخير في قضيّة المصير، كما أنّ النعيم الخالد يوحي بالسّعادة النهائية التي لا شقاء بعدها. ولذلك، كان دخول النار أشقى الشقاء في وجود الناس، وهذا الذي نبتهل إليك ـ يا ربّ ـ أن تعيذنا منه، فإنّنا نريد أن نعيش في ظلال رضوانك في حياتنا الأبدية، ولا نريد أن نحترق بلهيب نارك وسعير غضبك الّذي لا تقوم له السماوات والأرض، فكيف يتحمّلها عبادك الضعفاء المساكين؟!.
* * *
اللّهم أعذنا من حرمان الثّواب:
إننا الفقراء ـ يا ربّ ـ إلى ثوابك، لأنه الذي يفتح قلوبنا على لطفك ورحمتك ومغفرتك.
ونحن الخائفون من عقابك الذي يغلق عنا أبواب الانفتاح عليك، فأعذنا من حرماننا من الثّواب الذي تمنحه لعبادك المتّقين، ومن سقوطنا تحت تأثير حلول العقاب الّذي يعانيه الضالون المكذّبون، فاجعلنا من المتقين الذين ينعمون بثوابك، ولا تجعلنا من الفاسقين الذين يستحقون عقابك.
* * *
نعوذ بك من كلّ ما يؤذينا
*اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمّد وَآلِهِ، وأّعِذْني مِنْ كُلِّ ذَلِكَ برحمتك وَجَميعَ المؤمِنينَ وَالمُؤْمِناتِ، يَا أَرْحَمَ الرّاحمينَ.
اللّهمّ إنّني لا أفكّر في نفسي عندما أفكّر في كلّ هذه الأشياء المتصلة بخطّ التّوازن في الإيمان والحركة والحياة، بما يرتبط بالقرب من مواقع رضاك والبعد عن مواقع سخطك، لأنّني لا أعيش ذاتيّتي الشخصيَّة في الدّائرة الفرديّة بعيداً من اهتمامات المجتمع الّذي أنتمي إليه، لأنّك علّمتنا ـ يا ربّ ـ أن تكون اهتماماتنا شاملةً لكلّ آفاق المسلمين، وعرّفتنا ـ في حديث رسول محمد(ص) ـ أنّه «من أصبح لا يهتمّ بأمور المسلمين فليس بمسلم»، ونحن لا نفرّق ـ في وعينا للخطر الرساليّ ـ بين الأمور التي تتّصل بسلامتهم من العدوّ الخارجي أو من العدوّ الداخلي، في تحدّيات الكفر والانحراف والضلال. لذلك، فإننا نستعيذ بك من كلّ ما قدّمناه بين يديك لتعيذنا من ذلك كله، ولتعيذ المؤمنين منه، ليكون مجتمعنا الإيماني هو المجتمع الذي لا يقترب منه الضلال، ولا يعيش فيه الانحراف ولا يتحرك في داخله الاهتزاز، ليبقى في أجواء الحقّ والاستقامة والطّمأنينة الفكريّة والروحيّة والعمليّة، من خلال هداك ولا شيء غير هداك، يا أرحم الراحمين.
*من كتاب "آفاق الرّوح"،ج1، ص 200-202.