تساؤلات تطلب أجوبتها، وهي أوّلاً: هل كان خطاب الله لإبليس بواسطة أو بلا
واسطة؟
ثانياً: إنّ قول إبليس: {فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي} [الأعراف: 16] يدلّ على أنّ إغواءه
كان من الله، فكيف يعاقبه عليه؟
ثالثاً: لماذا أمهل سبحانه إبليس وهو يعلم فساده وإفساده؟.
ونجيب عن هذه التساؤلات الثلاثة بإيجاز شديد.. فعن التساؤل الأوّل: نحن نؤمن بوجود
هذا الحوار، لأنّ الوحي دلّ عليه، والعقل لا يأباه، وما علينا أن نبحث عن هيئته
وكيفيّته، مادام الوحي لم يصرِّح به .
وعن التساؤل الثّاني:
إنّ الغواية من إبليس، وليست من الله تعالى، وقد اعترف إبليس بنفسه على أنّه هو
الغاوي: {وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ
الْمُخْلَصِينَ}[الحجر: 39، 40]. وكيف يغوي الله العبد ثم يعاقبه على الغواية؟!
تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً. أما قول إبليس: {فَبِما أَغْوَيْتَنِي}، فمعناه
بما امتحنتني به من الأمر بالسّجود لآدم الذي أوقعني في الغيّ والعصيان، فإني سأفعل
كذا وكيت.. وبكلمة، إنّ قول إبليس هذا هو تعبير ثان عن قوله :لأنّك أمرتني وعصيت
أمرك، فسوف لا أدع أحداً يطيع لك أمراً .
وعن التساؤل الثالث: إنَّ مشيئة الله اقتضت أن يمدّ الإنسان بالعقل والتذكير على
أيدي الرسل، وبالقدرة على فعل الخير والشرّ، وأن يدع له الخيار، وأن يبتليه
بالشّهوات والمغريات التي يوسوس بها إبليس وجنوده تمييزاً للطيّب من الخبيث،
والمخلص من الخائن...
*من كتاب "تفسير الكاشف"، ج3.
تساؤلات تطلب أجوبتها، وهي أوّلاً: هل كان خطاب الله لإبليس بواسطة أو بلا
واسطة؟
ثانياً: إنّ قول إبليس: {فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي} [الأعراف: 16] يدلّ على أنّ إغواءه
كان من الله، فكيف يعاقبه عليه؟
ثالثاً: لماذا أمهل سبحانه إبليس وهو يعلم فساده وإفساده؟.
ونجيب عن هذه التساؤلات الثلاثة بإيجاز شديد.. فعن التساؤل الأوّل: نحن نؤمن بوجود
هذا الحوار، لأنّ الوحي دلّ عليه، والعقل لا يأباه، وما علينا أن نبحث عن هيئته
وكيفيّته، مادام الوحي لم يصرِّح به .
وعن التساؤل الثّاني:
إنّ الغواية من إبليس، وليست من الله تعالى، وقد اعترف إبليس بنفسه على أنّه هو
الغاوي: {وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ
الْمُخْلَصِينَ}[الحجر: 39، 40]. وكيف يغوي الله العبد ثم يعاقبه على الغواية؟!
تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً. أما قول إبليس: {فَبِما أَغْوَيْتَنِي}، فمعناه
بما امتحنتني به من الأمر بالسّجود لآدم الذي أوقعني في الغيّ والعصيان، فإني سأفعل
كذا وكيت.. وبكلمة، إنّ قول إبليس هذا هو تعبير ثان عن قوله :لأنّك أمرتني وعصيت
أمرك، فسوف لا أدع أحداً يطيع لك أمراً .
وعن التساؤل الثالث: إنَّ مشيئة الله اقتضت أن يمدّ الإنسان بالعقل والتذكير على
أيدي الرسل، وبالقدرة على فعل الخير والشرّ، وأن يدع له الخيار، وأن يبتليه
بالشّهوات والمغريات التي يوسوس بها إبليس وجنوده تمييزاً للطيّب من الخبيث،
والمخلص من الخائن...
*من كتاب "تفسير الكاشف"، ج3.