كتابات
24/03/2016

الله تعالى وحده هو الكافي والمُعزّ

الله تعالى وحده هو الكافي والمُعزّ

ونتابع في رحاب أدعية الإمام زين العابدين(ع) في الصَّحيفة السَّجاديَّة، حيث التّوجُّه الصّادق إلى الله، والتّعرّف إلى ما في هذه الأدعية من دروس تربويّة وأخلاقيّة وروحيّة لنا. يقول الإمام السّجّاد(ع): "... اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَقِنَا مِنْكَ، وَاحْفَظْنَا بِكَ، وَاهْدِنَا إلَيْكَ، وَلاَ تُبَاعِدْنَا عَنْكَ، إنَّ مَنْ تَقِهِ يَسْلَمْ، وَمَنْ تَهْدِهِ يَعْلَمْ، وَمَنْ تُقَرِّبُهُ إلَيْكَ يَغْنَمْ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَاكْفِنَا حَدَّ نَوائِبِ الزَّمَانِ، وَشَرَّ مَصَائِدِ الشّيطانِ، وَمَرَارَةَ صَوْلَةِ السُّلْطَانِ، اللَّهُمَّ إنَّما يَكْتَفِي الْمُكْتَفُونَ بِفَضْـل قُوَّتِكَ. فَصَلِّ عَلَى محَمَّد وَآلِهِ وَاكْفِنَا، وَإنَّمَا يُعْطِي الْمُعْطُونَ مِنْ فَضْلِ جِدَتِكَ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَأعْطِنَا، وَإنّمَا يَهْتَدِي الْمُهْتَدُونَ بِنُورِ وَجْهِكَ، فَصَلِّ عَلَى محمَّد وَآلِهِ وَاهْدِنَا. اللَّهُمَّ إنّكَ مَنْ وَالَيْتَ لَمْ يَضْرُرْهُ خِذْلانُ الْخَاذِلِينَ، وَمَنْ أعْطَيْتَ لَمْ يَنْقُصْهُ مَنْـعُ الْمَانِعِينَ، وَمَنْ هَدَيْتَ لَمْ يُغْوِهِ إضْلاَلُ المُضِلِّيْنَ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَامْنَعْنَا بِعِزّكَ مِنْ عِبَادِكَ، وَأغْنِنَا عَنْ غَيْرِكَ بِإرْفَادِكَ، وَاسْلُكْ بِنَا سَبِيلَ الْحَقِّ بِـإرْشَادِكَ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِـهِ، وَاجْعَلْ سَلاَمَةَ قُلُوبِنَا فِي ذِكْرِ عَظَمَتِكَ، وَفَرَاغَ أبْدَانِنَا فِي شُكْرِ نِعْمَتِكَ، وَانْطِلاَقَ أَلْسِنَتِنَا فِي وَصْفِ مِنَّتِكَ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَاجْعَلْنَا مِنْ دُعَاتِكَ الدّاعِينَ إلَيْكَ، وَهُدَاتِكَ الدَّالّينَ عَلَيْكَ، وَمِنْ خَاصَّتِكَ الْخَاصِّينَ لَدَيْكَ، يَا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ".

في هذا الدّعاء الشامل، يتوجّه الإمام(ع) إلى الله تعالى بأن يمنع عنّا غضبه وسخطه، ويحفظنا برعايته الدّائمة، وينعم علينا بهدايته لنا إلى سبل الرّشاد والفلاح، وألا يبعدنا عن مواقع رحمته وقربه ورضوانه ومحبّته، لأنَّ مواطن قربه فيها كلّ العزّة والكرامة وعلوّ الدرجات، وأن يقينا مصائب الزمان وبلاءه، وكيد الشَّيطان ووساوسه التي تنحرف بنا إلى غضب الله.

والله تعالى هو الكافل والكافي لعباده من كلِّ شيء يحتاجونه، بقدرته وفضله وعطفه ورحمته، حيث يقصده المحتاجون، ويتوسَّل إليه المتوسّلون، وهو النّاصر لنا والمعين، مهما تخاذل المتخاذلون وتآمر المتآمرون، وحاول المضلّون إضلالنا، فهو الهادي لنا إلى سواء السَّبيل، وهو المعزّ لعباده بما وهبهم إيّاهم من نعمة العقل والشّعور، وما دامت قلوبنا وعقولنا ومشاعرنا متعلّقة بالله، وسائرة في خطِّ رضوانه، فإننا في نعمةٍ دائمة ورحمةٍ متواصلة في الدنيا والآخرة.

وفي تعليقه على هذا الدّعاء، يقول العلامة المرجع السيّد محمّد حسين فضل الله(رض): "... وهذا الدّعاء يشتمل على العناوين المتنوّعة الّتي تجمع في داخلها كلَّ تطلّعات الإنسان إلى الله تعالى فيما يريده منه لنفسه ولأهل ولايته، من توفيقه لكلّ الأعمال التي تجعله أثيراً لديه، مقبولاً عنده، فلا يرغب إلى أحدٍ من خلال عطاء الله، ومن الأمن من وحشة النّاس القاطعين له، فلا يعيش الوحشة من أيّ إنسان في أنسه بالله وصلته به، ومن تدبير الله له، بما يسهّل أموره لدى الناس بدلاً من تدبير أمور النّاس المتّصلة به ضدّه، في ما يسهّل أوضاعهم لديه، ويعقِّد أوضاعه عندهم، ومن تيسير الغلبة له على الآخرين، لا تيسيرها لهم عليه، ومن الوقاية من عذابه، والحفظ برحمته، والهداية بهدايته، ومن تقريبه إليه، باعتبار أنّ ذلك هو سبيل السّلامة والغنيمة، ومن الكفاية من نوائب الزّمان في قسوتها وحدّتها، ومن مصائد الشّيطان في شروره ومكائده ووساوسه.. فالله هو الكافي.. وهو المعزّ.. إنّه الربّ الذي تهفو القلوب إليه، وتجثو العقول لديه، فلننطلق من موقع إحساسنا بالعبوديّة له، والمسؤوليَّة عن الحياة المشرقة أمامه، لندعو إليه كلَّ الغافلين عن ذكره، البعيدين عن معرفته".[كتاب "آفاق الروح"، ج 1، ص 116، 117].

فلنربِّ أنفسنا على أن نكون ممّن أنعم الله عليهم بالهداية والكفاية والمنع من الوقوع في حبائل الشَّيطان، ولنحفظ حياتنا من السّقوط، ونؤكّد حضورنا أمام الله تعالى في ساحة العمل.

*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

ونتابع في رحاب أدعية الإمام زين العابدين(ع) في الصَّحيفة السَّجاديَّة، حيث التّوجُّه الصّادق إلى الله، والتّعرّف إلى ما في هذه الأدعية من دروس تربويّة وأخلاقيّة وروحيّة لنا. يقول الإمام السّجّاد(ع): "... اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَقِنَا مِنْكَ، وَاحْفَظْنَا بِكَ، وَاهْدِنَا إلَيْكَ، وَلاَ تُبَاعِدْنَا عَنْكَ، إنَّ مَنْ تَقِهِ يَسْلَمْ، وَمَنْ تَهْدِهِ يَعْلَمْ، وَمَنْ تُقَرِّبُهُ إلَيْكَ يَغْنَمْ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَاكْفِنَا حَدَّ نَوائِبِ الزَّمَانِ، وَشَرَّ مَصَائِدِ الشّيطانِ، وَمَرَارَةَ صَوْلَةِ السُّلْطَانِ، اللَّهُمَّ إنَّما يَكْتَفِي الْمُكْتَفُونَ بِفَضْـل قُوَّتِكَ. فَصَلِّ عَلَى محَمَّد وَآلِهِ وَاكْفِنَا، وَإنَّمَا يُعْطِي الْمُعْطُونَ مِنْ فَضْلِ جِدَتِكَ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَأعْطِنَا، وَإنّمَا يَهْتَدِي الْمُهْتَدُونَ بِنُورِ وَجْهِكَ، فَصَلِّ عَلَى محمَّد وَآلِهِ وَاهْدِنَا. اللَّهُمَّ إنّكَ مَنْ وَالَيْتَ لَمْ يَضْرُرْهُ خِذْلانُ الْخَاذِلِينَ، وَمَنْ أعْطَيْتَ لَمْ يَنْقُصْهُ مَنْـعُ الْمَانِعِينَ، وَمَنْ هَدَيْتَ لَمْ يُغْوِهِ إضْلاَلُ المُضِلِّيْنَ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَامْنَعْنَا بِعِزّكَ مِنْ عِبَادِكَ، وَأغْنِنَا عَنْ غَيْرِكَ بِإرْفَادِكَ، وَاسْلُكْ بِنَا سَبِيلَ الْحَقِّ بِـإرْشَادِكَ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِـهِ، وَاجْعَلْ سَلاَمَةَ قُلُوبِنَا فِي ذِكْرِ عَظَمَتِكَ، وَفَرَاغَ أبْدَانِنَا فِي شُكْرِ نِعْمَتِكَ، وَانْطِلاَقَ أَلْسِنَتِنَا فِي وَصْفِ مِنَّتِكَ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَاجْعَلْنَا مِنْ دُعَاتِكَ الدّاعِينَ إلَيْكَ، وَهُدَاتِكَ الدَّالّينَ عَلَيْكَ، وَمِنْ خَاصَّتِكَ الْخَاصِّينَ لَدَيْكَ، يَا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ".

في هذا الدّعاء الشامل، يتوجّه الإمام(ع) إلى الله تعالى بأن يمنع عنّا غضبه وسخطه، ويحفظنا برعايته الدّائمة، وينعم علينا بهدايته لنا إلى سبل الرّشاد والفلاح، وألا يبعدنا عن مواقع رحمته وقربه ورضوانه ومحبّته، لأنَّ مواطن قربه فيها كلّ العزّة والكرامة وعلوّ الدرجات، وأن يقينا مصائب الزمان وبلاءه، وكيد الشَّيطان ووساوسه التي تنحرف بنا إلى غضب الله.

والله تعالى هو الكافل والكافي لعباده من كلِّ شيء يحتاجونه، بقدرته وفضله وعطفه ورحمته، حيث يقصده المحتاجون، ويتوسَّل إليه المتوسّلون، وهو النّاصر لنا والمعين، مهما تخاذل المتخاذلون وتآمر المتآمرون، وحاول المضلّون إضلالنا، فهو الهادي لنا إلى سواء السَّبيل، وهو المعزّ لعباده بما وهبهم إيّاهم من نعمة العقل والشّعور، وما دامت قلوبنا وعقولنا ومشاعرنا متعلّقة بالله، وسائرة في خطِّ رضوانه، فإننا في نعمةٍ دائمة ورحمةٍ متواصلة في الدنيا والآخرة.

وفي تعليقه على هذا الدّعاء، يقول العلامة المرجع السيّد محمّد حسين فضل الله(رض): "... وهذا الدّعاء يشتمل على العناوين المتنوّعة الّتي تجمع في داخلها كلَّ تطلّعات الإنسان إلى الله تعالى فيما يريده منه لنفسه ولأهل ولايته، من توفيقه لكلّ الأعمال التي تجعله أثيراً لديه، مقبولاً عنده، فلا يرغب إلى أحدٍ من خلال عطاء الله، ومن الأمن من وحشة النّاس القاطعين له، فلا يعيش الوحشة من أيّ إنسان في أنسه بالله وصلته به، ومن تدبير الله له، بما يسهّل أموره لدى الناس بدلاً من تدبير أمور النّاس المتّصلة به ضدّه، في ما يسهّل أوضاعهم لديه، ويعقِّد أوضاعه عندهم، ومن تيسير الغلبة له على الآخرين، لا تيسيرها لهم عليه، ومن الوقاية من عذابه، والحفظ برحمته، والهداية بهدايته، ومن تقريبه إليه، باعتبار أنّ ذلك هو سبيل السّلامة والغنيمة، ومن الكفاية من نوائب الزّمان في قسوتها وحدّتها، ومن مصائد الشّيطان في شروره ومكائده ووساوسه.. فالله هو الكافي.. وهو المعزّ.. إنّه الربّ الذي تهفو القلوب إليه، وتجثو العقول لديه، فلننطلق من موقع إحساسنا بالعبوديّة له، والمسؤوليَّة عن الحياة المشرقة أمامه، لندعو إليه كلَّ الغافلين عن ذكره، البعيدين عن معرفته".[كتاب "آفاق الروح"، ج 1، ص 116، 117].

فلنربِّ أنفسنا على أن نكون ممّن أنعم الله عليهم بالهداية والكفاية والمنع من الوقوع في حبائل الشَّيطان، ولنحفظ حياتنا من السّقوط، ونؤكّد حضورنا أمام الله تعالى في ساحة العمل.

*إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية