لا تُعرض عنّا يا ربّ العالمين

لا تُعرض عنّا يا ربّ العالمين

[يقول الإمام زين العابدين (ع) في دعاء له من أدعية الصحيفة السجاديّة، في طلب القبول من الله تعالى في رغبة العبد إليه وعدم صدّه له]:

"إلهي، لا تُخَيِّبْ مَنْ لاَ يَجدُ مُعْطِياً غَيْرَكَ، وَلاَ تَخْذُلْ مَنْ لاَ يَسْتَغْني عَنْكَ بِأحَدٍ دُونَكَ.

إلهي، فَصَلِّ عَلَى مُحَمّدٍ وآلِهِ، وَلاَ تُعْرِضْ عَنِّي وَقَدْ أقْبَلْتُ عَلَيْكَ، وَلاَ تَحْرِمْني وَقَدْ رَغبْتُ إليْكَ، وَلاَ تَجْبَهْني بالرّدّ وَقَدِ انتَصبْتُ بَيْنَ يَدَيْكَ".

لقد طفت الدنيا ـ يا ربّ ـ باحثاً عن أولئك الذين يملكون العطاء من موقع غناهم الذاتي، فلم أعثر على أحدٍ منهم في كلّ خلقك، لأنهم لا يملكون ـ في فقرهم الذاتي ـ شيئاً إلا منك، ووجدتك ـ وحدك ـ المعطي الذي كان العطاء سرّ ذاته، لأن الغنى كان بعض صفاته، فقصدتك بالرغبة، وأوفدت عليك رجائي بالثّقة، فلا تخيبني، لأنّ معنى ذلك أن تدفعني إلى الحرمان، وأنت الذي لا يخيب عنده المحرومون.

وقد قصدت أهل القوّة، لأجد بينهم من يملك القوَّة الذاتية التي لم تكن هبةً من أحد، بل كانت معنىً في ذاته، فلم أجد غيرك، لأنّ كل الناس خلقوا ضعفاء، وأنت الذي أمدّيتهم بالقوّة، فلا يملكون، دونك، أيّ معنى للقوّة، فأقبلت عليك، لتمدني بما أمددت به عبادك من القوّة، من خلال إيماني بأني لا أستغني بأحد دونك، فلا تخذلني يا ربّ، لأنك تأبى، من موقع لطفك، خذلان المضطرّين.

يا ربّ، لقد رغبت إليك في كلّ حاجاتي، لأنك محطّ الرّغبات، وأنت الربّ الذي لا تنفد خزائنه، ولا ينقطع عطاؤه، فلا تحرمني، لأنني إذا كنت أهلاً للحرمان، فإنك أهل الكرم والعطاء.

أنا الآن ـ يا ربّ ـ واقف، منتصبٌ بين يديك، أتطلّع إلى لطفك ورضوانك، وأطلب أطلب... حتى تنتهي الطلبات، ولا أكلّ ولا أملّ ولا أتراجع، لأنك الأمل الوحيد الكبير في حياتي كلّها.

فلا تجبهني بالردّ، ولا تعذّبني بالرّفض، لأنّك - أنت - كل شيء عندي، في عقلي وروحي وشعوري.

*من كتاب "آفاق الروح"، ج 1.

[يقول الإمام زين العابدين (ع) في دعاء له من أدعية الصحيفة السجاديّة، في طلب القبول من الله تعالى في رغبة العبد إليه وعدم صدّه له]:

"إلهي، لا تُخَيِّبْ مَنْ لاَ يَجدُ مُعْطِياً غَيْرَكَ، وَلاَ تَخْذُلْ مَنْ لاَ يَسْتَغْني عَنْكَ بِأحَدٍ دُونَكَ.

إلهي، فَصَلِّ عَلَى مُحَمّدٍ وآلِهِ، وَلاَ تُعْرِضْ عَنِّي وَقَدْ أقْبَلْتُ عَلَيْكَ، وَلاَ تَحْرِمْني وَقَدْ رَغبْتُ إليْكَ، وَلاَ تَجْبَهْني بالرّدّ وَقَدِ انتَصبْتُ بَيْنَ يَدَيْكَ".

لقد طفت الدنيا ـ يا ربّ ـ باحثاً عن أولئك الذين يملكون العطاء من موقع غناهم الذاتي، فلم أعثر على أحدٍ منهم في كلّ خلقك، لأنهم لا يملكون ـ في فقرهم الذاتي ـ شيئاً إلا منك، ووجدتك ـ وحدك ـ المعطي الذي كان العطاء سرّ ذاته، لأن الغنى كان بعض صفاته، فقصدتك بالرغبة، وأوفدت عليك رجائي بالثّقة، فلا تخيبني، لأنّ معنى ذلك أن تدفعني إلى الحرمان، وأنت الذي لا يخيب عنده المحرومون.

وقد قصدت أهل القوّة، لأجد بينهم من يملك القوَّة الذاتية التي لم تكن هبةً من أحد، بل كانت معنىً في ذاته، فلم أجد غيرك، لأنّ كل الناس خلقوا ضعفاء، وأنت الذي أمدّيتهم بالقوّة، فلا يملكون، دونك، أيّ معنى للقوّة، فأقبلت عليك، لتمدني بما أمددت به عبادك من القوّة، من خلال إيماني بأني لا أستغني بأحد دونك، فلا تخذلني يا ربّ، لأنك تأبى، من موقع لطفك، خذلان المضطرّين.

يا ربّ، لقد رغبت إليك في كلّ حاجاتي، لأنك محطّ الرّغبات، وأنت الربّ الذي لا تنفد خزائنه، ولا ينقطع عطاؤه، فلا تحرمني، لأنني إذا كنت أهلاً للحرمان، فإنك أهل الكرم والعطاء.

أنا الآن ـ يا ربّ ـ واقف، منتصبٌ بين يديك، أتطلّع إلى لطفك ورضوانك، وأطلب أطلب... حتى تنتهي الطلبات، ولا أكلّ ولا أملّ ولا أتراجع، لأنك الأمل الوحيد الكبير في حياتي كلّها.

فلا تجبهني بالردّ، ولا تعذّبني بالرّفض، لأنّك - أنت - كل شيء عندي، في عقلي وروحي وشعوري.

*من كتاب "آفاق الروح"، ج 1.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية