كتابات
07/08/2014

المرجع فضل الله: الألوهيّة حقيقةٌ حيّةٌ متحركة

المرجع فضل الله: الألوهيّة حقيقةٌ حيّةٌ متحركة

العلاقة بالله تعالى هي من أجمل العلاقات التي تقوم بين المخلوق والخالق، وبوجه خاص، عندما تكون هذه العلاقة صادقة وصافية وشفّافة، يعيش فيها المرء أجواء الروح، وأجواء العقل الهادئة المتّزنة التي تبرز أصالة هويته الإنسانية، وتعزّز من حضوره في هذا الوجود، ليكون الإنسان المتحرِّك في خطّ الله تعالى، يتلقّى نِعَمهُ وآلاءه كلّ حين، ويتفاعل مع خالقه وسيّده، دون أن يحتاج إلى توسّط من أحد بينه وبين الله تعالى، الذي منحه العقل فيما يفكر، والقلب والإحساس فيما يتحرك، وجعل منه إنساناً مفكّراً حراً، صاحب اختيار وإرادة، يناقش بكلّ صراحة وجرأة كل شيء، حتى يكون إيمانه وإخلاصه متحركاً حيوياً، بعيداً عن الشكليات الخاوية والممارسات الطقوسية الفارغة.

وهذا سماحة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض)، يلفت إلى معنى الألوهيّة في جوانبها المتعدّدة الحضور، فيقول: "أنا دائماً أقول إنّ علاقتنا بالله ليست علاقة رسمية، هي علاقة العبد بسيّده، علاقة المخلوق بخالقه، ونحن لا نحتاج إلى أحد يتوسَّط بيننا وبين الله".

ويتابع عن معنى الألوهيّة بالقول: "يمتزج معنى الألوهيّة في ما تعنيه الكلمة، بمعنى التربية، فهو الإله الّذي يخلق الخلق، ولكن لا ليتركهم في الفراغ، بل ليراهم، فيربي لهم إحساسهم من خلال الأجهزة التي أودعها في داخل كيانهم، ومن خلال الأشياء التي خلقها لهم مما يتوقف عليه نموّ أجسادهم، ومما يربي لهم عقولهم، من خلال العناصر الدقيقة الخفيّة التي أقام عليها كيانهم الفكري، ومن خلال الوسائل الحسيّة التي حرّكها، لتُموِّن جهاز العقل في وجودهم، ليُبدع ما يشاء الله له من النتاج الفكري، ويربي لهم حياتهم الروحيّة والعمليّة بالرسالات التي تمثّل أعلى درجات السموّ والإبداع".

وإنَّ من حقّ الله علينا، أن نوظِّف كلّ حواسّنا وإمكاناتنا التي وهبنا إيّاها، في أن نعيش الإخلاص له والحبّ، وأن نحرّك ذلك حركةً وإنتاجاً في عقولنا، وأن نحرك ذلك أيضاً في حركة مشاعرنا وقلوبنا، فلا تنبض إلا بالحبّ والخير والسلام، ولنحوِّل الحياة من حولنا إلى مساحة نجسّد فيها حقيقة التزامنا بالألوهيّة العمليّة التي تنتج الإنسان الحي والفاعل في كلّ لحظة من اللحظات، وبذلك، ينمو الإنسان على المستويات كافّة، ليصبح ارتباطه بالله مستمراً ومؤثراً في الزمن كلّه وفي حركة الوجود كلّه.

يقول سماحته(رض): "إنّ الألوهيّة في المفهوم الإسلامي تمثّل حقيقة حيّة متحركة في علاقة الخالق بالمخلوق، كما هي علاقة المخلوق بالخالق، ليبقى الإنسان والخلق وكلّ مفردات الوجود في تطلّع دائم، وفي انتظار يومي، لكلّ العطاء الإلهي في استمرار الوجود، ما يجعل من عملية النمو عملية مستمرة مع الزمن كله، في حركة الوجود كلّه".

وللأسف، قد يوجد بعض النماذج التي لا تعيش معنى الألوهيّة في حياتها، وبالتالي، تنحرف عن المسار الطبيعي في سلوكيّاتها وتوجّهاتها، ولا تستحضر الله إلا في مناسبات أو عند مواقف معيّنة، وبطريقة طقوسيّة فارغة لا تحرِّك عقلها ومشاعرها، وهذه مشكلة كبيرة وخطيرة يمكن أن يتعرّض لها الإنسان، وتؤدّي به إلى الخسران المبين.

يضيف سماحته(رض): "لعلّ مشكلتنا أن دور الله عندنا هو دور وظيفي رسمي، فالله تعالى لا يعيش إشراقة في عقولنا، بحيث نحرّك عقولنا تحت رعايته تعالى، لتسير في الخطّ المستقيم.. الله لا يعيش في قلوبنا ليشرق عليها كي تستقيم عواطفنا، فلا تنحرف لنحبّ عدواً لله، ولنبغض وليّاً لله، والله لا يعيش في بيوتنا وفي نوادينا وساحاتنا، بل هناك الشيطان يفترس العقل والقلب والحياة في كثير من الحالات". [كتاب الكلام السيّد، ص 80، 81].

لنربح ذواتنا ودنيانا وآخرتنا، علينا أن نعيش الارتباط بالله تعالى كما ينبغي أن يكون، ليتحوّل وجودنا كله إلى حركة عقل ومشاعر تغني الحياة والإنسان، وتقوّي المسيرة الإنسانيّة في حاضرها ومستقبلها، وترفع من مستوى إنتاجها ووعيها، وهذا من أبرز مصاديق الألوهيّة.

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .



العلاقة بالله تعالى هي من أجمل العلاقات التي تقوم بين المخلوق والخالق، وبوجه خاص، عندما تكون هذه العلاقة صادقة وصافية وشفّافة، يعيش فيها المرء أجواء الروح، وأجواء العقل الهادئة المتّزنة التي تبرز أصالة هويته الإنسانية، وتعزّز من حضوره في هذا الوجود، ليكون الإنسان المتحرِّك في خطّ الله تعالى، يتلقّى نِعَمهُ وآلاءه كلّ حين، ويتفاعل مع خالقه وسيّده، دون أن يحتاج إلى توسّط من أحد بينه وبين الله تعالى، الذي منحه العقل فيما يفكر، والقلب والإحساس فيما يتحرك، وجعل منه إنساناً مفكّراً حراً، صاحب اختيار وإرادة، يناقش بكلّ صراحة وجرأة كل شيء، حتى يكون إيمانه وإخلاصه متحركاً حيوياً، بعيداً عن الشكليات الخاوية والممارسات الطقوسية الفارغة.

وهذا سماحة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض)، يلفت إلى معنى الألوهيّة في جوانبها المتعدّدة الحضور، فيقول: "أنا دائماً أقول إنّ علاقتنا بالله ليست علاقة رسمية، هي علاقة العبد بسيّده، علاقة المخلوق بخالقه، ونحن لا نحتاج إلى أحد يتوسَّط بيننا وبين الله".

ويتابع عن معنى الألوهيّة بالقول: "يمتزج معنى الألوهيّة في ما تعنيه الكلمة، بمعنى التربية، فهو الإله الّذي يخلق الخلق، ولكن لا ليتركهم في الفراغ، بل ليراهم، فيربي لهم إحساسهم من خلال الأجهزة التي أودعها في داخل كيانهم، ومن خلال الأشياء التي خلقها لهم مما يتوقف عليه نموّ أجسادهم، ومما يربي لهم عقولهم، من خلال العناصر الدقيقة الخفيّة التي أقام عليها كيانهم الفكري، ومن خلال الوسائل الحسيّة التي حرّكها، لتُموِّن جهاز العقل في وجودهم، ليُبدع ما يشاء الله له من النتاج الفكري، ويربي لهم حياتهم الروحيّة والعمليّة بالرسالات التي تمثّل أعلى درجات السموّ والإبداع".

وإنَّ من حقّ الله علينا، أن نوظِّف كلّ حواسّنا وإمكاناتنا التي وهبنا إيّاها، في أن نعيش الإخلاص له والحبّ، وأن نحرّك ذلك حركةً وإنتاجاً في عقولنا، وأن نحرك ذلك أيضاً في حركة مشاعرنا وقلوبنا، فلا تنبض إلا بالحبّ والخير والسلام، ولنحوِّل الحياة من حولنا إلى مساحة نجسّد فيها حقيقة التزامنا بالألوهيّة العمليّة التي تنتج الإنسان الحي والفاعل في كلّ لحظة من اللحظات، وبذلك، ينمو الإنسان على المستويات كافّة، ليصبح ارتباطه بالله مستمراً ومؤثراً في الزمن كلّه وفي حركة الوجود كلّه.

يقول سماحته(رض): "إنّ الألوهيّة في المفهوم الإسلامي تمثّل حقيقة حيّة متحركة في علاقة الخالق بالمخلوق، كما هي علاقة المخلوق بالخالق، ليبقى الإنسان والخلق وكلّ مفردات الوجود في تطلّع دائم، وفي انتظار يومي، لكلّ العطاء الإلهي في استمرار الوجود، ما يجعل من عملية النمو عملية مستمرة مع الزمن كله، في حركة الوجود كلّه".

وللأسف، قد يوجد بعض النماذج التي لا تعيش معنى الألوهيّة في حياتها، وبالتالي، تنحرف عن المسار الطبيعي في سلوكيّاتها وتوجّهاتها، ولا تستحضر الله إلا في مناسبات أو عند مواقف معيّنة، وبطريقة طقوسيّة فارغة لا تحرِّك عقلها ومشاعرها، وهذه مشكلة كبيرة وخطيرة يمكن أن يتعرّض لها الإنسان، وتؤدّي به إلى الخسران المبين.

يضيف سماحته(رض): "لعلّ مشكلتنا أن دور الله عندنا هو دور وظيفي رسمي، فالله تعالى لا يعيش إشراقة في عقولنا، بحيث نحرّك عقولنا تحت رعايته تعالى، لتسير في الخطّ المستقيم.. الله لا يعيش في قلوبنا ليشرق عليها كي تستقيم عواطفنا، فلا تنحرف لنحبّ عدواً لله، ولنبغض وليّاً لله، والله لا يعيش في بيوتنا وفي نوادينا وساحاتنا، بل هناك الشيطان يفترس العقل والقلب والحياة في كثير من الحالات". [كتاب الكلام السيّد، ص 80، 81].

لنربح ذواتنا ودنيانا وآخرتنا، علينا أن نعيش الارتباط بالله تعالى كما ينبغي أن يكون، ليتحوّل وجودنا كله إلى حركة عقل ومشاعر تغني الحياة والإنسان، وتقوّي المسيرة الإنسانيّة في حاضرها ومستقبلها، وترفع من مستوى إنتاجها ووعيها، وهذا من أبرز مصاديق الألوهيّة.

إن الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبِّر بالضرورة عن رأي الموقع ، وإنما عن رأي صاحبه .


اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية