كتابات
16/09/2014

السيّد فضل الله(رض): ليكن الحجّ حجّ الوعي لا التقليد

السيّد فضل الله(رض): ليكن الحجّ حجّ الوعي لا التقليد


أيام قلائل تفصلنا عن موسم عبادة الحج؛ هذا الموسم الذي يتّسع لكل الحياة ومعانيها الأصيلة، التي يتحرك فيها الإنسان الملتزم، ليزرع كلّ خير ورحمة وعطاء وإبداع وعلمٍ ينتفع به النّاس، وكلّ خُلُقٍ كريم يزرع الأمن والسّلامة في كلّ الساحات، وهو ما ينعكس استقراراً وتوازناً.
والحجُّ بكلّ طقوسه وإيحاءاته، عبارة عن دورة تربويّة وروحيّة تدعو الإنسان إلى الاستفادة منها بما يربي روحه، ويقوّي إرادته، ويرفع من مستوى وعيه لمفاهيمه وحياته، حتى يعود إلى أهله وبلده إنساناً آخر؛ إنساناً منفتحاً على النّاس والحياة، من خلال انفتاحه العميق والواعي على الله تعالى، إنساناً تتحرّك الأخلاق في قوله وفعله وسلوكه، فيعيش لذلك التقوى والخير، عندما يطلق الكلمات والمواقف، فلا يقول إلا خيراً، ولا يقول إلا ما يصلح أو يقرِّب بين النّاس، ويهدّئ النفوس والقلوب، ويقلع الغلّ والأحقاد، ويسلك بأفعاله طريق الحرمة والمحبّة، فلا يعمل عملاً إلا ولله فيه رضى، فالله تعالى يريد منّا أن نتغير دوماً نحو الأفضل، بما يبرز أصالتنا وصفاء مشاعرنا ونظافة عقولنا، وألا نكون عباده التقليديّين، بمعنى الّذين لا يفهمون ما يقومون به من أعمالٍ عباديّة، بل الواعين لمقاصدها تماماً في إصلاحها المستمرّ لروح الإنسان وعقله، بما يرفع من حضوره وقيمه، ويدفع بدوره الحضاريّ والإنسانيّ إلى الأمام.
الإنسان الّذي يطلب الحجّ، هو طالبٌ للتّغيير في حياته العمليّة مع زوجته وأهله وجيرانه ومحيطه العامّ، بأن يغيِّر من طباعه، فلا يكون قلبه وعقله ولسانه مرتعاً للشيطان، بل يكون الإنسان المخلص لربّه، والمتحمّل لكلّ مسؤوليّاته.
وحول قصّة الحجّ، وما يريده الله تعالى للإنسان من إصلاح أوضاعه، يقول سماحة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض): "تلك هي قصّة الحجّ من ناحية فرديّة فيما يريد الله للإنسان الفرد أن يتغيّر، بشرط أن يكون حجّه حجّاً واعياً، لا حجّاً تقليديّاً أعمى خالياً من كلّ معنى وروح.
وقد ورد في بعض أحاديث أهل البيت(ع): "لا يعبأ الله بمن أمّ هذا البيت، إذا لم يكن فيه خصال ثلاث: ورعٌ يحجزه عن معاصي الله، وحلمٌ يردّ به جهل الجاهل، وخلقٌ يداري به النّاس".
ويتابع سماحته: "من رجع من الحجّ وهو لحاله، لم يتغيّر، إذا جاءه الحرام ركض إليه، ويمتنع عن الحرام إذا لم يستطع ارتكابه، ويبقى ضيِّق الصّدر، لا يطيق كلمة تصدر عن زوجته أو جاره أو عمن حوله، ويفتقر إلى مرونة يسع بها النّاس.. في هذه الحالة، الله تعالى لا يعتني ولا يجازي مثل هذا الحجّ، إنّه يقول له: إنّك جئت الحجّ ورجعت كما كنت، وليست لي حاجة بالحاجّ الذي لا يعطيه الحجُّ ورعاً وأخلاقاً وسِعَة صدر، يعيش بها مع النّاس ويداريهم. لهذا، على الذين يعيشون مع زوجاتهم أو جيرانهم أو عمّالهم أو موظّفيهم، كأسوأ ما يعيشه الزّوج أو الجار أو ربُّ العمل، هؤلاء عليهم أن يعيدوا النّظر في حجّهم، فحجّهم ليس بشيء.. فالحجّ ليس جسداً، إنه روح وخُلُق وسلوك وهدف.. فالحجيج ليسوا هم الّذين يطلقون أصواتهم كثيراً، إنهم الّذين يفكّرون في مسؤولياتهم، ويركزون حياتهم على خطّ الله أكثر...". [كتاب: من أجل الإسلام، ص 244-245]. 
يدعونا سماحته(رض) إلى أن نكون ممن يعبدون الله تعالى، ويمارسون ما أوجبه عليهم من عبادات بكلّ وعي وحكمة ومسوؤليّة وإخلاص وانفتاح، وأن يكون الحجّ مناسبة لكي نقبل على الله تعالى بكلّ همّة ونيّة بتغيير الحال نحو الأفضل، بما يتوافق مع أصالة ديننا وقيمنا، وبما يتناسب مع وظيفتنا ودورنا في إغناء الحياة، وصنع حاضرٍ ومستقبل خالٍ من المشاكل والتوتّرات والأزمات.


أيام قلائل تفصلنا عن موسم عبادة الحج؛ هذا الموسم الذي يتّسع لكل الحياة ومعانيها الأصيلة، التي يتحرك فيها الإنسان الملتزم، ليزرع كلّ خير ورحمة وعطاء وإبداع وعلمٍ ينتفع به النّاس، وكلّ خُلُقٍ كريم يزرع الأمن والسّلامة في كلّ الساحات، وهو ما ينعكس استقراراً وتوازناً.
والحجُّ بكلّ طقوسه وإيحاءاته، عبارة عن دورة تربويّة وروحيّة تدعو الإنسان إلى الاستفادة منها بما يربي روحه، ويقوّي إرادته، ويرفع من مستوى وعيه لمفاهيمه وحياته، حتى يعود إلى أهله وبلده إنساناً آخر؛ إنساناً منفتحاً على النّاس والحياة، من خلال انفتاحه العميق والواعي على الله تعالى، إنساناً تتحرّك الأخلاق في قوله وفعله وسلوكه، فيعيش لذلك التقوى والخير، عندما يطلق الكلمات والمواقف، فلا يقول إلا خيراً، ولا يقول إلا ما يصلح أو يقرِّب بين النّاس، ويهدّئ النفوس والقلوب، ويقلع الغلّ والأحقاد، ويسلك بأفعاله طريق الحرمة والمحبّة، فلا يعمل عملاً إلا ولله فيه رضى، فالله تعالى يريد منّا أن نتغير دوماً نحو الأفضل، بما يبرز أصالتنا وصفاء مشاعرنا ونظافة عقولنا، وألا نكون عباده التقليديّين، بمعنى الّذين لا يفهمون ما يقومون به من أعمالٍ عباديّة، بل الواعين لمقاصدها تماماً في إصلاحها المستمرّ لروح الإنسان وعقله، بما يرفع من حضوره وقيمه، ويدفع بدوره الحضاريّ والإنسانيّ إلى الأمام.
الإنسان الّذي يطلب الحجّ، هو طالبٌ للتّغيير في حياته العمليّة مع زوجته وأهله وجيرانه ومحيطه العامّ، بأن يغيِّر من طباعه، فلا يكون قلبه وعقله ولسانه مرتعاً للشيطان، بل يكون الإنسان المخلص لربّه، والمتحمّل لكلّ مسؤوليّاته.
وحول قصّة الحجّ، وما يريده الله تعالى للإنسان من إصلاح أوضاعه، يقول سماحة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض): "تلك هي قصّة الحجّ من ناحية فرديّة فيما يريد الله للإنسان الفرد أن يتغيّر، بشرط أن يكون حجّه حجّاً واعياً، لا حجّاً تقليديّاً أعمى خالياً من كلّ معنى وروح.
وقد ورد في بعض أحاديث أهل البيت(ع): "لا يعبأ الله بمن أمّ هذا البيت، إذا لم يكن فيه خصال ثلاث: ورعٌ يحجزه عن معاصي الله، وحلمٌ يردّ به جهل الجاهل، وخلقٌ يداري به النّاس".
ويتابع سماحته: "من رجع من الحجّ وهو لحاله، لم يتغيّر، إذا جاءه الحرام ركض إليه، ويمتنع عن الحرام إذا لم يستطع ارتكابه، ويبقى ضيِّق الصّدر، لا يطيق كلمة تصدر عن زوجته أو جاره أو عمن حوله، ويفتقر إلى مرونة يسع بها النّاس.. في هذه الحالة، الله تعالى لا يعتني ولا يجازي مثل هذا الحجّ، إنّه يقول له: إنّك جئت الحجّ ورجعت كما كنت، وليست لي حاجة بالحاجّ الذي لا يعطيه الحجُّ ورعاً وأخلاقاً وسِعَة صدر، يعيش بها مع النّاس ويداريهم. لهذا، على الذين يعيشون مع زوجاتهم أو جيرانهم أو عمّالهم أو موظّفيهم، كأسوأ ما يعيشه الزّوج أو الجار أو ربُّ العمل، هؤلاء عليهم أن يعيدوا النّظر في حجّهم، فحجّهم ليس بشيء.. فالحجّ ليس جسداً، إنه روح وخُلُق وسلوك وهدف.. فالحجيج ليسوا هم الّذين يطلقون أصواتهم كثيراً، إنهم الّذين يفكّرون في مسؤولياتهم، ويركزون حياتهم على خطّ الله أكثر...". [كتاب: من أجل الإسلام، ص 244-245]. 
يدعونا سماحته(رض) إلى أن نكون ممن يعبدون الله تعالى، ويمارسون ما أوجبه عليهم من عبادات بكلّ وعي وحكمة ومسوؤليّة وإخلاص وانفتاح، وأن يكون الحجّ مناسبة لكي نقبل على الله تعالى بكلّ همّة ونيّة بتغيير الحال نحو الأفضل، بما يتوافق مع أصالة ديننا وقيمنا، وبما يتناسب مع وظيفتنا ودورنا في إغناء الحياة، وصنع حاضرٍ ومستقبل خالٍ من المشاكل والتوتّرات والأزمات.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية