كتابات
31/05/2020

كيف يكون العقل رسولاً؟!

كيف يكون العقل رسولاً؟!

العقل هو رسول، سيقول الله للنّاس الّذين جحدوه، إنّني أرسلت إليكم رسولاً، فيقولون يا ربّنا لم نلتقِ برسولٍ ولم نستمع إلى رسول، فيقول: أَلَم أعطكم عقلاً هو الإشراقة الرسوليّة في داخلكم: {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ}[الملك: 10]، أي لو كنّا نسمع من الأنبياء، ولو كنّا نعقل الأمور في إدراكنا، ما كنَّا في أصحاب السّعير. فأنتَ تكون في النّار لأنّك لم تحرِّك عقلك، وأنتَ تكون في النّار لأنّك لم تشغّل عقلك.

ولهذا، فالعقل رسولٌ من داخل، والرّسول عقلٌ من خارج، يأتي الرّسول بوحي الله سبحانه وتعالى ليكمل لكَ ما لم يستطع عقلك أن يدركه. ومن هنا، فلأنَّ الله أعطانا عقلاً، أرادنا أن نشغله، وأرادنا أن ننمّيه، وأرادنا أن نقوِّيه، تماماً كما أنّك مسؤولٌ أن تقوِّي جسدك حتّى لا تموت، أنتَ مسؤول أن تقوِّي عقلك حتَّى لا تضلّ، وحتّى لا تسقط. ولهذا، رأينا الله سبحانه وتعالى يحرّم الأشياء التي تذهب العقل، وهي الخمر، والمخدّرات، وغيرهما، على أساس أنّ الخمر تذهب عقلك وتجعلك تعيش في عالم شعوري ليست له ضوابط، وتجعلك تعيش في عالم فكريّ ليست له ركائز. ولذلك، فإنّك بذلك تعيش حالة انعدام الوزن العقلي والشعوري والحسّي، والله لا يريد لك أن تأخذ إجازة في عقلك في أيّ حالة إلاَّ حالة النوم.

بعض الناس يقولون نريد أن نهرب من آلامنا، نريد أن نهرب من أحاسيسنا القاسية، نريد أن نهرب من مشاكلنا التي تحيط بنا من كلّ جانب... إنَّ الله يقول لك، لقد أعطيتك حالة هروب طبيعيّة، إذا أردت أن تريح جسدك وأن تهرب من أفكارك الصّعبة، ومن أحاسيسك القاسية، نم قليلاً، نم النّوم الطبيعي، وفي النوم عوالم أخرى، سترى أشياء كثيرة، وستحلم أحلاماً كثيرةً، ربّما تعطيك حالات نفسيّة مريحة. وإذا أردت أن تريح نفسك، فبإمكانك أن تلهو في حياتك لهواً بريئاً تعطي نفسك حريّتها في لذّاتها بغير محرَّم، ويكون عقلك موجّهاً للّهو، ولا يكون لهوك بعيداً عن عقلك.

وهكذا، لا يريد الله منّا أن نغيب في حياتنا اليقظة عن حركة عقولنا، سواء كان ذلك في شرب الخمر، أو في تعاطي المخدّرات، لأنَّ معنى ذلك أنّك تعيش وقتاً أنتَ غيرُ مستطيع لممارسة المسؤوليَّة، والله يريد منك أن تعيش حسّ المسؤوليَّة في كلّ لحظة. ولهذا، كانت خطورة شرب الخمر، من جهة أنّه يجعلك تبتعد عن عقلك وعن مسؤوليَّتك، وإذا تحرَّكت في الحياة من دون عقل، ومن دون مسؤوليّة، فإنّك تكون خطراً على نفسك وعلى الحياة. وهكذا عندما تتناول المخدّرات، فإنّها تضعف طاقتك العقليّة، وتضعف إحساسك بالمسؤوليّة في هذا المجال.

لهذا، يريدنا الله دائماً أن نفكِّر لنعرف ما حولنا، وأن نفكِّر لننمّي عقولنا، وأن نجرِّب ونفكّر ونحن نستخدم التّجارب من أجل أن تستزيد في عقولنا: "خير ما جرَّبت ما وعظك"، والإمام عليّ (ع) يقول: "في التجارب عقلٌ مستحدث أو مستأنف".

أرادنا الله دائماً أن نفكّر في الأشياء الغامضة لنفتحها، فإذا أعوزنا عمق التّفكير، قال الله لنا اجمعوا أفكاركم إلى أفكار الآخرين.. اختر إنساناً يملك عقلاً مثل عقلك أو أكبر من عقلك وشاوره، لأنَّ المشورة معناها أن تضمّ فكرك إلى فكر الآخرين، وعند ذلك، يمكن أن تنتج فكراً جديداً، ولهذا تحدَّث الله عن المجتمع المسلم أنّه مجتمع الشّورى: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ}[الشّورى: 38] وقال لرسوله: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ}[آل عمران: 159] شاورهم في الأمور، وإن كنت لا تحتاج إلى مشورتهم، حتّى تعوّدهم على ذلك.

*من كتاب "آفاق إسلاميَّة".

العقل هو رسول، سيقول الله للنّاس الّذين جحدوه، إنّني أرسلت إليكم رسولاً، فيقولون يا ربّنا لم نلتقِ برسولٍ ولم نستمع إلى رسول، فيقول: أَلَم أعطكم عقلاً هو الإشراقة الرسوليّة في داخلكم: {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ}[الملك: 10]، أي لو كنّا نسمع من الأنبياء، ولو كنّا نعقل الأمور في إدراكنا، ما كنَّا في أصحاب السّعير. فأنتَ تكون في النّار لأنّك لم تحرِّك عقلك، وأنتَ تكون في النّار لأنّك لم تشغّل عقلك.

ولهذا، فالعقل رسولٌ من داخل، والرّسول عقلٌ من خارج، يأتي الرّسول بوحي الله سبحانه وتعالى ليكمل لكَ ما لم يستطع عقلك أن يدركه. ومن هنا، فلأنَّ الله أعطانا عقلاً، أرادنا أن نشغله، وأرادنا أن ننمّيه، وأرادنا أن نقوِّيه، تماماً كما أنّك مسؤولٌ أن تقوِّي جسدك حتّى لا تموت، أنتَ مسؤول أن تقوِّي عقلك حتَّى لا تضلّ، وحتّى لا تسقط. ولهذا، رأينا الله سبحانه وتعالى يحرّم الأشياء التي تذهب العقل، وهي الخمر، والمخدّرات، وغيرهما، على أساس أنّ الخمر تذهب عقلك وتجعلك تعيش في عالم شعوري ليست له ضوابط، وتجعلك تعيش في عالم فكريّ ليست له ركائز. ولذلك، فإنّك بذلك تعيش حالة انعدام الوزن العقلي والشعوري والحسّي، والله لا يريد لك أن تأخذ إجازة في عقلك في أيّ حالة إلاَّ حالة النوم.

بعض الناس يقولون نريد أن نهرب من آلامنا، نريد أن نهرب من أحاسيسنا القاسية، نريد أن نهرب من مشاكلنا التي تحيط بنا من كلّ جانب... إنَّ الله يقول لك، لقد أعطيتك حالة هروب طبيعيّة، إذا أردت أن تريح جسدك وأن تهرب من أفكارك الصّعبة، ومن أحاسيسك القاسية، نم قليلاً، نم النّوم الطبيعي، وفي النوم عوالم أخرى، سترى أشياء كثيرة، وستحلم أحلاماً كثيرةً، ربّما تعطيك حالات نفسيّة مريحة. وإذا أردت أن تريح نفسك، فبإمكانك أن تلهو في حياتك لهواً بريئاً تعطي نفسك حريّتها في لذّاتها بغير محرَّم، ويكون عقلك موجّهاً للّهو، ولا يكون لهوك بعيداً عن عقلك.

وهكذا، لا يريد الله منّا أن نغيب في حياتنا اليقظة عن حركة عقولنا، سواء كان ذلك في شرب الخمر، أو في تعاطي المخدّرات، لأنَّ معنى ذلك أنّك تعيش وقتاً أنتَ غيرُ مستطيع لممارسة المسؤوليَّة، والله يريد منك أن تعيش حسّ المسؤوليَّة في كلّ لحظة. ولهذا، كانت خطورة شرب الخمر، من جهة أنّه يجعلك تبتعد عن عقلك وعن مسؤوليَّتك، وإذا تحرَّكت في الحياة من دون عقل، ومن دون مسؤوليّة، فإنّك تكون خطراً على نفسك وعلى الحياة. وهكذا عندما تتناول المخدّرات، فإنّها تضعف طاقتك العقليّة، وتضعف إحساسك بالمسؤوليّة في هذا المجال.

لهذا، يريدنا الله دائماً أن نفكِّر لنعرف ما حولنا، وأن نفكِّر لننمّي عقولنا، وأن نجرِّب ونفكّر ونحن نستخدم التّجارب من أجل أن تستزيد في عقولنا: "خير ما جرَّبت ما وعظك"، والإمام عليّ (ع) يقول: "في التجارب عقلٌ مستحدث أو مستأنف".

أرادنا الله دائماً أن نفكّر في الأشياء الغامضة لنفتحها، فإذا أعوزنا عمق التّفكير، قال الله لنا اجمعوا أفكاركم إلى أفكار الآخرين.. اختر إنساناً يملك عقلاً مثل عقلك أو أكبر من عقلك وشاوره، لأنَّ المشورة معناها أن تضمّ فكرك إلى فكر الآخرين، وعند ذلك، يمكن أن تنتج فكراً جديداً، ولهذا تحدَّث الله عن المجتمع المسلم أنّه مجتمع الشّورى: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ}[الشّورى: 38] وقال لرسوله: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ}[آل عمران: 159] شاورهم في الأمور، وإن كنت لا تحتاج إلى مشورتهم، حتّى تعوّدهم على ذلك.

*من كتاب "آفاق إسلاميَّة".

اقرأ المزيد
نسخ الآية نُسِخ!
تفسير الآية