الفلسفة الأخلاقيّة في الفكر الإسلاميّ

الفلسفة الأخلاقيّة في الفكر الإسلاميّ

كتاب "الفلسفة الأخلاقيّة في الفكر الإسلاميّ: العقليّون والذوقيّون أو النّظر والعمل"، هو عبارة عن أطروحة دكتوراه للباحث الدّكتور أحمد محمود صبحي، حيث يلخِّص فيه آراء الباحثين في الفلسفة الإسلاميّة بالقول: "ليس في الفلسفة الإسلاميّة أبحاث أخلاقيّة، لأنّ المسلمين قد اكتفوا بتعاليم النّصّ ـ الكتاب والسنّة ـ وقد أغنتهم هذه عن النّظر العقليّ، أو البحث الفلسفيّ". ويحاول ردّ ذلك إلى عدّة أمور. فبحثه يتناول مشكلة وجود مبحث الأخلاق فعليّاً في التراث الإسلاميّ، وهو في رأيه محلّ نظر من قِبَل الدّارسين والباحثين المسلمين في العصر الحديث.

مع ذلك، يحاول الباحث إثبات وجود بحث أخلاقيّ إسلاميّ، انطلاقاً من الخلط بين مفهومين، هما: "الحضّ على الأخلاق"، و"البحث في الأخلاق"، فالأوّل ـ أيّ الحضّ على الأخلاق ـ هو من صميم الشّريعة وروحها، بمعنى أن يكون السّلوك الإنسانيّ وفق تعاليم الشّريعة، بينما البحث في الأخلاق شأن آخر يخضع لتفسيرات فلسفيّة ومعرفيّة خاصّة.

هذا وقد اعتمد الدّكتور صبحي في عرضه للأبحاث الأخلاقيّة عند العرب على تصنيفها إلى فئتين:

الأولى: تضمّ العقلانيّين، والثّانية: تضمّ الصّوفيّين والذّوقيّين، فالعقليّون عبّرت عن آرائهم فرقة المعتزلة فيما يخصّ الأبحاث الأخلاقيّة، والصّوفيّون هم أصحاب المنهج الذّوقيّ، ويملكون مجموع آراء صوفيّة ذات معانٍ أخلاقيّة، ومع ذلك، فإنّ الباحث يرى أنّه لا يمكن للمنهج الصّوفيّ الذّوقيّ أن يكوّن منهجاً أخلاقيّاً له هويّته الواضحة وكيانه المستقلّ كما نجح في ذلك المنهج العقليّ، ولا يُسجل، برأي الباحث، للصوفيّة سوى مفهومهم عن (الحريّة) كفكر نظريّ أخلاقيّ.

ويعتبر الباحث أنّ النّتائج الّتي توصّل إليها الفريقان في مجال الأخلاق، جاءت في إطار أبحاثهم الكلاميّة والصّوفيّة، بمعنى أنّهم لم يتعرّضوا لها كأبحاث مستقلّة وأساسيّة.

ثم جاء الباحثون إلى مشكلات الفلسفة الإسلاميّة، وتطرّقوا إلى مباحث الأخلاق بشكل  ضيّق، ولم يخرجوها إلى فضاءات واسعة كما تستحقّ.

واليوم، فإنّ إعادة تسليط الضّوء على الدّراسات والمباحث الأخلاقيّة الإسلاميّة في غاية الأهميّة المعرفيّة والإنسانيّة والحضاريّة.

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .

كتاب "الفلسفة الأخلاقيّة في الفكر الإسلاميّ: العقليّون والذوقيّون أو النّظر والعمل"، هو عبارة عن أطروحة دكتوراه للباحث الدّكتور أحمد محمود صبحي، حيث يلخِّص فيه آراء الباحثين في الفلسفة الإسلاميّة بالقول: "ليس في الفلسفة الإسلاميّة أبحاث أخلاقيّة، لأنّ المسلمين قد اكتفوا بتعاليم النّصّ ـ الكتاب والسنّة ـ وقد أغنتهم هذه عن النّظر العقليّ، أو البحث الفلسفيّ". ويحاول ردّ ذلك إلى عدّة أمور. فبحثه يتناول مشكلة وجود مبحث الأخلاق فعليّاً في التراث الإسلاميّ، وهو في رأيه محلّ نظر من قِبَل الدّارسين والباحثين المسلمين في العصر الحديث.

مع ذلك، يحاول الباحث إثبات وجود بحث أخلاقيّ إسلاميّ، انطلاقاً من الخلط بين مفهومين، هما: "الحضّ على الأخلاق"، و"البحث في الأخلاق"، فالأوّل ـ أيّ الحضّ على الأخلاق ـ هو من صميم الشّريعة وروحها، بمعنى أن يكون السّلوك الإنسانيّ وفق تعاليم الشّريعة، بينما البحث في الأخلاق شأن آخر يخضع لتفسيرات فلسفيّة ومعرفيّة خاصّة.

هذا وقد اعتمد الدّكتور صبحي في عرضه للأبحاث الأخلاقيّة عند العرب على تصنيفها إلى فئتين:

الأولى: تضمّ العقلانيّين، والثّانية: تضمّ الصّوفيّين والذّوقيّين، فالعقليّون عبّرت عن آرائهم فرقة المعتزلة فيما يخصّ الأبحاث الأخلاقيّة، والصّوفيّون هم أصحاب المنهج الذّوقيّ، ويملكون مجموع آراء صوفيّة ذات معانٍ أخلاقيّة، ومع ذلك، فإنّ الباحث يرى أنّه لا يمكن للمنهج الصّوفيّ الذّوقيّ أن يكوّن منهجاً أخلاقيّاً له هويّته الواضحة وكيانه المستقلّ كما نجح في ذلك المنهج العقليّ، ولا يُسجل، برأي الباحث، للصوفيّة سوى مفهومهم عن (الحريّة) كفكر نظريّ أخلاقيّ.

ويعتبر الباحث أنّ النّتائج الّتي توصّل إليها الفريقان في مجال الأخلاق، جاءت في إطار أبحاثهم الكلاميّة والصّوفيّة، بمعنى أنّهم لم يتعرّضوا لها كأبحاث مستقلّة وأساسيّة.

ثم جاء الباحثون إلى مشكلات الفلسفة الإسلاميّة، وتطرّقوا إلى مباحث الأخلاق بشكل  ضيّق، ولم يخرجوها إلى فضاءات واسعة كما تستحقّ.

واليوم، فإنّ إعادة تسليط الضّوء على الدّراسات والمباحث الأخلاقيّة الإسلاميّة في غاية الأهميّة المعرفيّة والإنسانيّة والحضاريّة.

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية