كتابات
23/07/2014

القدس في قلب السيّد(رض) وعقله

القدس في قلب السيّد(رض) وعقله

القدس قيمة دينيَّة كبيرة، ورمز للتَّسامح والتَّعايش، ورسالة تصدح بالحقّ، وتتجاوز لغة الزمان والمكان، لتتحوَّل إلى حاضرٍ مرتكز في الوجدان، يستنهض الهمم والمشاعر، ويستفزّ العقل على مدى صراع الحقّ والباطل.

وما دمنا نتحدَّث عن صراع الحقّ والباطل، فكلّ منّا عليه مسؤوليّة تجاه ذلك، من خلال موقفه وسلوكه في الحفاظ على هذا الرّمز في وجدانه وعقله، فما دامت المسألة كذلك، فإنّ القدس تختصر كلّ مسؤوليّة الإسلام في خطابه للمؤمنين الملتزمين المخلصين، لجهة تأصيل ثقافة الجهاد في النفوس والعقول، ولجهة أن يكون المرء على قدر المسؤوليّة في تعامله مع قضاياه العامّة الّتي تلامس كلّ مقدّس لديه يعيش في قلبه وفكره.

ولطالما كانت القدس بما تعني، الشّغل الشّاغل للعلماء المجاهدين، الّذين حملوا همّ الجهاد، وهمّ المسؤوليّة في توعية الأجيال، وربطها بتراثها وتاريخها ورموزها، الّتي تعني أصالتها وهويتها الحضاريّة والإنسانيّة والثقافيّة. ومن هؤلاء العلماء، المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض)، الَّذي كانت القدس حاضرةً على الدوام في قلبه وعقله، فعمل، وفي كلّ المواقف والمناسبات، على توعية الناس بما للقدس من شأن، وما تعنيه في قاموس الجهاد والشّرفاء.

فليست القدس مجرّد مكان عاديّ، بل هي رسالة بما تحمله من قيمة معنويَّة وحضاريَّة ودينيَّة وإنسانيَّة، تخصّ النّاس جميعاً، وتذوب عندها كلّ الفوارق والانتماءات، لتتحوّل المسألة إلى قضيّة حقّ لا لبس فيه، وهذا هو المعنى الّذي يجب أن نعيشه عندما نستحضر القدس. وبهذا الخصوص، يقول المرجع السيّد فضل الله(رض): "لا بدّ من أن نعيش القدس كرسالة وقضيّة وامتداد سياسيّ رساليّ في حياتنا، لنجعل كلّ خطواتنا السياسيّة منطلقة من خطّ الإسلام، بعيداً عن كلّ لفّ ودوران...

إنَّ قضيّة أن ننطلق من موقع الإسلام، ليست كما يثيره الطائفيّون المتعصّبون، بل كما يتحرّك به الرساليّون، عندما يُطرح الإسلام كفكر، وشريعة، ومنهج للحياة، وخطّ للسّير، عندما يطرح الإسلام ليفكّر فيه الناس، ويتحرّكوا من خلاله.. لهذا، كانت القدس، لا الأرض، ولا الوطن، ولا فلسطين، لأنّ الأرض هناك تأخذ معناها من القدس، ولأنّ الوطن يأخذ معناه من خلال الإنسان الذي يعيش فيه على أساس رسالة القدس، ولأنّ السياسة في حركتها، تتحرك من خلال خطّ القدس".

وما دام الأمر كذلك، فإنّ يوم القدس مناسبة تنفتح على الزّمن كلّه، بما يمثّله ذلك من الحقّ الذي لا يؤطّر بزمن مخصوص، يقول سماحته(رض): "القدس تريد أن تذكّرنا، تذكّرنا لنفكّر، تذكّرنا لتنفع الذّكرى، تهزّنا، تجعلنا ننطلق لنتوحّد بالقدس، ننطلق هنا وفي كلّ بلد إسلامي لنتظاهر، ونهتف، وننشئ النّدوات، ونطلق الأبحاث في كل المجالات، من أجل أن نشعر بأنَّ هناك شيئاً اسمه القدس. يوم القدس يجب أن يبقى ليتحرّك في حياتنا كلّها، ليكون الانطلاقة التي تشمل السَّنة كلّها".

هذا اليوم يضعنا أمام مسؤوليَّتنا في مسألة الجهاد، ودورنا في خطّ العمل من أجل نصرة الحقّ. وحول هذه النّقطة، يلفت سماحته(رض) إلى "أنَّ يوم القدس هو يوم الإسلام، لأنّه يثير فينا معنى الجهاد في الإسلام، ومعنى المسؤوليّة في الإسلام، ومعنى التّفكير العقلاني في الإسلام، ومعنى أن نتوحَّد في الإسلام. يوم القدس هو يوم إحياء الإسلام، لا الإسلام الفكر والمنهج والشّريعة، إنه لم يمت لنحييه، هو حيّ في كتاب الله، هو حيّ في سنَّة رسول الله، هو حيّ في كلّ هذا التاريخ الذي انطلق من مواقع الكتاب والسنّة.. ولكن يوم إحياء الإسلام في مستوى الواقع والحركة والوسيلة والهدف والإنسان..

عندما نفكّر في يوم القدس بهذه الطريقة، فلن يكون الاحتفال بيوم القدس عقدة، يعارضها من يعارضها، ويؤيدها من يؤيدها من موقع ما تعارفنا عليه من عقد".

وما دمنا في أجواء الاحتفال بهذا اليوم، فلا بدّ من أن نكرّس الذّكرى في النفوس والعقول، من خلال تعزيز واقعنا، ودراسة خطواتنا في مواجهة الباطل، يقول سماحته(رض): "ولهذا، فإذا أردنا أن نحتفل بيوم القدس، فعلينا أن لا يكون احتفالنا هو الخطوة الّتي لا قبل لها ولا بعد، لنعتبر أننا وفَّينا قسطنا للعلى، خطبنا كثيراً، وذهبنا إلى البيوت لننام نومة طويلة، وننتظر سنة جديدة، لنحتفل بيوم القدس من جديد.. إنَّ علينا أن نعمل لتكون هذه خطوة متقدّمة، لا أوّل خطوة متقدّمة انفعاليّة وارتجاليّة.. نحن ضدّ الانفعال والارتجال، لأننا مع الدّراسة والتّخطيط، نحن لا نتعامل مع الارتجال، بل مع كلّ النّاس الّذين يؤكّدون العقل والخطوات العاقلة المدروسة الّتي تحدّد هدفك، وتركّز خطواتك على أساس معطيات الواقع، لا على أساس أن تسقط أمام الأمر الواقع، بل على أساس أن تغيِّر الواقع من خلال أدواته". [كتاب: من أجل الإسلام، ص:55-60-67-77].

من خلال ما تقدّم، يتّضح ما كان يؤسّس له سماحة المرجع السيّد فضل الله(رض) من رؤية وخطاب لقضايا الأمّة الكبرى والمصيريّة، الّتي تبرز هويتها وأصالتها، وما ينبغي أن نتعاطى به تجاه تلك القضايا.

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .



القدس قيمة دينيَّة كبيرة، ورمز للتَّسامح والتَّعايش، ورسالة تصدح بالحقّ، وتتجاوز لغة الزمان والمكان، لتتحوَّل إلى حاضرٍ مرتكز في الوجدان، يستنهض الهمم والمشاعر، ويستفزّ العقل على مدى صراع الحقّ والباطل.

وما دمنا نتحدَّث عن صراع الحقّ والباطل، فكلّ منّا عليه مسؤوليّة تجاه ذلك، من خلال موقفه وسلوكه في الحفاظ على هذا الرّمز في وجدانه وعقله، فما دامت المسألة كذلك، فإنّ القدس تختصر كلّ مسؤوليّة الإسلام في خطابه للمؤمنين الملتزمين المخلصين، لجهة تأصيل ثقافة الجهاد في النفوس والعقول، ولجهة أن يكون المرء على قدر المسؤوليّة في تعامله مع قضاياه العامّة الّتي تلامس كلّ مقدّس لديه يعيش في قلبه وفكره.

ولطالما كانت القدس بما تعني، الشّغل الشّاغل للعلماء المجاهدين، الّذين حملوا همّ الجهاد، وهمّ المسؤوليّة في توعية الأجيال، وربطها بتراثها وتاريخها ورموزها، الّتي تعني أصالتها وهويتها الحضاريّة والإنسانيّة والثقافيّة. ومن هؤلاء العلماء، المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض)، الَّذي كانت القدس حاضرةً على الدوام في قلبه وعقله، فعمل، وفي كلّ المواقف والمناسبات، على توعية الناس بما للقدس من شأن، وما تعنيه في قاموس الجهاد والشّرفاء.

فليست القدس مجرّد مكان عاديّ، بل هي رسالة بما تحمله من قيمة معنويَّة وحضاريَّة ودينيَّة وإنسانيَّة، تخصّ النّاس جميعاً، وتذوب عندها كلّ الفوارق والانتماءات، لتتحوّل المسألة إلى قضيّة حقّ لا لبس فيه، وهذا هو المعنى الّذي يجب أن نعيشه عندما نستحضر القدس. وبهذا الخصوص، يقول المرجع السيّد فضل الله(رض): "لا بدّ من أن نعيش القدس كرسالة وقضيّة وامتداد سياسيّ رساليّ في حياتنا، لنجعل كلّ خطواتنا السياسيّة منطلقة من خطّ الإسلام، بعيداً عن كلّ لفّ ودوران...

إنَّ قضيّة أن ننطلق من موقع الإسلام، ليست كما يثيره الطائفيّون المتعصّبون، بل كما يتحرّك به الرساليّون، عندما يُطرح الإسلام كفكر، وشريعة، ومنهج للحياة، وخطّ للسّير، عندما يطرح الإسلام ليفكّر فيه الناس، ويتحرّكوا من خلاله.. لهذا، كانت القدس، لا الأرض، ولا الوطن، ولا فلسطين، لأنّ الأرض هناك تأخذ معناها من القدس، ولأنّ الوطن يأخذ معناه من خلال الإنسان الذي يعيش فيه على أساس رسالة القدس، ولأنّ السياسة في حركتها، تتحرك من خلال خطّ القدس".

وما دام الأمر كذلك، فإنّ يوم القدس مناسبة تنفتح على الزّمن كلّه، بما يمثّله ذلك من الحقّ الذي لا يؤطّر بزمن مخصوص، يقول سماحته(رض): "القدس تريد أن تذكّرنا، تذكّرنا لنفكّر، تذكّرنا لتنفع الذّكرى، تهزّنا، تجعلنا ننطلق لنتوحّد بالقدس، ننطلق هنا وفي كلّ بلد إسلامي لنتظاهر، ونهتف، وننشئ النّدوات، ونطلق الأبحاث في كل المجالات، من أجل أن نشعر بأنَّ هناك شيئاً اسمه القدس. يوم القدس يجب أن يبقى ليتحرّك في حياتنا كلّها، ليكون الانطلاقة التي تشمل السَّنة كلّها".

هذا اليوم يضعنا أمام مسؤوليَّتنا في مسألة الجهاد، ودورنا في خطّ العمل من أجل نصرة الحقّ. وحول هذه النّقطة، يلفت سماحته(رض) إلى "أنَّ يوم القدس هو يوم الإسلام، لأنّه يثير فينا معنى الجهاد في الإسلام، ومعنى المسؤوليّة في الإسلام، ومعنى التّفكير العقلاني في الإسلام، ومعنى أن نتوحَّد في الإسلام. يوم القدس هو يوم إحياء الإسلام، لا الإسلام الفكر والمنهج والشّريعة، إنه لم يمت لنحييه، هو حيّ في كتاب الله، هو حيّ في سنَّة رسول الله، هو حيّ في كلّ هذا التاريخ الذي انطلق من مواقع الكتاب والسنّة.. ولكن يوم إحياء الإسلام في مستوى الواقع والحركة والوسيلة والهدف والإنسان..

عندما نفكّر في يوم القدس بهذه الطريقة، فلن يكون الاحتفال بيوم القدس عقدة، يعارضها من يعارضها، ويؤيدها من يؤيدها من موقع ما تعارفنا عليه من عقد".

وما دمنا في أجواء الاحتفال بهذا اليوم، فلا بدّ من أن نكرّس الذّكرى في النفوس والعقول، من خلال تعزيز واقعنا، ودراسة خطواتنا في مواجهة الباطل، يقول سماحته(رض): "ولهذا، فإذا أردنا أن نحتفل بيوم القدس، فعلينا أن لا يكون احتفالنا هو الخطوة الّتي لا قبل لها ولا بعد، لنعتبر أننا وفَّينا قسطنا للعلى، خطبنا كثيراً، وذهبنا إلى البيوت لننام نومة طويلة، وننتظر سنة جديدة، لنحتفل بيوم القدس من جديد.. إنَّ علينا أن نعمل لتكون هذه خطوة متقدّمة، لا أوّل خطوة متقدّمة انفعاليّة وارتجاليّة.. نحن ضدّ الانفعال والارتجال، لأننا مع الدّراسة والتّخطيط، نحن لا نتعامل مع الارتجال، بل مع كلّ النّاس الّذين يؤكّدون العقل والخطوات العاقلة المدروسة الّتي تحدّد هدفك، وتركّز خطواتك على أساس معطيات الواقع، لا على أساس أن تسقط أمام الأمر الواقع، بل على أساس أن تغيِّر الواقع من خلال أدواته". [كتاب: من أجل الإسلام، ص:55-60-67-77].

من خلال ما تقدّم، يتّضح ما كان يؤسّس له سماحة المرجع السيّد فضل الله(رض) من رؤية وخطاب لقضايا الأمّة الكبرى والمصيريّة، الّتي تبرز هويتها وأصالتها، وما ينبغي أن نتعاطى به تجاه تلك القضايا.

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .


اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية