ألقى سماحة العلامة المرجع السيِّد محمد حسين فضل الله(رض)، كلمةً في احتفال خطابي نظّمته لجنة مسجد الصَّفاء في العامليّة، لمناسبة ذكرى ولادة رسول الله(ص)، و"أسبوع الوحدة الإسلاميَّة"، أكَّد فيها أنَّ الإسلام حركة حياة، مهاجماً الَّذين يحاولون أن يحصروا الإسلام في زاوية مسجدٍ لأهداف سياسيَّة طائفيَّة ومذهبيَّة، والَّذين يتاجرون بالإسلام لخدمة أنظمة وملوك وأمراء، وهم بعيدون عن الإسلام، معتبراً أنَّ ذلك زيف وكذب.
وقال: "كلّ من يريد أن ينطق بالإسلام، نقول له إنَّ الإسلام ليس نسباً أو قوميّة أو مدنيّة، فهو عقيدة وشريعة من خلال كتاب الله، فإذا ابتعدنا عنه لا يكون هناك إسلام".
وأكمل: "نحن لا نتحدَّث بلغة السّياسة، لكنّنا نريد أن نقول إنَّ للكلمة مضموناً ومعنى، فلا تجعلوها طبولاً جوفاء، فالبعض يستخدم الإسلام كطبلٍ يدقّ عليه ليجمع المسلمين، فإذا جاؤوا لا يجدون شيئاً من المضمون، فهؤلاء وأولئك يجمعون المسلمين على الصَّدى، ويحكمون بالأحقاد، ويثيرونها بين المسلمين. فالأنظمة الّتي لا تملك إسلاماً؛ تملك حرتقات التاريخ وأحقاده، لتبعثها وتجمع النّاس باسم الأحقاد".
وأضاف سماحته: "في لبنان، أرادوا أن يثيروا الجوّ، فاختاروا في بيروت إثارة السنّة بالحقد، وإثارة الشّيعة بالحقد، فهم يتحدّثون عن الحساسيّات والجغرافيا، ويقولون هذه منطقة شيعيّة وتلك سنيّة، وهذا شارع سنيّ وذاك شيعيّ، لتحريك الحساسيّات، ولكن من يقول للسنّة والشّيعة إنّكم تلتقون في الإسلام والرّسول والقرآن، فإذا اختلفتم في شيء، عودوا إلى حكم الله والقرآن؟ هذا الكلام مرفوض من قبلهم، لأنّه يلغي اللّعبة السياسيّة الطائفيّة، ولأنّهم لا يريدون أن ينطلق المسلمون من موقع واحد لمواجهة الواقع في لبنان والمنطقة والعالم".
وقال: "هناك لبنانيّون يقولون أن لا فائدة من المقاومة الإسلاميَّة، لأنها لا تستطيع أن تخرج إسرائيل، فنقول لهم بكلِّ محبّة: لماذا لم تستعملوا الدبلوماسيَّة مع الفلسطينيّين حين قلتم إنّكم تريدون الحريَّة؟ فمتى استطاع شعب أن يربح قضيَّة من الدبلوماسيّة؟! فحتى الدبلوماسيّة تحتاج إلى قاعدةٍ من القوّة ترعاها، ولكن هم يفكّرون في إسرائيل الحليف والصّديق، ويعرفون أنَّ ذلك سقوط تحت أقدام إسرائيل، وإلا ما معنى حرب الجبل والتخوّف من معركة إقليم الخرّوب؟ فهم يخافون أن تلعب إسرائيل لعبتها لتهجير المسيحيّين في الإقليم، مثلما هجِّروا من الجبل، إذا رفعت إسرائيل الغطاء.
فلنتَّفق في لبنان على الحريّة، لنتّفق على مقاومة إسرائيل جميعاً، عندها نقول مقاومة لبنانيّة ووطنيّة، وليست هناك مشكلة حول الإسلام، لكن للأسف، يبدو أنَّ مفهوم الحريّة يختلف عندهم عندما يتعلّق الأمر بإسرائيل".
وتابع سماحته: "من يفرض عليك العنف، لا تستطيع أن تقابله إلا بالعنف، ونقول للّذين يتحدّثون عن "إرهاب" الإسلام وعنفه: لماذا تتحدَّثون عن الظّاهرة ولا تتحدّثون عن أسبابها وخلفيّاتها، فتأتون بأنظمة قمعيّة تقهر شعوبها، ثم تأتون بإسرائيل وتعطونها كلّ أسباب الدّعم الماليّ والحربيّ لتضرب شعوب المنطقة جميعاً، وتطلبون من الشّعوب أن تكون مهذَّبة ومعتدلة؟! فالإسلام يعتمد العنف في مواجهة العنف، ولكن نعلن هنا أنَّ أسلوب خطف النّاس، وخطف الطائرات، هو أسلوب غير إسلاميّ، ولو برّره البعض".
كما تطرّق سماحته إلى التّهديدات الأميركيّة بضرب الإرهاب، فقال: "... إنّ القضيَّة في الشّرق الإسلاميّ ليست قضيّة نظامٍ يلغي العنف بإسقاطه، أو قضيّة حزبٍ أو حركة أو منظَّمة. القضيّة هي هذا الشّعب الّذي يعرف أنَّ أميركا تريد إذلاله عبر إسرائيل وغيرها، وإذا ضُربَ موقع أو مكان، ستنطلق آلاف المواقع والأمكنة، ولن تستطيع أية قيادة أن تضبط السَّاحة، لأنَّ الشعب المتألم سيصرخ، وإذا أردتم للعنف أن ينتهي، أزيلوا أسبابه، فالظّلم والقوّة الغاشمة يولّدان العنف، ومهما صنعتم من أنظمة لن تفيدكم، ففكّروا بسلام الإنسان لا بسلام الاستعمار، وسلام العدالة والحريّة، وعندها لا مشكلة عندنا، فنحن لا نشعر بعداء للغرب والشَّرق وشعوبهما، وإنما لنا موقف من الحاكم فيهما بسبب أعماله".
[العهد: 26/ 12/ 1983]

ألقى سماحة العلامة المرجع السيِّد محمد حسين فضل الله(رض)، كلمةً في احتفال خطابي نظّمته لجنة مسجد الصَّفاء في العامليّة، لمناسبة ذكرى ولادة رسول الله(ص)، و"أسبوع الوحدة الإسلاميَّة"، أكَّد فيها أنَّ الإسلام حركة حياة، مهاجماً الَّذين يحاولون أن يحصروا الإسلام في زاوية مسجدٍ لأهداف سياسيَّة طائفيَّة ومذهبيَّة، والَّذين يتاجرون بالإسلام لخدمة أنظمة وملوك وأمراء، وهم بعيدون عن الإسلام، معتبراً أنَّ ذلك زيف وكذب.
وقال: "كلّ من يريد أن ينطق بالإسلام، نقول له إنَّ الإسلام ليس نسباً أو قوميّة أو مدنيّة، فهو عقيدة وشريعة من خلال كتاب الله، فإذا ابتعدنا عنه لا يكون هناك إسلام".
وأكمل: "نحن لا نتحدَّث بلغة السّياسة، لكنّنا نريد أن نقول إنَّ للكلمة مضموناً ومعنى، فلا تجعلوها طبولاً جوفاء، فالبعض يستخدم الإسلام كطبلٍ يدقّ عليه ليجمع المسلمين، فإذا جاؤوا لا يجدون شيئاً من المضمون، فهؤلاء وأولئك يجمعون المسلمين على الصَّدى، ويحكمون بالأحقاد، ويثيرونها بين المسلمين. فالأنظمة الّتي لا تملك إسلاماً؛ تملك حرتقات التاريخ وأحقاده، لتبعثها وتجمع النّاس باسم الأحقاد".
وأضاف سماحته: "في لبنان، أرادوا أن يثيروا الجوّ، فاختاروا في بيروت إثارة السنّة بالحقد، وإثارة الشّيعة بالحقد، فهم يتحدّثون عن الحساسيّات والجغرافيا، ويقولون هذه منطقة شيعيّة وتلك سنيّة، وهذا شارع سنيّ وذاك شيعيّ، لتحريك الحساسيّات، ولكن من يقول للسنّة والشّيعة إنّكم تلتقون في الإسلام والرّسول والقرآن، فإذا اختلفتم في شيء، عودوا إلى حكم الله والقرآن؟ هذا الكلام مرفوض من قبلهم، لأنّه يلغي اللّعبة السياسيّة الطائفيّة، ولأنّهم لا يريدون أن ينطلق المسلمون من موقع واحد لمواجهة الواقع في لبنان والمنطقة والعالم".
وقال: "هناك لبنانيّون يقولون أن لا فائدة من المقاومة الإسلاميَّة، لأنها لا تستطيع أن تخرج إسرائيل، فنقول لهم بكلِّ محبّة: لماذا لم تستعملوا الدبلوماسيَّة مع الفلسطينيّين حين قلتم إنّكم تريدون الحريَّة؟ فمتى استطاع شعب أن يربح قضيَّة من الدبلوماسيّة؟! فحتى الدبلوماسيّة تحتاج إلى قاعدةٍ من القوّة ترعاها، ولكن هم يفكّرون في إسرائيل الحليف والصّديق، ويعرفون أنَّ ذلك سقوط تحت أقدام إسرائيل، وإلا ما معنى حرب الجبل والتخوّف من معركة إقليم الخرّوب؟ فهم يخافون أن تلعب إسرائيل لعبتها لتهجير المسيحيّين في الإقليم، مثلما هجِّروا من الجبل، إذا رفعت إسرائيل الغطاء.
فلنتَّفق في لبنان على الحريّة، لنتّفق على مقاومة إسرائيل جميعاً، عندها نقول مقاومة لبنانيّة ووطنيّة، وليست هناك مشكلة حول الإسلام، لكن للأسف، يبدو أنَّ مفهوم الحريّة يختلف عندهم عندما يتعلّق الأمر بإسرائيل".
وتابع سماحته: "من يفرض عليك العنف، لا تستطيع أن تقابله إلا بالعنف، ونقول للّذين يتحدّثون عن "إرهاب" الإسلام وعنفه: لماذا تتحدَّثون عن الظّاهرة ولا تتحدّثون عن أسبابها وخلفيّاتها، فتأتون بأنظمة قمعيّة تقهر شعوبها، ثم تأتون بإسرائيل وتعطونها كلّ أسباب الدّعم الماليّ والحربيّ لتضرب شعوب المنطقة جميعاً، وتطلبون من الشّعوب أن تكون مهذَّبة ومعتدلة؟! فالإسلام يعتمد العنف في مواجهة العنف، ولكن نعلن هنا أنَّ أسلوب خطف النّاس، وخطف الطائرات، هو أسلوب غير إسلاميّ، ولو برّره البعض".
كما تطرّق سماحته إلى التّهديدات الأميركيّة بضرب الإرهاب، فقال: "... إنّ القضيَّة في الشّرق الإسلاميّ ليست قضيّة نظامٍ يلغي العنف بإسقاطه، أو قضيّة حزبٍ أو حركة أو منظَّمة. القضيّة هي هذا الشّعب الّذي يعرف أنَّ أميركا تريد إذلاله عبر إسرائيل وغيرها، وإذا ضُربَ موقع أو مكان، ستنطلق آلاف المواقع والأمكنة، ولن تستطيع أية قيادة أن تضبط السَّاحة، لأنَّ الشعب المتألم سيصرخ، وإذا أردتم للعنف أن ينتهي، أزيلوا أسبابه، فالظّلم والقوّة الغاشمة يولّدان العنف، ومهما صنعتم من أنظمة لن تفيدكم، ففكّروا بسلام الإنسان لا بسلام الاستعمار، وسلام العدالة والحريّة، وعندها لا مشكلة عندنا، فنحن لا نشعر بعداء للغرب والشَّرق وشعوبهما، وإنما لنا موقف من الحاكم فيهما بسبب أعماله".
[العهد: 26/ 12/ 1983]