هناك كلمتان للإمام زين العابدين (ع) في حقِّ الأمّ وحقّ الأب، ونحن لا نريد أن يكون هناك يوم للأمّ وحدها، ولكن علينا أن نجعل يوماً للوالدين، لأنّ الله أرادنا أن نحسن إليهما معاً.
يقول الإمام زين العابدين في «رسالة الحقوق»، كما روي عنه: «وحقّ أمّك أن تعلم أنها حملتك حيث لا يحتمل أحد أحداً»، قد يحملك أحد على ظهره، ولكن هل يحملك أحد في داخل جسده في اللّيل وفي النهار وأنت تعبث بكلّ جسده؟! «وأعطتك من ثمرة قلبها ما لا يطعم أحد أحداً، ووقتك بجميع جوارحها»، أرأيتها كيف تحافظ عليك عندما تريد أن تمشي وتقول لك لا تستعجل، وعندما تريد أن تحمل شيئاً تقول لك لا تحمل شيئاً ثقيلاً يمكن أن يساهم في إسقاطك، وأن لا تأكل أيَّ شيء يمكن أن يضرّك، وهي تتحمَّل الألم مستبشرةً فرحةً متحمّلةً لما فيه مكروهها وألمها، حتى دفعتها عنك يد القدرة عندما جاءت ساعة الوضع وأخرجتك إلى الأرض، «ولم تبالِ أن تجوع وتطعمك، وتعطش وتسقيك، وتعرى وتكسوك، وتضحى وتظلّك، وتهجر النَّوم لأجلك، ووقتك الحرّ والبرد لتكون لها، فإنَّك لا تطيق شكرها إلّا بعون الله وتوفيقه».
فإذا كان الأمر كذلك، فلتشكرها على قدر ذلك. هذا عن الأمّ.
وأمّا عن الأب: «وأمّا حقّ أبيك، فأن تعلم أنه أصلك، وأنك لولاه لم تكن، فمهما رأيت في نفسك ممّا يعجبك ـ من خصال وأخلاق وسجايا وجمال ـفاعلم أنّ أباك أصل النعمة عليك فيه، فاحمد الله واشكره على قدر ذلك، ولا قوّة إلا بالله».
هذا هو الخطّ الإسلامي الأصيل في نظرة الإسلام إلى الأب وإلى الأمّ، ولذلك إذا كان العالم يحتفل بيوم الأمّ، فعلينا أن ندرس هذا الاحتفال إسلاميّاً، بحيث نتبيّن على ضوء خطّ التوعية الإسلاميّة العامّة للأمّة، ما هو حقّ الأم، وأن نبيّن ما هو حقّ الأب، حتى نستطيع أن نعيش في هذا الجانب من الخطِّ الإسلامي على هدي الإسلام، لا لمجرّد الجانب العاطفي فحسب.
*من كتاب "النّدوة، ج 1".

هناك كلمتان للإمام زين العابدين (ع) في حقِّ الأمّ وحقّ الأب، ونحن لا نريد أن يكون هناك يوم للأمّ وحدها، ولكن علينا أن نجعل يوماً للوالدين، لأنّ الله أرادنا أن نحسن إليهما معاً.
يقول الإمام زين العابدين في «رسالة الحقوق»، كما روي عنه: «وحقّ أمّك أن تعلم أنها حملتك حيث لا يحتمل أحد أحداً»، قد يحملك أحد على ظهره، ولكن هل يحملك أحد في داخل جسده في اللّيل وفي النهار وأنت تعبث بكلّ جسده؟! «وأعطتك من ثمرة قلبها ما لا يطعم أحد أحداً، ووقتك بجميع جوارحها»، أرأيتها كيف تحافظ عليك عندما تريد أن تمشي وتقول لك لا تستعجل، وعندما تريد أن تحمل شيئاً تقول لك لا تحمل شيئاً ثقيلاً يمكن أن يساهم في إسقاطك، وأن لا تأكل أيَّ شيء يمكن أن يضرّك، وهي تتحمَّل الألم مستبشرةً فرحةً متحمّلةً لما فيه مكروهها وألمها، حتى دفعتها عنك يد القدرة عندما جاءت ساعة الوضع وأخرجتك إلى الأرض، «ولم تبالِ أن تجوع وتطعمك، وتعطش وتسقيك، وتعرى وتكسوك، وتضحى وتظلّك، وتهجر النَّوم لأجلك، ووقتك الحرّ والبرد لتكون لها، فإنَّك لا تطيق شكرها إلّا بعون الله وتوفيقه».
فإذا كان الأمر كذلك، فلتشكرها على قدر ذلك. هذا عن الأمّ.
وأمّا عن الأب: «وأمّا حقّ أبيك، فأن تعلم أنه أصلك، وأنك لولاه لم تكن، فمهما رأيت في نفسك ممّا يعجبك ـ من خصال وأخلاق وسجايا وجمال ـفاعلم أنّ أباك أصل النعمة عليك فيه، فاحمد الله واشكره على قدر ذلك، ولا قوّة إلا بالله».
هذا هو الخطّ الإسلامي الأصيل في نظرة الإسلام إلى الأب وإلى الأمّ، ولذلك إذا كان العالم يحتفل بيوم الأمّ، فعلينا أن ندرس هذا الاحتفال إسلاميّاً، بحيث نتبيّن على ضوء خطّ التوعية الإسلاميّة العامّة للأمّة، ما هو حقّ الأم، وأن نبيّن ما هو حقّ الأب، حتى نستطيع أن نعيش في هذا الجانب من الخطِّ الإسلامي على هدي الإسلام، لا لمجرّد الجانب العاطفي فحسب.
*من كتاب "النّدوة، ج 1".