في نداءٍ له إلى أبناء فلسطين المحتلّة تضامناً مع الانتفاضة
المرجع فضل الله: تابعوا مسيرة الجهاد.. والنّتيجة ستكون الحرّيّة
تضامناً مع الانتفاضة الإسلاميّة الرائدة في الأرض المحتلّة، وجّه سماحة آية الله السيد محمد حسين فضل الله، إلى أهلنا في الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة نداءً عبر إذاعة "القدس"، دعاهم فيه إلى مواصلة انتفاضتهم، وعدم الوقوع في الخدعة الأميركيّة، أو الاستماع إلى شولتز وغيره، وهنا نصّ النّداء:
"السّلام عليكم يا أهلنا الَّذين كنا ننتظركم كما كان ينتظركم كلّ مسلم في العالم، من أجل أن تعبِّروا عن إرادتكم الحيّة في أن تكونوا أحراراً بكلّ ما تنطلق فيه الرّسالات السّماويّة، وفي مقدّمها الإسلام، في أن تتحرك الحرية في نفس الإنسان المسلم كهبةٍ من الله سبحانه وتعالى، لا يملك أيّ شخصٍ أن يعبث بها، أو أن يهملها، أو يتنازل عنها.
كنا ننتظركم حتى تتحركوا كما هي الحركة الواعية الواعدة التي تنطلق من خلال المسجد لتتحرك على أساس أن تحوّل كلّ كلماتنا في الصّلاة واقعاً، هذه الصّلاة التي أرادوا أن يخدّرونا بمفرداتها ليحبسونا في أجوائها التي أرادوها مغلقة، فتحوّلت من خلال الوعي الإسلاميّ إلى كلمات ثوريّة، يشعر فيها الإنسان وهو بين يدي الله، بأنَّ الله يوحي في عمق ابتهالاته وفي عمق ركوعه وسجوده، بأنّ عليه أن يثور.
أن تقول "الله أكبر"، يعني الكلمة الَّتي تتحوّل إلى حركيّة روحيّة وجدانيّة في عمق الوعي الإنساني، لتقول للإنسان إنَّ الله وحده هو الأكبر الّذي يجب أن تخافه وتحبّه، وكلّ من عدا الله فهو مثلك: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ}[1]، إذا كانوا يملكون القوّة، فأنت تملك قوّة مماثلة، وإذا كنت تعيش بعض مواقع الضّعف، فهم يعيشون بعض مواقع الضّعف.
انطلق من أنَّ الله هو الأكبر، وأنَّ الله هو الأعلى، وأنَّ الله هو العظيم، وخطّط من خلال هذه الروح لتضرب مواقع ضعفهم بمواقع قوّتك، ولتعتبر أنَّك عندما تتحرك على أساس أنك عبد الله، فإنَّ عبوديّتك لله تعني أنَّك حرّ أمام العالم كلّه.
نتقوَّى بكم
من خلال ذلك يا أهلنا، يا أحبابنا، يا أطفالنا، يا نساءنا، يا شيوخنا، يا شبابنا، يا كلّ هؤلاء الطيّبين، نستلهم كلّ إيحاءات الحجارة في أيديكم، نستلهم ونستوحي كلّ معاني الغضب الّذي تخوّفون به الأعداء من خلال عيونكم، نستلهم ونستوحي كلّ الكلمات الحيّة الطيّبة الثوريّة عندما تنطلق من شفاهكم.
كنّا ننتظركم ووجدناكم في قلب السّاحة، ووجدناكم في قلب المعاناة، أرادوا من المعاناة أن تزرع الضّعف في شخصيَّتكم، وأرادوا من القهر أن يزرع السقوط في مواقعكم، وأرادوا من كل هذه اللعبة السّياسيّة الّتي خدّروا بها الأمّة زمناً طويلاً، أن يخدِّروكم، ولكنّ الأصالة التي انطلقتم من خلالها لتعبّروا عن وجودكم تحركت، وتحوَّلت المخيَّمات التي أرادوها مظهراً للذلّ، ومظهراً للتشرّد، ومظهراً لكلّ ألوان البؤس، إلى مواقع للحريّة، وإلى ثورة واعدة لا تزال جنينيّةً في حركتها الكبيرة، ولكنّها تنطلق لتكون انتفاضةً تعطي التجربة الحيّة، لتأخذ الدروس من خلالها في سبيل أن يكون الهجوم الكبير والثورة الكبيرة.
انطلاق الرّوح الجديدة
إنّنا هنا نراقب كلّ هذه المواقف الرائعة في شوارع غزّة والخليل ونابلس والقدس، وكلّ قرى الضفّة وغيرها، وأخواننا أيضاً في داخل الأرض الّتي احتلّها الإسرائيليّون منذ الـ1948. إننا نلاحظ أنَّ هناك روحاً جديدة قد تحركت، وأنَّ هناك إسلاماً جديداً لا يختزن الطائفيّة في معناه، ولكنه ينفتح على كلّ الناس، ليقول حتى للمسيحيّين، إنَّ الاسم يختزن كلّ قيمكم، وإنَّ قيم الحرية الّتي يحملها الإسلام، هي نفسها قيم الحرية التي يحملها السيد المسيح(ع) في رسالته، وإنَّ معنى المحبّة أن لا تتحرّك من خلال أن تنحني للذين يزرعون الحقد في الحياة، بل أن تقتلع الحقد من الواقع، حتى تكون المحبّة للشعوب، من أجل أن تتحرّك حريّة الشعوب في أجواء المحبّة التي تعطي الحياة للآخرين، على أساس أن تكون المحبّة والرحمة معنيين متحركين في المسألة السّياسيّة، كما تتحركان في المسألة الإنسانيّة، لتكون الأرض الّتي ننطلق فيها أرضاً يحبّ فيها الإنسان أخاه الإنسان، على أساس أنه يحبّ حريّته، ويحبّ عزّته، ويحبّ له ما يحبّ لنفسه.. لقد انطلقتم هذه الانطلاقة الّتي أرعبت الجندي الإسرائيلي وعقَّدته وأربكته، وخلقت له حالة نفسيّة مريرة تدفعه إلى المصحّات.
أكملوا تعقيد هؤلاء المغرورين أو المغرَّر بهم، اندفعوا إليهم، أثيروا العقدة فيهم، استثيروا مشاعرهم الّتي تجعلهم يدركون أنّهم مجرمون ومنحطّون وهمجيّون. إنَّ المعركة بيننا وبين العدوّ، هي معركة أن نرهبه أو يرهبنا، أن نخوِّفه أو يخوّفنا، إنَّ الموقف القويّ الّذي تتحرَّك فيه الحجارة لتواجه الدبّابة، هو موقفٌ يبعث الرّعب في قلوب هؤلاء، لأنهم يتصوَّرون أنَّ الإنسان قد تحوَّل إلى طاقةٍ هائلة، وتحاول أن تواجه بهذه الرّوح القويّة كلَّ ما أنتجه المستكبرون من آلات الدَّمار.
لا بدَّ من أن تبدأ الحرب الحارّة
وإذا كانت الدبَّابة تقتل الإنسان، فإنَّ الَّذي يتحرَّك ويتحرَّك، سوف يستطيع أن يقتل الدبّابة وصاحبها في نهاية المطاف، المهمّ أن ندرس، وأن نخطِّط، وأن ندخل الحرب النفسيَّة لنواجهها بحربٍ نفسيّة أخرى، وأن ندخل الحرب الحارّة بوسائلنا الصَّغيرة الآن، لنربك روحيَّة العالم الّذي صنع إسرائيل، ولنثير العقدة فيه، ولنستطيع أوّلاً أن نزيل الصّورة التي حاولت إسرائيل أن تركّزها من أنّها الموقع المتقدِّم للحضارة في هذه المنطقة، ثم بعد ذلك، لا بدَّ من أن تبدأ الحرب الحارّة، لا بدَّ من أن تتحركوا من خلال أن تتسلَّحوا، من خلال أن تعملوا أن تأخذوا السِّلاح منهم؛ أن تهزموهم، تغتالوهم، تلاحقوهم بكلّ طريقة، ثم تحاولوا أن تحصلوا عليه (السّلاح) بوسائلكم الخاصّة.
إنَّ مسألة إسرائيل هي من المسائل الّتي تتحرَّك في المنطقة كمعادلةٍ دوليّةٍ تنطلق فيها الدّول الكبرى لتقنع النَّادي السياسيّ العربيّ بأنها تمثّل الحقيقة السياسيّة الموضوعيّة التي لا يمكن التنكّر لها. إنّكم وحدكم تستطيعون أن تسقطوا هذه المعادلة، أو أن تهزّوها، أو أن تخلقوا فيها ثغرات، لأنَّ القضيَّة أنَّ المسألة السياسيَّة، فيما هي المبادرات الدوليَّة، أو فيما هو المؤتمر الدّولي، بحسب اختلاف طروحاته، أو ما إلى ذلك، لن تستطيع أن تحقّق لكم أيّ شيء.
لا تصدّقوا شولتز
إنَّ هناك خطّة لأن يتحرّك العدوّ كما يصرّح الآن، ليفرض الشّكل الرسميّ لاحتلاله، لتتحوّل الضّفة الغربيّة وغزّة إلى جزء من إسرائيل كما يسمّونها، ونحن عندما نواجه السياسة الأميركيّة في هذا المجال، فإنّنا نجد أنّها تعمل على أساس أن تدعم إسرائيل بكلّ ما عندها من طاقة ومن قوّة، في سبيل الوصول إلى هذا الهدف، ولهذا، فإنّها لا تحرّك ساكناً في مواجهة إسرائيل.
لقد أرادت الولايات المتحدة الأميركيّة أن ترسل إليكم وإلى المنطقة وزير خارجيَّتها ليحمل "أفكاراً"، ولكن إيّاكم أن تصدّقوا هذه الأفكار، وإيّاكم حتى أن تناقشوا هذه الأفكار، ارفضوها، لأنَّها الخدعة الأميركيّة الألف أو الأكثر من الألف، الّتي تحاول أن تسوّق آلامنا في ساحات انتخاباتها، من أجل أن تحصل على مزيدٍ من الأصوات اليهوديّة، إنهم لم يأتوا ليعطوكم أفكاراً تحلّ مشكلة حريّتكم، ولكنّهم يحملون أفكاراً تحلّ المشكلة الإسرائيليّة، لأنهم شعروا بأنّ إسرائيل وقعت في مأزقٍ كبير استطاع أن يربك وضعها الداخليّ من جهة، وأن يشوِّه صورتها السّياسيّة أو الحضاريّة أمام العالم من جهةٍ ثانية، وأن يعقّد الموقف الأميركيّ في دائرة الأوضاع العربيّة من جهةٍ ثالثة.
ولهذا، فإنَّ أفكار شولتز تتحرَّك من أجل أن تحلَّ المشكلة الأميركيّة السياسيّة في السّاحة العربيّة، وأن تحلّ المشكلة الإسرائيليّة في السّاحة الإسرائيليّة والسّاحة الدوليّة، أمّا حلّ المشكلة العربيّة أو الإسلاميّة في الساحة الفلسطينيّة، فإنَّ هذا أمرٌ لا يرد لدى أميركا.
عندما يطلق عليكم الجنود الإسرائيليّون الرّصاص، أو عندما يحركون الدبّابات، فاعلموا أنَّ الرصاص أميركي، وأنّ الدبّابات دبّاباتٌ أميركيّة، ولهذا، فإنَّ عليكم أن لا تتحركوا نحو أيّ أملٍ يأتي من أميركا، لأنّ أميركا تريد مصلحة إسرائيل أوّلاً وثانياً وثالثاً، حتى الألف.
إنَّنا نعتقد أنَّ حركة المسألة السياسيَّة لا يمكن أن تكون قوّةً إلا من خلال المسائل الجهاديّة. أنتم القاعدة، أنتم الأصل، أنتم النظريّة والتطبيق، لا تلتفتوا إلى نظريات الآخرين لتطبّقوها على ساحتكم، ادرسوا ساحتكم بوعيكم، وطبِّقوا نظرية الجهاد على أساس أنها منطلقة من وعيكم، ومن واقعكم، ومن معاناتكم، ومن تجربتكم.
نتضامن معكم
أيّها الأخوة، إنّنا لن نقول لكم كلاماً استعراضيّاً انفعاليّاً بأنّنا معكم، بل إنّنا نعمل هنا في لبنان، في خطّنا الإسلاميّ المنفتح على الحياة كلّها، والمنفتح على الواقع كلّه، الذي يدعو غير الإسلاميّين إلى التكامل في جبهة المستضعفين في الأرض، لنواجه المستكبرين بموقفٍ واحد.
إنّنا هنا نعمل على أن نتكامل معكم، سنحاول أن نكثِّف عمليّاتنا في جبل عامل ضدّ العدوّ وعملائه، لنخلق له مشكلةً كما تخلقون له مشكلة، لأننا نتصوّر أنَّ المسألة الفلسطينيّة لن تحلّ في أروقة الأمم المتحدة، ولن تحلَّ في المؤتمر الدولي، بل لا بدَّ من أن تحلّ في ساحات الجهاد، وما أخذ بالقوّة، لا بدَّ من أن يُسترجَع بالقوّة. لقد قال اليهود قبل مئة سنة: زحفاً زحفاً نحو القدس، ووصلوا إلى القدس، ونحن كمسلمين في كلِّ ساحاتنا، نعمل على أن نقول زحفاً زحفاً نحو القدس؛ قدسنا الّتي نملكها من خلال وعينا لرسالتها، ووعينا لأفقها، واحترامنا لكلِّ الأديان الّتي تتجمَّع حولها.
إنَّنا نريد أن نعبِّئ العالم الإسلاميَّ من أجل أن يقف صفّاً واحداً بعيداً عن كلّ المبادرات في مواجهة إسرائيل، نحن معكم نتحرَّك على أساس أن يظلَّ الجهاد منطلقاً في كلِّ مواقعه، ليست مسألتنا مسألة سنة أو سنتين، ولكنّها مسألة جيل أو أجيال، لأنَّ القضيَّة تمثّل عمقاً في المعادلة الدوليّة، ونحن نريد أن نسقط المعادلة الدوليّة. لا يخدعنَّكم أحدٌ من كلّ هؤلاء السياسيّين الّذين يزورونكم في المخيّمات أو في المستشفيات ليتصدَّقوا عليكم بتصريحٍ هنا وكلمةٍ هناك، وليعطوا إسرائيل مواقف بكلّ ما يملكون من مواقف، لا تلتفتوا إليهم، ليسوا هم الثّقة، ليسوا هم الأمل، تعاملوا معهم على أساس أن تعقِّدوا مواقفهم، وأن تثيروا في أنفسهم العقدة من تأييد إسرائيل، وأن تأخذوا منهم المواقف الّتي يمكن أن تضعف إسرائيل، ولكن اعتمدوا على الله، واعتمدوا على أنفسكم.
لا يهوِّلنكُم أحد بالنّاس الَّذين يتجمّعون ضدّكم، اقرأوا هذه الآية جيداً: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللهِ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ * إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}[2].
تابعوا المسيرة
من يخوِّفكم، فهو يحمل منطق الشَّيطان، ومن يشجّعكُم، فهو يحمل منطق الله، لن تخسروا إلا قيودكم، لن تخسروا إلا المهانة الَّتي يريدون أن يفرضوها عليكم. أيّها الأبطال، أيّها المجاهدون، أيّها المسلمون العاملون في خطِّ الجهاد.. إنّنا هنا معكم، مع كلّ هذه التطلّعات، والمسلمون كلّهم معكم، والأحرار كلّهم معكم، لقد أخذتم قوَّة من المجاهدين، وانطلقتم لتعطوا القوّة للمجاهدين؛ هذا التّفاعل بين مواقع الجهاد هنا ومواقع الجهاد هناك، هو نفسه التّفاعل بين مواقع الصَّلاة هنا والصَّلاة هناك.
قالوا إنَّ الجهاد مرتبط بجهادٍ آخر.. إننا نقول إنَّ المسلمين في كلّ مكان يفهمون الجهاد كما يفهمون الصَّلاة، وكما يفهمون الصَّوم، ليس الجهاد منظَّمة، ولكن الجهاد روحٌ وعمقٌ وحركيّة تنطلق من الإيمان بالله.
تابعوا المسيرة، وإن كانت تكلِّف كثيراً، لكنّ النّتائج هي أنَّ الحريَّة الّتي تتحقّق في إرادتكم وفي مواقعكم، سوف تكون الثَّمن الكبير لكلِّ هذه الدّماء الغالية، ولكلِّ هذه المعاناة القاسية، ولكلِّ هذه المواقف الصَّعبة، المسألة هي أنَّ الله يناديكم: {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ}[3]، والله يؤكِّد لكم: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}[4]، "إنّ الله عزَّ وجلّ فوّض إلى المؤمن أموره كلّها، ولم يفوّض إليه أن يذلّ نفسه"[5].
الحريَّة رسالتنا، العزّة حركتنا، الجهاد أسلوبنا في العمل، ولا شيء غيره، وعندما نحرّك السياسة، فإنّنا نريد أن نحركها من مواقعنا في السَّاحة، لا من خلال أحلامنا في أروقة الأمم المتّحدة، أو في ساحات الواقع السّياسيّ في العالم.
لا تستمعوا إلى أصوات "التعقّل"، أو أصوات "الاعتدال"، لأنَّ هذه الأصوات تريد أن تسقط مسيرتكم باسم الاعتدال وباسم التعقّل. إنَّ العقل؛ العقل الكبير، هو أن تحرك كلّ ما عندك في سبيل أن تسقط كلَّ الضّغوط الّتي تريد أن تفرض نفسها على حريّتك. ليس عقلاً هذا الّذي يتحدّثون عنه عندما يتحدّثون عن الاستسلام للضغوط الأميركيَّة أو غير الأميركيَّة، ولكنَّ العقل هو أن نقف قوّةً في الأرض تمدّ يدها إلى القوى الأخرى، من موقع القوَّة لا من موقع الضَّعف..
نصركم الله.. حماكم الله.. حفظكم الله.. أيَّدكم الله.. كلّ قلوبنا تنبض وتتحرّك وتنفتح لكلِّ هذا الجهاد الكبير..
{وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}[6].. والسَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته".
* النِّداء الَّذي بثَّته إذاعة القدس، نشر في جريدة العهد في: 26 - 2-1988م.
[1] [الأعراف: 194].
[2] [آل عمران: 173 ـ 175].
[3] [الحجّ: 78].
[4] [المنافقون: 8].
[5] الكافي، الشيخ الكليني، ج 5، ص 63.
[6] [التّوبة: 105].