كتابات
27/03/2020

هل تحمل الأمّة مفاهيم الرّسول (ص) وأهدافه؟!

هل تحمل الأمّة مفاهيم الرّسول (ص) وأهدافه؟!

تحدَّث القرآن الكريم عن الرسول الشّاهد والمبشّر والنذير.. كيف نستوحي هذه المفاهيم القرآنيّة في حياتنا الخاصّة والعامّة؟

إنَّ من قِيَم الرّسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنّه الشاهد علينا؛ شاهد بحضوره عندما كان حاضراً، وشاهد برسالته، وشاهد بكلّ النّاس الذين جعلهم أوصياء له ونوّاباً له وخلفاء له. {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً* وَدَاعِياً إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِير} [الأحزاب: 45 _ 46].

يقدّم الشهادة أمام الله عن كلّ العالم الذي تحمّل مسؤوليّته، وعن كلّ الأُمّة التي وجّه إليها رسالته شاهداً عليها، يقدِّم لله الشهادة عمّا صنعه في حياته، وعمّا صنعته الأُمّة بعد حياته؛ هل انسجمت الأُمّة مع رسالته؟ هل سارت مع شريعته؟ هل حملت مفاهيمه؟ هل حملت أهدافه وتطلُّعاته؟ أم أنّها سارت مسار ما كان قبلها من الأُمم؛ أخذت القشور وتركت اللّباب، وأخذت الشّكل وتركت المضمون، وتحرَّكت في السطح وتركت العمق؟!

فلننظر كيف نواجه شهادة رسول الله، فهو الشّاهد علينا! {لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ...} [الحجّ: 78].

نحن حملة الرسالة الذين ننتمي إلى الله، ومن خلال رسالاته، ومن خلال شريعته، نحن أيضاً علينا أن نعيش الشهادة على الناس من خلال رسالاته وشريعته؛ فهل نحن في مستوى الشهادة؟ وهل نحن في مستوى المسؤوليّة؟ هذا ما يريده الله أن نعيشه.

{إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً...}[الأحزاب: 45]، يبشِّر رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) النّاس برضا الله إذا أطاعوه، وبجنّته إذا ساروا على منهاجه، ويبشّرهم بحياة طيّبة رضيّة إذا عملوا بما يريده من أحكام ومن واجبات. فكلّ حكم من الأحكام يبلّغه رسول الله إلينا، وكلّ طاعة من طاعات الله يدعونا الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إليها، هو بشارة لنا في حياة نعيشها كأسعد ما يعيش الإنسان من حياة، وآخرة ينطلق فيها الإنسان كأفضل ما ينطلق الإنسان في آخرته.

هكذا بشّرنا رسول الله، ويريدنا رسول الله، ويريدنا الله دائماً أن نستحضر البشارة في وعينا وأفكارنا.

على الإنسان في كلّ عمل أن يفكّر في أنَّ رسول الله بشّره بالجنَّة، فإذا كان الإنسان طيّباً صالِحاً، يكون بركة على نفسه وعلى الآخرين.

على الإنسان أن لا ينسى بشارة الله لنا بالجنَّة، ولا ينسى بشارة الله لنا بالحياة الطيّبة، ولا ينسى بشارة الله له برضاه.. أن لا ينسى ذلك، لأنّه إذا ذكر ذلك، ذكر كيف يوفّق بين أعماله وبين البشارة.

أمّا إذا نسي الآخرة ونسي الجنّة، ونسي رضا الله، ونسي مصيره، فإنّه سيتحرّك عشوائياً، يسقط في حفرة هنا، ويخرج منها ليسقط في حفرة أخرى كالأعمى، يصدمه جدار هنا وجدار هناك، ولا يهتدي السّبيل.

{الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [النحل : 32].

هكذا فليفكّر الإنسان أنَّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) جاء مبشّراً لنا بالجنّة وبرضا الله، وبالحياة السعيدة الطيّبة الرضيّة.

وعندما يذكر الإنسان البشارة، فليذكر العمل الذي يجعله بمستوى البشارة، يقول سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} [الحج: 1 - 2].

لقد أنذرهم الله من خلال رسوله ومن خلال القرآن، وأنذرنا إذا كفرنا وإذا عصينا، وأنذرنا إذا انحرفنا، وأنذرنا إذا عبدنا الطاغوت أو اتّبعناه، وأنذرنا إذا عبدنا الشيطان، أو اتّبعنا الشيطان وأولياء الشيطان، فإنَّ الله أنذرنا عذاباً شديداً. {يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ للهِ} [الانفطار: 19].

لقد أنذرنا رسول الله بكلّ ما أمر الله أن ينذرنا به؛ لم ينذرنا بالآخرة فقط، بل أنذرنا بنتائج عملنا في الدنيا: {وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللهِ فَأَذَاقَهَا اللهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ} [النحل: 112].

{ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الروم: 41].

أنذرنا عذاب الدنيا من خلال ما نفعله من أعمالنا، كما أنذرنا عذاب الآخرة. وفي يوم القيامة، يأتي النداء من الله شعار يوم القيامة: {الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ} [غافر: 17]. {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [النّحل: 118].

إنَّ الله أعطاهم عقلاً وعيناً وإرادة، دلَّهم على طريق الخير وشجّعهم عليه، ودلّهم على طريق الشّر وأبعدهم عنه، ولكنّهم ساروا مع شهواتهم، فأنكروا الحقّ وهم يرونه، وساروا مع الباطل وهم يعرفونه، فظلموا أنفسهم، لأنَّهم سيّروها في الطريق الذي يهلكهم في الدنيا ويهلكهم في الآخرة.

ومن هنا، فليذكر الإنسان إنذارات الله إليه إذا دعي إلى معصيته أو إلى الكفر والإشراك به، وليذكر الإنسان إنذارات الله إذا دعاه إنسان إلى أن يقتل النّاس أو يسرقهم أو يعتدي على أعراضهم أو يؤذيهم فيما لا حقّ له فيه، ليذكر إنذارات الله، وليذكر قوّة الله التي لا يمكن أن يثبت أمامها.

* المصدر: كتاب "رسول الله محمّد (ص) القائد القدوة"، إصدار: المركزالإسلامي الثقافي.

تحدَّث القرآن الكريم عن الرسول الشّاهد والمبشّر والنذير.. كيف نستوحي هذه المفاهيم القرآنيّة في حياتنا الخاصّة والعامّة؟

إنَّ من قِيَم الرّسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنّه الشاهد علينا؛ شاهد بحضوره عندما كان حاضراً، وشاهد برسالته، وشاهد بكلّ النّاس الذين جعلهم أوصياء له ونوّاباً له وخلفاء له. {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً* وَدَاعِياً إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِير} [الأحزاب: 45 _ 46].

يقدّم الشهادة أمام الله عن كلّ العالم الذي تحمّل مسؤوليّته، وعن كلّ الأُمّة التي وجّه إليها رسالته شاهداً عليها، يقدِّم لله الشهادة عمّا صنعه في حياته، وعمّا صنعته الأُمّة بعد حياته؛ هل انسجمت الأُمّة مع رسالته؟ هل سارت مع شريعته؟ هل حملت مفاهيمه؟ هل حملت أهدافه وتطلُّعاته؟ أم أنّها سارت مسار ما كان قبلها من الأُمم؛ أخذت القشور وتركت اللّباب، وأخذت الشّكل وتركت المضمون، وتحرَّكت في السطح وتركت العمق؟!

فلننظر كيف نواجه شهادة رسول الله، فهو الشّاهد علينا! {لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ...} [الحجّ: 78].

نحن حملة الرسالة الذين ننتمي إلى الله، ومن خلال رسالاته، ومن خلال شريعته، نحن أيضاً علينا أن نعيش الشهادة على الناس من خلال رسالاته وشريعته؛ فهل نحن في مستوى الشهادة؟ وهل نحن في مستوى المسؤوليّة؟ هذا ما يريده الله أن نعيشه.

{إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً...}[الأحزاب: 45]، يبشِّر رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) النّاس برضا الله إذا أطاعوه، وبجنّته إذا ساروا على منهاجه، ويبشّرهم بحياة طيّبة رضيّة إذا عملوا بما يريده من أحكام ومن واجبات. فكلّ حكم من الأحكام يبلّغه رسول الله إلينا، وكلّ طاعة من طاعات الله يدعونا الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إليها، هو بشارة لنا في حياة نعيشها كأسعد ما يعيش الإنسان من حياة، وآخرة ينطلق فيها الإنسان كأفضل ما ينطلق الإنسان في آخرته.

هكذا بشّرنا رسول الله، ويريدنا رسول الله، ويريدنا الله دائماً أن نستحضر البشارة في وعينا وأفكارنا.

على الإنسان في كلّ عمل أن يفكّر في أنَّ رسول الله بشّره بالجنَّة، فإذا كان الإنسان طيّباً صالِحاً، يكون بركة على نفسه وعلى الآخرين.

على الإنسان أن لا ينسى بشارة الله لنا بالجنَّة، ولا ينسى بشارة الله لنا بالحياة الطيّبة، ولا ينسى بشارة الله له برضاه.. أن لا ينسى ذلك، لأنّه إذا ذكر ذلك، ذكر كيف يوفّق بين أعماله وبين البشارة.

أمّا إذا نسي الآخرة ونسي الجنّة، ونسي رضا الله، ونسي مصيره، فإنّه سيتحرّك عشوائياً، يسقط في حفرة هنا، ويخرج منها ليسقط في حفرة أخرى كالأعمى، يصدمه جدار هنا وجدار هناك، ولا يهتدي السّبيل.

{الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [النحل : 32].

هكذا فليفكّر الإنسان أنَّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) جاء مبشّراً لنا بالجنّة وبرضا الله، وبالحياة السعيدة الطيّبة الرضيّة.

وعندما يذكر الإنسان البشارة، فليذكر العمل الذي يجعله بمستوى البشارة، يقول سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} [الحج: 1 - 2].

لقد أنذرهم الله من خلال رسوله ومن خلال القرآن، وأنذرنا إذا كفرنا وإذا عصينا، وأنذرنا إذا انحرفنا، وأنذرنا إذا عبدنا الطاغوت أو اتّبعناه، وأنذرنا إذا عبدنا الشيطان، أو اتّبعنا الشيطان وأولياء الشيطان، فإنَّ الله أنذرنا عذاباً شديداً. {يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ للهِ} [الانفطار: 19].

لقد أنذرنا رسول الله بكلّ ما أمر الله أن ينذرنا به؛ لم ينذرنا بالآخرة فقط، بل أنذرنا بنتائج عملنا في الدنيا: {وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللهِ فَأَذَاقَهَا اللهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ} [النحل: 112].

{ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الروم: 41].

أنذرنا عذاب الدنيا من خلال ما نفعله من أعمالنا، كما أنذرنا عذاب الآخرة. وفي يوم القيامة، يأتي النداء من الله شعار يوم القيامة: {الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ} [غافر: 17]. {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [النّحل: 118].

إنَّ الله أعطاهم عقلاً وعيناً وإرادة، دلَّهم على طريق الخير وشجّعهم عليه، ودلّهم على طريق الشّر وأبعدهم عنه، ولكنّهم ساروا مع شهواتهم، فأنكروا الحقّ وهم يرونه، وساروا مع الباطل وهم يعرفونه، فظلموا أنفسهم، لأنَّهم سيّروها في الطريق الذي يهلكهم في الدنيا ويهلكهم في الآخرة.

ومن هنا، فليذكر الإنسان إنذارات الله إليه إذا دعي إلى معصيته أو إلى الكفر والإشراك به، وليذكر الإنسان إنذارات الله إذا دعاه إنسان إلى أن يقتل النّاس أو يسرقهم أو يعتدي على أعراضهم أو يؤذيهم فيما لا حقّ له فيه، ليذكر إنذارات الله، وليذكر قوّة الله التي لا يمكن أن يثبت أمامها.

* المصدر: كتاب "رسول الله محمّد (ص) القائد القدوة"، إصدار: المركزالإسلامي الثقافي.

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية