الرّسول (ص) في دعوته العلنيّة

الرّسول (ص) في دعوته العلنيّة

لمّا أتى الرسول الله (صلّى الله عليه وآله) بعد ذلك ثلاث سنين، أنزل الله عليه {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ}[الحجر: 94]، فخرج رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وقام على الحجر فقال:

«يا معشر قريش، ويا معشر العرب، أدعوكم إلى عبادة الله تعالى وخلع الأنداد الأصنام، وأدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأنّي رسول الله، فأجيبوني تملكوا بها العرب، وتدين لكم العجم، وتكونوا ملوكاً في الجنّة»، فاستهزأوا منه وضحكوا وقالوا: جنَّ محمّد بن عبدالله، وآذوه بألسنتهم، فقال له أبو طالب: يا بن أخي، ما هذا؟ قال: «يا عمّ، هذا دين الله الذي ارتضاه لملائكته وأنبيائه، ودين إبراهيم والأنبياء من بعده، بعثني الله رسولاً إلى النّاس».

فقال: يابن أخي، إنَّ قومك لا يقبلون هذا منك، فاكفف عنهم؟ فقال: «لا أفعل، فإنّ الله قد أمرني بالدعاء»، فكفّ عنه أبو طالب.

وأقبل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في الدعاء في كلّ وقت يدعوهم ويحذّرهم، فكان من سمع من خبره ما سمع من أهل الكتب يُسلمون، فلمّا رأت قريش من يدخل في الإسلام، جزعوا من ذلك، ومشوا إلى أبي طالب وقالوا: اكفف عنَّا ابن أخيك، فإنّه قد سفّه أحلامنا، وسبَّ آلهتنا، وأفسد شبّاننا، وفرّق جماعتنا.

فدعاه أبو طالب فقال: يا بن أخي، إنّ القوم قد أتوني يسألونك أن تكفّ عن آلهتهم قال: «يا عمّ، لا أستطيع ذلك، ولا أستطيع أن أخالف أمر ربيّ».

فكان يدعوهم ويحذِّرهم العذاب، فاجتمعت قريش إليه فقالوا: إلى ما تدعو يا محمَّد؟ قال: «إلى شهادة أن لا إله إلاّ الله وخلع الأنداد كلّه»، قالوا: ندع ثلاثمائة وستّين إلهاً ونعبد إلهاً واحداً؟! فحكى الله سبحانه قولهم: {وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ * أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ}[ص: 4، 5] إلى قوله: {بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ}[ص: 8]، ثمّ اجتمعوا إلى أبي طالب فقالوا: يا أبا طالب، إن كان ابن أخيك يحمله على هذا الفعل العدم، جمعنا له مالاً فيكون أكثر قريش مالاً؛ فدعاه أبو طالب وعرض ذلك عليه، فقال له رسول الله (صلّى الله عليه وآله): «يا عمّ، مالي حاجة في المال، فأجيبوني تكونوا ملوكاً في الدينا وملوكاً في الآخرة، وتدين لكم العرب والعجم». فتفرَّقوا، ثمّ جاؤوا إلى أبي طالب، فقالوا:

يا أبا طالب، أنت سيّد من سادتنا، وابن أَخيك قد سفَّه أحلامنا وسبّ آلهتنا وفرّق جماعتنا، فهلمّ ندفع إليك أبهى فتى في قريش وأجملهم وأحسنهم وجهاً، وأشبّهم شباباً، وأشرفهم شرفاً، عمارة بن الوليد، يكون لك ابناً، وتدفع إلينا محمّداً لنقتله، فقال: ما أنصفتموني، تسألوني أن أدفع إليكم ابني لتقتلوه، وتدفعون إليّ ابنكم لأربّيه! فلمّا آيسوا منه كفّوا.

*من كتاب "إعلام الورى بأعلام الهدى"، ج1.

لمّا أتى الرسول الله (صلّى الله عليه وآله) بعد ذلك ثلاث سنين، أنزل الله عليه {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ}[الحجر: 94]، فخرج رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وقام على الحجر فقال:

«يا معشر قريش، ويا معشر العرب، أدعوكم إلى عبادة الله تعالى وخلع الأنداد الأصنام، وأدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأنّي رسول الله، فأجيبوني تملكوا بها العرب، وتدين لكم العجم، وتكونوا ملوكاً في الجنّة»، فاستهزأوا منه وضحكوا وقالوا: جنَّ محمّد بن عبدالله، وآذوه بألسنتهم، فقال له أبو طالب: يا بن أخي، ما هذا؟ قال: «يا عمّ، هذا دين الله الذي ارتضاه لملائكته وأنبيائه، ودين إبراهيم والأنبياء من بعده، بعثني الله رسولاً إلى النّاس».

فقال: يابن أخي، إنَّ قومك لا يقبلون هذا منك، فاكفف عنهم؟ فقال: «لا أفعل، فإنّ الله قد أمرني بالدعاء»، فكفّ عنه أبو طالب.

وأقبل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في الدعاء في كلّ وقت يدعوهم ويحذّرهم، فكان من سمع من خبره ما سمع من أهل الكتب يُسلمون، فلمّا رأت قريش من يدخل في الإسلام، جزعوا من ذلك، ومشوا إلى أبي طالب وقالوا: اكفف عنَّا ابن أخيك، فإنّه قد سفّه أحلامنا، وسبَّ آلهتنا، وأفسد شبّاننا، وفرّق جماعتنا.

فدعاه أبو طالب فقال: يا بن أخي، إنّ القوم قد أتوني يسألونك أن تكفّ عن آلهتهم قال: «يا عمّ، لا أستطيع ذلك، ولا أستطيع أن أخالف أمر ربيّ».

فكان يدعوهم ويحذِّرهم العذاب، فاجتمعت قريش إليه فقالوا: إلى ما تدعو يا محمَّد؟ قال: «إلى شهادة أن لا إله إلاّ الله وخلع الأنداد كلّه»، قالوا: ندع ثلاثمائة وستّين إلهاً ونعبد إلهاً واحداً؟! فحكى الله سبحانه قولهم: {وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ * أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ}[ص: 4، 5] إلى قوله: {بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ}[ص: 8]، ثمّ اجتمعوا إلى أبي طالب فقالوا: يا أبا طالب، إن كان ابن أخيك يحمله على هذا الفعل العدم، جمعنا له مالاً فيكون أكثر قريش مالاً؛ فدعاه أبو طالب وعرض ذلك عليه، فقال له رسول الله (صلّى الله عليه وآله): «يا عمّ، مالي حاجة في المال، فأجيبوني تكونوا ملوكاً في الدينا وملوكاً في الآخرة، وتدين لكم العرب والعجم». فتفرَّقوا، ثمّ جاؤوا إلى أبي طالب، فقالوا:

يا أبا طالب، أنت سيّد من سادتنا، وابن أَخيك قد سفَّه أحلامنا وسبّ آلهتنا وفرّق جماعتنا، فهلمّ ندفع إليك أبهى فتى في قريش وأجملهم وأحسنهم وجهاً، وأشبّهم شباباً، وأشرفهم شرفاً، عمارة بن الوليد، يكون لك ابناً، وتدفع إلينا محمّداً لنقتله، فقال: ما أنصفتموني، تسألوني أن أدفع إليكم ابني لتقتلوه، وتدفعون إليّ ابنكم لأربّيه! فلمّا آيسوا منه كفّوا.

*من كتاب "إعلام الورى بأعلام الهدى"، ج1.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية