إنّ المقاومة الإسلاميّة في لبنان، والانتفاضة الفلسطينيّة التي تختزن في أكثر
عناوينها الحركيّة الإسلاميّة، هما الشاهدان على روح الأمّة المجاهدة وحركتها
الفاعلة وتحدّياتها وأصالتها الجهادية في خطّ التحرّر من الاحتلال والاستكبار
العالمي، وعنفوانها في آفاق المستقبل، كما أنهما تمثّلان التجربة الواقعيّة الناجحة
في الإمكانات الشعبيّة في الإضرار بالمحتلّ، وإضعاف روحه وإسقاط كبريائه، بالرغم من
فقدان التوازن المادي في الأفراد والمعدات والظروف السياسية الموضوعية بينه وبين
العدوّ، ما يوحي بأنّ من الواقعية التفكير في هزيمته عندما تتوافر الأمّة على تجنيد
طاقاتها في خطّ المواجهة، وبأنّ الهزيمة النفسية أو السياسية التي يؤكّدها الإعلام
السياسي تشمل الساحة بكامل قدراتها.
وفي ضوء ذلك، فإنّ هاتين الانطلاقتين لا تمثّلان قفزة في الفراغ، بل حركة في الطريق
المليء بالتحديات، لتكونا بمثابة ردّ جزئي للتحدّي في اتجاه الوصول إلى الردّ
الكلّيّ، كما أنهما لا تعبّران عن عبثية القيمة، بل عن جدّية التجربة العلمية
للقوّة الكامنة في شخصية الأمّة من الداخل، من خلال التعبير عن ثورة الروح
المتمرّدة على كلّ عوامل اليأس وعناصر الضعف المحيطة به، في مواجهة روح تتحرّك من
أجل أن تكون هي العمق للواقع الحضاري في المنطقة، ذلك أنّ الخطة اليهودية المتحالفة
مع الاستكبار العالمي، توحي للأمّة العربية أو الإسلامية بأنها لا تملك قاعدة روحية
واقعية للتّوازن أمام موازين القوّة المتحرّكة في المنطقة والعالم، لأن القوى
الأخرى تسيطر على الساحة كلّها، فلا يقدر السائرون عليها التحرك بعيداً من الإرادة
المهيمنة على الواقع كله.
وهذا ما يحاول المجاهدون هنا وهناك إثبات بطلانه على صعيد الواقعية الحركية
الجهادية، التي تعمل على إيجاد الصدمة القاسية للواقعيّة السياسيّة القائمة على
الاستسلام للأمر الواقع.
ربما كان الظروف الدولية في تطوّرات قضية التسوية في المستقبل المنظور لا تسمح
باستمرار الحركة الجهادية المسلَّحة "المقاومة ـ الانتفاضة"، ولكن المسألة إذا كانت
تضغط على أساليب المجاهدين في حركة المقاومة والانتفاضة الآن، فإن هناك أكثر من
ثغرة يمكن النفاذ منها إلى حركة المواجهة في نطاق الفرص الجديدة التي يمكن أن تنفتح
للمجاهدين، أو يفتحها المجاهدون في الخطّ الذي يؤكد ثبات الشرعية للجهاد الذي يتطور
في أشكاله تبعاً لتطور الظروف والأوضاع، من دون الاستسلام للفوضى والحماس
والارتجال...
*من كتاب "الحركة الإسلامية ما لها وما عليها".
إنّ المقاومة الإسلاميّة في لبنان، والانتفاضة الفلسطينيّة التي تختزن في أكثر
عناوينها الحركيّة الإسلاميّة، هما الشاهدان على روح الأمّة المجاهدة وحركتها
الفاعلة وتحدّياتها وأصالتها الجهادية في خطّ التحرّر من الاحتلال والاستكبار
العالمي، وعنفوانها في آفاق المستقبل، كما أنهما تمثّلان التجربة الواقعيّة الناجحة
في الإمكانات الشعبيّة في الإضرار بالمحتلّ، وإضعاف روحه وإسقاط كبريائه، بالرغم من
فقدان التوازن المادي في الأفراد والمعدات والظروف السياسية الموضوعية بينه وبين
العدوّ، ما يوحي بأنّ من الواقعية التفكير في هزيمته عندما تتوافر الأمّة على تجنيد
طاقاتها في خطّ المواجهة، وبأنّ الهزيمة النفسية أو السياسية التي يؤكّدها الإعلام
السياسي تشمل الساحة بكامل قدراتها.
وفي ضوء ذلك، فإنّ هاتين الانطلاقتين لا تمثّلان قفزة في الفراغ، بل حركة في الطريق
المليء بالتحديات، لتكونا بمثابة ردّ جزئي للتحدّي في اتجاه الوصول إلى الردّ
الكلّيّ، كما أنهما لا تعبّران عن عبثية القيمة، بل عن جدّية التجربة العلمية
للقوّة الكامنة في شخصية الأمّة من الداخل، من خلال التعبير عن ثورة الروح
المتمرّدة على كلّ عوامل اليأس وعناصر الضعف المحيطة به، في مواجهة روح تتحرّك من
أجل أن تكون هي العمق للواقع الحضاري في المنطقة، ذلك أنّ الخطة اليهودية المتحالفة
مع الاستكبار العالمي، توحي للأمّة العربية أو الإسلامية بأنها لا تملك قاعدة روحية
واقعية للتّوازن أمام موازين القوّة المتحرّكة في المنطقة والعالم، لأن القوى
الأخرى تسيطر على الساحة كلّها، فلا يقدر السائرون عليها التحرك بعيداً من الإرادة
المهيمنة على الواقع كله.
وهذا ما يحاول المجاهدون هنا وهناك إثبات بطلانه على صعيد الواقعية الحركية
الجهادية، التي تعمل على إيجاد الصدمة القاسية للواقعيّة السياسيّة القائمة على
الاستسلام للأمر الواقع.
ربما كان الظروف الدولية في تطوّرات قضية التسوية في المستقبل المنظور لا تسمح
باستمرار الحركة الجهادية المسلَّحة "المقاومة ـ الانتفاضة"، ولكن المسألة إذا كانت
تضغط على أساليب المجاهدين في حركة المقاومة والانتفاضة الآن، فإن هناك أكثر من
ثغرة يمكن النفاذ منها إلى حركة المواجهة في نطاق الفرص الجديدة التي يمكن أن تنفتح
للمجاهدين، أو يفتحها المجاهدون في الخطّ الذي يؤكد ثبات الشرعية للجهاد الذي يتطور
في أشكاله تبعاً لتطور الظروف والأوضاع، من دون الاستسلام للفوضى والحماس
والارتجال...
*من كتاب "الحركة الإسلامية ما لها وما عليها".