كتابات
17/05/2020

إلى الله نتوجَّه لا إلى غيره

إلى الله نتوجَّه لا إلى غيره

في القرآن الكريم حديثٌ دائمٌ عن الله تعالى، يوجِّه الإنسان من خلاله إلى أن يستجلي عظمة الله في نفسه، فعندما ينظر إلى حركة الكون من حوله، لا بدّ أن يكتشف سرَّ عظمة الله في حركة الكون، وعندما يتطلَّع إلى حركة النّاس والحياة من حوله، فإنّه يدرك عظمة الله في تدبيره للأمور بالطّريقة التي يحرّكها على حسب حكمته.. وهكذا في حركة الشّمس والقمر واللّيل والنهار، وفي النظام الإنساني في سقوط الدّول ورقيّها، وفي عزّة الناس وذلّهم {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}[آل عمران: 26].

كلّ الأمور بيد الله

الأمر كلُّه بيد الله سبحانه، حتّى الأمور التي يتحرّك فيها النّاس، ويُخيَّلُ إلينا أنّهم يصنعونها ويقومون بها، هي والنّاس بمثابة الأدوات والآلات والوسائل التي ينفّذ الله بها إرادته.

وهذا ما قاله الله تعالى لنبيِّه (ص) في معركة بدر: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللهَ رَمَى}[الأنفال: 17]. ومن الطبيعيّ أنَّ هذا التعبير ليس على سبيل الحقيقة، بل هو على سبيل المجاز، فالله سبحانه لا يرمي، ولكنّه عندما دبَّر الأمور ووجّهها ونظَّمها وأدارها بقدرته لتحقيق النّصر على يد الرسول (ص) وأيدي أصحابه، فكأنّه تعالى هو الذي رمى، والآخرون أدوات..

وهكذا نحن في الحياة، أدواتٌ سخّرها الله لتنفيذ إرادته وحكمته، تبعاً لما يراه من مصلحة الكون والحياة والإنسان، حتّى تخضع الحياة كلُّها في الواقع الكوني والإنساني للسنن والقوانين التي ركَّزها سبحانه في الكون.

ولذا، يتحدّث القرآن عن عظمة الله وسُنّته: {وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً}[الأحزاب: 62]، فركّز في الكون قوانينه ونُظُمَه وطبيعتَه التي لا تتبدّل، لأنَّ ما يتبدّل هو الذي يتغيّر جانب الصّلاح فيه، ولكنَّ الله تعالى أودع في هذه السّنَن جانب الصّلاح الدّائم والمستمرّ فيها.

الأمور بأسبابها

وهو تعالى عندما يريد أن ينفِّذ أمراً، فإنَّما ينفِّذه بأسبابه، ونحن عندما نطلب منه الرّزق والصحّة وما شاكل ذلك، لا بدَّ أن نلحظ أنّه سبحانه وتعالى جعل لكلِّ شيءٍ سبباً {قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً}[الطلاق: 3]، فهناك نطاق محدّد ومنظَّم {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}[القمر: 49]. ففي الكون نظامٌ لحركته وحركة النّاس، الذين مع اختلافهم فيما يفعلون، لكنّهم محكومون لنظامٍ معيّن في الخطوط العامّة لحركتهم.

آجال الأمم

ومن خلال ما نقرأه في القرآن: {اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء}، نفهم أنَّ الله يحذّرنا من الاستغراق في الذين يملكون الدُّنيا، فليس المَلِك يُسقِط مَلِكاً، ولا الدولة تُسقِط دولة، ولكنّه النظام الذي أداره سبحانه في ولادة الدول وسقوطها، من خلال أسباب القوّة والضعف، وأسباب النهوض والانحطاط، تماماً كولادة الإنسان وموته، أو فقره وغناه، أو صحّته وسقمه.. وهكذا الدول تنطلق من عناصر القوّة، ثمّ تضعف وتسقط لأنَّ عمرها انتهى. فكما يموت الأشخاص، هكذا الأُمم والدول تموت، باعتبار أنَّ كُلَّ موجودٍ حيّ، سواء كان موجوداً مادّياً أو معنوياً، يختزن في داخله عناصر قوّة وضعف، وعناصر حياةٍ وموت {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}[الأنبياء: 35].. هذه النفس تموت {لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ}[يونس: 49] والأُمم أيضاً. وكما أنَّ الإنسان إذا جاء أجلُه لا يستقدم ساعة ولا يستأخر، كذلك الأُمم {إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ}[يونس: 49]. وقد جعل لكلِّ فردٍ حساباً {اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً}[الإسراء: 14] وجعل للأُمّة حساباً {وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا}[الجاثية: 28] فالكلُّ ينتظم في نظام وضعه الله سبحانه وتعالى، حيث لا تحويل ولا تبديل فيه.

الملك لله وحده

وعندما يذكر القرآن لنا ذلك، ينبِّهنا ألّا ننسى الله تعالى عندما نقف أمام دولة عظمى أو ضعيفة، أو دولة تنهض وأخرى تسقط، وألا نذوب في الأشخاص والرّموز الذين يمثّلون هذه الدّول أو تلك، لأنّهم بأجمعهم خاضعون في حركتهم الإيجابيّة أو السلبيّة للنظام الكوني في ولادة الأُمم وموتها، وفي نهوض الدّول وضعفها {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ}، فأنتَ عندما تقف بين يدي ربِّك، وتتطلّع إلى كلّ الزعماء والملوك من حولك والدول والممالك، فلا يسقطنّ ذلك نفسك، ولا يأخذنَّ بمجامع قلبك، ولا تأخذك الرهبة من هذا أو ذاك، ولكن ارتفع بعقلك وقلبك وروحك إلى ربِّك، وتصوَّر أنّ كلّ هؤلاء يتحرّكون من خلال إرادة الله سبحانه، لا بمعنى أنّّ الله يحبّهم ويصطفيهم، بل بمعنى إدراك إرادة الله ومعرفته في تنظيم الكون وحركته.

{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ} كلُّ المُلْك بيدك، وخلقتَ ذلك كلّه، ولو أبعدتَ إرادتك عنه لَمَا استقرَّ لحظةً واحدة، فهو بإرادتك وجِدَ ويستمرّ ويموت..

{تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء}، من خلال الأسباب التي تُودِعُها في الكون لولادة الممالك، وارتفاع الملوك..

{وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء}، كما تنزع الروح ممّن تشاء، يأتي أجَلُ المُلْك كما يأتي أجَلُ النّفس، فتموت الممالك كما يموت الناس..

{وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء} بعض النّاس يُولَدون أعزّاء ويموتون أذلّاء، وبعضهم يولَدون أذلّاء ويموتون أعزّاء، وهذا ينطلق من خلال العناصر التي أودعها الله في الحياة، ممّا هي داخلةٌ في ذواتهم أو مقتبسةٌ من غيرهم، فيعزّون أو يذلّون..

{بِيَدِكَ الْخَيْرُ} فكلُّ خير هو بيدك، لأنَّ الوجود بيدك، وما فيه من خير، حرّكته وصنعته أنت، لأنَّ الوجود لا يملكه غيرُك {وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ}[النحل: 53]، فهو سبحانه يقلِّب الأمور كما يشاء، لأنّها طوعُ يديه، وهي خَلْقُه، والذي خلق يستطيع أن يُميت، والذي أعزَّ يستطيع أن يُذِلّ..

{إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.

هذا ما يجب أن يعيشه المؤمنون في نفوسهم وهم يعيشون عبوديةَ الله، فتجعلهم يتّجهون إليه سبحانه عندما يفكِّرون في العزّ والذّلِّ ولا يتّجهون إلى الناس، وبذلك يستجلون عظمة الله في نفوسهم، لأنّه سبحانه خالق كلّ شيءٍ، وهو أمامه ووراءه، فتتحرَّر نفوسهم من الخضوع للنّاس الذين يعتبرون أنفسهم كباراً وأعزّاء وملوكاً، وتبقى العبوديّة عندهم لله وحده.

*من كتاب "من عرفان القرآن".

في القرآن الكريم حديثٌ دائمٌ عن الله تعالى، يوجِّه الإنسان من خلاله إلى أن يستجلي عظمة الله في نفسه، فعندما ينظر إلى حركة الكون من حوله، لا بدّ أن يكتشف سرَّ عظمة الله في حركة الكون، وعندما يتطلَّع إلى حركة النّاس والحياة من حوله، فإنّه يدرك عظمة الله في تدبيره للأمور بالطّريقة التي يحرّكها على حسب حكمته.. وهكذا في حركة الشّمس والقمر واللّيل والنهار، وفي النظام الإنساني في سقوط الدّول ورقيّها، وفي عزّة الناس وذلّهم {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}[آل عمران: 26].

كلّ الأمور بيد الله

الأمر كلُّه بيد الله سبحانه، حتّى الأمور التي يتحرّك فيها النّاس، ويُخيَّلُ إلينا أنّهم يصنعونها ويقومون بها، هي والنّاس بمثابة الأدوات والآلات والوسائل التي ينفّذ الله بها إرادته.

وهذا ما قاله الله تعالى لنبيِّه (ص) في معركة بدر: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللهَ رَمَى}[الأنفال: 17]. ومن الطبيعيّ أنَّ هذا التعبير ليس على سبيل الحقيقة، بل هو على سبيل المجاز، فالله سبحانه لا يرمي، ولكنّه عندما دبَّر الأمور ووجّهها ونظَّمها وأدارها بقدرته لتحقيق النّصر على يد الرسول (ص) وأيدي أصحابه، فكأنّه تعالى هو الذي رمى، والآخرون أدوات..

وهكذا نحن في الحياة، أدواتٌ سخّرها الله لتنفيذ إرادته وحكمته، تبعاً لما يراه من مصلحة الكون والحياة والإنسان، حتّى تخضع الحياة كلُّها في الواقع الكوني والإنساني للسنن والقوانين التي ركَّزها سبحانه في الكون.

ولذا، يتحدّث القرآن عن عظمة الله وسُنّته: {وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً}[الأحزاب: 62]، فركّز في الكون قوانينه ونُظُمَه وطبيعتَه التي لا تتبدّل، لأنَّ ما يتبدّل هو الذي يتغيّر جانب الصّلاح فيه، ولكنَّ الله تعالى أودع في هذه السّنَن جانب الصّلاح الدّائم والمستمرّ فيها.

الأمور بأسبابها

وهو تعالى عندما يريد أن ينفِّذ أمراً، فإنَّما ينفِّذه بأسبابه، ونحن عندما نطلب منه الرّزق والصحّة وما شاكل ذلك، لا بدَّ أن نلحظ أنّه سبحانه وتعالى جعل لكلِّ شيءٍ سبباً {قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً}[الطلاق: 3]، فهناك نطاق محدّد ومنظَّم {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}[القمر: 49]. ففي الكون نظامٌ لحركته وحركة النّاس، الذين مع اختلافهم فيما يفعلون، لكنّهم محكومون لنظامٍ معيّن في الخطوط العامّة لحركتهم.

آجال الأمم

ومن خلال ما نقرأه في القرآن: {اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء}، نفهم أنَّ الله يحذّرنا من الاستغراق في الذين يملكون الدُّنيا، فليس المَلِك يُسقِط مَلِكاً، ولا الدولة تُسقِط دولة، ولكنّه النظام الذي أداره سبحانه في ولادة الدول وسقوطها، من خلال أسباب القوّة والضعف، وأسباب النهوض والانحطاط، تماماً كولادة الإنسان وموته، أو فقره وغناه، أو صحّته وسقمه.. وهكذا الدول تنطلق من عناصر القوّة، ثمّ تضعف وتسقط لأنَّ عمرها انتهى. فكما يموت الأشخاص، هكذا الأُمم والدول تموت، باعتبار أنَّ كُلَّ موجودٍ حيّ، سواء كان موجوداً مادّياً أو معنوياً، يختزن في داخله عناصر قوّة وضعف، وعناصر حياةٍ وموت {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}[الأنبياء: 35].. هذه النفس تموت {لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ}[يونس: 49] والأُمم أيضاً. وكما أنَّ الإنسان إذا جاء أجلُه لا يستقدم ساعة ولا يستأخر، كذلك الأُمم {إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ}[يونس: 49]. وقد جعل لكلِّ فردٍ حساباً {اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً}[الإسراء: 14] وجعل للأُمّة حساباً {وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا}[الجاثية: 28] فالكلُّ ينتظم في نظام وضعه الله سبحانه وتعالى، حيث لا تحويل ولا تبديل فيه.

الملك لله وحده

وعندما يذكر القرآن لنا ذلك، ينبِّهنا ألّا ننسى الله تعالى عندما نقف أمام دولة عظمى أو ضعيفة، أو دولة تنهض وأخرى تسقط، وألا نذوب في الأشخاص والرّموز الذين يمثّلون هذه الدّول أو تلك، لأنّهم بأجمعهم خاضعون في حركتهم الإيجابيّة أو السلبيّة للنظام الكوني في ولادة الأُمم وموتها، وفي نهوض الدّول وضعفها {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ}، فأنتَ عندما تقف بين يدي ربِّك، وتتطلّع إلى كلّ الزعماء والملوك من حولك والدول والممالك، فلا يسقطنّ ذلك نفسك، ولا يأخذنَّ بمجامع قلبك، ولا تأخذك الرهبة من هذا أو ذاك، ولكن ارتفع بعقلك وقلبك وروحك إلى ربِّك، وتصوَّر أنّ كلّ هؤلاء يتحرّكون من خلال إرادة الله سبحانه، لا بمعنى أنّّ الله يحبّهم ويصطفيهم، بل بمعنى إدراك إرادة الله ومعرفته في تنظيم الكون وحركته.

{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ} كلُّ المُلْك بيدك، وخلقتَ ذلك كلّه، ولو أبعدتَ إرادتك عنه لَمَا استقرَّ لحظةً واحدة، فهو بإرادتك وجِدَ ويستمرّ ويموت..

{تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء}، من خلال الأسباب التي تُودِعُها في الكون لولادة الممالك، وارتفاع الملوك..

{وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء}، كما تنزع الروح ممّن تشاء، يأتي أجَلُ المُلْك كما يأتي أجَلُ النّفس، فتموت الممالك كما يموت الناس..

{وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء} بعض النّاس يُولَدون أعزّاء ويموتون أذلّاء، وبعضهم يولَدون أذلّاء ويموتون أعزّاء، وهذا ينطلق من خلال العناصر التي أودعها الله في الحياة، ممّا هي داخلةٌ في ذواتهم أو مقتبسةٌ من غيرهم، فيعزّون أو يذلّون..

{بِيَدِكَ الْخَيْرُ} فكلُّ خير هو بيدك، لأنَّ الوجود بيدك، وما فيه من خير، حرّكته وصنعته أنت، لأنَّ الوجود لا يملكه غيرُك {وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ}[النحل: 53]، فهو سبحانه يقلِّب الأمور كما يشاء، لأنّها طوعُ يديه، وهي خَلْقُه، والذي خلق يستطيع أن يُميت، والذي أعزَّ يستطيع أن يُذِلّ..

{إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.

هذا ما يجب أن يعيشه المؤمنون في نفوسهم وهم يعيشون عبوديةَ الله، فتجعلهم يتّجهون إليه سبحانه عندما يفكِّرون في العزّ والذّلِّ ولا يتّجهون إلى الناس، وبذلك يستجلون عظمة الله في نفوسهم، لأنّه سبحانه خالق كلّ شيءٍ، وهو أمامه ووراءه، فتتحرَّر نفوسهم من الخضوع للنّاس الذين يعتبرون أنفسهم كباراً وأعزّاء وملوكاً، وتبقى العبوديّة عندهم لله وحده.

*من كتاب "من عرفان القرآن".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية