في رحاب المناجاة الشعبانيّة

في رحاب المناجاة الشعبانيّة

في المناجاة الشعبانية كلّ راحة نفسية وسكينة روحيّة، بكلّ مفرداتها التي تهدّئ من روعن، وتفتحنا على الآفاق الواسعة التي تنقلنا إلى الأجواء الربانية التي تعمّق ارتباطنا بالحيّ القيوم الذي بيده الأمر كلّه، وإليه المرجع والمصير.

 هذه المناجاة التي كان يناجي بها أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) والأئمة من ولده (عليهم السلام)، التي كانوا يدعون بها في شهر شعبان، هي مناجاة لنا، كي نسمو بها ونترفّع عن كلّ الصّغائر والرّذائل، ونعود إلى الله تعالى عودة حميدة، نرفض فيها كلّ سلوك شيطانيّ وكلّ موقف باطل وكلّ شعور يحمل حقداً ولؤماً وأذى للغير.

إنها المناجاة التي تعلّمنا التسليم الواعي لله الّذي نثق به وننيب إليه في كلّ الملمّات، ونطلب منه تيسير الأمور والأحوال، وسعة اليد والرّزق.

إنها المناجاة التي يستشعر معها الإنسان بضعفه أمام القويّ الجبار، فيرجوه في كلّ عمل يقوم به، ويراقب الله في كل خطواته ومشاعره، ويعكف على إصلاح سريرته ونفسه، بحيث يكون باطنه سليماً صحيحاً ونظيفاً خالياً من الغلّ والحقد والعصبية والشرور.

إنها المناجاة التي تعلمنا أن يطلب العبد العفو من ربّه لا من الناس، وأن يقلع عن الذنوب التي تميت مشاعره وتثقل نفسه وتخنق روحه. والإقلاع عن الذنوب فضيلة وكرامة للإنسان، وفيه كلّ الشجاعة والجرأة والتحرر من سطوة الأهواء والأنانيات.

إنها المناجاة التي تعلّمنا أن نطلب الفضل من الله وحده، لا من أصحاب قوّة أو مال أو نفوذ أو جاه سرعان ما يذوي، ومن يطلب الفضل من الله تعالى، عليه الكدّ والسّعي والعمل الصالح النافع الّذي يهدف لنيل مرضاة الله، من خلال إفادة الناس وإراحتهم، ورفد الحياة بكلّ ما يصلحها.

ونستحضر فقرات من هذه المناجاة الشعبانية:

"اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاسْمَعْ دُعائِي إِذا دَعَوْتُكَ، وَاسْمَعْ نِدَائِي إِذا نادَيْتُكَ، وَأَقْبِلْ عَلَيَّ إِذا ناجَيْتُكَ، فَقَدْ هَرَبْتُ إِلَيْكَ، وَوَقَفْتُ بَيْنَ يَدَيْكَ مُسْتَكِيناً لَكَ، مُتَضَرِّعاً إِلَيْكَ، راجِياً لِمَا لَدَيْكَ ثَوَابِي، وَتَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي، وَتَخْبُرُ حاجَتِي، وَتَعْرِفُ ضَمِيرِي، وَلا يَخْفَى عَلَيْكَ أَمْرُ مُنْقَلَبِي وَمَثْوايَ، وَما أُرِيدُ أَنْ أُبْدِئ بِهِ مِنْ مَنْطِقِي، وَأَتَفَوَّهَ بِهِ مِنْ طَلِبَتِي، وَأَرْجُوَهُ لِعاقِبَتِي، وَقَدْ جَرَتْ مَقادِيرُكَ عَلَيَّ يا سَيِّدِي فِيما يَكُونُ مِنِّي إِلَى آخِرِ عُمْرِي، مِنْ سَرِيرَتِي وَعَلانِيَتِي، وَبِيَدِكَ لا بِيَدِ غَيْرِكَ زِيادَتِي وَنَقْصِي وَنَفْعِي وَضَرِّي.

إِلهِي، إِنْ حَرَمْتَنِي فَمَنْ ذا الَّذِي يَرْزُقُنِي، وَإِنْ خَذَلْتَنِي فَمَنْ ذا الَّذِي يَنْصُرُنِي. إِلهِي أَعُوذُ بِكَ مِنْ غَضَبِكَ وَحُلُولِ سَخَطِكَ. إِلهِي، إِنْ كُنْتُ غَيْرَ مُسْتَأْهِلٍ لِرَحْمَتِكَ، فَأَنْتَ أَهْلٌ أَنْ تَجُودَ عَلَيَّ بِفَضْلِ سَعَتِكَ. إِلهِي، كَأَنِّي بِنَفْسِي واقِفَةٌ بَيْنَ يَدَيْكَ، وَقَدْ أَظَلَّها حُسْنُ تَوَكُّلِي عَلَيْكَ، فَقُلْتَ ما أَنْتَ أَهْلُهُ، وَتَغَمَّدْتَنِي بِعَفْوِكَ.

إِلهِي، إِنْ عَفَوْتَ فَمَنْ أَوْلَى مِنْكَ بِذلِكَ، وَإِنْ كَانَ قَدْ دَنا أَجَلِي وَلَمْ يُدْنِنِي مِنْكَ عَمَلِي، فَقَدْ جَعَلْتُ الإِقْرارَ بِالذَّنْبِ إِلَيْكَ وَسِيلَتِي. إِلهِي، قَدْ جُرْتُ عَلَى نَفْسِي فِي النَّظَرِ لَها، فَلَها الْوَيْلُ إِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَها. إِلهِي، لَمْ يَزَلْ بِرُّكَ عَلَيَّ أَيَّامَ حَياتِي، فَلاَ تَقْطَعْ بِرَّكَ عَنِّي فِي مَماتِي. إِلهِي، كَيْفَ آيَسُ مِنْ حُسْنِ نَظَرِكَ لِي بَعْدَ مَماتِي، وَأَنْتَ لَمْ تُوَلِّنِي إِلاَّ الْجَمِيلَ فِي حَياتِي.

إِلهِي، تَوَلَّ مِنْ أَمْرِي ما أَنْتَ أَهْلُهُ، وَعُدْ عَلَيَّ بِفَضْلِكَ عَلَى مُذْنِبٍ قَدْ غَمَرَهُ جَهْلُهُ. إِلهِي، قَدْ سَتَرْتَ عَلَيَّ ذُنُوباً فِي الدُّنْيا وَأَنَا أَحْوَجُ إِلَى سَتْرِها عَلَيَّ مِنْكَ فِي الأُخْرَى، إِذْ لَمْ تُظْهِرْها لأَحَدٍ مِنْ عِبادِكَ الصَّالِحِينَ، فَلا تَفْضَحْنِي يَوْمَ الْقِيامَةِ عَلَى رُؤُوسِ الأَشْهادِ.

إِلهِي، جُودُكَ بَسَطَ أَمَلِي، وَعَفْوُكَ أَفْضَلُ مِنْ عَمَلِي. إِلهِي فَسُرَّنِي بِلِقائِكَ يَوْمَ تَقْضِي فِيهِ بَيْنَ عِبادِكَ. إِلهِي، اعْتِذارِي إِلَيْكَ اعْتِذارُ مَنْ لَمْ يَسْتَغْنِ عَنْ قَبُولِ عُذْرِهِ، فَاقْبَلْ عُذْرِي يا أَكْرَمَ مَنِ اعْتَذَرَ إِلَيْهِ الْمُسِيئُونَ. إِلهِي، لا تَرُدَّ حاجَتِي، وَلا تُخَيِّبْ طَمَعِي، وَلا تَقْطَعْ مِنْكَ رَجائِي وَأَمَلِي. إِلهِي، لَوْ أَرَدْتَ هَوانِي لَمْ تَهْدِني، وَلَوْ أَرَدْتَ فَضِيحَتِي لَمْ تُعافِني...".

إنّ المناجاة ليست مجرّد كلمات نستحضرها في مناسبات خاصّة وينتهي الأمر؛ إنها دعوة صريحة ومستمرة لنا كي نبقى مرتبطين بالله تعالى، وما يعنيه هذا الارتباط من مسؤوليّة كبيرة، لجهة تطهير نفوسنا، وتنظيف قلوبنا ومشاعرنا، وتصويب أفكارنا وحركتنا في الحياة، حتى نكون عباداً نستحقّ عفو الله وفضله ورحمته وغفرانه في الدّنيا والآخرة.

في المناجاة الشعبانية كلّ راحة نفسية وسكينة روحيّة، بكلّ مفرداتها التي تهدّئ من روعن، وتفتحنا على الآفاق الواسعة التي تنقلنا إلى الأجواء الربانية التي تعمّق ارتباطنا بالحيّ القيوم الذي بيده الأمر كلّه، وإليه المرجع والمصير.

 هذه المناجاة التي كان يناجي بها أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) والأئمة من ولده (عليهم السلام)، التي كانوا يدعون بها في شهر شعبان، هي مناجاة لنا، كي نسمو بها ونترفّع عن كلّ الصّغائر والرّذائل، ونعود إلى الله تعالى عودة حميدة، نرفض فيها كلّ سلوك شيطانيّ وكلّ موقف باطل وكلّ شعور يحمل حقداً ولؤماً وأذى للغير.

إنها المناجاة التي تعلّمنا التسليم الواعي لله الّذي نثق به وننيب إليه في كلّ الملمّات، ونطلب منه تيسير الأمور والأحوال، وسعة اليد والرّزق.

إنها المناجاة التي يستشعر معها الإنسان بضعفه أمام القويّ الجبار، فيرجوه في كلّ عمل يقوم به، ويراقب الله في كل خطواته ومشاعره، ويعكف على إصلاح سريرته ونفسه، بحيث يكون باطنه سليماً صحيحاً ونظيفاً خالياً من الغلّ والحقد والعصبية والشرور.

إنها المناجاة التي تعلمنا أن يطلب العبد العفو من ربّه لا من الناس، وأن يقلع عن الذنوب التي تميت مشاعره وتثقل نفسه وتخنق روحه. والإقلاع عن الذنوب فضيلة وكرامة للإنسان، وفيه كلّ الشجاعة والجرأة والتحرر من سطوة الأهواء والأنانيات.

إنها المناجاة التي تعلّمنا أن نطلب الفضل من الله وحده، لا من أصحاب قوّة أو مال أو نفوذ أو جاه سرعان ما يذوي، ومن يطلب الفضل من الله تعالى، عليه الكدّ والسّعي والعمل الصالح النافع الّذي يهدف لنيل مرضاة الله، من خلال إفادة الناس وإراحتهم، ورفد الحياة بكلّ ما يصلحها.

ونستحضر فقرات من هذه المناجاة الشعبانية:

"اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاسْمَعْ دُعائِي إِذا دَعَوْتُكَ، وَاسْمَعْ نِدَائِي إِذا نادَيْتُكَ، وَأَقْبِلْ عَلَيَّ إِذا ناجَيْتُكَ، فَقَدْ هَرَبْتُ إِلَيْكَ، وَوَقَفْتُ بَيْنَ يَدَيْكَ مُسْتَكِيناً لَكَ، مُتَضَرِّعاً إِلَيْكَ، راجِياً لِمَا لَدَيْكَ ثَوَابِي، وَتَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي، وَتَخْبُرُ حاجَتِي، وَتَعْرِفُ ضَمِيرِي، وَلا يَخْفَى عَلَيْكَ أَمْرُ مُنْقَلَبِي وَمَثْوايَ، وَما أُرِيدُ أَنْ أُبْدِئ بِهِ مِنْ مَنْطِقِي، وَأَتَفَوَّهَ بِهِ مِنْ طَلِبَتِي، وَأَرْجُوَهُ لِعاقِبَتِي، وَقَدْ جَرَتْ مَقادِيرُكَ عَلَيَّ يا سَيِّدِي فِيما يَكُونُ مِنِّي إِلَى آخِرِ عُمْرِي، مِنْ سَرِيرَتِي وَعَلانِيَتِي، وَبِيَدِكَ لا بِيَدِ غَيْرِكَ زِيادَتِي وَنَقْصِي وَنَفْعِي وَضَرِّي.

إِلهِي، إِنْ حَرَمْتَنِي فَمَنْ ذا الَّذِي يَرْزُقُنِي، وَإِنْ خَذَلْتَنِي فَمَنْ ذا الَّذِي يَنْصُرُنِي. إِلهِي أَعُوذُ بِكَ مِنْ غَضَبِكَ وَحُلُولِ سَخَطِكَ. إِلهِي، إِنْ كُنْتُ غَيْرَ مُسْتَأْهِلٍ لِرَحْمَتِكَ، فَأَنْتَ أَهْلٌ أَنْ تَجُودَ عَلَيَّ بِفَضْلِ سَعَتِكَ. إِلهِي، كَأَنِّي بِنَفْسِي واقِفَةٌ بَيْنَ يَدَيْكَ، وَقَدْ أَظَلَّها حُسْنُ تَوَكُّلِي عَلَيْكَ، فَقُلْتَ ما أَنْتَ أَهْلُهُ، وَتَغَمَّدْتَنِي بِعَفْوِكَ.

إِلهِي، إِنْ عَفَوْتَ فَمَنْ أَوْلَى مِنْكَ بِذلِكَ، وَإِنْ كَانَ قَدْ دَنا أَجَلِي وَلَمْ يُدْنِنِي مِنْكَ عَمَلِي، فَقَدْ جَعَلْتُ الإِقْرارَ بِالذَّنْبِ إِلَيْكَ وَسِيلَتِي. إِلهِي، قَدْ جُرْتُ عَلَى نَفْسِي فِي النَّظَرِ لَها، فَلَها الْوَيْلُ إِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَها. إِلهِي، لَمْ يَزَلْ بِرُّكَ عَلَيَّ أَيَّامَ حَياتِي، فَلاَ تَقْطَعْ بِرَّكَ عَنِّي فِي مَماتِي. إِلهِي، كَيْفَ آيَسُ مِنْ حُسْنِ نَظَرِكَ لِي بَعْدَ مَماتِي، وَأَنْتَ لَمْ تُوَلِّنِي إِلاَّ الْجَمِيلَ فِي حَياتِي.

إِلهِي، تَوَلَّ مِنْ أَمْرِي ما أَنْتَ أَهْلُهُ، وَعُدْ عَلَيَّ بِفَضْلِكَ عَلَى مُذْنِبٍ قَدْ غَمَرَهُ جَهْلُهُ. إِلهِي، قَدْ سَتَرْتَ عَلَيَّ ذُنُوباً فِي الدُّنْيا وَأَنَا أَحْوَجُ إِلَى سَتْرِها عَلَيَّ مِنْكَ فِي الأُخْرَى، إِذْ لَمْ تُظْهِرْها لأَحَدٍ مِنْ عِبادِكَ الصَّالِحِينَ، فَلا تَفْضَحْنِي يَوْمَ الْقِيامَةِ عَلَى رُؤُوسِ الأَشْهادِ.

إِلهِي، جُودُكَ بَسَطَ أَمَلِي، وَعَفْوُكَ أَفْضَلُ مِنْ عَمَلِي. إِلهِي فَسُرَّنِي بِلِقائِكَ يَوْمَ تَقْضِي فِيهِ بَيْنَ عِبادِكَ. إِلهِي، اعْتِذارِي إِلَيْكَ اعْتِذارُ مَنْ لَمْ يَسْتَغْنِ عَنْ قَبُولِ عُذْرِهِ، فَاقْبَلْ عُذْرِي يا أَكْرَمَ مَنِ اعْتَذَرَ إِلَيْهِ الْمُسِيئُونَ. إِلهِي، لا تَرُدَّ حاجَتِي، وَلا تُخَيِّبْ طَمَعِي، وَلا تَقْطَعْ مِنْكَ رَجائِي وَأَمَلِي. إِلهِي، لَوْ أَرَدْتَ هَوانِي لَمْ تَهْدِني، وَلَوْ أَرَدْتَ فَضِيحَتِي لَمْ تُعافِني...".

إنّ المناجاة ليست مجرّد كلمات نستحضرها في مناسبات خاصّة وينتهي الأمر؛ إنها دعوة صريحة ومستمرة لنا كي نبقى مرتبطين بالله تعالى، وما يعنيه هذا الارتباط من مسؤوليّة كبيرة، لجهة تطهير نفوسنا، وتنظيف قلوبنا ومشاعرنا، وتصويب أفكارنا وحركتنا في الحياة، حتى نكون عباداً نستحقّ عفو الله وفضله ورحمته وغفرانه في الدّنيا والآخرة.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية