إِنَّ العظيمَ يَعيشُ بَعْدَ مَماتِهِ

إِن العظيم يعيش بعد مماته

قصيدة نشرت في ديوان "لعينيك هذا الحبّ".

سَلْ ذَلِكَ التَّاريخَ عَنْ قادَاتِهِ * يُنْبِئْكَ ثَغْرُ الدَّهْرِ عَنْ سَادَاتِهِ
هُوَ سَيِّدٌ عَلَمٌ عَظيمٌ عَالِمٌ * حَضَنَ الهُدى بِصَلَاتِهِ وصِلاتِهِ
هُوَ آيةٌ مِنْ آلِ فَضْلِ اللهِ مِنْ * جَبَلٍ تَبَاهى الشَّرْقُ في آياتِهِ
عِطْرُ البيانِ مِن ابْتسامةِ ثَغْرِهِ * وأَريجُ زَهْرِ العِلْمِ مِنْ نَفَحَاتِهِ
حَمَلَ الرِّسَالَةَ للأَنامِ وقَدْ مَضَى * لِلْحقِّ مُنْطَلِقاً بِهَا مِنْ ذَاتِهِ
قَدْ زَيَّنَ الأَعلامَ في أَخْلاقِهِ * وَتَفَاخَرَ الإِسْلامُ في نَدَواتِهِ
في جَامعِ "الحَسَنَيْنِ" قَدْ شَاهَدْتُهُ * تُصْغي الأُلوفُ إِلى سَمَاعِ عِظَاتِهِ
فَكَأَنَّهُ نَجْمٌ يَشُعُّ تَأَلُّقاً * لِيُبَدِّدَ الظُّلُماتِ في مِشْكاتِهِ
هُوَ مَارِدٌ بَلَغَ العُلَى بتَوَاضعٍ * لا يَرْتَقي أَحَدٌ إِلى دَرَجَاتِهِ
قَدْ زَوَّدَ الأَجْيالَ بالشَّرعِ الَّذي * تَتَنَفَّسُّ الأَقْلامُ مِنْ قَنَوَاتِهِ
هَذي مَبَرَّاتٌ وتِلْكَ بَشائِرٌ * والبيِّنَاتُ خُلاصَةٌ لِحَياتِهِ
هُوَ لَيْسَ مَعْصوماً وكانَ إِذا خَطَا * تَتبارَكُ البَطْحَاءُ مِنْ خُطُوَاتِهِ
فَبِعِلْمِهِ وهُدُوئِهِ وَحُضُورِهِ * جَذَبَ العُقولَ إِلى مَدَارِ عَبَاتِهِ
هُوَ مَرْجِعٌ لِلْمُؤمنينَ ومُنْجِدٌ * يَتَزَوَّدُ العُلَماءُ مِنْ صَفَحاتِهِ
فَكَأَنَّما بَحْرُ العُلوم بِعَقْلِهِ * يَنْسَابُ أَنْواراً على وَجَنَاتِهِ
قَدْ خَيَّرَ الدُّنْيا مُحَيَّاهُ الَّذي * بالنُّورِ يُشْرِقُ مِنْ جَميعِ جِهَاتِهِ
فَكَأَنَّما رَبُّ السَّماءِ قَدِ ارْتَضَى * أَلَّا تَغيبَ الشَّمْسُ عَنْ جَلَسَاتِهِ
ماذا أَقُولُ بِهِ وَهَلْ أَنَا قَادِرٌ * أَنْ أبْلُغَ الأَبْعادَ مِنْ غَاياتِهِ
مَهْمَا تَجَلَّى الشِّعْرُ في أَوْصَافِهِ * لَمْ يَسْتَطِعْ تِبْيَانَ خُمْسِ صِفَاتِهِ
فالحَقُّ كلُّ الحقِّ في أَقْوَالِهِ * والصِّدْقَ كلُّ الصِّدْقِ في بَصَمَاتِهِ
قَدْ زَوَّدَ الأَجْيالَ بالعِلْم الَّذي * عَجِزَتْ ملوكُ الفِكْرِ عَنْ إِثْبَاتِهِ
وَأَقامَ دُوْرَ العِلْمِ لِلأَيْتامِ والــ * مُسْتَضْعَفِينَ بِصَبْرِهِ وَثَبَاتِهِ
حَتَّى غَدَا لبنانُ فيهِ مَنَارَةً * والفَجْرُ يَبْزُغُ مَعْ أَذَانِ صَلَاتِهِ
مَنْ مِثْلُهُ والطَّفُّ في وِجْدَانِهِ * يَتْلو الأَذَانَ على صَدَى نَغَمَاتِهِ
مَا كانَ بالرَّجُلِ الثَّرِيِّ وَرُغْم ذَا * تَلْقَاهُ لا تُحْصَى مَدَى ثَرَوَاتِهِ
ما كانَ بالرَّجُلِ الغنيِّ وَإِنَّمَا * كانَ الغِنَى يَنْسابُ مِنْ خَيْرَاتِهِ
كانَ الغَنيَّ بآلِ بيتِ مُحَمَّدٍ * فَهُمُ لَدَيْهِ جميعُ مُمْتَلَكَاتِهِ
قَدْ كَانَ حُبُّ المُرْتَضى في قَلْبِهِ * نُوراً يُعَلِّمُهُ جَميعَ لُغَاتِهِ
مَا كانَ وَقْتُ صَلَاتِهِ في يَوْمِهِ * إِلَّا لذيذَ العَيْشِ في أَوْقَاتِهِ
ما زَارَ يَوْماً أَرْضَ مَرْوى والصَّفا * إِلَّا وَهَزَّ الأَرْضَ في صَلَوَاتِهِ
صَلَّى وكَبَّرَ بالنُّجومِ جَمَاعَةً * فَصَحَا ضميرُ الأَرْضِ مِنْ غَفَوَاتِهِ
قَدْ كَانَ سَيْفاً لِلإِمامِ المُرْتَضى * فاخْتارَهُ الرَّحْمَنُ مِنْ آياتِهِ
كانَتْ مَنَابِرُهُ ثُرَيَّاتِ الفَضَا * ونُجومُ هذا الكَوْنِ بَعْضَ رُوَاتِهِ
*
بَكَتِ السَّماءُ عَلَيْهِ يومَ رَحيلِهِ * وَجَرَتْ دُموعُ الطَّفِّ فَوْقَ فُرَاتِهِ
سَيَظَلُّ كَنْزَاً لِلأَنامِ وَإِنْ قضى * فَالماسُ والياقوتُ دونَ رُفَاتِهِ
لا تَحْسَبِ العُظَماءَ إِنْ ماتوا انْتَهَوا * إِنَّ العظيمَ يَعيشُ بَعْدَ مَماتِهِ
 
سَلْ ذَلِكَ التَّاريخَ عَنْ قادَاتِهِ * يُنْبِئْكَ ثَغْرُ الدَّهْرِ عَنْ سَادَاتِهِ
هُوَ سَيِّدٌ عَلَمٌ عَظيمٌ عَالِمٌ * حَضَنَ الهُدى بِصَلَاتِهِ وصِلاتِهِ
هُوَ آيةٌ مِنْ آلِ فَضْلِ اللهِ مِنْ * جَبَلٍ تَبَاهى الشَّرْقُ في آياتِهِ
عِطْرُ البيانِ مِن ابْتسامةِ ثَغْرِهِ * وأَريجُ زَهْرِ العِلْمِ مِنْ نَفَحَاتِهِ
حَمَلَ الرِّسَالَةَ للأَنامِ وقَدْ مَضَى * لِلْحقِّ مُنْطَلِقاً بِهَا مِنْ ذَاتِهِ
قَدْ زَيَّنَ الأَعلامَ في أَخْلاقِهِ * وَتَفَاخَرَ الإِسْلامُ في نَدَواتِهِ
في جَامعِ "الحَسَنَيْنِ" قَدْ شَاهَدْتُهُ * تُصْغي الأُلوفُ إِلى سَمَاعِ عِظَاتِهِ
فَكَأَنَّهُ نَجْمٌ يَشُعُّ تَأَلُّقاً * لِيُبَدِّدَ الظُّلُماتِ في مِشْكاتِهِ
هُوَ مَارِدٌ بَلَغَ العُلَى بتَوَاضعٍ * لا يَرْتَقي أَحَدٌ إِلى دَرَجَاتِهِ
قَدْ زَوَّدَ الأَجْيالَ بالشَّرعِ الَّذي * تَتَنَفَّسُّ الأَقْلامُ مِنْ قَنَوَاتِهِ
هَذي مَبَرَّاتٌ وتِلْكَ بَشائِرٌ * والبيِّنَاتُ خُلاصَةٌ لِحَياتِهِ
هُوَ لَيْسَ مَعْصوماً وكانَ إِذا خَطَا * تَتبارَكُ البَطْحَاءُ مِنْ خُطُوَاتِهِ
فَبِعِلْمِهِ وهُدُوئِهِ وَحُضُورِهِ * جَذَبَ العُقولَ إِلى مَدَارِ عَبَاتِهِ
هُوَ مَرْجِعٌ لِلْمُؤمنينَ ومُنْجِدٌ * يَتَزَوَّدُ العُلَماءُ مِنْ صَفَحاتِهِ
فَكَأَنَّما بَحْرُ العُلوم بِعَقْلِهِ * يَنْسَابُ أَنْواراً على وَجَنَاتِهِ
قَدْ خَيَّرَ الدُّنْيا مُحَيَّاهُ الَّذي * بالنُّورِ يُشْرِقُ مِنْ جَميعِ جِهَاتِهِ
فَكَأَنَّما رَبُّ السَّماءِ قَدِ ارْتَضَى * أَلَّا تَغيبَ الشَّمْسُ عَنْ جَلَسَاتِهِ
ماذا أَقُولُ بِهِ وَهَلْ أَنَا قَادِرٌ * أَنْ أبْلُغَ الأَبْعادَ مِنْ غَاياتِهِ
مَهْمَا تَجَلَّى الشِّعْرُ في أَوْصَافِهِ * لَمْ يَسْتَطِعْ تِبْيَانَ خُمْسِ صِفَاتِهِ
فالحَقُّ كلُّ الحقِّ في أَقْوَالِهِ * والصِّدْقَ كلُّ الصِّدْقِ في بَصَمَاتِهِ
قَدْ زَوَّدَ الأَجْيالَ بالعِلْم الَّذي * عَجِزَتْ ملوكُ الفِكْرِ عَنْ إِثْبَاتِهِ
وَأَقامَ دُوْرَ العِلْمِ لِلأَيْتامِ والــ * مُسْتَضْعَفِينَ بِصَبْرِهِ وَثَبَاتِهِ
حَتَّى غَدَا لبنانُ فيهِ مَنَارَةً * والفَجْرُ يَبْزُغُ مَعْ أَذَانِ صَلَاتِهِ
مَنْ مِثْلُهُ والطَّفُّ في وِجْدَانِهِ * يَتْلو الأَذَانَ على صَدَى نَغَمَاتِهِ
مَا كانَ بالرَّجُلِ الثَّرِيِّ وَرُغْم ذَا * تَلْقَاهُ لا تُحْصَى مَدَى ثَرَوَاتِهِ
ما كانَ بالرَّجُلِ الغنيِّ وَإِنَّمَا * كانَ الغِنَى يَنْسابُ مِنْ خَيْرَاتِهِ
كانَ الغَنيَّ بآلِ بيتِ مُحَمَّدٍ * فَهُمُ لَدَيْهِ جميعُ مُمْتَلَكَاتِهِ
قَدْ كَانَ حُبُّ المُرْتَضى في قَلْبِهِ * نُوراً يُعَلِّمُهُ جَميعَ لُغَاتِهِ
مَا كانَ وَقْتُ صَلَاتِهِ في يَوْمِهِ * إِلَّا لذيذَ العَيْشِ في أَوْقَاتِهِ
ما زَارَ يَوْماً أَرْضَ مَرْوى والصَّفا * إِلَّا وَهَزَّ الأَرْضَ في صَلَوَاتِهِ
صَلَّى وكَبَّرَ بالنُّجومِ جَمَاعَةً * فَصَحَا ضميرُ الأَرْضِ مِنْ غَفَوَاتِهِ
قَدْ كَانَ سَيْفاً لِلإِمامِ المُرْتَضى * فاخْتارَهُ الرَّحْمَنُ مِنْ آياتِهِ
كانَتْ مَنَابِرُهُ ثُرَيَّاتِ الفَضَا * ونُجومُ هذا الكَوْنِ بَعْضَ رُوَاتِهِ
*
بَكَتِ السَّماءُ عَلَيْهِ يومَ رَحيلِهِ * وَجَرَتْ دُموعُ الطَّفِّ فَوْقَ فُرَاتِهِ
سَيَظَلُّ كَنْزَاً لِلأَنامِ وَإِنْ قضى * فَالماسُ والياقوتُ دونَ رُفَاتِهِ
لا تَحْسَبِ العُظَماءَ إِنْ ماتوا انْتَهَوا * إِنَّ العظيمَ يَعيشُ بَعْدَ مَماتِهِ
 
اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية