كتاب "إسلام المتكلّمين"

كتاب "إسلام المتكلّمين"

كتاب "إسلام المتكلّمين" للباحث التونسي محمد بوهلال، إصدار دار الطليعة، بيروت، يحاول فيه الباحث قدر المستطاع تأصيل النّظر العلميّ في علم الكلام، فجاءت دراسته متميّزة بالمنهجية الصارمة والروح النقدية في وقوفها على الإشكاليات التي يطرحها علم الكلام.

هذه الدراسة أتت لكشف الملابسات والظروف التاريخية والسياسية والمعرفية التي نشأ في أحضانها علم الكلام الإسلامي، وسياق تطوّره المعرفي، فهو ـ علم الكلام ـ عند الباحث "ضربٌ من ضروب النشاط الفكري الإنساني، وتعبيراً مخصوصاً من الدين".

وهو يرى أنّ هناك نقاط تقاطع بين المسألة الثقافية والدينية ساهمت في بلورة المسألة الكلامية، حيث تطورت الثقافة الإسلامية من البساطة إلى فعل السؤال الوجودي الملحّ في ظلّ الانفتاح على الترجمات والفلسفات الأخرى. هذا ثقافياً، أما دينياً والذي شكّل هذا البعد، وكان عمدة الكلام الإسلامي في سيره الدؤوب نحو تحقيق الشخصية الإيمانية الكاملة، في تناوله لمباحث العدل والتوحيد والوعد والوعيد والإمامة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، في سبيل النفاذ إلى الحقيقة المطلقة على أساس القرآن الكريم.

هذا وقسّم الباحث كتابه إلى سبعة فصول، ففي الفصل الأوّل، تحدّث عن علم الكلام ومنزلته التاريخيّة، واستجلاء الأبنية الفكرية التراثية التي تحكّمت بهويته، "فحاجة كلّ دين، بحسب الباحث، في مرحلة متقدمة من تاريخه، هي معرفة نظرية ذات نزعة عقلية تقوم بتخليص الدين من تناقضاته الناجمة عن نشأته العفوية، وتصوغ عقائده صياغةً جديدةً تناسب التقدّم الحضاري والعلمي الحاصل، وتجيب عن التحدّيات الفكرية الجديدة الّتي لا مناص من ظهورها لأسباب داخليّة وخارجيّة".

وفي الفصل الثاني كلام عن تأثير السياسة في نشأة علم الكلام وسيره. وفي الفصل الثالث كلام عن المساهمة الفعّالة والتأثير الكبير لمدرسة المعتزلة وفكرها في علم الكلام وتطوره، من ذلك "تضاعف الحاجة إلى الردّ على النزعات الدينية والفكرية الإسلامية المغالية واللاعقلانية، وعلى التيارات الدينية غير الإسلامية المعترضة على الإسلام أو المنافسة له".

وفي الفصل الرابع، يهتمّ الباحث ببيان النّسق المعرفيّ العلميّ الذي مثّله علم الكلام، وهو يقوم على ثلاثة مقوّمات: أ ـ المنظومة الأصوليّة. ب ـ النظرة إلى العالم، والتي لم تتشكّل دفعة واحدة. ج ـ الاستدلال العقليّ في فهم الظّاهرة الدينيّة وتشريعها.

وفي الفصل الخامس، يتكلّم عن مقوّمات المتكلّم. أمّا في الفصل السادس، فعن الفرقة الكلامية. وفي الفصل السابع حديث عن وحدة علم الكلام، حيث تناول الوظائف التي نهض بها علم الكلام في المجال المعرفي الإسلامي الّذي كان مؤسِّساً للكثير من المعطيات السياسيّة والاجتماعيّة والثقافيّة العامّة.

كتاب حاول فيه الباحث الإجابة على كثير من الأسئلة، منها: الضّرورة التي استدعت ظهور علم الكلام ومراحله واتجاهاته وخصائصه، والعوامل المؤثرة فيه، والحيّز الذي احتلّه في المحيط الاجتماعي والعلمي الّذي نشأ فيه، وعلاقة المتكلم بالمعرفة والدولة والمجتمع؟..

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .

كتاب "إسلام المتكلّمين" للباحث التونسي محمد بوهلال، إصدار دار الطليعة، بيروت، يحاول فيه الباحث قدر المستطاع تأصيل النّظر العلميّ في علم الكلام، فجاءت دراسته متميّزة بالمنهجية الصارمة والروح النقدية في وقوفها على الإشكاليات التي يطرحها علم الكلام.

هذه الدراسة أتت لكشف الملابسات والظروف التاريخية والسياسية والمعرفية التي نشأ في أحضانها علم الكلام الإسلامي، وسياق تطوّره المعرفي، فهو ـ علم الكلام ـ عند الباحث "ضربٌ من ضروب النشاط الفكري الإنساني، وتعبيراً مخصوصاً من الدين".

وهو يرى أنّ هناك نقاط تقاطع بين المسألة الثقافية والدينية ساهمت في بلورة المسألة الكلامية، حيث تطورت الثقافة الإسلامية من البساطة إلى فعل السؤال الوجودي الملحّ في ظلّ الانفتاح على الترجمات والفلسفات الأخرى. هذا ثقافياً، أما دينياً والذي شكّل هذا البعد، وكان عمدة الكلام الإسلامي في سيره الدؤوب نحو تحقيق الشخصية الإيمانية الكاملة، في تناوله لمباحث العدل والتوحيد والوعد والوعيد والإمامة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، في سبيل النفاذ إلى الحقيقة المطلقة على أساس القرآن الكريم.

هذا وقسّم الباحث كتابه إلى سبعة فصول، ففي الفصل الأوّل، تحدّث عن علم الكلام ومنزلته التاريخيّة، واستجلاء الأبنية الفكرية التراثية التي تحكّمت بهويته، "فحاجة كلّ دين، بحسب الباحث، في مرحلة متقدمة من تاريخه، هي معرفة نظرية ذات نزعة عقلية تقوم بتخليص الدين من تناقضاته الناجمة عن نشأته العفوية، وتصوغ عقائده صياغةً جديدةً تناسب التقدّم الحضاري والعلمي الحاصل، وتجيب عن التحدّيات الفكرية الجديدة الّتي لا مناص من ظهورها لأسباب داخليّة وخارجيّة".

وفي الفصل الثاني كلام عن تأثير السياسة في نشأة علم الكلام وسيره. وفي الفصل الثالث كلام عن المساهمة الفعّالة والتأثير الكبير لمدرسة المعتزلة وفكرها في علم الكلام وتطوره، من ذلك "تضاعف الحاجة إلى الردّ على النزعات الدينية والفكرية الإسلامية المغالية واللاعقلانية، وعلى التيارات الدينية غير الإسلامية المعترضة على الإسلام أو المنافسة له".

وفي الفصل الرابع، يهتمّ الباحث ببيان النّسق المعرفيّ العلميّ الذي مثّله علم الكلام، وهو يقوم على ثلاثة مقوّمات: أ ـ المنظومة الأصوليّة. ب ـ النظرة إلى العالم، والتي لم تتشكّل دفعة واحدة. ج ـ الاستدلال العقليّ في فهم الظّاهرة الدينيّة وتشريعها.

وفي الفصل الخامس، يتكلّم عن مقوّمات المتكلّم. أمّا في الفصل السادس، فعن الفرقة الكلامية. وفي الفصل السابع حديث عن وحدة علم الكلام، حيث تناول الوظائف التي نهض بها علم الكلام في المجال المعرفي الإسلامي الّذي كان مؤسِّساً للكثير من المعطيات السياسيّة والاجتماعيّة والثقافيّة العامّة.

كتاب حاول فيه الباحث الإجابة على كثير من الأسئلة، منها: الضّرورة التي استدعت ظهور علم الكلام ومراحله واتجاهاته وخصائصه، والعوامل المؤثرة فيه، والحيّز الذي احتلّه في المحيط الاجتماعي والعلمي الّذي نشأ فيه، وعلاقة المتكلم بالمعرفة والدولة والمجتمع؟..

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية