الأدعيةُ المعتبرةُ واستيحاؤُها في حياتنا

الأدعيةُ المعتبرةُ واستيحاؤُها في حياتنا
[ما الأدعية المعتبرة عندنا؟ وهل يمكن للإنسان أن يدعو الله كيفما شاء؟]

الكثير من الأدعية عندنا وُضعت مِن قِبَل علماء، والأدعية الأساسيّة الّتي يمكن للإنسان أن يدعوَ بها، هي أدعية الإمام زين العابدين (ع) في الصحيفة السجاديّة، ودعاء "أبي حمزة الثّمالي"، والأدعية الموجودة في كتبنا علينا أن نتبنَّاها حتى ندعو الله بها.

والدّعاء، إنَّما هو حديث مع الله، فليس على الإنسان أن يقرأ الدّعاء استظهاراً، فبعض النّاس يدعون كمن يقرأ القرآن بدون وعي. ليست العبرة بكلمات الدّعاء، بل بمعناه، لذلك على الإنسان أن يعيش الدّعاء في نفسه ويعيش معانيه.

وأقول: إنَّ الإنسان إذا لم يستطع فهم الأدعية الموجودة في الكتب، فبإمكانه أن يدعوَ الله بما شاء، حتّى باللّغة العاميّة. فالله تعالى يقول: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}[غافر: 60]، ولم يقل ادعوني بالدعاء الموجود في "مفتاح الجنّات" أو "مفاتيح الجنان".. ادعوني بما شئتم من أسرارٍ وآلام وهموم.. ولذا، في كثيرٍ من الحالات، لا بدّ للإنسان أن يعطيَ نفسه العفوية في الدعاء، وإلّا لو قرأنا أدعية لا نفهمها، فهل نحن نستظهر كلاماً وحسب؟ وهل نتكلَّم مع شخصٍ دون أن نفهم ما نقول؟ وكذلك إذا تكلَّمنا مع الله، لا بدَّ أن نفهم ما نتكلَّم به.

ثمّ إنَّ هناك في الواقع مشكلة فكريّة.. كتبتُ مرّة في مقدّمة أحد كتب الأدعية، أنّ هذه الأدعية تتضمّن مفاهيم، تارةً تكون واردةً عن النبيّ (ص)، أو عن الإمام عليّ (ع)، أو عن الإمام زين العابدين (ع).. أمّا إذا ألَّف إنسان دعاءً على طريقته، أو ألّف زيارةً ما لأحد المعصومين (ع)، فما الّذي يُدْرينا أنَّ هذه المفاهيم صحيحة أم لا؟ لأنَّ الدّعاء يُعبِّر عن مفاهيم تجاه الله. من هنا، علينا أن نتحفَّظ في كلّ التراث الموجود عندنا، بحيث لا نعتبر أنّ كلّ الأدعية مفاهيمُها صحيحة.

لو أخذنا، مثلاً، دعاء الصّباح، لوجدنا أنَّ الإمام زين العابدين (ع) رسَم لنا برنامجاً يومياً إسلامياً، فيقول: "اللّهمَّ ووفِّقنا في يومنا هذا، ولَيْلَتِنا هذه، وفي جميع أيّامنا، لاستعمال الخَيْر، وهُجْرانِ الشَرِّ، وَشُكْرِ النِّعَم، واتّباع السُّنَنِ، ومُجانبةِ البِدَع، والأمرِ بالمعروفِ والنَّهْي عن المنكر، وحياطةِ الإسلام، وانتقاصِ الباطلِ وإذلالِه، ونُصْرَةِ الحقِّ وإعْزازِهِ، وإرشادِ الضَّالّ، ومعاونةِ الضّعيفِ، وإدراكِ اللّهيف".

وهكذا من خلال هذا الدّعاء، تتحرَّك مسؤوليّة الإنسان بأنْ يحوط الإسلام، وأن ينصر الحقّ ويُعِزّه بمختلف الوسائل، وأن ينتقص الباطل ويذلّه، ويرشد الضّالّ ويعاون الضّعيف، ويُدرك الملهوف، وهكذا. وإنّي أنصحُ بقراءة دعاء الإمام زين العابدين (ع) في الصباح والمساء، لأنّه برنامج عمليّ رائع، حيث ينفتح الإنسان من خلاله على الكون كلّه.

أمّا أدعية الأيّام الموجودة في ملحقات "الصحيفة السجّادية"، فهي برامج عمل رائعة، نأخذ مثلاً دعاء "يوم الإثنين"، يقول فيه: "اللُّهمَّ وأيُّما عَبْدٍ من عَبيدِك، أو أمَةٍ من إمَائِك، كانتْ له قِبَلي مَظْلَمَةٌ ظلَمتُه إيَّاها، في نفسِه أو في عِرْضِه أو في مَالِه، أو في أهلِه وولْدِه، أو غِيبةٍ اغتبتُه بها، أو تَحامُل عليه بِمَيْلٍ أو هوىً أو أنَفَةٍ أو حَمِيَّةٍ أو رِياءٍ أو عصبيّةٍ، غائِباً كان أو شاهداً، حيّاً كان أو ميتاً، فقَصُرَت يدي، وضاقَ وسْعِي عن ردِّها إليه والتحلُّل منه، فأسألك يا مَنْ يملكُ الحاجاتِ وهي مُسْتَجِيبَةٌ لمشيّتك، ومُسرعةٌ إلى إرادتِك، أنْ تُرضيَه عنِّي بما شئتَ، وتهبَني من عندك رحمةً، إنَّه لا تَنْقُصُكَ المغفرة، ولا تَضُرُّك الموهبةُ يا أرحم الرّاحمين". وهو (ع) عندما يأتي على ذكر "يوم الإثنين"، يطلب من الله تعالى طلبين اثنين، فيقول (ع): "اللَّهمّ أَوْلِنِي في كُلِّ يَوْمٍ اثنينَ نِعْمَتينِ اثْنَتَيْنِ؛ سعادةً في أَوَّلِهِ بطاعتِك، ونِعمةً في آخرِهِ بمغفِرَتك".

إذاً، هي أدعية صغيرة يُمكن للإنسان أن يحفظها، لكن عندما ندعو بها، علينا أن نستوحيها، ونحاول أن نركّز حياتنا على أساسها.

ن كتاب "للإنسان والحياة".

[ما الأدعية المعتبرة عندنا؟ وهل يمكن للإنسان أن يدعو الله كيفما شاء؟]

الكثير من الأدعية عندنا وُضعت مِن قِبَل علماء، والأدعية الأساسيّة الّتي يمكن للإنسان أن يدعوَ بها، هي أدعية الإمام زين العابدين (ع) في الصحيفة السجاديّة، ودعاء "أبي حمزة الثّمالي"، والأدعية الموجودة في كتبنا علينا أن نتبنَّاها حتى ندعو الله بها.

والدّعاء، إنَّما هو حديث مع الله، فليس على الإنسان أن يقرأ الدّعاء استظهاراً، فبعض النّاس يدعون كمن يقرأ القرآن بدون وعي. ليست العبرة بكلمات الدّعاء، بل بمعناه، لذلك على الإنسان أن يعيش الدّعاء في نفسه ويعيش معانيه.

وأقول: إنَّ الإنسان إذا لم يستطع فهم الأدعية الموجودة في الكتب، فبإمكانه أن يدعوَ الله بما شاء، حتّى باللّغة العاميّة. فالله تعالى يقول: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}[غافر: 60]، ولم يقل ادعوني بالدعاء الموجود في "مفتاح الجنّات" أو "مفاتيح الجنان".. ادعوني بما شئتم من أسرارٍ وآلام وهموم.. ولذا، في كثيرٍ من الحالات، لا بدّ للإنسان أن يعطيَ نفسه العفوية في الدعاء، وإلّا لو قرأنا أدعية لا نفهمها، فهل نحن نستظهر كلاماً وحسب؟ وهل نتكلَّم مع شخصٍ دون أن نفهم ما نقول؟ وكذلك إذا تكلَّمنا مع الله، لا بدَّ أن نفهم ما نتكلَّم به.

ثمّ إنَّ هناك في الواقع مشكلة فكريّة.. كتبتُ مرّة في مقدّمة أحد كتب الأدعية، أنّ هذه الأدعية تتضمّن مفاهيم، تارةً تكون واردةً عن النبيّ (ص)، أو عن الإمام عليّ (ع)، أو عن الإمام زين العابدين (ع).. أمّا إذا ألَّف إنسان دعاءً على طريقته، أو ألّف زيارةً ما لأحد المعصومين (ع)، فما الّذي يُدْرينا أنَّ هذه المفاهيم صحيحة أم لا؟ لأنَّ الدّعاء يُعبِّر عن مفاهيم تجاه الله. من هنا، علينا أن نتحفَّظ في كلّ التراث الموجود عندنا، بحيث لا نعتبر أنّ كلّ الأدعية مفاهيمُها صحيحة.

لو أخذنا، مثلاً، دعاء الصّباح، لوجدنا أنَّ الإمام زين العابدين (ع) رسَم لنا برنامجاً يومياً إسلامياً، فيقول: "اللّهمَّ ووفِّقنا في يومنا هذا، ولَيْلَتِنا هذه، وفي جميع أيّامنا، لاستعمال الخَيْر، وهُجْرانِ الشَرِّ، وَشُكْرِ النِّعَم، واتّباع السُّنَنِ، ومُجانبةِ البِدَع، والأمرِ بالمعروفِ والنَّهْي عن المنكر، وحياطةِ الإسلام، وانتقاصِ الباطلِ وإذلالِه، ونُصْرَةِ الحقِّ وإعْزازِهِ، وإرشادِ الضَّالّ، ومعاونةِ الضّعيفِ، وإدراكِ اللّهيف".

وهكذا من خلال هذا الدّعاء، تتحرَّك مسؤوليّة الإنسان بأنْ يحوط الإسلام، وأن ينصر الحقّ ويُعِزّه بمختلف الوسائل، وأن ينتقص الباطل ويذلّه، ويرشد الضّالّ ويعاون الضّعيف، ويُدرك الملهوف، وهكذا. وإنّي أنصحُ بقراءة دعاء الإمام زين العابدين (ع) في الصباح والمساء، لأنّه برنامج عمليّ رائع، حيث ينفتح الإنسان من خلاله على الكون كلّه.

أمّا أدعية الأيّام الموجودة في ملحقات "الصحيفة السجّادية"، فهي برامج عمل رائعة، نأخذ مثلاً دعاء "يوم الإثنين"، يقول فيه: "اللُّهمَّ وأيُّما عَبْدٍ من عَبيدِك، أو أمَةٍ من إمَائِك، كانتْ له قِبَلي مَظْلَمَةٌ ظلَمتُه إيَّاها، في نفسِه أو في عِرْضِه أو في مَالِه، أو في أهلِه وولْدِه، أو غِيبةٍ اغتبتُه بها، أو تَحامُل عليه بِمَيْلٍ أو هوىً أو أنَفَةٍ أو حَمِيَّةٍ أو رِياءٍ أو عصبيّةٍ، غائِباً كان أو شاهداً، حيّاً كان أو ميتاً، فقَصُرَت يدي، وضاقَ وسْعِي عن ردِّها إليه والتحلُّل منه، فأسألك يا مَنْ يملكُ الحاجاتِ وهي مُسْتَجِيبَةٌ لمشيّتك، ومُسرعةٌ إلى إرادتِك، أنْ تُرضيَه عنِّي بما شئتَ، وتهبَني من عندك رحمةً، إنَّه لا تَنْقُصُكَ المغفرة، ولا تَضُرُّك الموهبةُ يا أرحم الرّاحمين". وهو (ع) عندما يأتي على ذكر "يوم الإثنين"، يطلب من الله تعالى طلبين اثنين، فيقول (ع): "اللَّهمّ أَوْلِنِي في كُلِّ يَوْمٍ اثنينَ نِعْمَتينِ اثْنَتَيْنِ؛ سعادةً في أَوَّلِهِ بطاعتِك، ونِعمةً في آخرِهِ بمغفِرَتك".

إذاً، هي أدعية صغيرة يُمكن للإنسان أن يحفظها، لكن عندما ندعو بها، علينا أن نستوحيها، ونحاول أن نركّز حياتنا على أساسها.

ن كتاب "للإنسان والحياة".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية