الإصلاح هو مفهوم عام وشامل، فقد يكون الإصلاح في السياسة، وقد يكون في الاقتصاد، وقد يكون في الاجتماع، والتربية... وهكذا كافة الميادين الحياتيّة، ولذلك، فإن الإمام الحسين (ع) أطلق ذلك، وأعطى شعاراً عاماً: "خرجت لطلب الإصلاح في أمّة جدّي". فإنّ أهمّ ما يطلب لإنجاح أيّ حركة إصلاحيّة، هو الإخلاص والأمانة والصّدق والخبرة.
إنّ منهج إصلاح التديّن، والالتزام الإسلامي، والأخذ بأسباب الانفتاح الفكري، والاعتراف بالآخر، وحسن الظنّ بالله، وتحصيل الشجاعة القلبيّة والإرادة القوية، والانطلاقة الروحيّة، والتّوازن بين الدنيا والآخرة في عمليَّة السلوك، على هدى قوله تعالى: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}، إنّها واضحة على مستوى النظريَّة والتَّطبيق في الكتاب والسنَّة وأحاديث الأئمَّة من أهل البيت (ع). [استفتاءات].
فالإنسان هو صانع الفساد، وهو صانع الصَّلاح، ولذلك، كانت دعوة الأنبياء أممهم إلى أن يأخذوا بأسباب الصَّلاح والإصلاح، وهذا ما جاء في القرآن الكريم على لسان أحد الأنبياء (ع): {إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ} [هود: 88]، فأنا أريد أن أُصلحكم، وأن أجعل الصّلاح هو الذي يسيطر على كلّ مجتمعاتكم، لتكون مجتمعات خير وإنتاج وسلام. وهكذا عندما نستعيد عاشوراء، فإننا نقرأ أن الحسين (ع) انطلق في حركته من أجل الإصلاح في أمّة جدّه.
وفي القرآن الكريم، نقرأ قول الله تعالى: {إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}، ليعرّفنا سبحانه أنّ الإنسان هو الذي يصنع التّغيير، من خلال فكره الذي ينفتح على سلوكه وعلى علاقته بالنّاس وبالحياة كلّها، حتى إنّ الله تعالى قد يقدّر سلب النّعم عن الناس، سواء كانت نعماً في حياتهم الاقتصادية أو في حياتهم الأمنية أو الاجتماعية، في حال تغيّرت ممارساتهم العمليّة التابعة لأفكارهم، بحيث تصبح في خطّ الفساد وخطّ المآسي والانهيار، يقول تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الأنفال: 53]. فالله يريد أن يقول للإنسان: غيِّر نفسك تغيِّر الواقع، لأنَّ الواقع يتجسَّد من خلال الفكرة الداخليّة التي تحكم التخطيط الإنساني لطبيعة حركته في الحياة. وورد في هذا المجال أيضاً قوله تعالى: {وَضَرَبَ اللهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللهِ فَأَذَاقَهَا اللهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} [النّحل: 112].
وعلى ضوء هذا، لا بدّ لنا في عملية الإصلاح العملي الواقعي، من أن نصلح العنصر الفكري للإنسان، بأن نغيِّر الذهنيّة الإنسانيّة لتكون ذهنيّة خير لا ذهنيّة شرّ، ولتكون حركته حركة عدل لا حركة ظلم، وانطلاقته انطلاقة الاستقامة لا انطلاقة الانحراف. [من خطبة الجمعة العام 2009].
*المصدر: (استفتاءات – مفاهيم عامّة ) - (أرشيف خطب الجمعة العام 2009).
الإصلاح هو مفهوم عام وشامل، فقد يكون الإصلاح في السياسة، وقد يكون في الاقتصاد، وقد يكون في الاجتماع، والتربية... وهكذا كافة الميادين الحياتيّة، ولذلك، فإن الإمام الحسين (ع) أطلق ذلك، وأعطى شعاراً عاماً: "خرجت لطلب الإصلاح في أمّة جدّي". فإنّ أهمّ ما يطلب لإنجاح أيّ حركة إصلاحيّة، هو الإخلاص والأمانة والصّدق والخبرة.
إنّ منهج إصلاح التديّن، والالتزام الإسلامي، والأخذ بأسباب الانفتاح الفكري، والاعتراف بالآخر، وحسن الظنّ بالله، وتحصيل الشجاعة القلبيّة والإرادة القوية، والانطلاقة الروحيّة، والتّوازن بين الدنيا والآخرة في عمليَّة السلوك، على هدى قوله تعالى: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}، إنّها واضحة على مستوى النظريَّة والتَّطبيق في الكتاب والسنَّة وأحاديث الأئمَّة من أهل البيت (ع). [استفتاءات].
فالإنسان هو صانع الفساد، وهو صانع الصَّلاح، ولذلك، كانت دعوة الأنبياء أممهم إلى أن يأخذوا بأسباب الصَّلاح والإصلاح، وهذا ما جاء في القرآن الكريم على لسان أحد الأنبياء (ع): {إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ} [هود: 88]، فأنا أريد أن أُصلحكم، وأن أجعل الصّلاح هو الذي يسيطر على كلّ مجتمعاتكم، لتكون مجتمعات خير وإنتاج وسلام. وهكذا عندما نستعيد عاشوراء، فإننا نقرأ أن الحسين (ع) انطلق في حركته من أجل الإصلاح في أمّة جدّه.
وفي القرآن الكريم، نقرأ قول الله تعالى: {إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}، ليعرّفنا سبحانه أنّ الإنسان هو الذي يصنع التّغيير، من خلال فكره الذي ينفتح على سلوكه وعلى علاقته بالنّاس وبالحياة كلّها، حتى إنّ الله تعالى قد يقدّر سلب النّعم عن الناس، سواء كانت نعماً في حياتهم الاقتصادية أو في حياتهم الأمنية أو الاجتماعية، في حال تغيّرت ممارساتهم العمليّة التابعة لأفكارهم، بحيث تصبح في خطّ الفساد وخطّ المآسي والانهيار، يقول تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الأنفال: 53]. فالله يريد أن يقول للإنسان: غيِّر نفسك تغيِّر الواقع، لأنَّ الواقع يتجسَّد من خلال الفكرة الداخليّة التي تحكم التخطيط الإنساني لطبيعة حركته في الحياة. وورد في هذا المجال أيضاً قوله تعالى: {وَضَرَبَ اللهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللهِ فَأَذَاقَهَا اللهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} [النّحل: 112].
وعلى ضوء هذا، لا بدّ لنا في عملية الإصلاح العملي الواقعي، من أن نصلح العنصر الفكري للإنسان، بأن نغيِّر الذهنيّة الإنسانيّة لتكون ذهنيّة خير لا ذهنيّة شرّ، ولتكون حركته حركة عدل لا حركة ظلم، وانطلاقته انطلاقة الاستقامة لا انطلاقة الانحراف. [من خطبة الجمعة العام 2009].
*المصدر: (استفتاءات – مفاهيم عامّة ) - (أرشيف خطب الجمعة العام 2009).