لا بدّ من التوازن في كل شيء، حتى تستقيم النظرة إلى الأمور، وحتى يتعرف المرء
أكثر حجم ما يتفاعل معه من قضايا مادية دنيوية أو معنوية وروحية وفكرية، وبالتالي،
ليأخذ من هذا وذاك ما يشبع حاجاته بالشكل الطبيعي، ولا يترك أيّ أثر سلبي يجعله
فاقداً للتوزان المطلوب، وتائهاً لا يعرف كيف يتصرّف وإلى أين يسير وماذا يريد.
جاءت الرسالات كي تستثير وعي الإنسان، وتربيه على مبدأ معرفة حاجاته وتلبيتها بشكل
سليم وصحي، يؤمّن له بيئة صالحة يسمو من خلالها، ويتحسّس فيها إنسانيّته، ويعيش
مسؤولياته بكلّ وعي، فلا يسرف في شؤونه الماديه وحاجاته الدنيويه على حساب حاجاته
الروحية والأخروية المهمّة، ولا يستغرق، في المقابل، في انعزاله عن الدنيا ويتهرّب
من مسوؤلياته، ويتخلى عن تلبية حاجاته، ويعيش الاستغراق في النظر إلى الآخرة، بما
يحوّله إلى كائن غير مؤثّر وفاعل في قضايا حياته ومجتمعه. فلا بدّ من التحلي بالوعي
والتّوازن والاعتدال في تلبية الحاجات، والتربي على التقوى والتزام الاستقامة،
والابتعاد عن الغرائز المنحرفة، ومصاحبة الأبرار الذين ننتفع منهم، وكل ذلك يعيننا
على إحداث التوازن المطلوب، وهذا ما لفت إليه العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل
الله(رض) بقوله:
"لقد نصّ الإسلام بوضوح في العديد من الآيات الكريمة، على ضرورة التوازن بين أهداف
الاخرة ومتطلبات الحياة، بل إنّ التشريع لم يكن إلا من أجل خدمة هذا التوازن، بحيث
جعل الإسلام الدنيا مزرعة للآخرة، ووفّر للعيش الانساني الكريم تلكم التشريعات
الرائعة، فقال تعالى: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا
تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا}.
وعلى هذا النحو، وبالنظرة نفسها، كانت توجيهات وأقوال وسيرة النبيّ(ص) وأهل بيته
الأطهار(ع).
والأساس الذي شدّدوا عليه في هذه التوجيهات، هو الاعتدال في إشباع الحاجات، وأخذها
من مصادرها المحللة، وتعزيز التقوى والورع بالتزام الطاعات ومداومة الأذكار، وتذكّر
الموت، وتصفّح سير الصالحين، وتعزيز الإرادة، وتجنّب مواطن الإغراء والفتنة،
ومرافقة الأخيار". [استفتاءات].
أين التّوازن اليوم الذي أمرنا تعالى به كي يحكم أوضاعنا وعلاقاتنا؟ كم من أناسٍ
يلهثون وراء تلبية نزواتهم وحاجاتهم المنحرفة والفاسدة، وقد استغرقوا في الدنيا
ومظاهرها، وتناسوا الآخرة والإعداد لها، فأساؤوا إلى أنفسهم وإلى الناس من حولهم.
فلنرجع إلى ما أراده تعالى لنا، ولنعمل على تصحيح مسارنا، ونراجع حساباتنا، حتى
نكون ممن يتسلّحون بالتوازن، ويؤثّرون في واقعهم، ويعطونه كل خير ورحمة وعدل وسلام
وإيمان عملي وسلوك تقوائي نافع.
لا بدّ من التوازن في كل شيء، حتى تستقيم النظرة إلى الأمور، وحتى يتعرف المرء
أكثر حجم ما يتفاعل معه من قضايا مادية دنيوية أو معنوية وروحية وفكرية، وبالتالي،
ليأخذ من هذا وذاك ما يشبع حاجاته بالشكل الطبيعي، ولا يترك أيّ أثر سلبي يجعله
فاقداً للتوزان المطلوب، وتائهاً لا يعرف كيف يتصرّف وإلى أين يسير وماذا يريد.
جاءت الرسالات كي تستثير وعي الإنسان، وتربيه على مبدأ معرفة حاجاته وتلبيتها بشكل
سليم وصحي، يؤمّن له بيئة صالحة يسمو من خلالها، ويتحسّس فيها إنسانيّته، ويعيش
مسؤولياته بكلّ وعي، فلا يسرف في شؤونه الماديه وحاجاته الدنيويه على حساب حاجاته
الروحية والأخروية المهمّة، ولا يستغرق، في المقابل، في انعزاله عن الدنيا ويتهرّب
من مسوؤلياته، ويتخلى عن تلبية حاجاته، ويعيش الاستغراق في النظر إلى الآخرة، بما
يحوّله إلى كائن غير مؤثّر وفاعل في قضايا حياته ومجتمعه. فلا بدّ من التحلي بالوعي
والتّوازن والاعتدال في تلبية الحاجات، والتربي على التقوى والتزام الاستقامة،
والابتعاد عن الغرائز المنحرفة، ومصاحبة الأبرار الذين ننتفع منهم، وكل ذلك يعيننا
على إحداث التوازن المطلوب، وهذا ما لفت إليه العلامة المرجع السيّد محمد حسين فضل
الله(رض) بقوله:
"لقد نصّ الإسلام بوضوح في العديد من الآيات الكريمة، على ضرورة التوازن بين أهداف
الاخرة ومتطلبات الحياة، بل إنّ التشريع لم يكن إلا من أجل خدمة هذا التوازن، بحيث
جعل الإسلام الدنيا مزرعة للآخرة، ووفّر للعيش الانساني الكريم تلكم التشريعات
الرائعة، فقال تعالى: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا
تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا}.
وعلى هذا النحو، وبالنظرة نفسها، كانت توجيهات وأقوال وسيرة النبيّ(ص) وأهل بيته
الأطهار(ع).
والأساس الذي شدّدوا عليه في هذه التوجيهات، هو الاعتدال في إشباع الحاجات، وأخذها
من مصادرها المحللة، وتعزيز التقوى والورع بالتزام الطاعات ومداومة الأذكار، وتذكّر
الموت، وتصفّح سير الصالحين، وتعزيز الإرادة، وتجنّب مواطن الإغراء والفتنة،
ومرافقة الأخيار". [استفتاءات].
أين التّوازن اليوم الذي أمرنا تعالى به كي يحكم أوضاعنا وعلاقاتنا؟ كم من أناسٍ
يلهثون وراء تلبية نزواتهم وحاجاتهم المنحرفة والفاسدة، وقد استغرقوا في الدنيا
ومظاهرها، وتناسوا الآخرة والإعداد لها، فأساؤوا إلى أنفسهم وإلى الناس من حولهم.
فلنرجع إلى ما أراده تعالى لنا، ولنعمل على تصحيح مسارنا، ونراجع حساباتنا، حتى
نكون ممن يتسلّحون بالتوازن، ويؤثّرون في واقعهم، ويعطونه كل خير ورحمة وعدل وسلام
وإيمان عملي وسلوك تقوائي نافع.