[من دعاء الإمام زين العابدين (ع) لجيرانه وأوليائه إذا ذكرهم]
"وأرقّ على أهل البلاء منهم رحمة، وأحبّ بقاء النعمة عندهم نصحاً".
ووفّقني - يا ربّ - لأعيش مع أهل البلاء منهم - ومن غيرهم - من موقع رقّة القلب والكلمة والمعاملة والنظرة العامّة، رحمةً بهم، وإشفاقاً عليهم، لا كما يفعله المتجبّرون من النّاس في نظرتهم المتعالية الفوقية الشامتة، لأفكّر في أنّ ما يجري عليهم ليس وليد نقص في ذواتهم، أو سوءٍ في مكانتهم، أو عقوبةٍ من الله، بل هو سنّة الله في الكون، في ما يجريه على عباده من خلال قوانينه الطبيعيّة التي أودعها في الكون والحياة والإنسان في النظام الكوني الإنساني، مما يمكن أن يجري علينا في مستقبل الزّمن، بما يجري عليهم في ماضيه.
إنّ إنسانية النظرة الأخلاقيّة الإسلاميّة تفرض على الناس أن يرحموا هؤلاء، ليفتحوا قلوبهم على الأمل في المستقبل، ويؤكّدوا في روحيتهم الرّجاء بالشفاء والفرج، وليوحوا إليهم بأنّهم ليسوا أشخاصاً معزولين عن المجتمع، لأنَّ البلاء لا يمثّل حالة عزلٍ اجتماعي، باعتبار أنّه ليس قيمة سلبيّة في الشخصيّة الإنسانيّة، بل هو مجرّد اختلال في وظائف الجسد.. وقد علّمنا الإسلام في منهجه التربوي في إيحاءاته الإنسانيّة، أنّ على المؤمن أن يقول عند رؤيته لأهل البلاء: "الحمد لله الذي عافاني ممّا ابتلى به غيري، ولو شاء لفعل"، ليكون الموقف موقف حمد الله على العافية، من دون أن يكون سلبياً أمام أهل البلاء، باعتبار أنّ ذلك بلاء من الله لحكمةٍ يراها في قضائه وقدره، لا لنقصٍ في ذواتهم.
"وأحبّ بقاء النعمة عندهم نصحاً":
واجعلني عندما أواجههم في الغيب، أضمر لهم المودّة في قلبي، لأنّها ليست مجرّد حالةٍ في العلن في ما يجامل به الناس بعضهم بعضاً، بما قد يخالف ما في قلوبهم نفاقاً ورياءً، بل هي حالة عميقة تجعل حالة الغيب والحضور واحدة، في عمق المودة القلبية، واجعلني أعيش النصح لهم في قلبي، فأفكر لهم دائماً بالخير، وأفرح لهم بالنجاح، وأحبّ بقاء النعمة عندهم وزيادتها لهم، حتى تمتد بهم الحياة في فرح وسرور، وذلك من خلال الشعور العميق الخالص المنفتح على حبّ الناس في روح الإخوّة الإنسانية الممتدة في الفكر الحقّ، والشعور الطيب، والموقف العادل.
اجعلني - يا ربّ - ألزم نفسي لما يعود بالخير عليهم ما ألزمها لأهلي وأولادي، وأرعاهم به بما أرعى النّاس القريبين منّي ممن أختصّه بعلاقتي به، حتى يكون إحساسي بهم منطلقاً في الدائرة العامّة والخاصة، فأجد مسؤوليّتي تجاههم في مسؤوليّتي تجاه الأقربين، لأنّ ذلك هو سرّ إنسانيّة الإيمان في إنسانيتي.
من كتاب "آفاق الروح"، ج 2.

[من دعاء الإمام زين العابدين (ع) لجيرانه وأوليائه إذا ذكرهم]
"وأرقّ على أهل البلاء منهم رحمة، وأحبّ بقاء النعمة عندهم نصحاً".
ووفّقني - يا ربّ - لأعيش مع أهل البلاء منهم - ومن غيرهم - من موقع رقّة القلب والكلمة والمعاملة والنظرة العامّة، رحمةً بهم، وإشفاقاً عليهم، لا كما يفعله المتجبّرون من النّاس في نظرتهم المتعالية الفوقية الشامتة، لأفكّر في أنّ ما يجري عليهم ليس وليد نقص في ذواتهم، أو سوءٍ في مكانتهم، أو عقوبةٍ من الله، بل هو سنّة الله في الكون، في ما يجريه على عباده من خلال قوانينه الطبيعيّة التي أودعها في الكون والحياة والإنسان في النظام الكوني الإنساني، مما يمكن أن يجري علينا في مستقبل الزّمن، بما يجري عليهم في ماضيه.
إنّ إنسانية النظرة الأخلاقيّة الإسلاميّة تفرض على الناس أن يرحموا هؤلاء، ليفتحوا قلوبهم على الأمل في المستقبل، ويؤكّدوا في روحيتهم الرّجاء بالشفاء والفرج، وليوحوا إليهم بأنّهم ليسوا أشخاصاً معزولين عن المجتمع، لأنَّ البلاء لا يمثّل حالة عزلٍ اجتماعي، باعتبار أنّه ليس قيمة سلبيّة في الشخصيّة الإنسانيّة، بل هو مجرّد اختلال في وظائف الجسد.. وقد علّمنا الإسلام في منهجه التربوي في إيحاءاته الإنسانيّة، أنّ على المؤمن أن يقول عند رؤيته لأهل البلاء: "الحمد لله الذي عافاني ممّا ابتلى به غيري، ولو شاء لفعل"، ليكون الموقف موقف حمد الله على العافية، من دون أن يكون سلبياً أمام أهل البلاء، باعتبار أنّ ذلك بلاء من الله لحكمةٍ يراها في قضائه وقدره، لا لنقصٍ في ذواتهم.
"وأحبّ بقاء النعمة عندهم نصحاً":
واجعلني عندما أواجههم في الغيب، أضمر لهم المودّة في قلبي، لأنّها ليست مجرّد حالةٍ في العلن في ما يجامل به الناس بعضهم بعضاً، بما قد يخالف ما في قلوبهم نفاقاً ورياءً، بل هي حالة عميقة تجعل حالة الغيب والحضور واحدة، في عمق المودة القلبية، واجعلني أعيش النصح لهم في قلبي، فأفكر لهم دائماً بالخير، وأفرح لهم بالنجاح، وأحبّ بقاء النعمة عندهم وزيادتها لهم، حتى تمتد بهم الحياة في فرح وسرور، وذلك من خلال الشعور العميق الخالص المنفتح على حبّ الناس في روح الإخوّة الإنسانية الممتدة في الفكر الحقّ، والشعور الطيب، والموقف العادل.
اجعلني - يا ربّ - ألزم نفسي لما يعود بالخير عليهم ما ألزمها لأهلي وأولادي، وأرعاهم به بما أرعى النّاس القريبين منّي ممن أختصّه بعلاقتي به، حتى يكون إحساسي بهم منطلقاً في الدائرة العامّة والخاصة، فأجد مسؤوليّتي تجاههم في مسؤوليّتي تجاه الأقربين، لأنّ ذلك هو سرّ إنسانيّة الإيمان في إنسانيتي.
من كتاب "آفاق الروح"، ج 2.