كتابات
20/09/2016

المرجع فضل الله(رض): عليٌ(ع) عبد الله وأخو رسوله

المرجع فضل الله(رض): عليٌ(ع) عبد الله وأخو رسوله

من المفيد لنا أن نعطي الأمور حجمها الّذي يليق بها، ويقبلها صاحبها ويرضى عنها الخالق تعالى، فلا نغالي في الحديث عن قدوتنا وأئمّتنا، ولا سيما منهم أمير المؤمنين، وإمام المتّقين عليّ بن أبي طالب(ع)، حيث يجري عند كلّ مناسبة الكلام عن هذه الشخصيّة الربانيّة والإسلاميّة الرساليّة بكلّ غلوّ قد يصل إلى حدّ التأليه والشخصنة الصنميّة التي لا يرضاها أمير المؤمنين(ع)، ولو كان(ع) حاضراً بيننا، لواجه كلّ هذه الكلمات والمبالغات التي لا تتّفق مع حقيقة هذه الشخصيّة في أبعادها الكاملة، حيث كان(ع) ولا يزال مثال الموحّدين المخلصين لله وحده.

ومن يراجع سيرة سيّد الوصيّين(ع)، يرَ غاية الخضوع والخشوع لله تعالى، وغاية العبوديّة في ترقيها إلى الله، ويرَ جهاد هذه الشخصيّة في سبيل إعلاء كلمة الله، ولم يكن في لحظة من اللّحظات يطلب شيئاً لنفسه من أجل مجدٍ شخصيّ أو شهرة أو جاه أو سلطة، وهو القائل: "ليس أمري وأمركم واحداً؛ إنّيّ أريدكم لله، وأنتم تريدونني لأنفسكم"، بل بالغ(ع) في النّصح والموعظة والدّعوة إلى الله، سالكاً طريق الرسل والأنبياء والصالحين. ومهما يكن من مكانة هذه الشّخصيّة عند المسلمين والإنسانية جمعاء، فإنه يظلُّ عبداً لله، عاش مع الله كلّ لحظات عمره الشريف، وعاش العبودية عزّةً وكرامةً وحريةً وفكراً وعطاءً للبشريّة جمعاء، كي تتعرّف أكثر إلى خالقها، وتنطلق في فهم مسيرتها، وتتفاعل مع أمور دينها ودنياها بكلّ وعي ومسؤوليّة.

وفي هذا السّياق، يقول سماحة العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض): "إنّ عقيدتنا في علي(ع) أنه وصيّ رسول الله وأخوه، وأنه هو الذي يحمل علم رسول الله، وأنه هو القريب إلى الله، كان يحبّ الله ورسوله، وكان الله ورسوله يحبّانه من خلال ذلك.. وكان معصوماً في أقواله وأفعاله وعلاقاته ومواقفه، فهو يمثّل قمّة كبرى في علاقته بالله، وفي عبادته وخضوعه له، حتى سمّيَ "أبا تراب"، لأنه كان عندما يسجد، يطيل سجوده حتى يعفّر وجهه بالتراب.

لذلك سمّاه رسول الله(ص) أبا تراب، ونحن نقرأ في دعاء كميل: "فهبني يا إلهي صبرت على عذابك، فكيف أصبر على فراقك، وهبني صبرت على حرّ نارك، فكيف أصبر عن النّظر إلى كرامتك".. ويقول: "أنا عبدك الضّعيف الحقير المسكين المستكين"، فلا يمكن أن نتحدّث عن علي(ع) إلا أنه عبد الله وأخو رسوله، ولا يمكن أن نعطيه من الألوهيّة شيئاً، كما لا نعطي لأيّ بشر من الألوهيّة شيئاً، حتى جزءاً واحداً منها، إنّ عظمتهم أنهم { عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ* لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ}[الأنبياء: 26]، فعليّ ورسول الله وموسى وعيسى وإبراهيم، وكلّ الرّسل والأنبياء والأئمّة، كلّما ارتفعوا في مقام العبودية لله أكثر، عظموا عند الله وعند النّاس أكثر. لهذا لا تخرجوا أحداً من مستوى العبوديّة مهما كانت عظمته". [النّدوة، ج:1، ص:344].

علينا أن نُحسن التعامل مع فهم رموزنا، والتفاعل معها، واستحضارها في واقعنا كما أراد الله تعالى لنا في الحدود التي يرضاها، وكما هم علّمونا، بألاّ نخرج عن طبيعتنا السّليمة في محبّتهم وتقديرهم، والانفتاح على تجاربهم الّتي لم تكن إلا لله وفي سبيل تأكيد العبوديّة الحقّة له. فهلاّ نعبد الله ونخلص له، ونتّبع طريق الهدى فيما نقول ونفعل؟..

إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

من المفيد لنا أن نعطي الأمور حجمها الّذي يليق بها، ويقبلها صاحبها ويرضى عنها الخالق تعالى، فلا نغالي في الحديث عن قدوتنا وأئمّتنا، ولا سيما منهم أمير المؤمنين، وإمام المتّقين عليّ بن أبي طالب(ع)، حيث يجري عند كلّ مناسبة الكلام عن هذه الشخصيّة الربانيّة والإسلاميّة الرساليّة بكلّ غلوّ قد يصل إلى حدّ التأليه والشخصنة الصنميّة التي لا يرضاها أمير المؤمنين(ع)، ولو كان(ع) حاضراً بيننا، لواجه كلّ هذه الكلمات والمبالغات التي لا تتّفق مع حقيقة هذه الشخصيّة في أبعادها الكاملة، حيث كان(ع) ولا يزال مثال الموحّدين المخلصين لله وحده.

ومن يراجع سيرة سيّد الوصيّين(ع)، يرَ غاية الخضوع والخشوع لله تعالى، وغاية العبوديّة في ترقيها إلى الله، ويرَ جهاد هذه الشخصيّة في سبيل إعلاء كلمة الله، ولم يكن في لحظة من اللّحظات يطلب شيئاً لنفسه من أجل مجدٍ شخصيّ أو شهرة أو جاه أو سلطة، وهو القائل: "ليس أمري وأمركم واحداً؛ إنّيّ أريدكم لله، وأنتم تريدونني لأنفسكم"، بل بالغ(ع) في النّصح والموعظة والدّعوة إلى الله، سالكاً طريق الرسل والأنبياء والصالحين. ومهما يكن من مكانة هذه الشّخصيّة عند المسلمين والإنسانية جمعاء، فإنه يظلُّ عبداً لله، عاش مع الله كلّ لحظات عمره الشريف، وعاش العبودية عزّةً وكرامةً وحريةً وفكراً وعطاءً للبشريّة جمعاء، كي تتعرّف أكثر إلى خالقها، وتنطلق في فهم مسيرتها، وتتفاعل مع أمور دينها ودنياها بكلّ وعي ومسؤوليّة.

وفي هذا السّياق، يقول سماحة العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل الله(رض): "إنّ عقيدتنا في علي(ع) أنه وصيّ رسول الله وأخوه، وأنه هو الذي يحمل علم رسول الله، وأنه هو القريب إلى الله، كان يحبّ الله ورسوله، وكان الله ورسوله يحبّانه من خلال ذلك.. وكان معصوماً في أقواله وأفعاله وعلاقاته ومواقفه، فهو يمثّل قمّة كبرى في علاقته بالله، وفي عبادته وخضوعه له، حتى سمّيَ "أبا تراب"، لأنه كان عندما يسجد، يطيل سجوده حتى يعفّر وجهه بالتراب.

لذلك سمّاه رسول الله(ص) أبا تراب، ونحن نقرأ في دعاء كميل: "فهبني يا إلهي صبرت على عذابك، فكيف أصبر على فراقك، وهبني صبرت على حرّ نارك، فكيف أصبر عن النّظر إلى كرامتك".. ويقول: "أنا عبدك الضّعيف الحقير المسكين المستكين"، فلا يمكن أن نتحدّث عن علي(ع) إلا أنه عبد الله وأخو رسوله، ولا يمكن أن نعطيه من الألوهيّة شيئاً، كما لا نعطي لأيّ بشر من الألوهيّة شيئاً، حتى جزءاً واحداً منها، إنّ عظمتهم أنهم { عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ* لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ}[الأنبياء: 26]، فعليّ ورسول الله وموسى وعيسى وإبراهيم، وكلّ الرّسل والأنبياء والأئمّة، كلّما ارتفعوا في مقام العبودية لله أكثر، عظموا عند الله وعند النّاس أكثر. لهذا لا تخرجوا أحداً من مستوى العبوديّة مهما كانت عظمته". [النّدوة، ج:1، ص:344].

علينا أن نُحسن التعامل مع فهم رموزنا، والتفاعل معها، واستحضارها في واقعنا كما أراد الله تعالى لنا في الحدود التي يرضاها، وكما هم علّمونا، بألاّ نخرج عن طبيعتنا السّليمة في محبّتهم وتقديرهم، والانفتاح على تجاربهم الّتي لم تكن إلا لله وفي سبيل تأكيد العبوديّة الحقّة له. فهلاّ نعبد الله ونخلص له، ونتّبع طريق الهدى فيما نقول ونفعل؟..

إنَّ الآراء الواردة في هذا المقال، لا تعبّر بالضَّرورة عن رأي الموقع، وإنّما عن وجهة نظر صاحبها.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية