من علامات المؤمن، أن تكون نفسه طيّبةً صافية، يتقبَّل عذر الآخرين، حتى لو
أخطأوا في حقّه، بحيث يضبط أعصابه وانفعالاته، ولا يخرجها عن طورها، فلا تتحوّل إلى
انتقام وبطش وتشفّ، ولا يظلم الناس من حوله، فهذا لا ينسجم مع الروح الإيمانيّة
التي تعفو وتصفح وتتعامل برقيّ مع المخطئين. فالانتقام مذموم لا فائدة منه سوى
المزيد من الولوج في المشاكل والتباعد بين الأنفس وشحنها بمزيدٍ من الأحقاد
والبغضاء.
فمن أراد أن يحمي نفسه من الانزلاق نحو حبّ الانتقام، فليربّ نفسه على عدم الكراهية
وتقبّل الناس، والابتعاد عن حبّ القهر والغلظة في ردّ الفعل، فلقد دعانا الله تعالى
أن نكون العباد المتسامحين العافين عن النّاس، أصحاب القلوب السّمحة المعتدلة،
والنفوس اللّينة، يقول تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ
كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}[آل عمران: 159].
وغالباً ما يكون المسارع بالانتقام متهوّراً، يسير وراء انفعالاته، حيث لا يبصر
جيّداً عواقب ما يقوم به، ولا يفكّر أصلاً في هذه العواقب، ما قد يجعله نادماً في
المستقبل.
في الرواية عن أبي عبدالله الصّادق (ع): "لأَن أندمَ على العفوِ عشرين مرّةً، أحبُّ
إليَّ من أن أندمَ على العقوبةِ مرةً واحدةً".
إن المبادرة إلى العفو هي من سجايا المؤمن وطباعه، ومن صميم أخلاقيّاته التي يتميّز
بها، منطلقاً إلى الحياة بمشاعر فيها كلّ الخير والبرّ والرّحمة. والعفو فيه كلّ
الخي، إذ يلغي كل الحواجز بين الناس، ويجعلهم أكثر ألفةً وتعاوناً.
المؤمن الكريم هو العافي عن النّاس، واللّئيم صاحب السريرة المريضة، هو من يبادر
بالانتقام لأصغر شيء وأتفه حجّة.
يقول مولانا أمير المؤمنين عليّ (ع): "المبادرة إلى الانتقام من أخلاق اللّئام،
والمبادرة إلى العفو من أخلاق الكرام".
فهلّا نكون من أصحاب النفوس الكريمة الّتي تعمل وفق العفو والتّسامح، وتواجه كلّ
مشاعر الانتقام بحكمة ورويّة، تلافياً لمزيد من المشاكل والخلافات؟!
من علامات المؤمن، أن تكون نفسه طيّبةً صافية، يتقبَّل عذر الآخرين، حتى لو
أخطأوا في حقّه، بحيث يضبط أعصابه وانفعالاته، ولا يخرجها عن طورها، فلا تتحوّل إلى
انتقام وبطش وتشفّ، ولا يظلم الناس من حوله، فهذا لا ينسجم مع الروح الإيمانيّة
التي تعفو وتصفح وتتعامل برقيّ مع المخطئين. فالانتقام مذموم لا فائدة منه سوى
المزيد من الولوج في المشاكل والتباعد بين الأنفس وشحنها بمزيدٍ من الأحقاد
والبغضاء.
فمن أراد أن يحمي نفسه من الانزلاق نحو حبّ الانتقام، فليربّ نفسه على عدم الكراهية
وتقبّل الناس، والابتعاد عن حبّ القهر والغلظة في ردّ الفعل، فلقد دعانا الله تعالى
أن نكون العباد المتسامحين العافين عن النّاس، أصحاب القلوب السّمحة المعتدلة،
والنفوس اللّينة، يقول تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ
كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}[آل عمران: 159].
وغالباً ما يكون المسارع بالانتقام متهوّراً، يسير وراء انفعالاته، حيث لا يبصر
جيّداً عواقب ما يقوم به، ولا يفكّر أصلاً في هذه العواقب، ما قد يجعله نادماً في
المستقبل.
في الرواية عن أبي عبدالله الصّادق (ع): "لأَن أندمَ على العفوِ عشرين مرّةً، أحبُّ
إليَّ من أن أندمَ على العقوبةِ مرةً واحدةً".
إن المبادرة إلى العفو هي من سجايا المؤمن وطباعه، ومن صميم أخلاقيّاته التي يتميّز
بها، منطلقاً إلى الحياة بمشاعر فيها كلّ الخير والبرّ والرّحمة. والعفو فيه كلّ
الخي، إذ يلغي كل الحواجز بين الناس، ويجعلهم أكثر ألفةً وتعاوناً.
المؤمن الكريم هو العافي عن النّاس، واللّئيم صاحب السريرة المريضة، هو من يبادر
بالانتقام لأصغر شيء وأتفه حجّة.
يقول مولانا أمير المؤمنين عليّ (ع): "المبادرة إلى الانتقام من أخلاق اللّئام،
والمبادرة إلى العفو من أخلاق الكرام".
فهلّا نكون من أصحاب النفوس الكريمة الّتي تعمل وفق العفو والتّسامح، وتواجه كلّ
مشاعر الانتقام بحكمة ورويّة، تلافياً لمزيد من المشاكل والخلافات؟!