أعتقد أنَّ مشكلة الغرب أنه يطرح المسألة في شكل شمولي، ويحاول أن يعطي حكماً
مبرماً وساحقاً، مفاده أن الحركات الإسلامية تمثّل التخلّف، ونحن نرفض ذلك، لأننا
نعرف أنّ ثمة حركات تملك الرؤية المعاصرة والأسلوب الواقعي للعمل الإسلامي، وتحاول
أن تنفذ من الكثير من الفجوات في الواقع السياسي.
قد لا نتكلم إيجابياً عن هذه الحركات، بشكل عام، لكن لا يجوز إلا أن نسجّل لها بعض
الإيجابيات في مسألة المرونة الواقعيّة.
عندما ندرس الآن تجربة الحركة الإسلاميّة في تركيا، نجد أنها بقطع النظر عن
مفرداتها الفكرية والثقافية، قد استطاعت أن تتمرّد على كلّ هذا الجدار العلماني
الذي حاول أن يصادر الإسلام في هذا البلد.
واستطاعت أن تحصل على أكبر قاعدة شعبية من خلال شعاراتها الإسلاميّة، إضافةً إلى
السلوك العام لأكثر من قيادة إسلامية، وحاولت بطريقة أو بأخرى أن تمارس المرونة في
اختراق بعض الفجوات في النظام العلماني هناك، أو في السياسات الدولية والإقليمية.
إنّ هذه التجربة التركية لا بدّ أن تدرس.
وكذلك التجربة الإيرانية، لأن البعض يرفعها إلى السماء، والبعض الآخر يسقطها إلى
الحضيض. القضيّة ليست كذلك، لأنها لا تمثل تياراً واحداً، بل خطوطاً تفصيلية
متنوّعة.
ربما يتحدث البعض عن إيجابيات في التيار الإصلاحي (في إيران)، والبعض الآخر يرى
إيجابيات في التيار المحافظ، باعتباره يحرص على استقامة الفكر الإسلامي وما إلى ذلك.
لذلك، علينا دائماً أن ندرس كلّ حركة إسلاميّة بإيجابياتها وسلبيّاتها، وأن نعرف أنّ
الحركات الإسلامية مثل الحركات العلمانية، لا تعيش في المطلق، ولا تتحرك خارج
الظروف الموضوعيّة التي تحيط بك، وعندها، لا يكفي أن تنادي بالعدل، في حين أنّك
محاصر بألف موقع من مواقع الظلم، ولا يكفي أن تؤمن بالفكرة أو تحرّكها في الوجدان
الشعبي لتنتصر، بل لا بدّ لك أن تدرس الأرضية لتتحرك عليها.
إنّ المشكلة في تقويم الحركات الإسلامية هي أنّ بين الناس من ينظر إليها على أساس
الأسود أو الأبيض في المطلق. ونحن نعرف أنّ الظروف الموضوعية التي تحيط بك قد
تحوّلك إلى اللّون الرمادي.
لست من الذين يرفضون اللّون الرّمادي في المطلق، بل أعتقد أن حركتك حتى في الجانب
الشرعي، يمكن أن تنطلق في الجوّ الرّمادي على أساس درس الأصلح والأهم.
*حوارات فكريّة العام 2003 – صحيفة النهار اللّبنانيّة.
أعتقد أنَّ مشكلة الغرب أنه يطرح المسألة في شكل شمولي، ويحاول أن يعطي حكماً
مبرماً وساحقاً، مفاده أن الحركات الإسلامية تمثّل التخلّف، ونحن نرفض ذلك، لأننا
نعرف أنّ ثمة حركات تملك الرؤية المعاصرة والأسلوب الواقعي للعمل الإسلامي، وتحاول
أن تنفذ من الكثير من الفجوات في الواقع السياسي.
قد لا نتكلم إيجابياً عن هذه الحركات، بشكل عام، لكن لا يجوز إلا أن نسجّل لها بعض
الإيجابيات في مسألة المرونة الواقعيّة.
عندما ندرس الآن تجربة الحركة الإسلاميّة في تركيا، نجد أنها بقطع النظر عن
مفرداتها الفكرية والثقافية، قد استطاعت أن تتمرّد على كلّ هذا الجدار العلماني
الذي حاول أن يصادر الإسلام في هذا البلد.
واستطاعت أن تحصل على أكبر قاعدة شعبية من خلال شعاراتها الإسلاميّة، إضافةً إلى
السلوك العام لأكثر من قيادة إسلامية، وحاولت بطريقة أو بأخرى أن تمارس المرونة في
اختراق بعض الفجوات في النظام العلماني هناك، أو في السياسات الدولية والإقليمية.
إنّ هذه التجربة التركية لا بدّ أن تدرس.
وكذلك التجربة الإيرانية، لأن البعض يرفعها إلى السماء، والبعض الآخر يسقطها إلى
الحضيض. القضيّة ليست كذلك، لأنها لا تمثل تياراً واحداً، بل خطوطاً تفصيلية
متنوّعة.
ربما يتحدث البعض عن إيجابيات في التيار الإصلاحي (في إيران)، والبعض الآخر يرى
إيجابيات في التيار المحافظ، باعتباره يحرص على استقامة الفكر الإسلامي وما إلى ذلك.
لذلك، علينا دائماً أن ندرس كلّ حركة إسلاميّة بإيجابياتها وسلبيّاتها، وأن نعرف أنّ
الحركات الإسلامية مثل الحركات العلمانية، لا تعيش في المطلق، ولا تتحرك خارج
الظروف الموضوعيّة التي تحيط بك، وعندها، لا يكفي أن تنادي بالعدل، في حين أنّك
محاصر بألف موقع من مواقع الظلم، ولا يكفي أن تؤمن بالفكرة أو تحرّكها في الوجدان
الشعبي لتنتصر، بل لا بدّ لك أن تدرس الأرضية لتتحرك عليها.
إنّ المشكلة في تقويم الحركات الإسلامية هي أنّ بين الناس من ينظر إليها على أساس
الأسود أو الأبيض في المطلق. ونحن نعرف أنّ الظروف الموضوعية التي تحيط بك قد
تحوّلك إلى اللّون الرمادي.
لست من الذين يرفضون اللّون الرّمادي في المطلق، بل أعتقد أن حركتك حتى في الجانب
الشرعي، يمكن أن تنطلق في الجوّ الرّمادي على أساس درس الأصلح والأهم.
*حوارات فكريّة العام 2003 – صحيفة النهار اللّبنانيّة.