خذوا العقيدة من أهله
مهما اختلف المفكّرون في أسباب المعرفة، وأنها التجربة أو العقل أو الحدس، فإنهم
متّفقون كلمةً واحدة، على أنّ السّبب الوحيد لمعرفة آراء الغير ومعتقداته، هي
أقواله وتصريحاته... فإذا أردنا أن نعرف ما تدين وتعتقد به طائفة من الطوائف
الدينيّة، ونتحدّث عن عقيدتها، فعلينا أن نسند الحديث إلى أقوالها بالذَّات، إلى
كتب العقائد المعتبرة عندها، ولا يسوَّغ بحال الاعتماد على قول كاتب أو مؤلّف بعيد
عنها ديناً وعقيدة، لأنّ هذا البعيد قد يكون جاهلاً متطفّلاً، فيحرف الواقع عن غير
قصد، أو حاقداً متحاملاً، فيفتري بقصد التّنكيل والتّشهير، أو خائناً مستأجراً،
فيكذب ويدسّ بقصد التفرقة وإيقاظ الفتنة... بل لا يجوز الاعتماد على أقوال راوٍ أو
كاتب من أبناء الطائفة نفسها، إذا لم تجتمع كلمتها على الثّقة بمعرفته وعلمه، فإنَّ
الكثيرين ممن كتبوا عن طائفتهم وعقائدها، قد تجافوا عن الواقع، وخبطوا خبط عشواء،
ورفض الكبار من علماء الطّائفة أقوالهم، وصرَّحوا بضعفها وعدم الاعتماد عليها.
وكذا، لا يصحّ الاعتماد على العادات والتَّقاليد المتَّبعة عند العوام، لأنَّ
الكثير منها لا يقرّه الدّين الذي ينتمون إليه، حتى ولو أيَّدها وساندها شيوخ
يتسمون بسمة الدِّين. وأوضح مثال على ذلك، ما يفعله بعض عوام الشّيعة في بعض مدن
العراق وإيران، وفي بلدة النبطية في جنوب لبنان، من لبس الأكفان، وضرب الرؤوس
والجباه بالسّيوف في اليوم العاشر من محرَّم.
فإنّ هذه البدعة المشينة حدثت في عصر متأخّر عن عصر الأئمة، وعصر كبار العلماء من
الشيعة، وقد أحدثها لأنفسهم أهل الجهالة، دون أن يأذن بها إمام أو عالم كبير،
وأيَّدها شيوخ السّوء، لغاية الرّبح والتّجارة... وسكت عنها من سكت خوف الإهانة
والضَّرر، أو فوات المنفعة والمصلحة، ولم يجرؤ على مجابهتها ومحاربتها أحد في
أيّامنا إلَّا قليل من العلماء، وفي طليعتهم المرحوم السيّد محسن الأمين العاملي،
الّذي ألَّف رسالة خاصّة في تحريمها وبدعتها، وأسمى الرّسالة (التنزيه لأعمال
الشبيه)، وقاومه من أجلها أهل الخداع والأطماع.
كتب العقائد عند الشيعة
وكتب العقائد المعتبرة عند الشّيعة كثيرة، ومطبوعة تتداولها الأيدي، وتعرض للبيع في
مكتبات العراق وإيران، نذكر منها على سبيل المثال: "أوائل المقالات" و"النكت
الاعتقادية" للشيخ المفيد، و"الشافي" للشريف المرتضى، و"العقائد" للشّيخ الصدوق،
و"شرح التّجريد" و"كشف الفوائد" للعلّامة الحلّي، والجزء الأوّل من "أعيان الشّيعة"،
و"نقض الوشيعة" للسيّد محسن الأمين، و"أصل الشيعة وأصولها" للشّيخ محمد حسين كاشف
الغطاء، و"الفصول المهمَّة" و"المراجعات" للسيّد عبد الحسين شرف الدّين، و"دلائل
الصَّدق" للشيخ محمد حسن المظفّر.
وبالتّالي، نكرّر - هنا - ما قلناه أكثر من مرَّة في ردودنا ومؤلَّفاتنا، وما أعلنه
المعتمد عليهم من علمائنا، أنّ الشيعة لا يقرّون ولا يعترفون بشيء مما قيل عن
عقيدتهم، إذا لم تتَّفق مع ما جاء في الكتب المعتبرة عندهم، سواء كان القائل
مستشرقاً أو عربيّاً، سنيّاً أو شيعيّاً، متقدّماً أو متأخّراً.
من كتاب "الشيعة في الميزان"، ص 13 – 14.
خذوا العقيدة من أهله
مهما اختلف المفكّرون في أسباب المعرفة، وأنها التجربة أو العقل أو الحدس، فإنهم
متّفقون كلمةً واحدة، على أنّ السّبب الوحيد لمعرفة آراء الغير ومعتقداته، هي
أقواله وتصريحاته... فإذا أردنا أن نعرف ما تدين وتعتقد به طائفة من الطوائف
الدينيّة، ونتحدّث عن عقيدتها، فعلينا أن نسند الحديث إلى أقوالها بالذَّات، إلى
كتب العقائد المعتبرة عندها، ولا يسوَّغ بحال الاعتماد على قول كاتب أو مؤلّف بعيد
عنها ديناً وعقيدة، لأنّ هذا البعيد قد يكون جاهلاً متطفّلاً، فيحرف الواقع عن غير
قصد، أو حاقداً متحاملاً، فيفتري بقصد التّنكيل والتّشهير، أو خائناً مستأجراً،
فيكذب ويدسّ بقصد التفرقة وإيقاظ الفتنة... بل لا يجوز الاعتماد على أقوال راوٍ أو
كاتب من أبناء الطائفة نفسها، إذا لم تجتمع كلمتها على الثّقة بمعرفته وعلمه، فإنَّ
الكثيرين ممن كتبوا عن طائفتهم وعقائدها، قد تجافوا عن الواقع، وخبطوا خبط عشواء،
ورفض الكبار من علماء الطّائفة أقوالهم، وصرَّحوا بضعفها وعدم الاعتماد عليها.
وكذا، لا يصحّ الاعتماد على العادات والتَّقاليد المتَّبعة عند العوام، لأنَّ
الكثير منها لا يقرّه الدّين الذي ينتمون إليه، حتى ولو أيَّدها وساندها شيوخ
يتسمون بسمة الدِّين. وأوضح مثال على ذلك، ما يفعله بعض عوام الشّيعة في بعض مدن
العراق وإيران، وفي بلدة النبطية في جنوب لبنان، من لبس الأكفان، وضرب الرؤوس
والجباه بالسّيوف في اليوم العاشر من محرَّم.
فإنّ هذه البدعة المشينة حدثت في عصر متأخّر عن عصر الأئمة، وعصر كبار العلماء من
الشيعة، وقد أحدثها لأنفسهم أهل الجهالة، دون أن يأذن بها إمام أو عالم كبير،
وأيَّدها شيوخ السّوء، لغاية الرّبح والتّجارة... وسكت عنها من سكت خوف الإهانة
والضَّرر، أو فوات المنفعة والمصلحة، ولم يجرؤ على مجابهتها ومحاربتها أحد في
أيّامنا إلَّا قليل من العلماء، وفي طليعتهم المرحوم السيّد محسن الأمين العاملي،
الّذي ألَّف رسالة خاصّة في تحريمها وبدعتها، وأسمى الرّسالة (التنزيه لأعمال
الشبيه)، وقاومه من أجلها أهل الخداع والأطماع.
كتب العقائد عند الشيعة
وكتب العقائد المعتبرة عند الشّيعة كثيرة، ومطبوعة تتداولها الأيدي، وتعرض للبيع في
مكتبات العراق وإيران، نذكر منها على سبيل المثال: "أوائل المقالات" و"النكت
الاعتقادية" للشيخ المفيد، و"الشافي" للشريف المرتضى، و"العقائد" للشّيخ الصدوق،
و"شرح التّجريد" و"كشف الفوائد" للعلّامة الحلّي، والجزء الأوّل من "أعيان الشّيعة"،
و"نقض الوشيعة" للسيّد محسن الأمين، و"أصل الشيعة وأصولها" للشّيخ محمد حسين كاشف
الغطاء، و"الفصول المهمَّة" و"المراجعات" للسيّد عبد الحسين شرف الدّين، و"دلائل
الصَّدق" للشيخ محمد حسن المظفّر.
وبالتّالي، نكرّر - هنا - ما قلناه أكثر من مرَّة في ردودنا ومؤلَّفاتنا، وما أعلنه
المعتمد عليهم من علمائنا، أنّ الشيعة لا يقرّون ولا يعترفون بشيء مما قيل عن
عقيدتهم، إذا لم تتَّفق مع ما جاء في الكتب المعتبرة عندهم، سواء كان القائل
مستشرقاً أو عربيّاً، سنيّاً أو شيعيّاً، متقدّماً أو متأخّراً.
من كتاب "الشيعة في الميزان"، ص 13 – 14.