منهجيَّة القرآن المعرفيَّة

منهجيَّة القرآن المعرفيَّة

كتاب للمفكّر السّوداني محمد أبو القاسم حاج حمد "منهجيَّة القرآن المعرفيَّة"، صادر بطبعته الأولى العام 2003، ويتضمَّن مدخلاً وفصولاً ثلاثاً وخاتمة.

في الكتاب تنظير للكاتب حول مفهوم إسلاميَّة المعرفة في مقابل الفلسفات الماديَّة والوضعيّة، حيث يعتبر أنَّ إسلاميَّة المعرفة ضرورة فكريَّة وحضاريَّة قصوى، ولا بدّ منها على مستوى العالم أجمع، وهذا ليس غريباً، بلحاظ أنّ الرّسالة الإسلاميّة لها بُعد عالميّ وليس محلّيّاً أو خاصّاً، وربما أيقن الباحث فشل الفلسفات الوضعيّة في التّعاطي مع مشكلات الإنسان المعاصرة وحلّها، فدعا صراحةً إلى إسلاميّة المعرفة، وحمل طروحاتها كحلول واقعيّة وفعليّة لهذه المشكلات.

وبما أنَّ الرِّسالة عالميَّة الطَّابع، لا بدَّ من إطلاق واعتماد خطاب يتوافق مع ذلك، ويؤدّي الغاية المطلوبة في التّأثير، لذا هو يتساءل عن ماهيَّة الخصائص الّتي يتَّصف بها الخطاب العالميّ الّذي يتَّسع لكلّ البشريَّة على اختلاف ثقافاتها وحضاراتها، وعلى تباين أنساقها الفكريَّة وتجاربها العقليّة، وهل يتوافق مع الخطاب التّقليديّ أم لا بدّ من أن يحمل خصائص جديدة؟

وبحسب حاج حمد، فإنّه يتحتَّم على الخطاب العالميّ للرّسالة الخاتمة، أن يكون مواكباً للتقدّم المعرفيّ والعلميّ، وأن يحمل مضموناً متجاوزاً لعصبيّات التّدافع الدّيني، والتحزّب للإرث المذهبيّ والتّاريخيّ الذّاتيّ، وهذا ما يتطلّب تقديم الفكر الدّيني في إطار علمي متجدّد وأصيل، بعيداً عن الأسلوب العقائديّ الجافّ، وأن يتوجّه هذا الخطاب إلى الفطرة البشريّة الّتي يشترك فيها كلّ البشر.

فالإسلام دين الفطرة، والعلم والفطرة متلائمان ويتفاعلان، وفي توحّدهما تتحقّق الوحدة البشريَّة، ولن يكون هذا الخطاب علميّاً وعملانيّاً، إلا إذا اعتمد على المنهجيّة الّتي هي تقنين للفكر، ودون هذا التَّقنين، يتحوَّل الفكر إلى مجرّد تأمّلات وخطرات انتقائيّة غير منتظمة، تصلح للمواعظ، ولكنّها لا تكون منهجيّة، فمنهجيّة الأفكار أو تقنينها بالمنهج، تماثل حالة توليد القوانين من الطّبيعة، كما يقول "حاج حمد" (منهجيّة القرآن المعرفيّة، ص:34).

ولا يوافق الباحث في كتابه على وجود قضيّة النّاسخ والمنسوخ، بمعنى الإلغاء في القرآن، بل يناقش بها ويعتبرها ـ القضيّة ـ تناقضاً يطعن بالحقّ والحقيقة القرآنيّة الواضحة والصّريحة.

كتاب فيه الحديث عن الضّرورات الفكريّة والتاريخيّة لأسلمة المعرفة، ودعوة للمسلمين لغربلة الأفكار واعتماد المنهجيّة في البحث كأساس من أسس النّهوض الثقافيّ والحضاريّ، والابتعاد عن اندثار الأفكار ومواتها...

كتاب جدير بالمطالعة، لما فيه من كلام يتطرّق إلى موضوعات حسّاسة وهامّة على صعيد الفكر الإسلامي وتجديده.

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .

كتاب للمفكّر السّوداني محمد أبو القاسم حاج حمد "منهجيَّة القرآن المعرفيَّة"، صادر بطبعته الأولى العام 2003، ويتضمَّن مدخلاً وفصولاً ثلاثاً وخاتمة.

في الكتاب تنظير للكاتب حول مفهوم إسلاميَّة المعرفة في مقابل الفلسفات الماديَّة والوضعيّة، حيث يعتبر أنَّ إسلاميَّة المعرفة ضرورة فكريَّة وحضاريَّة قصوى، ولا بدّ منها على مستوى العالم أجمع، وهذا ليس غريباً، بلحاظ أنّ الرّسالة الإسلاميّة لها بُعد عالميّ وليس محلّيّاً أو خاصّاً، وربما أيقن الباحث فشل الفلسفات الوضعيّة في التّعاطي مع مشكلات الإنسان المعاصرة وحلّها، فدعا صراحةً إلى إسلاميّة المعرفة، وحمل طروحاتها كحلول واقعيّة وفعليّة لهذه المشكلات.

وبما أنَّ الرِّسالة عالميَّة الطَّابع، لا بدَّ من إطلاق واعتماد خطاب يتوافق مع ذلك، ويؤدّي الغاية المطلوبة في التّأثير، لذا هو يتساءل عن ماهيَّة الخصائص الّتي يتَّصف بها الخطاب العالميّ الّذي يتَّسع لكلّ البشريَّة على اختلاف ثقافاتها وحضاراتها، وعلى تباين أنساقها الفكريَّة وتجاربها العقليّة، وهل يتوافق مع الخطاب التّقليديّ أم لا بدّ من أن يحمل خصائص جديدة؟

وبحسب حاج حمد، فإنّه يتحتَّم على الخطاب العالميّ للرّسالة الخاتمة، أن يكون مواكباً للتقدّم المعرفيّ والعلميّ، وأن يحمل مضموناً متجاوزاً لعصبيّات التّدافع الدّيني، والتحزّب للإرث المذهبيّ والتّاريخيّ الذّاتيّ، وهذا ما يتطلّب تقديم الفكر الدّيني في إطار علمي متجدّد وأصيل، بعيداً عن الأسلوب العقائديّ الجافّ، وأن يتوجّه هذا الخطاب إلى الفطرة البشريّة الّتي يشترك فيها كلّ البشر.

فالإسلام دين الفطرة، والعلم والفطرة متلائمان ويتفاعلان، وفي توحّدهما تتحقّق الوحدة البشريَّة، ولن يكون هذا الخطاب علميّاً وعملانيّاً، إلا إذا اعتمد على المنهجيّة الّتي هي تقنين للفكر، ودون هذا التَّقنين، يتحوَّل الفكر إلى مجرّد تأمّلات وخطرات انتقائيّة غير منتظمة، تصلح للمواعظ، ولكنّها لا تكون منهجيّة، فمنهجيّة الأفكار أو تقنينها بالمنهج، تماثل حالة توليد القوانين من الطّبيعة، كما يقول "حاج حمد" (منهجيّة القرآن المعرفيّة، ص:34).

ولا يوافق الباحث في كتابه على وجود قضيّة النّاسخ والمنسوخ، بمعنى الإلغاء في القرآن، بل يناقش بها ويعتبرها ـ القضيّة ـ تناقضاً يطعن بالحقّ والحقيقة القرآنيّة الواضحة والصّريحة.

كتاب فيه الحديث عن الضّرورات الفكريّة والتاريخيّة لأسلمة المعرفة، ودعوة للمسلمين لغربلة الأفكار واعتماد المنهجيّة في البحث كأساس من أسس النّهوض الثقافيّ والحضاريّ، والابتعاد عن اندثار الأفكار ومواتها...

كتاب جدير بالمطالعة، لما فيه من كلام يتطرّق إلى موضوعات حسّاسة وهامّة على صعيد الفكر الإسلامي وتجديده.

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية