كتابات
22/03/2016

لا أنساب عند الله تعالى

لا أنساب عند الله تعالى

إنَّ الإسلام واضح وصريح لجهة التّأكيد أن لا فرق بين النّاس بالنّسب والجاه والمركز والنّفوذ أمام الله تعالى. ولكنَّ هناك نظرةً خاطئة عند البعض، وهي أنَّ السَّادة الأشراف الّذين ينتسبون إلى الرّسول محمَّد(ص)، لهم حسابهم الخاصّ عند الله تعالى، وكأنّهم أناس مميَّزون أو مختلفون عن غيرهم في أمورٍ متعدِّدة، وهو ما لا أساس واقعيّاً له، لأنَّ النّسب الشّريف يفرض على صاحبه أن يكون شريفاً وملتزماً كغيره بحدود الله تعالى، والنَّسب لا يقرِّب الإنسان أو يبعده من الله، إنما يتحدَّد ذلك بمقدار عمله ونوعه.

فهذا أبو لهب، وهو عمُّ النبيّ(ص)، لم ينفعه نسبه ولا صلته بالرَّسول(ص)، بل كان من أكثر النّاس عداءً للرّسالة الإسلاميَّة، ولقد توعَّده الله سبحانه بأشدِّ العذاب. من هنا، علينا ألا نميِّز ين نسب فلانٍ ونسب فلان، فكلّها اعتبارات لا وزن لها عند الله، فمن يتَّقِ الله فقط، ويتورَّع عن محارمه، ويلتزم حدوده، يصبح كريماً عنده وعزيزاً.

إنَّ العمل الصَّالح هو المقياس عند ربِّ العالمين، وإنَّ التَّقوى هي ميزان الكرامة عنده تعالى، يوم لا ظلّ إلا ظلّه، وقد ذكر سبحانه في كتابه العزيز: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ}[الحجرات: 13].

وحساب السّادة ممّن ينتسبون إلى الرّسول(ص) وبني هاشم، هو ذاته حساب النّاس جميعاً، فلا يوجد دور ولا تأثير للقرابة من الرّسول(ص) في حساب الله تعالى وعدله ورحمته.

وقد سُئِل العلامة المرجع السيّد محمّد حسين فضل الله(ص): "هل للسَّادة من آل الرسول(ص) حساب يختلف عن حساب بقيّة الناس؟".

فأجاب سماحته: "يكذّب هذا ما جاء عن عليّ بن الحسين(ع)، عندما قال له بعض الناس: "أتبكي وجدّك رسول الله(ص)، وجدّك عليّ(ع)، وأمّك الزهراء(ع)، وأبوك الحسين(ع)؟"، فقال: "دعْ عنك ذكر جدّي وأبي وأمّي، خلق الله الجنّة لمن أطاعه ولو كان عبداً حبشيّاً، وخلق الله النّار لمن عصاه ولو كان سيّداً قرشياً".

وقد ورد في الحديث عن عليّ(ع): "إنَّ وليَّ محمّد من أطاع الله وإن بعُدت لُحمته، وإن عدوَّ محمّد من عصى الله وإن قرُبت قرابته"، وقول الله تعالى هو القول الفصل: {فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ}[المؤمنون: 101]، وهو القائل أيضاً، {لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ}[النّساء: 123]، والقائل على لسان نوح(ع): {وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ * قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ}[هود: 45، 46]، ولم ينزل الله سورة في أبي جهل، ولكنّه أنزل سورة في أبي لهب، من أجل أن يؤكِّد هذا المعنى، وهو أنَّ القرابة من الرسول(ص) لا دور لها بمجرّدها في القرب من الله تعالى"... [كتاب "النّدوة"، ج 5، ص 596].

فلنعمل جميعاً على اكتساب الفضل والكرامة من الله تعالى، عبر العمل الصَّالح النافع الّذي يرضاه ويقبله، ويصنع لنا عزّاً وذخراً يوم القيامة، حيث لا أنساب ولا اعتبارات أخرى تفيدنا إلا ما قدَّمناه من عملٍ بين يدي الله تعالى...

*إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.

إنَّ الإسلام واضح وصريح لجهة التّأكيد أن لا فرق بين النّاس بالنّسب والجاه والمركز والنّفوذ أمام الله تعالى. ولكنَّ هناك نظرةً خاطئة عند البعض، وهي أنَّ السَّادة الأشراف الّذين ينتسبون إلى الرّسول محمَّد(ص)، لهم حسابهم الخاصّ عند الله تعالى، وكأنّهم أناس مميَّزون أو مختلفون عن غيرهم في أمورٍ متعدِّدة، وهو ما لا أساس واقعيّاً له، لأنَّ النّسب الشّريف يفرض على صاحبه أن يكون شريفاً وملتزماً كغيره بحدود الله تعالى، والنَّسب لا يقرِّب الإنسان أو يبعده من الله، إنما يتحدَّد ذلك بمقدار عمله ونوعه.

فهذا أبو لهب، وهو عمُّ النبيّ(ص)، لم ينفعه نسبه ولا صلته بالرَّسول(ص)، بل كان من أكثر النّاس عداءً للرّسالة الإسلاميَّة، ولقد توعَّده الله سبحانه بأشدِّ العذاب. من هنا، علينا ألا نميِّز ين نسب فلانٍ ونسب فلان، فكلّها اعتبارات لا وزن لها عند الله، فمن يتَّقِ الله فقط، ويتورَّع عن محارمه، ويلتزم حدوده، يصبح كريماً عنده وعزيزاً.

إنَّ العمل الصَّالح هو المقياس عند ربِّ العالمين، وإنَّ التَّقوى هي ميزان الكرامة عنده تعالى، يوم لا ظلّ إلا ظلّه، وقد ذكر سبحانه في كتابه العزيز: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ}[الحجرات: 13].

وحساب السّادة ممّن ينتسبون إلى الرّسول(ص) وبني هاشم، هو ذاته حساب النّاس جميعاً، فلا يوجد دور ولا تأثير للقرابة من الرّسول(ص) في حساب الله تعالى وعدله ورحمته.

وقد سُئِل العلامة المرجع السيّد محمّد حسين فضل الله(ص): "هل للسَّادة من آل الرسول(ص) حساب يختلف عن حساب بقيّة الناس؟".

فأجاب سماحته: "يكذّب هذا ما جاء عن عليّ بن الحسين(ع)، عندما قال له بعض الناس: "أتبكي وجدّك رسول الله(ص)، وجدّك عليّ(ع)، وأمّك الزهراء(ع)، وأبوك الحسين(ع)؟"، فقال: "دعْ عنك ذكر جدّي وأبي وأمّي، خلق الله الجنّة لمن أطاعه ولو كان عبداً حبشيّاً، وخلق الله النّار لمن عصاه ولو كان سيّداً قرشياً".

وقد ورد في الحديث عن عليّ(ع): "إنَّ وليَّ محمّد من أطاع الله وإن بعُدت لُحمته، وإن عدوَّ محمّد من عصى الله وإن قرُبت قرابته"، وقول الله تعالى هو القول الفصل: {فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ}[المؤمنون: 101]، وهو القائل أيضاً، {لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ}[النّساء: 123]، والقائل على لسان نوح(ع): {وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ * قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ}[هود: 45، 46]، ولم ينزل الله سورة في أبي جهل، ولكنّه أنزل سورة في أبي لهب، من أجل أن يؤكِّد هذا المعنى، وهو أنَّ القرابة من الرسول(ص) لا دور لها بمجرّدها في القرب من الله تعالى"... [كتاب "النّدوة"، ج 5، ص 596].

فلنعمل جميعاً على اكتساب الفضل والكرامة من الله تعالى، عبر العمل الصَّالح النافع الّذي يرضاه ويقبله، ويصنع لنا عزّاً وذخراً يوم القيامة، حيث لا أنساب ولا اعتبارات أخرى تفيدنا إلا ما قدَّمناه من عملٍ بين يدي الله تعالى...

*إنّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبِّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنَّما عن وجهة نظر صاحبها.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية