إنَّ التسرّع الزائد في اتخاذ القرارات بما يتعلّق بأمور حياة الإنسان الخاصّة والعامّة، يؤدي إلى مشاكل وتعقيدات تنعكس عليه سلباً، وتدفع به أحياناً كثيرة إلى الخسارة والنّدامة.
من هنا، إذا ما استطلعنا كتاب الله تعالى وما فيه، نجد تعاليمه لنا بضرروة عدم التسرّع، وطول الأناة والصبر في كلّ شيء، حتى نضمن سلامة خطواتنا ومصيرنا.
ولننظر إلى بعض تلك الآيات الشّريفة وما فيها من وصايا رائعة:
1 -{قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا* قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِىَ صَبْرًا * وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَالَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا * قَالَ سَتَجِدُنِى إِنْ شَآءَ الله صَابِرًا وَلاَ أَعْصِى لَكَ أَمْرً}.
2- {وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ *... وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ}.
3- {فَاصْبِر لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُن كَصاحِبِ الحُوتِ اِذ نادى وَهُوَ مَكظُومَّ * لَولاَ أَنْ تَدارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالعَراءِ وَهُوَ مَذمُومٌ * فَأجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحينَ}.
4- {وَلاَ تَعْجَلْ بِالقُرآنِ مِن قَبْلِ اَن يُقضى اِلَيكَ وَحيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْم}.
5- {خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ}.
6 -{وَيَدْعُ الإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُول}.
7- {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمُ الْمَثُلاَتُ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ}.
8 -{وَلَوْ يُعَجِّلُ الله لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم بِالْخَيْرِ لَقُضِىَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَآءَنَا فِى طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ}.
9 -{وَيَقُولُونَ مَتَى هَـذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ *... فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانتَظِرْ إِنَّهُمْ مُّنتَظِرُونَ}.
10 -{فَاصْبِر كَمَا صَبَرَ اوُلُوا العَزمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَستَعْجِلْ لَهُم كَاَنَّهُم يومَ يَرَونَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلبَثُوا اإلّا سَاعَةً مِنْ نَهار بَلاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إلّا الْقَومُ الفَاسِقُونَ}.
هل فكّر أحدنا أن يجعل لنفسه وخطواته برنامجاً واضحاً ومدروساً كي يتجنّب الوقوع في المشاكل؟
إنّ الروّية من سجايا المؤمن الذي لا يتسرّع في حكمه على أحد، أو في حمله لمشاعر معيّنة تجاه أحد، بل يتميّز بصبره وبصيرته وطول أناته.